تفشى الطلاق بصورة تهدد الاستقرار المجتمعى، لتطال الظاهرة حالات لا تتجاوز فيها أعمار زيجتهم عدة ساعات من عقد القران، لتشهد محاكم "الأسرة" طوابير طويلة من السيدات المتزوجات والأزواج والراغبين فى إيجاد حلول والخروج من دوامة العنف الأسرى، وتكمن معاناة السيدات بتعرضهن للعنف الجسدى ورفض أزواجهن دفع النفقة الخاصة بأطفالهن، وتركهن دون أى دخل يساعد فى سد احتياجات أبنائهن من مسكن وملبس ودواء وتعليم، بينما يئن العديد من الآباء من أحكام الرؤية وعدم تمكنهم من تنفيذها.
"اليوم السابع" يرصد حصاد أمام محاكم الأسرة فى شهر رمضان بين طلاق وخلع وطاعة ونشوز ورؤية وحضانة:
راتب الزوجة
أن تكتشفى بعد الزواج وقوعك بيد زوج طماع لا يهتم إلا بما تكسبينه من عملك، حيث تقمص دور الست أمينة، بعد تركه العمل، ويعاقبك عندما تفشلين فى جلب الأموال له يبدأ فى التنكيل بك.. بتلك الكلمات بدأت "ماجدة ث" تروى معاناتها، بعد أن وقعت فى قبضة زوجها الذى تزوجها لأنها موظفة وتكسب مالا أكثر منه.
وتؤكد الزوجة أن زوجها اتفق معها بأن تعينه على الحياة، الأمر الذى تقبلته ولكن بعد الزواج عانت بعد أن اتضح لها أنها تستغل من أجل الحصول على ما تكسبه من عملها وتفتقد لإحساس الأمان مع زوجها وتعيش حياة مادية، حتى أنه كان يحرمها من حقها الشرعى بالعلاقة الحميمة إذا ما تم خصم جزء من راتبها بسبب تقصيرها فى العمل فكانت خادمة بالمنزل، وتجبر على أخذ ساعات إضافية بعملها لكى تكسب رضا زوجها وبعد 5 سنوات ملت وقررت الطلاق.
طمع الزوجات
وتعد أبرز مشاكل الأزواج أحكام الرؤية وعدم تمكنهم من تنفيذها، ليروى جمال.أ.ع، أن طليقته تزوجت عرفى واستولت على شقته وهددت أطفالى بإخفاء سرها بتردد رجل غريب على المنزل يمكث معهم يومين بالأسبوع لتحرمهم من متطلباتهم وتنفق أموال النفقة المقدرة 5000 شهريا على زوجها الجديد.
وأضاف جمال.أ.ع، أثناء تسوية جلسات القضية أمام محكمة الأسرة: "طردتنى زوجتى من شقتى وأقامت دعوى خلع بعد مرور 9 سنوات من زواجنا دون سبب أو حدوث خلاف ورفضت كافة الحلول ورجوعى للعيش معهم وبعد فترة العدة علمت بزواجها عرفيا وعيش زوجها وحبيبها الأول معها فى ممتلكاتى ومع طفلى.
نفقة الزوجية
واحتلت دعاوى نفقات الأطفال والألعاب والترفيه نصيب كبير أمام مكاتب تسوية المنازعات، لتطالب الزوجة هيام.م، أم الطفلة ميرنا البالغة 7 سنوات بمبلغ 2000 جنيه شهريا، وذلك بعدما امتنع الأب عن رعاية طفلته أو السؤال عنها طوال شهور بسبب خلافات زوجية نشبت بينهم دفعت الزوجة لترك المنزل وهجره.
وتابعت الزوجة "منة الله.ن.ت" فى دعواها أمام محكمة الأسرة، أنها تزوجت المدعى عليه "سالم.م" بعقد زواج شرعى وعاشرته معاشرة الأزواج وأنجبت منه الطفلة "روجينا"، وأنه إثر خلافات نشبت بينهم بسبب اكتشافها خيانته لها تركت المنزل، فرد عليه برفضه إنفاق عليهم حتى يدفعها للعودة للمنزل".
ضرب الزوجات
مسلسل العنف المسلط ضد الزوجات داخل قفص الزوجية لا نعرف له نهاية، والذى نتج عنها فى كثيرا من الأحيان إصابات مبرحة وصلت فى بعض الحالات إلى عاهة مستديمة، لتقف الزوجة دينا.ف.ق، التى لم يسعفها حظها فى العيش فى حياة زوجية هادئة، وتركت منزلها بعد مرور شهرين من الزواج وأقامت دعوى للحصول على الخلع أمام محكمة الأسرة بأكتوبر.
وقالت الزوجة: تزوجت زواجا تقليديا مثل معظم الفتيات فى عائلتى ولكن حظى السيئ جعل قصتى مختلفة بعد أن عشت شهرين فى عذاب فكان كل يوم يزداد سوء يعاقبنى بالضرب لأتفه الأسباب ووصل الأمر أن يتعدى على بقطعة حديدية على رأسى وعينى.
خيانة الأزواج
تعتبر خيانة أحد الأزواج للآخر هى الضربة القاضية التى تهدد استقرار العائلة، وتتسبب لجرح عميق بالعلاقة الزوجية، لتروى "منال.ض" بداية مشكلتها عندما اعترضت لأول مرة منذ 14 عاما على خيانة زوجها بعد أسبوع فقط من الزواج وهنا مد يديه وجعلها تتعلم كيف تكون الطاعة جلدا بالحزام والحذاء، وهو يعلم أنها من المستحيل أن تركه بسبب كلام الناس.
وتضيف الزوجة بدعوى الطلاق للضرر: أنجبت طفلين مروان ومريم وظنت أن زوجى عندما يصبح أبا قلبه سيلين ويحن على ولكن زاد من الظلم وتسليط العقاب حتى طال طفليه وأخذ يعتاد على تمزيق جسدهم ضربا على أقل خطأ وأنا أكتم القهر فى قلبى حتى أصابنى السكر والضغط.
ارتفاع معدلات العنف بسبب الخلافات الأسرية
وأكدت المحامية منى كامل الخبيرة فى الشئون الأسرية، أن زيادة نسبة الخلافات الزوجية فى مجتمعنا تعود إلى عوامل اجتماعية واقتصادية، وأبرزها تدخل الأهل فى العلاقة الزوجية، وغياب التفاهم بينهما، وعدم وجود حوار بين المتزوجين قد يؤدى إلى تفاقم المشكلات.
وتابعت: ازدياد عدد قضايا الطلاق والخلافات الزوجية فى المحاكم ينذر لضرورة إجراء مراجعة لبعض بنود القانون، لإيجاد الحلول لأن الطلاق أصبح الخطر الداهم الذى يهدد الأسرة ويترتب عليه من أثار سلبية مدمرة، والحل الوحيد يكمن فى فهم المشكلة أولا ومعرفة أسبابها.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع