بوابة صوت بلادى بأمريكا

مراسم استقبال ملكى للرئيس الأمريكى وزوجته فى قصر باكنجهام.. ترامب يستعرض الحرس الملكى وميلانيا تتألق بالأبيض.. مأدبة طعام مع الملكة.. والمظاهرات المرتقبة قد تعكر صفو اللقاء مع رئيسة الوزراء البريطانية

فى الوقت الذى لا تزال لندن منشغلة بعملية الخروج من الاتحاد الأوروبى، واستقالة رئيسة الوزراء وزعيمة حزب المحافظين تيريزا ماى، حظى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اليوم الاثنين، باستقبال حافل فى قصر باكنجهام فى اليوم الأول له من زيارة دولة إلى المملكة المتحدة تستمر 3 أيام.

وعلى وقع صوت المدافع التى أطلقت ترحيبا به، كان ولى العهد البريطانى الأمير تشارلز وزوجته كاميلا بانتظاره لدى نزوله من المروحية برفقة زوجته ميلانيا التى ارتدت ثوبا أبيض اللون تحت الركبة وقبعة من نفس اللون.

وبعد ذلك، استقبلت الملكة إليزابيث الثانية الرئيس الأمريكى فى القصر، وخرج الرئيس والملكة للاستماع إلى النشيدين الوطنيين الأمريكى والبريطانى واستعراض الحرس الملكى الذى عزف أفراده ألحان النشيدين مرتدين الأزياء الحمراء التقليدية مع القبعات السوداء.

وهذه الزيارة كان مخططا لها قبل أشهر، لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين للإنزال فى نورماندى.

وكعادته ترامب فى إثارة الجدل افتتح زيارته بالهجوم على عمدة لندن ووصفة بالبغيض والفاشل، وقبل هبوط طائرته الرئاسية، غرد ترامب على تويتر قائلا إن عمدة لندن صادق خان -الذى قال فى وقت سابق أن المملكة المتحدة "لن تبسط السجادة الحمراء" لترامب - كان "فاشلا تماما"، لكن الرئيس أضاف أنه لا يزال يتطلع إلى زيارته.

وسيحضر ترامب وزوجته مأدبة غداء مع الملكة إليزابيث، ثم سيزوران كنيسة وستمنستر، التى شهدت تتويج ملوك البلاد على مدى ألف عام، ويقومان بجولة فيها، وسيضع الاثنان إكليلا من الزهور على قبر الجندى المجهول، ثم يحضران فى المساء مأدبة عشاء.

ويجتمع ترامب، غدا الثلاثاء، مع تيريزا ماى رئيسة الوزراء المستقيلة، ومع رواد الأعمال الأمريكيين والبريطانيين، ويختتم ترامب زيارته لبريطانيا، بعد غد الأربعاء، بحضور حفل كبير فى مدينة بورتسموث جنوب البلاد، للاحتفال بإنزال القوات فى نورمادى فى عام 1944، يتوجه بعدها ترامب إلى أيرلندا ثم فرنسا.

وتتزامن زيارة ترامب وزوجته لبريطانيا مع التوترات والمشهد الضبابى الذى تعيشه بريطانيا حاليا، حيث استقالة حكومة حزب المحافظين منذ أيام، بعد فشلها فى تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبى، بعد مضى ثلاث سنوات على الاستفتاء حول (بريكست)، كما تتزامن الزيارة مع انتخابات مرتقبة لاختيار رئيس وزراء جديد خلفا لماى فى رئاسة حزب المحافظين، إذ من المتوقع أن يظهر الدعم لتولى رئيس وزراء أكثر تعصبا لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.

وظلت العلاقة الخاصة التى تربط بريطانيا بالولايات المتحدة من أقوى التحالفات فى القرن العشرين إلا أن مشروع انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى ورئاسة دونالد ترامب أثارا علامات استفهام حول مستقبل هذه العلاقة، خصوصا فى ظل الفروق بين الدولتين، فأمريكا

صاحبة أكبر اقتصاد فى العالم إذ يبلغ حجمه 21.3 تريليون دولار أى ما يعادل 24 % من الناتج المحلى الإجمالى العالمى، أما بريطانيا فهى خامس أكبر اقتصاد فى العالم بقيمة 2.4 تريليون دولار أى ثلاثة فى المئة من الناتج المحلى العالمى.

ورغم أن الاتحاد الأوروبى يمثل نحو نصف التجارة الخارجية لبريطانيا فإن الولايات المتحدة هى أكبر شريك تجارى منفرد لبريطانيا بفارق كبير تليها ألمانيا ثم هولندا وفرنسا والصين.

وتمثل بريطانيا من جانبها سابع أكبر شريك تجارى للولايات المتحدة بعد الصين وكندا والمكسيك واليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية.

وتعلن كل من الولايات المتحدة وبريطانيا تحقيق فائض فى التجارة مع الآخر الأمر الذى يشير إلى أنهما لا يستخدمان معايير واحدة.

وعلى مدار عقود ظلت واشنطن ولندن تشتركان فى رغبة واحدة لفتح الأسواق العالمية أمام التجارة الحرة.

ومن الجانب العسكرى.. اقترحت الإدارة الأمريكية إنفاق 686 مليار دولار على الدفاع هذا العام، حيث يتجاوز إنفاق الولايات المتحدة على الموازنة العسكرية ما تنفقه الدول السبع التى تليها فى قائمة أعلى الدول من حيث الإنفاق العسكرى مجتمعة، كما أن لدى الولايات المتحدة ثانى أكبر عدد من الأسلحة النووية بعد روسيا، بالإضافة إلى أن البحرية الأمريكية تمتلك أسطولا من 14 غواصة نووية من فئة أوهايو ويمكن لكل منها حمل 20 صاروخا متعدد الرؤوس النووية الموجهة لأهداف مختلفة من طراز ترايدنت 2 دى5.

أما بريطانيا صاحبة أكبر الميزانيات الدفاعية فى الاتحاد الأوروبى فتنفق 40 مليار جنيه استرلينى (53 مليار دولار) سنويا، كما أن والقوتان النوويتان الأخريان فى أوروبا هما فرنسا وروسيا.

كما أن بريطانيا لديها أسطول من أربع غواصات من فئة فانجارد التى يمكنها حمل 16 صاروخا من طراز ترايدنت 2 دي5. وهذه الصواريخ من مخزون تتقاسمه بريطانيا مع البحرية الأمريكية.

وخاض البلدان معا حروبا فى أوروبا وكوريا والكويت والعراق ويوغوسلافيا السابقة وأفغانستان وليبيا وسوريا. وتعتبر بريطانيا حلف شمال الأطلسى الذى تتزعمه الولايات المتحدة أساس الدفاع عنها.

يذكر أن ترامب طالب الحلفاء الغربيين بزيادة حصصهم من نفقات الحلف، كما أن القوات الأمريكية تعمل من عدة قواعد فى بريطانيا من بينها قواعد ليكنهيث وكروتون ومينويذ هيل الجوية.

وعلى الجانب الآخر، تبقى المظاهرات المرتقبة، والتى ينظمها عدد كبير من المعارضين لمواقف الرئيس الأمريكى من البريطانيين، أحد المعضلات التى من الممكن أن تعكر صفو الزيارة، حيث توقع منظمو الاحتجاجات أن يتظاهر وسط العاصمة البريطانية غدا الثلاثاء 250 ألف شخص على الأقل ينتمون إلى منظمات وقوى مختلفة، بمن فيهم معارضو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى والمدافعين عن البيئة وغيرهم.

يعد الرئيس ترامب أحد أكثر المناهضين للاتحاد الأوروبى، وبالتالى فهو يقدم دعما كبيرا للخروج البريطانى من الكيان المشترك، حيث دعا الحكومة البريطانية عدة مرات للخروج دون الاتفاق مع قادة بروكسيل، كما أنه تبنى خطوات مناوئة للبيئة منذ بداية حقبته، أبرزها من اتفاقية باريس المناخية.

ويحتشد المتظاهرون بالتزامن مع استقبال رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى للرئيس الأمريكى، فى مكتبها بداونينج ستريت، حيث سيطلقون بالون هائل لترامب على هيئة رضيع غاضب.

وتعد المظاهرات الحاشدة التى استهدفت ترامب فى الزيارة الأولى له لبريطانيا قبل نحو عام سببا رئيسيا فى حالة الغضب التى انتابت الرئيس الأمريكى، والذى سعى بدوره لاستفزاز المسئولين البريطانيين، سواء خلال كسر البروتوكول المتبع أثناء لقاءه بالملكة إليزابيث، أو تصريحاته الداعمه لوزير الخارجية المستقيل آنذاك بوريس جونسون، وهى التصريحات التى كررها مستبقا زيارته الحالية للندن.

 

 

 

 

 

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع