بوابة صوت بلادى بأمريكا

"أميرة" ضحية العالم الافتراضي.. دبر لها حبيبها "فخ الاغتصاب" فقتلت صاحبة

"يوماً واحداً كفيلا أن يغير مصير حياتك"، ويوم الجمعة الماضية كان كفيلاً بأن يقلب حياة "أحمد رزق وابنته أميرة" رأساً على عقب، فبينما انتهى الأب من أعمال طلاء إحدى الشقق السكنية  بمركز طامية في محافظة الفيوم، عاد إلى زوجته في كشك أدوات الكهرباء البسيط الذي يمتلكونه كي يتناول معها الغذاء ويشرب كوباً من الشاي.

 

توضأ الأب لصلاة المغرب وبعد أن انتهى أحضر كرسي ووضعه بجانب الكشك، واتكأ بظهره على الحائط كي يغفى قليلاً بينما تتابع زوجته حركة البيع والشراء، مر 10 دقائق نعس فيها "عم أحمد" قليلاً، ليفاجئ بإتصال هاتفي بعد المغرب من أحد المزارعين:" لقيت واحد بيكلمني بيقولي أنه بنتي "أميرة" قاعدة معاهم في البيت في العياط وغرقانه دم بعد ما قتلت واحد حاول يغتضبها".

 

تلقى الأب المكلوم صدمة المكالمة الهاتفية ولا يدري ما الأمر، تسارعت أنفاسه ونبضات قلبه، وتوجه مسرعاً ليستقل عربة متجهة نحو منطقة الجيزة، ثم استقل سيارة أخرى ليذهب بها إلى منطقة العياط حيث تتواجد ابنته، وبمجرد أن وصل الأب للمكان المحدد، استقبله المزارع مطمئناً إياه على صحة ابنته قائلاً "قالي بنتك كويسة وبـ100 راجل وعرفت تدافع عن نفسها، رغم إن كان معاها 3 شباب".

 

بداية الحكاية

 

لم يفكر "عم أحمد" كثيراً حتى لم يسأل ابنته ماذا حدث!، ضم صاحبة الـ15 ربيعاً إلى حضنه بينما يرتعد جسدها النحيل وقال لها:" متخفيش يا أميرة أبوكي هنا"، حينها أجهشت الطفلة في البكاء تمتم بكلمات غير مفهومة بسبب أنقطاع أنفاسها، أحضر لها المزارع كوباً من الماء وجلست الأب والأبنه بجانب بعضيهما على أريكة بالمنزل، ثم التقطت أنفاسها وسردت لوالداها تفاصيل ما جرى معها.

 

منذ عام من الآن، كانت الطفلة تجلس في غرفتها بعد أن عادت من عملها بإحدى محال الملابس الجاهزة، تحمل بين يديها الصغيرتين هاتفها المحمول، تتلقى الرسائل من رفيقاتها وتتابع منشورات العالم الأفتراضي، ثم يقطعها صوت طلب صداقة جديد من شاب يدعى "و"، فقبلته على الفور بعد أن بحثت في صفحته عن أصدقاء مشتركين.

 

وبمجرد أن تلقى الشاب " و" رسالة الموافقة على طلبي، بعث برسالة لي يوجه لها التحية في البداية على قبول صداقتي، وأنه ويرغب في التعرف بي، فأجبته أنني أدعى "أميرة" وأبلغ من العمر 14 عاماً و5 أشهر.

 

أعجبت  كثيراً بالشاب "و" الذي يعمل سائقاً ويكبرني في العمر بـ5 سنوات، وسرعان ما توطدت صداقته بي حتى أننا تبادلانا أرقام الهاتف في البداية، ثم تعددت المقابلات بيننا وتحديداً بين مركزي العياط وطامية.

 

وعلى مدار عام كامل، قطع الشاب وعوداً لي بأنه سيتقدم لخطبتي من والدي، وأنه يعمل ليلاً مع نهاراً من أجل توفير المال الكافي لشراء السكن ومتطلبات الزواج، فانخدعت بحديثه المعسول.

 

وفي ليلة الخميس الماضي، تلقيت رسالة منه يخبرني فيها أنه يرغب في لقائي يوم الجمعة من أجل التنزه قليلاً في حديقة الحيوان، ففرحت وقبلت طلبه.

 

وفي يوم الجمعة حضرت في موعد اللقاء المحدد، ووفقاً للأتفاق وصل"و" برفقة صديقه "إ.ب" وبعد قضاء ثلاث ساعات سوياً نتنزه في الحديقة، افترقنا في الزحام، وحينها اتصلت بـ"و" لمعرفة موقعه، فلم أتلقى منه إجابة وبعد تكرار المحاولات أجاب أحد الأشخاص وأخبرني أنه عثر على ذلك الهاتف، وطلب مني أن أقابله في قرية "برنشت" بالعياط من أجل تسلم الهاتف.

 

ذهبت إلى الموقع المحدد، وعقب وصولي لاستلام هاتف "و"، أخبرني السائق أن "و" حضر لاستلام الهاتف، ثم عرض على الشاب توصيلي بسيارته إلى الطريق الصحراوي الغربي، لاستقلال سيارة تعيدني إلى بلدتي بالفيوم، إلا أنه أثناء سيرنا في الطريق تعمق إلى أحد المدقات الجبلية، وطلب مني ممارسة الرذيلة معه، وعندما رفضت أخرج سكينا وهددني بها، فادعت موافقتي وطلبت منه النزول من السيارة، فترك السكين وخرج ورائي فاستغللت الفرصة وتناولت السكين وغرسته في رقبته، ولكنه لم يمت فلحق بي ما دفعني لطعنه طعنات عدة في جسده حتى سقط قتيلاً، ثم هرولت مسرعة وأنا في حالة من الذعر والذهول بما اقترفته لأستغيث بأحد من المارة.

 

دمعت عين الأب المكلوم من حديث ابنته، ثم اصطحبها على الفور لأقرب قسم شرطة، كي تسلم نفسها وتدلي بأقوالها فيما حدث، وبعد الاستماع لأقوالها بمحضر الشرطة، أمرت النيابة بحبس الطفلة 15يوماً على ذمة التحقيقات.

 

المجني عليه مسجل خطر ومدمن للمخدرات.. وأهل المجني عليه تركوا المنزل

 

وعندما استعلم الأب"أحمد أرزق" عن التاريخ الشاب الذي اعتدى على ابنته وجده مسجل خطر، ومدمن للمخدرات"كلام جيرانه عنه مش صحيح دول بيحاولوا يجاملوا عيلته.. أهل الولد هربانين لحد دلوقتي من بيتهم ومحدش عارف ليهم طريق".

 

والد الطفلة يطالب برؤية ابنته

 

ومنذ الجمعة الماضية وحتى الأن، يقيم "عم أحمد" برفقة والدته في شارع البحر الأعظم  يحاول رؤية ابنته الصغيرة كي يطمئنها، بعد أن انتباتها حالة هستيرية من البكاء والفزع بسبب حبسها، ولكن لم يوفق في الأمر حتى الآن" لحد دلوقتي رافضين إني أشوف البنت حتى بحاول أدبر فلوس علشان أجيبلها لقمة تاكلها لأنه من يوم ما جيت وانا بلف حوالين نفسي فالمصاريف خلصت".

 

المجلس القومي للأمومة والطفولة

 

عقب تلك الواقعة أعلن المجلس القومي للطفولة والأمومة، عن تقديم كافة سبل الدعم لطفلة العياط التي قامت بتسليم نفسها للشرطة بعد قتلها لشاب شرع في اغتصابها.

 

وأوضحت الدكتورة عزة العشماوي الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، أنها وجهت على الفور وحدة الدعم القانوني بالمجلس بتخصيص محامي لمتابعة وحضور التحقيقات، وتقديم الدعم والمساندة للطفلة، مشيرة إلى أن الطفلة تتلقى الرعاية اللازمة.

 

الإ أن ذلك الأمر نفته "دينا المقدم"محامية الطفلة، موضحة لـ"الفجر"، أن النيابة حتى الأن تنتظر تدخل مجلس الأمومة والطفولة ولكنهم لم يتواصلوا مع أحد منهم حتى أسرة الطفلة لم يتم التواصل معها.

 

التماس لخروج الطفلة بكفالة

 

وتابعت أن التحقيقات مستمرة حتى يوم الأحد القادم، وسيتم الانتهاء من المحضر ثم ستحصل على نسخة منه، وتقدم التماس بالإفراج عن الطفلة بكفالة مادية، لعدم وجود ما يدينها حتى الأن خاصة أن أقوال الشهود وتحريات النيابة وشهادة الطفلة تبرأ المتهمة وجميعها متطابقة.

 

كما أضافت أنهم ينتظرون حالياً تقريران، تقرير المعمل الجنائي والطب الشرعي للأنتهاء من القضية، وعقب خروجها ستخضع للتأهيل النفسي.

هذا الخبر منقول من الفجر