يتعرض الإقليم لحالة من عدم الاستقرار الأمنى والعسكرى بسبب التصعيد العسكرى الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة، ما أدى لارتقاء عدد كبير من الشهداء وإصابة أكثر من 42 ألف آخرين فى المعارك المستمرة للشهر الثالث على التوالي.
وتستخدم القوات الإسرائيلية أحدث الأسلحة الأمريكية التى نقلتها الولايات المتحدة منذ بدء العدوان على غزة فى 7 أكتوبر الماضى، حيث وصلت عدد الطائرات إلى 200 طائرة تحمل مساعدات عسكرية وطبية ضخمة من الجانب الأمريكى إلى جيش الاحتلال الإسرائيلى الذى يلجأ لسياسة الأرض المحروقة والإبادة الجماعية وسط موقف مخزى من الولايات المتحدة والدول الأوروبية التى تلتزم الصمت حيال ما يجرى فى غزة من صفك دماء وإبادة جماعية لألاف الأسر الفلسطينية.
أعلنت الصحة الفلسطينية، ارتقاء 350 شهيدا فى غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وهو ما يرفع عدد شهداء غزة إلى 17177 شهيدا وأكثر من 46 ألف جريح جراء عدوان الاحتلال على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي.
ودفع العدوان الإسرائيلى الغاشم عدد من الدول الإقليمية والعربية للانخراط فى معادلة التصعيد وتحديدا جبهة شمال فلسطين المحتلة بإطلاق حزب الله لعشرات الصواريخ واستهداف القوات الإسرائيلية بشكل يومى، وهو ما يدفع نحو مواجهة غير محسوبة فى المستقبل بين الجانب الإسرائيلى وفصيل حزب الله اللبنانى الذى يسيطر على جنوب لبنان بشكل كامل سواء سياسيا أو عسكريا.
ما يجرى فى منطقة الشرق الأوسط دفع بعض الفصائل العراقية المسلحة لاستهداف القواعد العسكرية الامريكية بشكل مستمر خلال الأيام الماضية، وذلك رفضا للموقف الأمريكى الداعم للعدوان الإسرائيلى على قطاع للشهر الثالث على التوالى، ومحاولة هذه الفصائل إرسال رسالة للجانب الأمريكى بأنها لن تقف مكتوفة الأيدى أمام ما يحدث للفلسطينيين فى غزة.
نفس الأمر يجرى فى الساحة السورية من خلال التحركات التى تقوم بها فصائل سورية مسلحة باستهداف القواعد الأمريكية فى سوريا، ووصل عدد الاستهداف للقواعد الأمريكية فى سوريا والعراق أكثر من 77 استهداف خلال الأسابيع الماضية، وذلك تنديدا بالموقف الأمريكى الأعمى الداعم للاحتلال الصهيونى الذى يمارس الإبادة الجماعية ضد السكان المدنيين فى غزة.
بات أمن البحر الأحمر على المحك أيضا بسبب الموقف الأمريكى والإسرائيلى الذى يهدد أمن واستقرار الإقليم برمته نتيجة التصعيد غير المحسوب والدموى ضد الشعب الفلسطينى، ما دفع الحوثيين لإعلان استمرار عملياتهم ضد السفن الإسرائيلية التى تتخذ من البحر الأحمر مسارا لها، وذلك فى إطار رفضهم للعدوان الإسرائيلى على غزة ومطالبتهم بوقف العدوان الفلسطينيين لتتوقف عن استهدف السفن الإسرائيلية بالبحر الأحمر.
يبدو أن مستشارى الرئيس الأمريكى جو بايدن قرروا اشعال الإقليم برمته وإدخاله فى حالة من عدم الاستقرار وهو ما يهدد المصالح الأمريكية فى المقام الأول والتى باتت هدفا لكل الفصائل والمجموعات المسلحة المتواجدة فى لبنان وسوريا والعراق واليمن، وباتت المصالح الاقتصادية الأمريكية فى مرمى استهداف المسلحين الرافضين لمواقفها المخزية تجاه ما يحدث للفلسطينيين فى قطاع غزة.
ما يحدث فى منطقة الشرق الأوسط يؤكد أن الولايات المتحدة حليف لا يمكن الوثوق به أبدا نظرا لتخليه عن حلفاءه وشركاءه فى الإقليم، ورغبته فى تقسيم المنطقة وإشعالها بشكل كامل دون الالتفات لتداعيات السلبية والكارثية التى يمكن أن تعانى منها هذه المنطقة لعقود مقبلة، وهو ما يتطلب وقفة عربية موحدة للدفاع عن أمن واستقرار دولنا الصهاينة والأمريكان الذين يعملون وفق أجندتهم فقط دون الالتفات لأمن واستقرار ومصالح ومقدرات الشعوب العربية.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع