الحزن يسيطر على الكويت والدموع تعلو وجوه الشعب الكويتى حزنا لرحيل أميرها الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذى شُيع جثمانه، الأحد، من مسجد بلال بن رباح وسط لفيف من عائلته والمقربين فى مقدمتهم الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح.
فى الوقت نفسه، يشارك العالم الكويت قيادة وشعبا فى مصابهم الجلل، حيث بدأ توافد القادة والزعماء من مختلف دول العالم منذ مساء الأحد، على العاصمة الكويتية، لتقديم واجب العزاء، وتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسى للتعزيه فى الفقيد.
كما وصل إلى الكويت كل من أمير قطر الأمير تميم بن حمد والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وملك الأردن الملك عبد الله الثاني، وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وكان فى استقبالهم أمير الكويت الشيخ مشعل الجابر الصباح، ولفيف من أسرة الصباح وكبار رجال الدولة بالكويت.
الكويتيون يتوجهون لمقبرة الأمير
وفى سياق حالة الحزن التى يعيشها أهل الكويت، حرص الكثيرون على التوجه إلى مقبرة الصليبيخات حيث يرقد جثمان الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وينعونه باكين مستذكرين مواقفه الداعمة لهم، وقربه من شعبه فى الأفراح والأحزان، وقد أكدوا أنه لُقب بـ"أمير التواضع"، لهذا حاز محبة الجميع.
فقد حفر الأمير الراحل اسمه بماء الذهب في قلوب الجميع، من خلال مسيرة لم تتميز بالعطاء والنجاح فقط ، بل والتواضع أيضا ، وعمل على الحفاظ على الوحدة الوطنية ورفعة الكويت، وكان حريصاً على المحافظة على سلامة البلاد ودفع عملية تنميتها.
صلاة الغائب بالمسجد الحرام
أدى المصلون فى المسجد الحرام والمسجد النبوى عقب صلاة الظهر، اليوم الأحد، صلاة الغائب على أمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.
وتوجه جميع المصلين بالدعاء لله سبحانه وتعالى أن يتغمد الراحل بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته ويجزيه خير الجزاء على ما قدم من أعمال جليلة لبلده والأمتين الإسلامية والعربية.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قد وجه أمس السبت، بإقامة صلاة الغائب على الأمير الراحل فى الحرمين الشريفين بعد صلاة الظهر اليوم.
العالم يشارك
ومنذ اللحظات الأولى لنبا وفاة الأمير نواف ، شارك العالم العربى الكويت وشعبها حزنها ، حيث نعى العالم العربى وفى مقدمتهم مصر قيادة وشعبا.
وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية:"ينعى الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشعب المصري، الزعيم الفقيد، الرجل العظيم، الذي كان داعمًا لأمته العربية والإسلامية، حريصًا على شئونها، حكيمًا في قيادته، قدم الكثير من البذل والعطاء لبلاده وللأمتين العربية والإسلامية".
وأعلنت مصر الحداد على الفقيد لثلاثة أيام في جميع أنحاء البلاد، سائلة الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته، ويلهم شعب الكويت الشقيق الصبر والسلوان.
ومن جانبه، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه بوفاة أمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد، وكتب بوتين في برقية أرسلت إلى الأمير الشيخ مشعل الأحمد ونشر نصها على موقع الكرملين الإلكتروني: "صاحب السمو، أرجو أن تتقبلوا خالص التعازي في وفاة أخيكم الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح..الأمير نواف الأحمد كانت له مكانة كبيرة في الشرق الأوسط.
تنكيس الأعلام
كما نكست العديد من الدول أعلامها حزنا لوفاة الأمير ، فى سياق مشاركة الكويت أحزانها، من بينها الإمارات وبريطانيا، ولبنان.
كما نعى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وقال عبر حسابه الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «عزاؤنا لأهلنا في الكويت.. ولإخواننا أسرة آل الصباح في وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ نواف الأحمد الصباح .. خدم وطنه ستة عقود .. وأدى أمانته بكل إخلاص .. وحط رحاله عند غفور كريم .. نسأل الله له الفردوس الأعلى من الجنة .. وإنا لله وإنا إليه راجعون."
"كما نعى أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفاة أمير دولة الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذى توفى اليوم السبت عن عمر ناهز 86 عاما، وفق بيان صادر عن الديوان الأميري القطرى.
نعى العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وفاة أمير دولة الكويت الراحل الشيخ نواف الجابر الأحمد الصباح، وقال الملك وفق بيان: نشاطر أشقاءنا في الكويت الأحزان بوفاة سمو الأخ الشيخ نواف الصباح. كان زعيما عروبيا كرس حياته في خدمة بلده وشعبه وأمته، وعرفناه صاحب نخوة وحكمة ودؤوبا في تمتين العلاقات العربية. أحر التعازى لأخي الشيخ مشعل ولأسرته الكريمة وللشعب الكويتي العزيز.
أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن بالغ التعازي وصادق المواساة للشعب الكويتي، وللأمتين العربية والإسلامية في وفاة أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد. وفق واس.
وجاء في بيان الديوان الملكي السعودي التالي: تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ببالغ الحزن وعظيم الأسى نبأ وفاة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح – أمير دولة الكويت – رحمه الله - رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
وأكد خادم الحرمين الشريفين و ولي العهد أن المملكة العربية السعودية وشعبها يشاركون الأشقاء في دولة الكويت أحزانهم، ويسألون الله العلي القدير أن يلهم الأسرة الكريمة والشعب الكويتي الشقيق الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل، وأن يديم على دولة الكويت وشعبها الشقيق الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار. إنا لله وإنا إليه راجعون.
فقيد الأمة
نعى رئيس دولة فلسطين محمود عباس شعب الكويت، وشعوب الأمتين العربية والإسلامية والعالم، فقيد الأمة الكبير الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، وفق "الأنباء الكويتية ".
وقال عباس: "إن فلسطين خسرت برحيله قائدا عربيا، أفنى حياته في خدمة أبناء شعبه، وأمته، ووقف إلى جانب قضيتنا الوطنية، والى جانب شعبنا، وحقوقه المشروعة بكل إخلاص".
وتقدم الرئيس الفلسطيني «بأسمى عبارات التعازي القلبية والمواساة الأخوية، لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وللحكومة، والشعب الكويتي، باسم دولة فلسطين وشعبها، وباسمه شخصيا»، سائلا الله عز وجل أن يمن على الفقيد الكبير بواسع برحمته، وأن يسكنه فسيح جناته.
60 عاما من العطاء
رحل الأمير، لكن إنجازاته البارزة وأقواله الحكيمة ستظل ساطعة في ذاكرة أهل الكويت وتاريخ العرب، وشاهدة على ما قدمه للكويت ولشعبها طوال مسيرته الغنية بالعطاء والحافلة بالإنجازات، وقد قضى الأمير الراحل 60 عاماً في خدمة الكويت وأهمها من خلال مختلف المناصب التي تبوأها.
فمنذ توليه مقاليد الحكم بتاريخ 30 سبتمبر 2020، عمل الشيخ نواف الأحمد على الارتقاء بالكويت والاجتهاد في نهضتها وتطويرها، ورسم الخطط لتأمين مستقبلها وتحقيق رفاهية شعبها.
ولد الشيخ نواف الأحمد في 25 يونيو 1937 في مدينة الكويت بفريج الشيوخ، وهو النجل السادس لحاكم الكويت العاشر المغفور له بإذن الله الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح، الذي حكم الكويت في الفترة من عام 1921 ولغاية عام 1950.
ونشأ الشيخ نواف الأحمد وترعرع في بيوت الحكم منذ ولادته وهي بيوت تعتبر مدارس في التربية والتعليم والالتزام والانضباط وإعداد وتهيئة حكام المستقبل.
ودرس في مدارس الكويت المختلفة وهي مدارس حمادة وشرق والنقرة ثم في المدرسة الشرقية والمباركية وواصل سموه دراساته في أماكن مختلفة من الكويت حيث تميز بالحرص على مواصلة تحصيله العلمي وظلت هذه الصفة تلازمه في ما بعد وتجلت بتشجيع سموه لطلبة العلم في مختلف مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي والعالي انطلاقاً من رؤية سموه بأهمية التحصيل العلمي الذي يعد أساس تقدم المجتمعات ورقيها.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع