بوابة صوت بلادى بأمريكا

قبل أشهر من المونديال.. "البلاغ الكاذب" يربك "القيصر الروسى".. حكومة بوتين تنزف مالياً بسبب "الإرهاب الهاتفى".. تقارير: 540 ألف شخص تم إجلائهم من 100 مدينة بعد تهديدات وهمية.. ومخاوف من تجاهل التحذيرات


كتب مؤمن مختار

قبل 8 شهور على انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم، تتلاعب موجة الإرهاب الهاتفى التى تجتاح روسيا منذ شهرين، بأعصاب المواطنين والأجهزة الأمنية وأجهزة الإنقاذ والإسعاف الروسية، فحتى اليوم تم إجلاء أكثر من 540 ألف شخص في 100مدينة.

 

وبدأت هذه الموجة الإرهابية تجتاح البلاد فى روسيا منذ 11 سبتمبر 2017، عن طريق اتصالات هاتفية غامضة من مجهولين، يقومون بالإبلاغ عن تفخيخ وزرع عبوات ناسفة وقنابل فى أماكن عامة ومحطات مزدحمة، وأبنية سكنية تغص بقاطنيها. 

 

وعلى الرغم من أن هذه البلاغات جاءت كاذبة لحسن الحظ، ولم تنفجر لا قنبلة ولا عبوة خلال هذه الفترة، إلا أن التكاليف النفسية والعصبية وحتى المالية، لهذه البلاغات الهاتفية الكاذبة، كانت مرهقة وباهظة الثمن، إذ تم الليلة الماضية وحدها وصول تهديدات مجهولة الهوية عن تفخيخ 109 مبان في ست مدن من البلاد، فتم على أثر ذلك إجلاء حوالى 60 ألف شخص من منازلهم .

 

وخلال الموجة الراهنة من الإرهاب الهاتفي، تم إجلاء أكثر من نصف مليون شخص من أكثر من 1200 مبنى ومركز تجاري وسكني ومحطة قطارات وأسواق عامة.

 

كشف مصدر فى أجهزة الطوارئ الروسية، عن إجلاء نحو 100 ألف مواطن يوم الثلاثاء 19 سبتمبر، إثر تلقي اتصالات هاتفية، أبلغ فيها مجهولون بخطر وقوع تفجيرات فى مختلف المدن الروسية .

 

ونقلت وكالة "نوفوستى" الروسية عن مصدر أمنى قوله، إن عمليات الإجلاء شملت مئات المواقع فى موسكو وروستوف على الدون وأستراخان وفولغوغراد ويكاتيرينبورغ وغيرها من المدن.

 

يذكر أن قوات الأمن في موسكو قامت الثلاثاء، بإجلاء المواطنين في 8 مناطق مختلفة بالعاصمة الروسية، بما فيها المتجر المركزى للأطفال ومركز "غاغارينسكي" التجاري ومحطة مترو "كيتاي غورود".

 

وتلقت أجهزة الأمن الروسية في الفترة الأخيرة العديد من البلاغات الكاذبة من "الإرهابيين الهاتفيين" الذين هددوا بتفجير محطات سكك حديدية ومراكز تجارية وجامعات ومدارس وفنادق ومقرات إدارية.

 

ويوم السبت فى 16 سبتمبر، قالت قوات أجهزة الأمن الروسية، إن خدمات الطوارئ تلقت في ذلك اليوم، 57 بلاغا كاذبا فى 11 منطقة فى روسيا، مشيرة إلى أن 21 ألفا تم إجلاؤهم أثناء التحقق من صحة البلاغات.

 

ونقلت وكالة "تاس" عن مصدر فى الأجهزة الأمنية قوله: "تلقينا يوم 16 سبتمبر، 57 مكالمة بوقوع تهديد فى 11 منطقة فى روسيا، بما فى ذلك موسكو.. (هذه الاتصالات) تعلقت بمراكز تسوق ومرافق هامة اجتماعيا ومحطات سكك الحديد".

 

وأضاف المصدر: "تم التحقق من جميع هذه المواقع.. لم تتأكد هذه البلاغات.. (نتيجة لذلك) لم تعطل حركة المواصلات".

 

كما تم إخلاء إحدى محطات القطارات فى موسكو بسبب ورود بلاغ هاتفي عن تفخيخ مبناها حيث تم إجلاء أكثر من 20 ألف شخص فى موسكو بسبب تهديد بانفجارات.

 

تجدر الإشارة إلى أن موجة البلاغات الكاذبة بشأن تفخيخ المباني، وعلى وجه الخصوص المدارس ومحطات سكك الحديد والمطارات ومراكز التسوق، بدأت منذ الـ11 سبتمبر الجارى. وكانت ذروة هذه البلاغات فى الـ13 سبتمبر، فقد وردت اتصالات بشأن وجود خطر انفجار فى 100 موقع، فقط فى العاصمة الروسية موسكو.

 

ووفقا لمصادر تاس، فإن الأجهزة الأمنية أكدت أن هذه البلاغات مخطط لها من قبل مجموعة من الأشخاص. وظهرت فى وسائل الإعلام فرضيات مختلفة، بدءا مما يسمى بالأثر الأوكرانى (على غرار عام 2014، عندما تم الحصول على بلاغات كاذبة بشأن وجود متفجرات داخل مراكز التسوق، من أرقام هواتف أوكرانية) وحتى فرضية ربط هذه المكالمات بأنصار تنظيم "داعش".

 

وأكدت المصادر لـ"تاس" أن العمل جار حاليا على تحديد هوية إرهابيى الاتصالات من خلال التحقيقات وعمليات البحث والتحرى.

 

بالإضافة إلى هذا قال مصدر مطلع، مساء يوم الأحد الماضى، إن مسرح البولشوى "المسرح الكبير" ومركزين تجاريين كبيرين وفندقين وسط موسكو، يجرى إخلاؤها بعد ورود بلاغات هاتفية عن تفخيخ هذه المبانى.

 

وفي حديث لـ"إنترفاكس" قال المصدر إن موسكو تشهد موجة جديدة من البلاغات الهاتفية مجهولة المصدر عن زرع عبوات ناسفة في الأماكن العامة، موضحا أن ثمة معلومات عن تهديدات بوقوع انفجارات فى مسرح البولشوى ومركزى "غوم" و"تسوم" التجاريين وفندقى "ناتسونال" و"ميتروبول" وسط العاصمة الروسية.

وذكر أن كل هذه المبانى جرى إخلاؤها من السكان قبل وصول خبراء المتفجرات إليها لفحصها، مضيفا أن العدد الإجمالى للأشخاص الذين تم إجلاؤهم تجاوز 10 آلاف. وأشار المصدر نفسه أن الأنباء (البلاغات الهاتفية) عن زرع عبوات ناسفة لم تجد تأكيدا لها حتى الآن.

 

ووعد وزير الداخلية الروسى، الجنرال فلاديمير كولوكولتسيف، بالكشف قريبا عمّن يقف وراء موجة "الإرهاب الهاتفى" التى اجتاحت البلاد مؤخرا، مشيرا إلى أن هذه المكالمات تأتى من الخارج.

 

وقال الجنرال كولوكولتسيف فى مقابلة مع صحيفة إزفستيا نشرت اليوم الثلاثاء: إن "عناصر جهاز الأمن الفدرالى (فى أس بى) وموظفى وزارة الداخلية،  وجدوا أن الغالبية العظمى من هذه المكالمات الهاتفية تتم من الخارج، بواسطة الاتصال الهاتفى عبر الإنترنت وبرامج الكمبيوتر. ونقوم بإجراء تحقيقات دقيقة فى هذه الاتصالات لمعرفة العملاء المحددين الذين يقفون وراء منفذيها، وسأبلغكم بنتائج هذه التحقيقات لاحقا وأكشف عما توصلنا إليه".

 

وأشار وزير الداخلية إلى أنه من المبكر الكشف عن التفاصيل بسبب دقة الوضع وحساسية التحقيقات.

 

كما لفت الجنرال كولوكولتسيف الانتباه، إلى كيفية تغيير أهداف الإنذارات الموجهة بالهاتف عن وجود قنابل وعبوات، وقال: "في السابق كانت توصف مثل هذه الأعمال باعتبارها شغب هاتفى من قبل شخص ما، على سبيل المثال، كان يمكن أن يجرى هكذا اتصال من تأخر عن رحلة، أو من تلميذ يتهرب من اختبار فى المدرسة. لكن هذه الأهداف تغيرت تغيرا جذريا اليوم، وأصبح هدفها تعطيل عمل المؤسسات فى المجتمع، وزرع الخوف وعدم الأمان" بين المواطنين.

 

 ووفقا لوزير الداخلية الروسى، فإن هذه التغييرات تتطلب رد فعل آخر من قبل السلطات الأمنية.

هذا الخبر منقول من اليوم السابع