بوابة صوت بلادى بأمريكا

وحيد حامد لـ" صوت بلادي " : المصريون بالخارج تلوثوا .. والمصلحة أصبحت أهم من فكرة الولاء عند البعض

وحيد حامد لـ" صوت بلادي " :

  • المصريون بالخارج تلوثوا .. والمصلحة أصبحت أهم من فكرة الولاء عند البعض
  • المصالحة "مصلحة "بين الاخوان واعلاميي السبوبة
  • مصر دولة دينية عسكرية .. حقيقة صادمة ينكرها البعض

 - رشا لاشين

 

من أكثر الشخصيات الأدبية والفنية صمودا وشجاعة في مصر .. لا يخشي في الحق لومة لائم ولا يهاب أي موقف وليس لدية أي مصالح تجعلة يغير من اي موقف من مواقفة السياسية .. لايغير مبدأة أبدا مهما كانت الظروف والأجواء المحيطة ,, يكره تلون الإعلاميين وحارب هذا بشده في كل وسائل الميديا والتواصل الإجتماعي علي الرغم من صداقته الشديدة بأحدهم وهو الصحفي الكبير والمذيع محمود سعد ..والذي هاجمة بشدة في أحد مداخلاته بسبب تعاطفة مع الإخوان .. واجه الكثير من الصعاب بسبب أعمالة التي أثارت جدلا شديدا مثل " النوم في العسل" و " أوان الورد " و " طيور الظلام " و" عمارة يعقوبيان " ولم يتراجع عن توصيل فكرته للجمهور فهو بطلة الأول قبل أصحاب العمل .. أنه الكاتب الكبير وحيد حامد والذي كان لصوت بلادي فرصة لمحاورته بعد عودتة من رحلتة العلاجية الأخيرة   بألمانيا :

 

س : ما هي التغيرات التي طرأت علي المصريين بالخارج بعد ثورة يناير وثورة 30 يونيو من حيث الأحوال الاجتماعية والإقتصادية وكذلك باقي الأمور بشكل عام ؟

ج : للأسف المصريين تلوثوا .. بشكل عام .. لم تعد هناك فكرة للولاء الوطني للبلد .. والمباديء انهارت وسط الصراعات التي تدار تحت راية المادة والمال .. في الخارج المصريين اصبحوا اكثر الناس عداوة لبعضهم البعض ويتفننوا في قطع عيش بعضهم والسعي للأذي أكبر من أي شيء أخر .. اختفت لغة الحب واصبح هناك لغة بديلة للحقد والمقت .. اختفي التعاون والتكاتف فيما بينهم ماعدا  الصعايدة في الكويت  ولا أعرف ما الذي تفشي فينا بعد قيام اكبر ثورة في تاريخ مصر الحديث التي من المفترض أن تصلح فينا ما أفسدة الحكام .

 

س : ما رأيك في سعي بعض الإعلاميين للترويج لفكرة المصالحة مع الإخوان في هذا التوقيت بالذات ؟

ج : منتهي النفاق والعبث بالطبع .. أنا ضد كل اعلامي يتاجر او يرخص دم شهداء مصر من أجل تحقيق منفعه شخصية علي حساب هؤلاء وأسرهم أو أن يكون بوقا لهم لوقت معين ويضلل الناس ويسعي لأن ينسيهم مرارة ما فعلوة الإخوان بمصر وشعبها أثناء فترة حكم مرسي .. فقضية الإخوان محسومة وغير قابله للمسايسة أو المهادنة فهم لا ينفع معهم أي جدوي ولا أي مظهر للتسامح والتعاطف وأيديهم لا زالت ملوثة بدماء المصريين حتي الان .. ومن يدعو للمصالحة من الاعلاميين فهو أكيد قبض الثمن . وقد أشرت الي هذه النماذج في مقالي الاخير بجريدة المصري اليوم من خلال شخصية الإعلامي المتلون " مجدي الأسمراني " وهي من نسج خيالي كمؤلف وطابقت مواقفة بمواقف الكثيرين الذين حصلوا علي نفور اغلب الجمهور من مشاهدة برامجهم لأن أحدهم يركب موجة كل حاكم ومعروف بتعدد مواقفة وتقلبها وعدم  ثبوته علي مبدأ وتلونه حسب تغير المشهد السياسي فأعتقد ان هؤلاء الإعلاميين افتقدوا المصداقية والحب عند الناس وأصبح اعلام السبوبة هو صاحب الصوت الأعلي لكن رغم ذلك الناس لا زالت لا تسمع الا صوت الحق وهذا شيء يدعو إلي الطمأنينة .

س : هل قيام ثورة 1952 ودخول مصر الي عصر الحكم العسكري أثر بالسلب أم بالإيجاب علي الحياة السياسية بشكل عام  ؟

ج : قبل ان نتحدث عن مصر  .. دعنا نلقي نظرة علي أمريكا الجنوبية فهم يمرون بنفس ظروفنا وأحوالنا وأحوالهم متشابهه .. والعسكريين افسدوا كل ما هو مبدع وجميل لسبب بسيط جدا .. انهم ليس لديهم خلفية ثقافية ولا خلفية حضارية .. فكل حياتهم بالصحراء متمثلة في خيمة وبيادة واحساس بالجماد فمثلا في مطار القاهرة القديم .. تم تجديد صالة كبار الزوار " الدرجة الأولي " وكنت أول مرة أدخلها في ذلك الوقت برفقة صديق لي يعمل مهندسا للديكور وأخذ بعض الملحوظات الجمالية علي المكان ووصفه بأن الزخارف وبعض اللمسات الفنية ذوقها سيء جدا فهم يفتقدون لمعاني الابداع والجمال لكن امريكا علي الرغم من أن حكمها جنرالات عسكريين الا ان لهم من يديرون لهم قراراتهم وأمورهم خلف الستار فهناك دائما عقل وراء العقل .

 

س: هل تعتقد أن سيأتي يوم وتكون مصر تحت سيادة الحكم المدني ؟

ج : نعم ولكن ليس في جيلنا وأنا لا اعني كلمة مدنية ولكن اقصد أن تكون علمانية لان لفظ مدنية هو لفظ مطاطي غير محدد النية  والقصد وقد كتبت في أحد مقالاتي بالمصري اليوم أن مصر هي دولة دينية عسكرية وهذا وصف واقعي وصادم .. فمثلا عندما يذهب المريض الي الطبيب لابد ان يصارحه بحقيقة المرض .. كذلك الأمر للوضع في مصر لابد ان يكون لنا هوية وخريطة وطريق محدد المعالم كقضبان القطار نسير عليه .. وعلي الإدارة الموجودة حاليا وهي إدارة عسكرية أن تنشيء إدارة مدنية لخلق كوادر شبابية جديدة وهذا أعظم شيء يفعلة الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يولي المدنيين الشباب مناصب مسئولة تجعلهم يتحكمون في زمام الأمور .

 

س : هل الأحزاب هي منبع خروج كوادر سياسية مدنية جديدة .. وهل يوجد حياة حزبية في مصر بعد الثورة ؟

ج : أساسا أين هذه الأحزاب .. الأحزاب في مصر أكذوبة كبيرة جدا والذي جعلها هكذا هو قوانين انشاء الأحزاب والتي تسهل علي الشباب فكرة تكوين حزب من خلال الحصول علي شقة صغيرة كمقر ثم تكوين اعضاء الحزب بعد  الحصول علي الموافقة من الجهات المعنية ثم الترويج للحزب وقبول دعوات الحضور للندوات والمؤتمرات والبرامج التليفزيونيه ومن ثم يصبح الفكره من انشاء الحزب هو الحصول علي الوجاهة الاجتماعية والبرستيج .. وهذا ما تسعي له الدولة .. هو عدم وجود أحزاب قوية مؤثرة فتعمل علي إفسادها بحيث ان اصنع قانونا مطاطيا بالسماح بإنشاء أحزاب بسهولة ولكن ضد تفعيل دورها في الحياة الحزبية والسياسية في مصر .

س : هل تعتقد ان مصر الان تسير علي النحو الصحيح من ناحية الإستثمارات وخلق فرص عمل وبناء إقتصاد قوي ؟

ج : قد نتفق أو نختلف علي الإدارة الحالية لكن هناك شيئا مهما جدا يحسب لها ويحسب للرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال الحفاظ علي هوية الوطن والدفاع عنه     ضد الارهاب بمختلف اشكاله داخل مصر وخارجها وكل هذا ومصر متماسكة أما علي مستوي المشروعات والاستثمارات أري انه يوجد تقدم دوري وشبة دوري خلال العام واعتقد انه بعد عامين من الآن ستصل مصر الي ارقي مراتب التقدم .

 

س : ما رأيك في خلق ثورة ثقافية جديدة نواجة بها الهزليات الأخلاقية والإنحدار في الذوقيات العامة المنتشرة الآن ؟

ج : في الوقت الحالي اذا كنت تريد أن تفعل هذا عليك أن تعطل جهتين وهما الأزهر والكنيسة فكل تفاصيل حياتنا دخلت في نطاق الحلال والحرام حتي علي صفحات الانترنت اصبحت الفتاوي تشتري وتباع وهذا لا يصح .. يجب علينا أن نأخذ بالعلم .

 

س : هل مازال يوجد توتر بين الصحافة والنظام حتي الان ؟

ج : لا يوجد صحفي مجبرا علي الدخول في صدام ضد النظام فهو لا يحب ان يكون بوقا للنظام في وقتا يري فيه نوعا من الظلم قد يحدث وقد نجد ان شاعرا من الشعراء قد طارت رقبته بسبب كلمة حق او هجاء صدر في حق الحاكم الا وهو أبي الطيب المتنبي في هجائة لكافور الإخشيدي حين قال لا تشتري العبد إلا و العصا معه * إن العبيد لأنجاس مناكيد

هي حكمة لكنها شديدة الخبث والإبتذال قيلت في حق الخليفة الذي حكم ولاية مصر وهو كافور الإخشيدي وكان الشعر هو الإعلام في ذلك الوقت وقد داهن أحد الشعراء أحد الخلفاء العباسيين حين قال  له إذا أتاك زمان بضره فالبس له ثوب الرضا وارقص للقرد في دولته وقل ياحسرتاه علي ما مضي .

 س : هل كانت أعمالك الأدبية التي أثارت جدلا واسعا وقت عرضها تتنبأ ببعض الظواهر الإجتماعيه والمشكلات السياسية مثل النوم في العسل وطيور الظلام ؟

ج : هذا ينبع من قراءتي الجيدة للمجتمع ومعرفة ما ستؤول إلية الأمور وكيفية الخروج بنتائج نهائية ومنطقية فالأمر ليس سرد أدبي فقط ولكن لابد أن يكون للكاتب رؤية مستقبلية للأحداث ولكن لم أكن اقصد أن تخرج نتيجة ما اكتب وأري بكل هذه الدقة فلو كان العكس لما خرج العمل بهذه الرؤية الصادقة التي لم أكن مرتبا لها ابدا فمثلا فيلم النوم في العسل أخذت فكرته من وحي حادث قرأته في أحد الجرائد .وهو حادث إغماء الفتيات في البحيرة .