بوابة صوت بلادى بأمريكا

أزمة إنسانية فى السودان بسبب القتال بين الجيش والدعم السريع.. المعارك الأخيرة رفعت عدد النازحين لـ7.1 مليون.. القوات المسلحة السودانية تحشد قواتها لصد هجوم الميليشيا.. والاتحاد الديمقراطى يدعو لتحقيق المصالحة

يعيش السودان أوضاع إنسانية صعبة للغاية نتيجة تصعيد قوات الدعم السريع ضد الجيش السودانى فى شرق البلاد، ما دفع قادة أهليون ومسؤولين حكوميين إلى التعبئة العامة استعدادا لقتال الدعم السريع، وتتعاظم المخاوف من انتقال القتال بين الجيش السودان وقوات الدعم السريع إلى ولايات فى شرق السودان عقب سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة بشكل كامل فى 18 ديسمبر الجاري.

واحتشد الآلاف السودانيين فى مدينة سواكن بولاية البحر الأحمر شرقى السودان وهم يرددون هتافات مناوئة لقوات الدعم السريع، معلنين دعمهم للجيش السودانى واستعدادهم للقتال معه.
 
وقال ناظر عموم قبائل الهدندوة فى السودان محمد الأمين ترك إن “أهل شرق السودان جاهزين للدفاع عن الوطن”.
 
واتهم ترك الاتحاد الأفريقى ومنظمة الإيجاد بالتورط فى إشعال الحرب فى السودان بسبب تغذية الخلاف بين القوى السياسية فى السودان، ودافع بشدة عن قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، مضيفا : “البرهان ليس خائن وإذا كان كذلك لقام بتسليمهم البلاد منذ اليوم الأول”.
 
 فيما وصف نائب رئيس مجلس السيادة السودانى، مالك عقار، تمدد قوات الدعم السريع إلى ولاية الجزيرة بالأمر المقلق، لكنه بث فى ذات الوقت تطمينات بقرب تحقيق النصر.

وأكد عقار، فى خطاب وجهه للسودانيين مساء الاثنين أن تمدد قوات الدعم السريع إلى وسط السودان أمر مزعج وتسبب فى إحباط للشعب السودانى، مشددا على أن هذا التمدد “لا يعنى انتصار قوات التمرد على السودانيين والجيش السوداني”، وتابع “اطمئنكم أن قادتنا العسكريين على دراية بجميع مخاوفكم، وكل عثرة فى الحرب هى تجربة لتجويد ما بعدها، وكلى ثقة، بأن القيادة العسكرية تدرس ذلك، وتتهيأ لخوض معركة النصر”.
 
وخاطب عقار القوى السياسية والمدنية الوطنية، ودعاها إلى الاتحاد وتكوين جبهة عريضة، وعدم ترك الساحة للتنظيمات التى قال إنها تدعم التمرد تحت مسميات عديدة، وتسعى لاختطاف الصوت المدنى، وتسويق الأوهام، للشعب السودانى والمجتمع الإقليمى والعالمي.
 
ووجه نائب رئيس مجلس السيادة انتقادات حادة لمن وصفها بـ"القوى السياسية" والدول الخارجية المساندة للدعم السريع، قائلا أن الحرب الحالية هدفها الاحتلال.

من جانبه، أكد الحزب الاتحادى الديمقراطى السودانى الأصل بقيادة محمد عثمان الميرغنى، موقفه الداعم والمساند للقوات المسلحة السودانية فى معركة الكرامة، داعيا إلى دعمها ومساندتها وهى تخوض المعركة حفاظا على السودان، مناشدا كافة أعضائه وأبناء الطرق الصوفية والإدارات الأهلية التى دعمت الحزب عبر التاريخ أن يكونوا فى مقدمة المتطوعين للاستجابة لنداء الدفاع عن السودان وللحفاظ على المدنيين، على أن يكون نشاط المتطوعين فقط للدفاع كل فى ولايته.

جدد الحزب، فى بيان له، الدعوة لتحقيق الوفاق الوطنى الشامل، داعيا جميع الأطراف بضرورة تحقيق المصالحة الوطنية التى لا تضيع معها الحقوق ولا يفلت من عدالتها ظالم، بحيث تكتب المصالحة فى صحائف هذا الجيل.

وأوضح الحزب أنه يتابع الحراك الجماهيرى الداعم لعودة الأمن والسلام فى ربوع السودان فى هذا الظرف العصيب الذى يتطلب تضافر الجهود الوطنية لوقف عدوان الدعم السريع التى تستهدف المدنيين والمواطنين العزل، متهما الدعم السريع بارتكاب كافة الانتهاكات فى المدن السودانية وآخرها مدينة ود مدنى وقد تعرض السودانيين فيها للقتل ونهب المنازل وجرائم الاغتصاب، مشيرا لجرائم الإبادة التى تعرضت لها قبيلتى المساليت والفور فى دارفور.
بدورها، أعلنت الأمم المتحدة، الخميس الماضى، أن أكثر من سبعة ملايين شخص نزحوا بسبب القتال فى السودان، مع استمرار فرار المزيد من النازحين، من ملاذ آمن سابق.

وأشار ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أنه "وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، فر ما يصل إلى 300 ألف شخص من ود مدنى فى ولاية الجزيرة فى موجة نزوح جديدة واسعة النطاق".
 
وتابع دوجاريك أن "1.5 مليون شخص آخرين فروا من السودان إلى الدول المجاورة"، نتيجة الصراع العسكرى، محذرا من أن "هذه التحركات الأخيرة سترفع عدد النازحين فى السودان إلى 7.1 مليون شخص، وهى أكبر أزمة نزوح فى العالم".

هذا الخبر منقول من اليوم السابع