بوابة صوت بلادى بأمريكا

صور.. رحلة الرعب داخل لانش الموت بـ"دار السلام البلينا".. يقوده أطفال ويتوقف بالركاب فى نهر النيل.. والأهالى: ننتظر الموت كل لحظة.. ومحافظ سوهاج يكلف بتشكيل لجنة لوضع حلول سريعة

رحلة من الرعب والخوف يعيشها أهالى سوهاج يوميا فى نهر النيل أثناء مرورهم من دار السلام شرقا للبلينا غربا والعكس، مستخدمين إما فلوكة أو لانش غير مرخص يقوده طفل دون العاشرة، ويفتقد لكل وسائل الأمن والسلامة ولا يوجد به حتى طوق نجاة واحد.

الرحلة من الغرب -نظرا لسوء حالة اللانش- تستغرق 12 دقيقة تشاهد خلالها أبشع صور الرعب بداية من عطل اللانش المفاجئ وسط نهر النيل أو اصطدامه بأحد الصنادل المارة فى المجرى الملاحى للنيل أو من خلال تأرجح اللانش نفسه بسبب الحمولة الزائدة التى تصل إلى 15 شخصا بمتعلقاتهم الشخصية أو حتى بعض الحيوانات مثل الخراف والماعز.

الأهالى بين مركزى دار السلام والبلينا لم يجدوا وسيلة آمنة يستخدمونها بعد توقف العبارة الرئيسية إلا تلك اللانشات، وذلك بسبب ظهور الجزر الرملية بتلك المنطقة وانخفاض مستوى مياه النيل فى هذا التوقيت من كل عام.

"اليوم السابع" عاش الرحلة بين مركز البلينا غربا ودار السلام شرقا والتقى عددًا من الأهالى ليدق ناقوس الخطر قبل أن تقع الكارثة، ونستيقظ على مشهد مروع يروح ضحيته الكثيرون.

فى البداية يقول عماد عبد الصبور موظف من مركز دار السلام، إن المعدية التى تربط بين مركزى دار السلام والبلينا توقفت منذ أكثر من شهر تقريبا، بسبب ظهور الجزر الرملية بمجرى نهر النيل بالمنطقة وانخفاض مستوى النيل نتيجة للسدة الشتوية، وهذا الأمر يتكرر كل عام ونرسل شكاوى ونتواصل مع المسئولين لكن لا أحد يستجيب.

وأضاف "عماد"، أنه بتوقف العبارة الرئيسية بدأت اللانشات فى العمل مكانها، وهى فى حالة تلف تماما بـ"موتور نص عمر" دائم الأعطال، ويستغلون الأمر بحمل أكثر من 150 فردًا يتعرضون لأشد للمخاطر، واللانش يتوقف وسط النيل وبدلا من أن يصل للبر الغربى بعد 12 دقيقة، نظل ساعة وأكثر نسير مع التيار حتى نصل، وننتظر الموت فى كل لحظة، مطالبا بفحص التراخيص والأمن والسلامة الخاصين بتلك اللانشات، وعدم السماح لها بالعمل إلا بعد استيفاء كل الشروط التى ينص عليها القانون.

أما أحمد محمد طالب بالثانوية العامة يقول: "فى كل يوم لا نعتقد أننا سنعود مرة آخرى، بسبب تعرضنا للموت داخل لانش صغير يقوم العامل عليه بشحنه بكمية من البشر لا يمكن حصرها فى بعض الأحيان، وإذا امتنعنا عن الركوب بسبب الحمولة الزائدة فيكون الرد (براحتكم أنا مش شغال وخدوها عوم، اللانش عطلان، والمضطر يركب اللانش) ليس هذا فقط بل أن قائد اللانش يفرض إتاوات علينا ينقلنا من الشرق للغرب بـ3 جنيهات وعندما نبدأ الرحلة يطلب منا 5 جنيهات وهنا يكون إما الدفع أو الوقوف لساعات طويلة أو أننا نأخذ فلوكة صغيرة ويكون الموت محقق فيها أكثر، فهى مخصصة للصيد فقط، ونناشد محافظ سوهاج ومدير الأمن بسرعة التدخل ووقف تلك المهزلة اليومية.

أما حسين حسن مزارع، يقول: "أنا من دار السلام فبدلا من أن أذهب من قريتى للمدينة أقوم بالوصول لمدينة البلينا التى لا يفصلنى عنها 500 متر هى مجرى نهر النيل وأقوم بإحضار كل متطلبات الأسرة من علاج وطعام، إلا أن هذه الرحلة البسيطة تكلفنى أكثر من الخروج من بلدتى إلى المحافظة نفسها التى تبعد عنى 150 كيلو، نشاهد فى تلك الرحلة كل شىء، مثل طفل يقود اللانش لا يعرف شيئا عن القيادة يترك اللانش داخل المياه يسير أو يوقفه فى وسط النهر لجمع الأجرة، وإذا تناقشنا معه يقول (شوف غيرى) فإما القبول بما يفعلون أو أننا نظل عالقين.

واستكمالا للمشهد المأساوى الذى يعيشه الأهالى بين دار السلام والبلينا، أوضح أحد الأهالى رفض ذكر اسمه، أن مالك اللانش وغيره من المالكين يجلسون كل صباح على شاطئ النيل الغربى ناحية مركز البلينا لتعاطى المواد المخدرة، وبحوزة بعضهم أسلحة غير مرخصة يرهبون بها الركاب فى حالة وقوع مشاجرة بينهم، وصاحب اللنش يلم الغلة فى النهاية والتى قد تصل فى الرحلة الواحدة 500 جنيه دون أن يدفع ضرائب.

وعقب عرض شكاوى المواطنين على الدكتور أحمد الأنصارى محافظ سوهاج، قرر سرعة تشكيل لجنة من مجلس مدينة دار السلام والرى والمسطحات المائية لفحص أسباب الشكاوى ووضع حلول بديلة وتوفير وسيلة نقل آمنة للمواطنين.

وأكد المحافظ، أن أمن وسلامة المواطنين أهم أولوياته فى المحافظة وأن القيادة السياسية لا تدخر جهدا وتعطى تكليفات مستمرة للعمل من أجل توفير كافة سبل الراحة والأمان لهم وتوفير كل البنية التحتية ووسائل النقل الآمنة لهم على مدار الساعة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع