بوابة صوت بلادى بأمريكا

هنا جثث الأحلام وأشلاء الأبطال.. الاحتلال يحول ملاعب الرياضة بغزة لمقابر جماعية ومراكز اعتقال وتعذيب..الطفل "عاصف" حلم بأن يصبح حارس مرمى فقطعت إسرائيل ساقه..واستهدف "نغم" أسطورة الكاراتيه بصاروخين.. صور وفيديو

استشهاد 164 رياضيا فلسطينيا وتعرض المئات لبتر الأطراف.. وعشرات الرياضيين مفقودون ومختفون قسريًا

استهداف أسطورة الكاراتيه نغم أبو سمرة بصاروخين وبتر ساقها قبل استشهادها لتلحق بوالدتها وشقيقتها.. حصلت على الدكتوراه وأنشأت مركزًا في قطاع غزة لتدريب الفتيات

الاحتلال اغتال المدرب هاني المصدّر الشهيد ابن الشهيد وأيقونة كرة القدم فى فلسطين بصاروخ استهدف منزله الذى يأوى مئات النازحين

اللاعب الفلسطينى أمير الكرد يعرف خبر استشهاد والديه وإخوته وهم يصلون من التليفزيون بعد استهداف منزلهم فى غارة إسرائيلية

عائلة اللاعب باسل الأشقر بأكملها تحت الأنقاض لعدم توافر معدات لانتشال جثث الشهداء

الطفل"عاصف" حلم بأن يصبح حارس مرمى فقطع الاحتلال ساقه ودمر حلمه: "اشتقت امشي على رجلى يا أمى"

*مساعد الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة: تدمير أقدم ملعب فى فلسطين وتجريف 300 ملعب خماسي بغزة وتحويل ملعب القادسية إلى مقبرة جماعية لدفن الشهداء

أمين عام الاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي مصطفى صيام لـ"اليوم السابع"*:  70% من المنشآت الرياضية تم تدميرها بالكامل

إسرائيل تحول ساحات الرياضة إلى مستنقعات دم وتخوض منافسة غير عادلة مع اللاعبين بالحديد والنار

 

"بابا نفسى العب كاراتيه وأحقق حلمي واحترف وأكون بطلة".. كلمات بسيطة وجهتها الطفلة نغم الفلسطينية لوالدها حين كان عمرها 4 سنوات، فعمل الأب الفلسطيني على تحقيق حلم ابنته التي حصلت على أول بطولة في حياتها وهى فى عمر 5 سنوات، وبذلت الطفلة كل جهدها فى جميع مراحل عمرها حتى أصبحت واحدة من أفضل اللاعبات في قارة آسيا، و"أسطورة" فلسطين فى الكاراتيه، وهى فى عمر 26 عامًا، ولكن لأن قوات الاحتلال اعتادت أن تقتل الأحلام كما تقتل الأطفال وتغتال كل مظاهر الحياة والأمل فى غزة استهدفت منزل البطلة نغم  بصاروخين من طائرة إسرائيلية طراز إف 16 في منتصف ديسمبر الماضي، ليتحول حلم البطلة وجسدها إلى أشلاء، ويتم بتر ساقيها وتدخل فى غيبوبة حتى استشهدت قبل أيام.

 

واقعة "نغم" لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة، تكرر المشهد الدامي مع مئات الرياضيين الفلسطينيين، ومع آلاف الأطفال الذين كانوا يحلمون بالتفوق الرياضي فبتر الاحتلال أحلامهم وأطرافهم ليعيشوا صدمات تفوق احتمال البشر أو يرتقوا وتصعد روحهم إلى بارئها بعد عجزهم عن احتمال كل هذا العذاب.

فى الملف التالي نكشف كيف اغتالت قوات الاحتلال كل الأحلام وشوهت الحياة وحولت الأمل إلى ألم ومزقت الأبطال إلى أشلاء وحولت الملاعب إلى مقابر جماعية لتقضى على كل مظاهر الحياة فى غزة.


الطفل عاصف أبو مهادي بعد بتر ساقه

 

ضاع الحلم.. وماتت نغم

منذ أيام وتحديدًا يوم الجمعة الماضية أعلنت اللجنة الأوليمبية الفلسطينية، استشهاد أسطورة الكاراتيه في غزة نغم أبو سمرة ، تلك البطلة الحاصلة على الحزام الاسود، وذلك خلال تلقيها العلاج في الخارج عقب استهدافها بصاروخين من طائرة إسرائيلية طراز إف 16 في منتصف ديسمبر الماضي.

"كانت نموذجاً للرياضية الفلسطينية" هكذا وصفها نعى اللجنة الأوليمبية، فما قدمته من جهد لنشر رياضة الكاراتيه في قطاع غزة بين الفتيات كان عظيما، مما جعل رحيلها خسارة للرياضة الوطنية ولمنظومة الكاراتيه بفلسطين.


الشهيدة الفلسطينية البطلة نغم أبو سمرة

"تحولت إلى أشلاء".. الأب المكلوم.. يتحسر على نغم والأحلام

اسرائيل لم تزهق روح نغم فقط، بل سلبتها ساقيها قبل وفاتها بأيام، قال والدها المكلوم قبل وفاتها بأيام  لـ"اليوم السابع": ابنتي التي تمتلك قدم قوية تهزم أي منافسة لها تعرضت للبتر نتيجة قصف طيران الاحتلال لمنزلنا في 17 ديسمبر الماضي وأصبحت "بطلة بلا قدم"، ابنتي بين الحياة والموت فهي بغيبوبة تامة منذ ثلاثة أسابيع.

النابغة تخسر قدمها قبل روحها.. وروح والدتها تسبقها إلى الجنة

تحدث والد البطلة "نغم" لـ"اليوم السابع" مطلع الأسبوع الماضي، وقبل وفاتها بأيام، واصفا أحلام ابنته البسيطة، التي كانت تتمسك بحلم مشروع "النابغة" التى حققت أولى بطولاتها في الخامسة من عمرها، وتميزت في اللعبة التي عشقتها منذ نعومة أظافرها، مضيفا: "كنت أحرص ووالدتها على مرافقتها في أي تدريب للكاراتيه في النادي رغم رفض المجتمع الشرقي لممارسة الفتيات للعبة لأنها لعبة عنيفة."

"بابا نفسي العب كاراتيه وأرغب في ممارسة هذه اللعبة والاحتراف فيها .. هذا ما طلبته مني ابنتي وهي صغيرة وعلى الفور تحركت لتلبية رغبتها ودعمت حلمها .. تميزت ابنتي في اللعبة وحصدت عدة بطولات واتجهت لدراسة التربية الرياضية وحصلت على درجتي الماجيستر والدكتوراه من جامعة الأقصى بتقدير ممتاز."

كانت أحلامها تعانق السماء قبل أن تغتالها الوحشية الإسرائيلية التى تقتل كل حلم وأمل فى غزة ، وتصبح قصتها من آلاف القصص للمصابين وشهداء فلسطينيين، اتخذوا الرياضة حلم وأمل لهم إلا أن اغتالتهم آلة القتل الإسرائيلية دون ذنب.


شهيدة فلسطينية نغم أبو سمرة

لم يكن استشهاد والدة "نغم" على يد الاحتلال الاسرائيلي في نوفمبر الماضي، وكذلك شقيقتها روزان صاحبة الـ 27 عاما، كافيا لحكومة بنيامين نتنياهو التي أصرت على اغتيال نغم أبو سمرة وقصف منزلهم بصاروخين من طائرة اف – 16 في مباراة غير متكافئة على الإطلاق، ما حول اللاعبة إلى أشلاء وقضى على حلمها بالاستمرار في لعبة الكاراتيه لتحقيق المزيد من الألقاب ومواصلة اللعبة التي تعشقها.

يقول الحاج مروان أبو سمرة في حديثه لـ"اليوم السابع" مطلع الأسبوع الماضي إنه فخور بابنته التي حققت الكثير من الإنجازات بالحصول على عدة بطولات وعملها كمحاضرة في التربية الرياضية للفتيات بجامعة الأقصى، مشيرا في نبرة حزن وحسرة بأن الاحتلال قصف منزلهم بتاريخ 17 ديسمبر الماضي، ما أدى لضياع حلم نغم وبترت قدمها اليمنى وأصيبت إصابات خطيرة في الرأس قبل أن يعلن استشهادها الجمعة الماضية.

لم يتوقف الأمر عن هذا الحد حيث دخلت البطلة الفلسطينية في غيبوبة أبدية نتيجة تعرضها لكسور مضاعفة في القدم اليسرى وخلع في الكتف وكسور أيضا في يدها اليسرى والتهاب كبيرة، دخلت البطلة العناية المركزة في مستشفى شهداء الأقصى ونتيجة تم نقلها لتلقي العلاج بالخارج.


الشهيدة نغم أبو سمرة ووالدها

 

متفوقة منذ نعومة أظافرها

وأشار والد البطلة نغم إلى تفوق ابنته في الثانوية العامة ورغم حصولها على مجموع مرتفع إلا أنها فضلت دراسة التربية الرياضية وتفوقت على نفسها، وحبها للرياضة نابع من حب أسرتها للرياضة وعندما سعت لتجهيز نادي لتدريب الفتيات في غزة على ممارسة الكاراتيه ساعدتها في ذلك لتنشئ جيلا من الفتيات الرياضيات، وتابع في نبرة حزن وانكسار: بترت قدم ابنتي اليمنى بسبب القصف الإسرائيلي.. بترت قدم بطلة كان تمتلك قدم يخشاها أي لاعبة آسيوية منافسة لها.

كانت حياة البطلة نغم أبو سمرة حافلة بالنجاحات والبطولات لكن جريمة الاحتلال حولت ابنة الـ 26 عاما إلى "بطلة بلا ساق" ودخلت في غيبوبة منذ 4 أسابيع ولم تستفيق منها حتى أعلن عن استشهادها الجمعة الماضية.

البطلة الفلسطينية الواعدة حققت المركز الأول في لعبة الكاراتيه على مستوى قطاع غزة وفي عامي 2007 و2018 حصدت المركز الثاني على مستوى فلسطين في بطولة فلسطين، وحصلت على الحزام الأسود ضمن بطولات الفئات العمرية عام 2011 قبل أن تنضم لاحقا للمنتخب الفلسطيني الوطني باللعبة القتالية.

وربطت نغم حبها لرياضة الكاراتيه بمسارها الأكاديمي والعملي، بحصولها على شهادتيّ البكالوريوس والماجستير بالتربية الرياضية، حيث افتتحت مركزاً في قطاع غزة لتدريب الفتيات على لعبة الكاراتيه ونشر اللعبة في الوسط النسوي.

رحلت البطلة نغم أبو سمرة عن الحياة لتلحق بوالدتها وشقيقتها بعد استشهادهما في قصف لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مخيم النصيرات، لتسجل فلسطين اسم نغم أبو سمرة ضمن الأبطال الذين ارتقوا في العدوان على غزة.


نغم أبو سمرة رفقة والدها

 

أسطورة ملاعب فلسطين "هاني المصدّر" قتل غدرا أمام منزله

خسر قطاع الرياضة الفلسطيني الكثير من الأبطال الرياضيين، ولكن الفاجعة الأكبر كانت استشهاد هاني المصدّر، البطل "الأيقونة" الذي استشهد فى  يناير 2023 بشظايا صاروخ أطلقه الطيران الإسرائيلي قرب منزله في قرية المصدّر بمحافظة الوسطى في غزة، "أسطورة " الملاعب الفلسطينى، صاحب الاثنين والأربعين عامًا ترك خلفه أثرًا مميزاً في الملاعب الفلسطينية كلاعب ومدرب، ليشكل فقدانه ألماً كبير في قلوب عائلته ومحبيه، وخسارة أخرى جديدة لكرة القدم الفلسطينية.

هاني المصدّر أبرز رموز لعبة كرة القدم في تاريخ فلسطين، هذا البطل الذي شاء القدر أن يستشهد يوم السبت وهو نفس اليوم الذي ارتقى فيه والده شهيدا في العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014.

تحدث محمد سليم المصدّر ابن عم الشهيد هاني لـ"اليوم السابع" عن مسيرة مدرب المنتخب الأوليمبي الفلسطيني الذي ارتقى شهيدا، موضحا أن بزوغ نجمه في كرة القدم كان منذ الصغر حيث لعب في صفوف الناشئين بنادي خدمات المغازي.

وأوضح أنه اشتهر بكونه أهم لاعبى خط الوسط فى منتخب فلسطين،  أول مباراة خاضها هاني مع الفريق الأول كان عمره 16 عاما بعدها انتقل للعب في نادي غزة الرياضي عام 2002 حتى أعلن اعتزاله في 2018، ولم يتحصل طوال تاريخه الكروي على بطاقة صفراء أو حمراء حيث كان الشهيد هاني دمث الخلق ومحبوب جدا، وبعدها اتجه للتدريب.


برنس الكرة الفلسطينية الشهيد هاني المصدر

 

قيادة "الفدائي".. المدرب الخلوق

تولى "المصدّر" المسؤولية الفنية في نادي غزة، ثم مديرا فنيا لنادي اتحاد دير البلح ، وتمكن من الصعود بالفريق في إلى الدرجة الأولى، ثم استدعاه المنتخب الأوليمبي  أو "الفدائى " كما يطلق عليه الفلسطينيون،  ليتولى ادارته فنيا، مرورا بمحطات هامة قاد خلالها المنتخب الأولمبي، وأبرزها التصفيات الآسيوية ، وبطولة غرب آسيا، ودورة الألعاب العربية  بالجزائر، ودورة الألعاب الآسيوية.

 

"شهداء السبت" .. هاني ووالده يجمعهما تاريخ وفاة واحد .. وقبر مشترك

الشهيد الفلسطيني أب لخمسة أطفال ثلاثة بنات وولدين ، وفي ظل العدوان الإسرائيلي على غزة، استقبل عدد كبير من النازحين من شمال القطاع وأجلسهم في منزله، وأخلى منزل أشقائه ليقيم به عدد من النازحين ، وحرص المدرب الفلسطيني الكبير طوال فترة الحرب على توزيع المعونات على كافة النازحين في قريته وليس المقيمين لديه فقط، وقدم مواد وطرود غذائية وبطاطين للمحتاجين.

ورغم التهديدات الإسرائيلية والقصف العنيف رفض الكابتن هاني المصدّر ترك منزله الذي يؤوي مئات النازحين رافضا التخلي عنهم، في إحدى المرات استهدفه الاحتلال الإسرائيلي دون سابق إنذار، وقتلوه غدرا، ما أدى لارتقاء الشهيد بشظية في الرقبة وأخرى في صدره.


هاني المصدر خلال زيارته إلى مصر

من المفارقات العجيبة أن الكابتن هاني المصدّر استشهد في نفس يوم استشهاد والده يوم السبت في حرب 2014 التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والمفارقة الأخرى أنه مع عدم وجود أماكن للدفن تم تكريمه بدفنه بجوار والده وفي نفس المقبرة، حيث اكتشفوا أن جثمان والده لم يتحلل حتى اليوم وكأنه دفن منذ ساعات فقط.


الشهيد هاني المصدر

 

فقدت فلسطين وشعبها لاعب الوسط الأنيق، صاحب التمريرات الساحرة، والشخصية القيادية والإيجابية والأخلاق العالية.

يأتي رحيل هاني المصدّر، في الوقت الذي يواصل الاحتلال عدوانه بحق الشعب الفلسطيني، والذي تصاعد في الأشهر الثلاثة الماضية، ليشمل كافة مناحي الحياة ومنها الحياة الرياضية، ما أسفر عن استشهاد وجرح مئات الرياضيين، واعتقال العشرات، واستهداف المنشآت الرياضية.

ودمر الاحتلال الاسرائيلي مقريّ الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم واللجنة الأولمبية الفلسطينية في غزة خلال عدوانها الوحشي والمستمر على الشعب الفلسطيني في القطاع.


المدرب هاني المصدر خلال تكريمه

 

ارتقوا وهم سجدا .. استشهاد عائلة الحارس الفلسطيني أمير الكرد الحارس

"استيقظ أبي وأمي فجر يوم الجمعة 22 ديسمبر الماضي، وكانت عقارب الساعة تشير إلى  3:35 بعد منتصف الليل لقيام الليل فى هذه الليلة الفريدة، بالصلاة وتلاوة للقرآن والدعاء والاستغفار، وهذه عاداتهم منذ سنوات.. انضم لهم ميار وريتال وكذلك أخي نور ..جميعهم أدوا صلاة الفجر في جماعة وذهبوا لإكمال ورد الصباح"

"عقارب الساعة تشير للساعة 6:10 صباحا، فجأة، صوت طائرات إسرائيلية تشن غارات مكثفة على منزلنا." جمل غير مترابطة، عشوائية غير مرتبة، تمتم بها أمير الكرد  حارس مرمي نادي أهلي غزة السابق الذي يعاني من "صدمة" حتى الآن بعد تلقيه هذا النبأ.


استشهاد أسرة اللاعب الفلسطيني السابق أمير الكرد

 

خبر كالصاعقة.. عرف باستشهاد أسرته من التلفزيون

جالس أمام التلفزيون ..يتابع شريط الأخبار السريع، يخاف من أن تفوته جملة أوخبر يمكن أن يطمئنه ولو قليلا على حال أهله وذويه، فالقصف الإسرائيلي كان عنيف ومكثف على جباليا شمال غزة ، الزوجة على اليمين تنظر للشاشة تارة وتعاود النظر إلي وجهه تارة أخرى، خوفا عليه من خبر يقلقه، قلبها غير مطمئن، وإذا بخبر كالصاعقة حل.

 

"جدتى على الشاشة تتحدث"

بهذه الكلمات صرخ اللاعب الفلسطينى امير الكرد، يشير بيديه الى الشاشة على جدته التى قالت فى مقطع فيديو صادم، أن 4 شهداء من عائلة "الكرد" استشهدوا والخامس فى حالة خطيرة، خبر نزل كالصاعقة عليه، جلس متكئا على المقعد، فة حالة من "الصدمة" التى أفقدته النطق لدقائق.. وعيناه جافة لا تدرى على أى منهم تبكى".

خلال هذا المشهد المؤلم، عرف اللاعب أمير الكرد بخبر ارتقاء كافة أفراد عائلته، وفى حالة من التيه، وبصوت حزين، حكى لـ"اليوم السابع" أن والده الذى ارتقى شهيدا، كان له الصديق والحبيب وكل شيء جميل في هذه الدنيا، واصفا والده بـ"المربي" و"الأستاذ" ومدير المدرسة في جباليا الذي يحبه الناس ويؤدي عمله بإخلاص، بالإضافة للدعم الكبير الذي يقدمه له والده خلال المباريات التي كان يخوضها في الدوري الفلسطيني بقطاع غزة، مضيفا " مهما تحدثت عن أبي رحمه الله فلن أوفيه حقه فهو الأب الحبيب."

استشهدت أسرة اللاعب الفلسطيني السابق الذي يقيم في الأردن ولم يتبقى منهم أحدا،  حيث استشهد والده ووالدته وكذلك شقيقتيه ميار وريتال في غارة إسرائيلية 22 ديسمبر الماضي، وبعدها بثلاثة أيام ارتقى شقيقه نور الأقرب إلى قلبه متأثرا بإصابته الخطيرة، يضيف: أنا عاشق للنادي الأهلي المصري بسبب أبي رحمه الله عليه .. النادي الأهلي هو حبنا الوحيد كنا نحرص على متابعة الاستديو التحليلي بعد أي مباراة للأهلي في أي بطولة حتى منتصف الليل.

كان "أمير" قد تقاعد عن لعبة كرة القدم بعد إعلان الأردن عدم السماح باستقدام محترفين، ويقيم في المملكة بعد إطلاقه مشروعه الخاص، حدثنا عن والدته الشهيدة واصفا اياها بالحنونة، الحبيبة، الرائعة، صاحبة الضحكة، المحبة للحياة، مضيفا: "هي روحى التي كانت تأخذ من صحتها ونفسها كي نصبح أحسن الناس، وتابع بنبرة حزن وصدمة: أمي دايما تقول لي الله يرضي عليك يا أمي .. ما بدك تيجي يا حبيبي كي أطبخ لك كل اللي تحبه."


والد اللاعب أمير الكرد

المكالمة الأخيرة.. ضحكات تسبق المصيبة

يقول اللاعب أمير الكرد، آخر مكالمة جمعتني بأسرتي كانت قبل استشهادهم بأربع ساعات وكانت رائعة وضحكاتنا تتعالى وكأنهم يودعوني قبل ارتقاءهم، وطالبني والدي بأن اعتني بنفسي جيدا وكان يوصي أخوتي على."

"نور أخي هو أكثر إنسان كنت اتواصل معه ودائما يقول لي نفسي أكون حارس مرمى وكان يرتدي أغراضي وملابسي الرياضية وكنت أدعمه لتحقيق حلمه .. ارتقى نور الصاحب والأخ والحبيب .. اسمه نور واشهد الله أنه اسم على مسمى فهور نور عيني.. استشهد نور في 25 ديسمبر بعد ارتقاء العائلة متأثرا بجراحه الخطيرة".

وأوضح أن شقيقته ميار تدرس توجيهي وكان حلمها دراسة الطب وحرصت على تشجيعها دائما وحثها على التفوق كي تصبح طبيبة، وأضاف "وعدتها باستضافتها في الأردن كي تدرس الطب وتحقق حلمها وتصبح دكتورة"، اما عن علاقته بأخته الصغيرة بصوت خافت قال "ريتال اختي الصغيرة التي استشهدت فهي والله ملاك صغير .. كانت تقول لي متى ستعود يا أمير كي تشتري لي أغراض من السوبر ماركت .. ألا تريد أن تأتي كي أخرج معك."

ويضيف اللاعب الفلسطيني وهو يبكي: الله يرحمكم كنتوا طيبين وغلابة .. عشتم عزيزين النفس واستشهدتم .. فراقكم صعب .. الله يرحمكم يارب."

اللاعب الفلسطيني أمير الكرد حاصل على شهادة جامعية في التربية الرياضية وهو من أبناء نادي خدمات جباليا ويلعب بمركز حراسة المرمى، ولعب في نادي خدمات النصيرات في الفترة عام  2014،وانتقل لتمثيل النادي الأهلى في غزة منذ 2020وحتى 2021.


نور شقيق اللاعب أمير الكرد

 

جثامين عائلة اللاعب باسل الأشقر تحت الأنقاض حتى الآن

"تواصلت مع أسرتي في 4 ديسمبر الماضي قبل أن أخلد إلى النوم للاطمئنان في ظل العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلية في غزة .. أغلقت هاتفي تماما ونمت وهي عادة أقوم بها منذ السابع من أكتوبر الماضي خوفا من استقبال أي خبر مفزع حول أسرتي في غزة"، بهذه الكلمات تحدث لاعب نادي الأمعري باسل الأشقر.


ارتقاء اسرة اللاعب باسل الأشقر

أكد اللاعب الفلسطيني باسل الأشقر لـ"اليوم السابع" أنه على تمام الساعة العاشرة صباح يوم 5 ديسمبر الماضي إلى مقر إقامته كي يطلعوه على خبر عاجل وصل من قطاع غزة، ولم يستطع الأصدقاء إخباره بما حدث وطالبوه بالاتصال بشقيقته في غزة لمتابعة ما يجري هناك، يمسك اللاعب بهاتفه ويده ترتجف ونبضات قلبه أعلى من صوت جرس الرنين ليأتيه صوت شقيقته باكيا وصارخا: ألو باسل العائلة كلها استشهدت أمي وأخي وسيدي وستي وأعمامي وعماتي وأولادهم وبناتهم.


استشهاد أسرة اللاعب باسل الأشقر

يضيف اللاعب الفلسطيني: قولت الحمد لله يارب هذا نصيبنا وذهبت للوضوء لأداء صلاة شكر لله لأنه اصطفى أسرتي لتكن من الشهداء .. صدمة كبيرة حيث تم استهداف منزلنا المكون من 6 طوابق كاملة ... ألم يعتصر قلبي لعدم دفن أسرتي لعدم تمكن فرق الدفاع المدني من انتشال الجثماين بسبب عدم توافر المعدات وعجز فرق الدفاع المدني عن الوصول لهذه المنطقة.


اللاعب الفلسطيني باسل الاشقر

 

طفل يفقد قدمه .. "ياسين بونو" يواسيه

"ليش حصل معى هيك ياأمى، هو أنا غلطت بشى، اشتقت امشي على رجلي يا أمي، اشتقت للكورة، خايف لو رجعت لأصحابي ما اعرف ألعب معهم لأن رجلى مقطوعة"، كيف يمكن أن تخرج كلمات بهذه الرقة رغم الأسي والخوف من طفل لم يتجاوز عمره 11 عاما، فى غزه كل شئ ممكن، وهكذا فقد عاصف أبو مهادي الطفل الفلسطيني ساقه مثل ألاف الأطفال مثله خلال قصفه بصاروخ إسرائيلي وهو يمارس كرة القدم في الشارع، عاصف الذي كان اسم على مسمى حيث كان عاصفا في الملاعب أيضاً، ولديه أحلام تعانق السماء فى أن يصبح من أشهر لاعبي كرة القدم في مركز حراسة المرمى، حيث يرى في المغربي ياسين بونو حارس منتخب المغرب قدوة ومثل أعلى له، قتل الاحتلال حلمه البرئ فى قصف وحشى يستهدف الأطفال يومياً فى غزة.


الطفل عاصف أبو مهادي

 

وصل مقطع الفيديو الذى يتحدث خلاله الطفل عاصف الذي ينحدر من مخيم النصيرات في غزة إلى "ياسين بونو" حارس المنتخب المغربي وعندما علم  بقصة الطفل تواصل معه خلال مكالمة فيديو عبر خلالها الطفل عن حبه لـ"بونو" الذي يعتبره قدوته وانخرط عاصف في البكاء نتيجة تأثره الشديد ، ويحلم الطفل الفلسطيني بتركيب طرف صناعي ليعود إلى المدرسة ويواصل سعيه نحو تحقيق حلمه بأن يواصل ممارسة كرة القدم ويتحول إلى لاعب مشهور.

وقال عاصف في مقطع فيديو إنه "يحب ياسين بونو وإذا التقاه يوما سيركض على قدم واحدة ليحضنه، وكان يشجعه هو ومنتخب المغرب في مونديال قطر وكان يتابع التصديات الرائعة له في ركلات الترجيح".

تقول والدة الطفل عاصف في تصريحات لـ"اليوم السابع" إن نجلها يتلقى العلاج حاليا في إحدى مستشفيات باريس واسترد صحته بعد وصول وزنه إلى 23 كم ونفسية مدمرة، مضيفة: أنا مصدومة وكأن الدنيا لم تسعني .. مشاعري مرتبكة وغير مستوعبة ما حدث لابني.


الطفل عاصف أبو مهادي بعد بتر ساقه

 

اشتقت أمشي على رجلي يا أمي

تضيف والدة الطفل عاصف: ابني كان مشارك بنادي رياضي ويقلد الكابتن ياسين بونو ... كان يحوش مصروف يشتري قفازات حراسة المرمى ومعروف عنه الشجاعة وهو من أشبال نادى الوحدة في غزة .. لسه عنده أمل ويحكي لي اشتقت امشي على رجلي يا أمي .. كلامه يقتلني وأحاول أن ازرع بداخله الصبر وأنا موجوعة .. عاصف أحيانا يندب حظه ويقول ليش بسير معي هيك ايش ذنبي أنا ايش عملت."

الأم الفلسطينية البطلة التي ترافق نجلها في باريس عقلها مشغول بأبنائها في غزة الذين يواجهون الموت كونهم مشتتين في رفح بحالة سيئة حيث لا يتوفر طعام ولا ماء، مضيفة: ربنا ينجي أخوانه فهم أيتام بعد وفاة والدهم قبل عامين وأنا مسؤولة عنهم.. لدى عمر وهو ابني الكبير عمره 19 عام وأحمد 17 عام، عائشة 14 عام، إيناس 12 عام .. خايفة عليهم وأنا غير مستعدة لاستقبال أي صدمة جديدة لأني منهارة تماما بسبب ما حدث لعاصف"

تدمير البشر والحجر

بدوره، أكد مساعد الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة عبد السلام هنية أن الاحتلال الإسرائيلي خلال أكثر من 100 يوما دمر الحجر البشر والشجر، وذلك في معركة الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

وأوضح "هنية" في تصريحات لـ"اليوم السابع" أن ملعب بيت حانون لكرة القدم البلدي الرسمي تم تجريفه وتدمير أرضية الملعب، بالإضافة لتدمير ملعب بيت لاهيا بشكل شبه كامل منها نادي بيت لاهيا وملعب بيت لاهيا وهو من الملاعب التي تستضيف مباريات الدوري الفلسطيني، مشيرا إلى أن ملعب فلسطين تعرض لأضرار جزئية بسبب القصف الإسرائيلي.


عبد السلام هنية

تدمير ملعب اليرموك التاريخي

"ملعب اليرموك" أحد أبرز الملاعب الفلسطينية التي دمرت في غزة على يد جيش الاحتلال ويعد من أقدم الملاعب في تاريخ فلسطين حيث تأسس عام 1951، فضلا عن تدمير الاحتلال لعدد من الملاعب التدريبية منها ملعب نادي الشجاعية الرياضي الذي تم تجريفه تماما، تجريف نادي الشاطئ، تحويل ملعب رفح البلدي إلى مستشفى ميداني بشكل كامل، فضلا عن تدمير وتجريف 300 ملعب خماسي في كافة ربوع غزة واستهداف عدد من المنشآت الرياضية.


ملعب اليرموك التاريخيّ اقدم ملاعب فلسطين تم تدميره

فيما، أكد مصطفى صيام أمين عام الاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي، تدمير الملاعب الأساسية داخل غزة أبرزها ملاعب اليرموك، فلسطين، بين حانون البلدي، بيت لاهيا، التفاح، بالإضافة لمقر المجلس الأعلى للشباب والرياضة، موضحا أن هذه الملاعب الأساسية تحتضن مباريات الدوري العام في غزة وتم تحويلها لمراكز تعذيب واعتقال.

وأشار "صيام" في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى أن أكثر من 70 % من المنشآت الرياضية على صعيد الملاعب أو الأندية التي دمرت بشكل كامل، مؤكدا أن المنشآت الرياضية في جنوب غزة تحولت إلى مراكز إيواء، لافتا إلى أن جميع المنشآت الرياضية دمرت بشكل كلي أو جزئي، مؤكدا أن عدد كبير من الرياضيين تعرضوا لاستهداف بطائرات اف 16 وكذلك اف 35، ما أدى لارتقاء عدد كبير من أبناء الحركة الرياضية الذين تعرضوا لبتر في الأقدام واليدين وكذلك إصابات خطيرة في الرأس.


مصطفى صيام

وأوضح أن عدد ملاعب كرة القدم التي تعرضت للتدمير في غزة يبلغ عددها ستة ملاعب رئيسية تم استهدافها وتدميرها بشكل كامل وتحويلها لمراكز اعتقال وتعذيب للمواطنين الفلسطينيين، موضحا أن ملاعب رئيسية وعددها ستة دمرت بشكل كامل وتم تحويلها إلى مراكز اعتقال وإهانة.

فيما لفت "هنية" إلى تضرر عدد كبير من الأندية في غزة منها خدمات جباليا والصداقة الرياضي الذي به أكبر حمامات سباحة وصالة مغطاة، وكذلك ملاعب اتحاد الشجاعية الذي دمر بشكل كلي وكان مسرحا للعمليات العسكرية، نادي المجمع الإسلامي الذي دمر كليا، وكذلك نادي المشتل الذي تعرض لدمار كامل، وكذلك أندية اليرموك والرضوان والأهلي.

وتعرضت أندية النصر العربي وخدمات البريج والمصدّر لدمار كبير وهائل بسبب القصف الإسرائيلي، وحول جيش الاحتلال الإسرائيلي الملاعب الرياضية إلى مقابر جماعية ومسرح عمليات عسكرية، يحتاج قطاع غزة لسنوات طويلة لبناء ما تم تدميره في البنية التحتية الرياضية، بحسب هنية.

طال الدمار الذي سببه الاحتلال الإسرائيلي حوالي 70% من المنشآت الرياضية في غزة سواء دمار كلي أو جزئي منها صالات رياضية وحوالي 40 مركز تدريب لتدريب كمال الأجسام "GYM"، فضلا عن تدمير 4 صالات مغطاة في بيت حانون وخدمات جباليا والصداقة وغزة الرياضي والأهلي ما يعني أنه من 4: 5 صالات مغطاة دمرت كليا.

أشار "هنية" إلى تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي مقر اللجنة الأوليمبية واتحاد كرة القدم الفلسطيني الذي بات شبه مدمر كليا، واستهداف كذلك مقر المجلس الأعلى للشباب والرياضة الذي دمر كليا، وكذلك مبنى اللجنة البارالمبية، وتدمير شبه كامل بنادي الجزيرة، مضيفا: نحن نتحدث عن كارثة والحرب لم تضع أوزارها حتى اللحظة.


تدمير ملاعب غزة

 

شهداء الرياضة الفلسطينية

حصل "اليوم السابع" على القائمة الكاملة لشهداء الرياضة في قطاع غزة حيث وصل عدد الشهداء لـ 164 شهيد وشهيدة فلسطينية في شتى القطاعات سواء لاعبين ولاعبات في كافة الألعاب من كرة قدم إلى الكرة الطائرة والأطقم الرياضية والفنية من مديرين فنيين وحكام وغيرهم.

وارتقى عشرات الرياضيين الفلسطينيين وأصيب المئات منهم وتسجيل حالات بتر لعدد من اللاعبين لعل أبرزها ما حدث للاعبة الكاراتيه نغم أبو سمرة، وشكل لاعبو كرة القدم والطائرة غالبية في صفوف الشهداء الذين ارتقوا في القصف الإسرائيلي على غزة، ولم تتمكن أي جهة رسمية فلسطينية في توثيق ورصد دقيق لأعداد الشهداء في انقطاع الاتصالات والانترنت.

وأكد "هنية" أن العالم يقول دائما أن الرياضة هي لغة المحبة والسلام وأن المؤسسات الرياضية في الحروب ملجأ للناس لكن العدو الإسرائيلي حول ملاعب كرة القدم ومنها ملعب اليرموك الذي يعد الملعب الأول على مستوى فلسطين لسجن ومركز تعذيب في منظر بشع واجرام، مضيفا: العدو مجرم ونازي ولا يترك للبشر والحجر أي شيء، موضحا أن ملاعب صغيرة تحولت إلى مقابر جماعية في ظل عدم توافر قبور حيث حول الاحتلال الملاعب لمقابر جماعية مثل ملعب القادسية في حي الشيخ رضوان وفي بعض المناطق التي كان حدث فيها اجتياح كامل في مدينة غزة.

وحول تواصلهم مع المؤسسات الرياضية الدولية لاطلاعهم على جرائم الاحتلال، أكد "هنية" أن التواصل مع الاتحادات الرياضية والمؤسسات الدولية من خلال الاتحاد الفلسطيني واللجنة الاوليمبية الفلسطينية والمجلس الأعلى للشباب والرياضة مستمر، حيث وجهت رسائل إلى كل هذه المنظومة الدولية لما يجرى ضد الرياضيين، ولمسنا تضامنا معنا من الاتحاد الاسيوي وكذلك بعض الاتحادات الرياضية التي أدانت واستنكرت جرائم الاحتلال.

ويحتاج القطاع الرياضي في غزة لعدة سنوات لإعادة ما تم تدميره لأن هذا الدمار الكبير والهائل الذي تعرضت له غزة بمثابة زلزال متواصل أدى لتدمير البنية التحتية والمؤسسات الرياضية، حيث أظهر التقييم الأولى أن القطاع يحتاج حوالي 5 سنوات لإعادة بناء ما تم تدميره حال توفرت الأموال والمواد اللازمة لذلك.

 

الحركة الرياضية الفلسطينية الأكثر استهدافا

يقول مصطفى صيام أن الاحتلال الإسرائيلي على مدار الحروب السابقة كانت الحركة الرياضية الأكثر استهدافا وتحولت الملاعب المحمية من القوانين الدولية لأماكن استهداف حيث استهدفت إسرائيل عدد كبير من الملاعب الرياضية وحولتها لمراكز تعذيب واعتقال وهذا مؤشر خطير للغاية، وهو الأمر نفسه الذي يجري في الضفة الغربية من خلال عرقلة تنظيم المباريات واستهداف الملاعب خلال إقامة المباريات بالغاز المسيل للدموع، مضيفا: لا رادع لإسرائيل وعدم محاسبة لاعتداء إسرائيل على فلسطين بعكس ما حدث في الأزمة الأوكرانية الروسية وتحرك الاتحادات الرياضية واتخذت مواقف تصعيدية لكن ما حدث في فلسطين لم يتحدث عنه أحد سواء الاتحاد الدولي أو غيره من الاتحادات الرياضية وعجز الجميع عن ملاحقة إسرائيل مما شجعها على استهداف أبناء الحركة الرياضية.

وأكد "صيام" أن الاحتلال يدمر الرياضة في غزة فهو لا يريد أي شيء فلسطيني قائم وموجود فهي حرب تدميرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مضيفا: لا يريدون الفلسطيني ويسعون للتهجير قسريا أو طواعية ..  شعبنا صامد ويرفض التهجير .. نحن نعشق الحياة والرياضة والسلام ونكره الموت والحروب.


ملعب اليرموك التاريخيّ اقدم ملاعب فلسطين تم تدميره

 

يؤكد مصطفى صيام أن أبناء الشعب الفلسطيني لديهم إرادة من فولاذ وصامدون على أرضهم وسيعيدون بناء ما تم تدميره من الجيش الإسرائيلي، مضيفا "سنخرج من تحت الركام ونعيد الملاعب ونعود للحركة الرياضية."

وترك "صيام" منزله ونزح إلى الجنوب بعد تدمير الطائرات الإسرائيلية لمنزله في مخيم الشاطئ بشكل كامل، مؤكدا أن أول شيء كان بحوزته لدى وصوله مركز الإيواء "كرة قدم" وهي مصدر الحياة لسكان غزة، مشيرا إلى حرصهم على ممارسة كرة القدم في مراكز الإيواء لإرسال رسالة للجميع بأننا باقون وثابتون على أرضنا، ونحاول رسم البسمة على شفاه الأطفال في ظل انفجارات ضخمة نسمعها بشكل يومي.

 

أطفال غزة وأوكرانيا

ينتقد "صيام" الازدواجية التي تتعامل بها الدول الأوروبية والغربية في التعامل مع قتل أطفال في أوكرانيا أو فلسطين وتحديدا قطاع غزة، مضيفا: ندعو العالم لإنقاذ أطفالنا .. نخاطب ضمائركم بأن تتدخلوا لإنقاذ أطفالنا وتركهم يمارسون لعبة كرة القدم فهي مصدر الحياة."

ورغم تعرض الحركة الرياضية الفلسطينية لخراب ودمار إلا أن الشعب الفلسطيني وكافة الرياضيين يتمسكون بحلم ممارسة الرياضة على أنقاض ما تم تدميره حين يتم جمع الأشلاء ومسح الدماء في ساحات وملاعب الكرة داخل القطاع، ويتوقع أن يستغرق ذلك خمس سنوات كحد أدنى، وهو ما يتطلب دورا فاعلا ومؤثرا من كافة الدول المانحة والمؤسسات الرياضية العالمية والعربية.

هذا الخبر منقول من اليوم السابع