فى أولى المناظرات بين مرشحى الحزب الديمقراطى المحتملين للرئاسة، وجه المرشحون الديمقراطيون انتقادات صارخة لسياسات الهجرة التى يتبعها الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب وحالة الطبقة العاملة الأمريكية، لكنهم انقسموا فى الوقت ذاته حول كيفية معالجة قضايا الاقتصاد والهجرة وعزم الرئيس القادم على تحويل البلاد وفق خطوط أكثر ليبرالية.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، الخميس، برزت قوة الجناح التقدمى للحزب الديمقراطى بقوة خلال المناظرة التى عقدت فى ولاية فلوريدا، ففى الدقائق الأولى من النقاش وصفت السناتور إليزابيث وارين من ولاية ماساتشوستس، الحكومة الفيدرالية بأنها فاسدة تمامًا. ودعت المرشحة التى حصلت على أعلى نسبة استطلاعات للرأى، الحكومة إلى ضبط سلوك شركات النفط وشركات المستحضرات الدوائية واستبدال التأمين الصحى الخاص برعاية صحية مدفوعة من أموال الضرائب.
وانضم إلى وارين فى الدفع بقوة نحو اليسار، مرشحان أقل شهرة وهم جوليان كاسترو، وزير الإسكان السابق، ورئيس بلدية نيويورك، بيل دو بلاسيو، الذين سعوا إلى إطلاق حملاتهم من خلال مواجهة منافسيهم المترددين بشأن ربط مطالبهم التقدمية حول الهجرة والرعاية الصحية وسياسة الأمن القومى.
النقاش، وهو الأول من بين مناظرتين تضم كلا منهما 10 مرشحين، حيث يتسابق 20 شخصا حول خوض سباق انتخابات 2020 عن الحزب الديمقراطى، أكد على مدى انحراف الديمقراطيين "بشكل حاد" نحو مزيد من الليبرالية منذ انتخاب ترامب. فيما يتعلق بقضايا تتراوح بين الهجرة والرعاية الصحية والسيطرة على الأسلحة والسياسة الخارجية، أظهروا أنهم كانوا أكثر قلقًا أن يُنظر إليهم على أنهم غير تقدميين بدرجة كافية.
لكن أيضا بدا المرشحون الديمقراطيون مختلفون بشأن تضخم دور شركات التكنولوجيا فى المجتمع، فبدت وارن وحيدة بشأن دعوتها تفكيك هيمنة هذه الشركات، إذ دعت قبلا للتصدى لنفوذ فيس بوك وجوجل.
وفيما كان الرئيس الأمريكى، الذى يسعى لولاية ثانية فى 2020 كمرشحا للحزب الجمهورى، غائبا عن مناظرة الديمقراطيين، لكن العديد من المراقبون أشاروا إلى أنه كان الفائز الأكبر من هذا النقاش. وقالت هارميت ديلون، المحللة السياسية لدى شبكة فوكس نيوز، إن ترامب كان الفائز الأكبر لأنه لا أحد من المرشحين الديمقراطيين كان لديه ما يمكنه من هزيمة الرئيس الحالى.
وأشارت شبكة "إن بى سى نيوز" إلى أنه طيلة المناظرة نسى الديمقراطيون الرجل الذى يقع فى مركز أى نقاش بين الديمقراطيين على مدار العاميين الماضيين ذلك الرجل الذى يتنافسون على هزيمته العام المقبل. وأضافت أن السبب كان واضحا فلقد أراد كلا منهم التغلب على الآخر والفوز بترشيح الحزب الديمقراطى لخوض السباق فى 2020، ومن ثم كان ترامب المستفيد الرئيسى من هذه الديناميكية.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع