بوابة صوت بلادى بأمريكا

من هم تلاميذ المسيح؟.. كتاب "زمن العهد الجديد" يسأل: هل ظلمت الكنيسة مريم المجدلية؟.. ولماذا حمل سمعان الغيور "سلاحًا" وأكد إمكانية هزيمة الرومان؟.. وهل نسيت الكتب دور النساء في المسيحية؟

شهد القرن الأول للميلاد ظهور ديانة جديدة، هى المسيحية، كما شهدت الدمار السياسى للدولة اليهودية، وقد تركت هاتان الظاهرتان السياسيتان والدينيتان أثرًا هائلاً على المجتمع.

 

وبمناسبة اقتراب عيد الميلاد المجيد نتوقف عند ما كتبه الكاتب جيمس و. إرمانتجر فى كتابه "زمن العهد الجديد" والذى صدرت ترجمته للدكتور ثائر ديب، عن دارى كلمة ومدارك، فى رصد الحياة اليومية لظهور الديانة المسيحية، ومن النقط المهمة التى توقف عندها (تلاميذ المسيح).

 


كتاب زمن العهد الجديد

 

يقول الكتاب: "يذكر العهد الجديد جماعات مختلفة من تلاميذ  يسوع، فهناك أولاً الرسل أو الحواريون الاثنى عشر، وبين هؤلاء أنفسهم سمة مراتب مختلفة، تركت أثرها على الديانة الجديدة، فمن الواضح أن سمعان بطرس، أو بطرس، إلى جانب يعقوب ويوحنا ابني زبدي، كانوا أقرب ثقاة يسوع، بحسب الأناجيل على الأقل، ففي كثير من المقاطع لا ينفك هؤلاء الثلاثة، فرادى ومجتمعين، يناقشون يسوعًا ويسألونه ويسألهم. 

 

وبعد هذه الجماعة الصغيرة يأتى بقية الرسل الذين عادة ما يشار إليهم باسم (التلاميذ) فقط، وكانت تربطهم صلات معينة بيسوع والآخرين. 

 

ويتابع الكتاب أنه بعد موت يسوع أمضى تلاميذه فترة من الوقت حاولوا فيها أن يتموا مهمته الأصلية المتمثلة في حمل رسالته إلى إخوتهم من اليهود، وكان هؤلاء التلاميذ على قناعة واضحة بأن يسوع هو المسيح المنتظر، لكن ما لم يكن واضحًا هو نوع هذا المسيح المنتظر، أهو سياسي أم عسكري أم ديني أم اجتماعي، وراح هؤلاء الاثنى عشر الأصليون، من دون يهوذا الأسخريوطي الذي حل محله ميتساس، يكرزون برسالة يسوع في فلسطين، متسلحين بقوة إيمانهم.

 


صورة تعبيريه للمسيح وتلاميذه

 

غير أن هؤلاء التلاميذ نظروا بصورة مختلفة إلى يسوع. فعلى سبيل المثال، يشار إلى أحد الحواريين باسم سمعان الغيور(أو سمعان الزيلوتي) وهذه إشارة إلى جماعة سياسية، هى جماعة الغيورين (الزيلوت) تؤمن بإمكانية تحقيق الانتصار العسكري على الرومان، فهل يعني هذا أنه والآخرون كانوا يؤمنون بالصراع المسلح؟ محال أن نعلم ذلك علم اليقين، لكن بعض رسل يسوع، بمن فيهم سمعان بطرس، كانوا مسلحين بل واستخدموا أسلحتهم.

 

ويضيف الكتاب أنه بعد رحيل يسوع جعل بعض حوارييه لهذه الديانة بنية وقوامًا، خاصة يعقوب (ابن زبدي أو يعقوب الآخر الأقل شأنا وهو يعقوب ابن حلفي) الذي غدا قائد الجماعة البارز في أورشليم، وأقام يوحنا ابن زبدي كنائس في المنطقة الغربية من آسيا الصغرى، كما أظهر التلاميذ أو بعضهم على الأقل، قدرة على تنظيم أنفسهم، وشيئًا من الموهبة في خلق نوع من التنظيم، هكذا كان التلاميذ المقربون ينظرون إلى يسوع على أنه المسيح المنتظر، وتمكنوا بعد اضطهادات هيردوس العنيفة في أربعينيات القرن الأول الميلادى، أن يوطدوا أركان ديانتهم.

 


مريم المجدلية

 

علاوة على هذه الجماعة الصغيرة المقربة، كان سمة تلاميذ آخرين يتنقلون مثلهم مع يسوع وبقوا بعد وفاته مع هؤلاء الاثنى عشر. وكانت النساء واحدة من أهم هذه الجماعات، وقد ذكرت في مناسبات عديدة، ومن بين أهم الأعضاء في جماعة النساء هذه والدة يسوع، مريم، ومرتا وأختها مريم، ومريم المجدلية. ولطاما نظر إلى هذه الأخيرة على أنها امرأة خاطئة، بيد أن هذه الصورة انتقدت مؤخرًا، وباتت النظرة الأحدث إلى المجدلية أنها كانت في حقيقة الأمر واحدة من تلاميذ يسوع البارزين وأمدته بالمال، وإذا ما كان قد نظر إليها كخاطئة، فذلك لأن بعض رءوس الكنيسة الأولى أرادوا التقليل من شأنها، وسواء أكانت هذه النظرة التقليدية صحيحة أم لا فإن مريم المجدلية كانت تلميذة ذات شأن. ومما يسجل للنساء أنهن كن أول جماعة  تذهب إلى قبر يسوع وتعلن أنه قد قام من بين الأموات، وعلاوة على هؤلاء النساء، كان من بين التلاميذ أفراد مثل استيفانوس، الذى غدا الشهيد الأول، وبولس الذي اسمه في الأصل شاول، وسبق له أن اضطهد أتباع الديانة الجديدة وكان هؤلاء أيضًا ينظرون إلى يسوع على أنه المسيح المنتظر.



هذا الخبر منقول من اليوم السابع