"الكدب ملوش رجلين"، مقولة يتأكد صدقها كل يوم مع آلاف المواقف التى يتكشف من خلالها الكذب الذى يختلقه البعض لخداع من حولهم، فمهما كانت الكذبة متقنة الإعداد، فإن الحقيقة تظهر للجميع فى النهاية ولو بخطأ صغير من الشخص المخادع، ولكن هل تتخيل أن كذبة عمرها 12 عامًا قد تنكشف يومًا ما؟.
هذا ما حدث بالفعل مع رجل إيطالى الذى وقع فى يد الشرطة نتيجة غبائه رغم نجاحه فى الخداع والكذب، حيث قالت الشرطة "لقد ادعى بأنه معاقًا لمدة 12 عامًا من أجل المطالبة بمبلغ 118000 جنيه إسترلينى كمزايا، بالإضافة إلى امتيازات خاصة بما فى ذلك مقابلة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، فيما يقول ممثلو الادعاء، إن روبرتو جولييلمى، البالغ من العمر 55 عامًا، من فلورنسا، تظاهر بأنه يستخدم الكراسى المتحركة فى أعقاب حادث سيارة فى عام 2007، ولكن فى الحقيقة انكشفت أثناء سيره بعد نزوله من الطائرة بعد إحدى رحلاته.
والرجل الإيطالى الذى يدعى جولييلمى، حقن ساقيه بتخدير لإضعاف نبرة العضلات، كما خضع لعلاج طبيعى مؤلم من أجل خداع الأطباء، إلا أنه فى النهاية وقع فى قبضة رجال الشرطة، الثلاثاء الماضى، فى مطار فلورنسا الدولى، أثناء عودته من عطلة فى توجو، بعدما رصدته السلطات وهو يخرج من الطائرة سائرًا على قدميه ودون مساعدة من أحد.
وتوضح الشرطة الإيطالية، أن جولييلمى، ابتكر المخطط عام 2007 بمساعدة رفيقه فى المنزل الذى كان يعجز عن دفع الإيجار، والصفقة كانت تتضمن أن يعفيه جولييلمى، من دفع الإيجار -وفقًا لتقارير "ريببليكا" – وبحسب الاتفاق بينهما فإن هذا الشخص وافق على ضرب جولييلمى بسيارته أثناء عبور الشارع، الذى تمكن بعد ذلك من الحصول على شهادة طبية مزيفة تؤكد أنه غير قادر على المشى، ونتيجة لذلك، مُنِح بدل عجز سمح له بالدفع لمقدم الرعاية فى المنزل، وتم إعطاؤه موقف سيارات للمعاقين أمام منزله، وسمح له باستخدام ممرات معاقين لوقوف السيارات وممرات القيادة.
رجل إيطالى يدعى الإعاقة للحصول على معاش تقاعدى
ويؤكد ممثلو الإدعاء، أنه على مر السنين، أصبح خداع جولييلمى أكثر تطرفًا لأنه أصبح ناشطًا لحقوق المعوقين فى الصحف المحلية، حتى أن أحد الرجال يدعى أن "جولييلمى"، أخبره أنه كان مخضرمًا بالشرطة وأصيب بالشلل فى تبادل لإطلاق النار مع المجرمين، وفقًا لتقارير "كوريير"، إضافة إلى هذا فإنه قبل إلقاء القبض عليه، كان الرجل يخطط لخوض انتخابات محلية، وفقًا للصحيفة.
وربما جاء أعظم خداع له فى عام 2014 عندما كتب إلى الفاتيكان لشرح قصته، وكان على اتصال مع البابا فرنسيس، وبعد مراسلة قصيرة، مُنح لقاءًا مع البابا فرنسيس، فى العام التالى، ونشر صورًا عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وعلق عليها "أعيد فتح السماء لى.. قلت له امتنانى، كان حنونًا.. عدت إلى المنزل بفرح وروح مليئة بالأمل".
الرجل الإيطالى يقبل يد بابا الفاتيكان
الرجل الإيطالى جولييلمى قبل الحادث المزيف
ويقال إن جولييلمى حافظ على خداعه أمام الأصدقاء والمعارف المقربين الذين اعتقدوا أيضًا أنه معاق، لكن المدعين يقولون، إنه بينما كان يحتفظ بهذا الخداع فى الأماكن العامة، فإنه داخل المنزل، وأثناء وجوده خارج فلورنسا، كان يتجول بشكل طبيعى، بما فى ذلك أمام مقدم الرعاية، ويبدو أن لقطات الكاميرا الخفية التى التقطها المحققون داخل منزل جولييلمى تظهر أثناء تجولهم بصعوبة بالغة.
ويقول المحققون، إنهم أجروا مقابلات مع مقدم الرعاية، وأكدت أن إعاقة جولييلمى كانت خدعة، وهو الآن محتجز رهن الإقامة الجبرية بينما يجرى مزيد من التحقيقات، وأكد القاضى أيضًا احتمال إجباره على دفع فواتير فترات إقامة متعددة فى المستشفى والعيادات الخاصة أثناء تقييم إعاقته.
جولييلمى فى لقاء خاص مع بابا الفاتيكان
جولييلمى يتحرك بالكرسى المتحرك
كاميرا ترصد جولييلمى أثناء سيره بدون كرسى متحرك
كاميرا خفية داخل منزل جولييلمى ترصد تحركه بدون كرسى متحرك
كاميرات المطار ترصد حركة جولييلمى بدون كرسى متحرك
هذا الخبر منقول من اليوم السابع