بوابة صوت بلادى بأمريكا

الدبلوماسية الأمريكية فى مأزق بسبب تصريحات بايدن الارتجالية.. رئيس أمريكا يثير تحفظات الصين بعدما وصف رئيسها بـ"الديكتاتور".. التصريح امتداد لإساءته من قبل لبوتين..ومراقبون: حديث يهدد علاقات الإدارة بمحيطها

تبدو زلات لسان الرئيس الأمريكي جو بايدن أحد أهم الأزمات الدبلوماسية التي تواجه إدارته في ظل ما يترتب عليها من تداعيات على علاقة بلاده بمحيطها الدولي، خلال حقبة دولية حساسة، يشهد فيها المجتمع الدولي حالة "مخاض" ينتقل فيها من الأحادية المطلقة نحو التعددية، جراء صعود قوى جديدة على غرار الصين في الوقت الذي تستعيد فيه روسيا مكانتها الدولية.

وأوقعت التصريحات "الفضفاضة والارتجالية"، لجو بايدن في لحظات محرجة، إذ إن بعضها عبارة عن زلات غير هامة تتمثل في عبارات غير ملائمة، ولكن آخرها كان عند التطرق علناً لأمور سرية بعضها يتعلق بالسياسة الخارجية.

وأثارت "التصريحات الصريحة" لبايدن، انتقادات من قبل زعماء عالميين، وسط محاولات من وزارة الخارجية والبيت الأبيض لتصحيح الأخطاء، حسبما ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.

وأوضحت المجلة أنه منذ تولي جو بايدن الرئاسة، كشف مراراً عن أفكاره بشأن مسائل حساسة تتعلق بالدبلوماسية والأمن القومي وقضايا أخرى، إذ حاول مستشاروه اتباع أسلوب صارم في الحديث عنها.

وأضافت أن بايدن "نادراً ما يتناقض مع السياسة الرسمية، لكن تصريحاته تقدم للمراقبين رؤى بشأن المخاوف الكامنة في علاقات إدارته مع دول مثل تايوان وروسيا". وسلطت الصحيفة الضوء على مواقف كان فيها بايدن "أكثر جرأة وأقل دبلوماسية" مما كان يفضله مستشاروه.

ولطالما انتقدت الولايات المتحدة الصين وتغير هذا الأمر في يونيو الماضي، عندما وصف بايدن بشكل غير متوقع شي بأنه "ديكتاتور"، خلال حفل لجمع التبرعات في كاليفورنيا، إذ قال آنذاك: "السبب الذي جعل شي جين بينج منزعجاً للغاية، عندما أسقطت ذلك المنطاد (حادث منطاد التجسس في فبراير الماضي)، هو أنه لم يكن على علم بوجوده هناك".

وأضاف: "هذا مصدر إحراج كبير للديكتاتوريين، عندما لا يعرفون ما يحدث"، لترد بكين على الفور بتقديم احتجاج رسمي وتستدعي السفير الأمريكي في بكين لتوبيخه رسمياً، ما أدى إلى تأجيج التوتر.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن نظيره الصيني شي جين بينج "ديكتاتور"، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من عودة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من بكين.

وحاول بايدن بعد ذلك التقليل من حدة تصريحاته، وقال في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الهندي في وقت لاحق، إنه "يتوقع الاجتماع مع شي في المستقبل القريب، وأنه لا يعتقد أن التصريح كان له أي عواقب حقيقية".

 

 

وبعد اجتماعه مع شي في سان فرانسيسكو، الأربعاء الماضي، كرر بايدن انتقاده للرئيس الصيني، عندما سألته صحافية عن لقائه بالرئيس الصيني على هامش منتدى قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "أبيك"، قائلاً: "حسناً، إنه ديكتاتور بمعنى أنه رجل يدير دولة شيوعية".

وسرعان ما أدانت وزارة الخارجية الصينية، تصريحات بايدن مجدداً، وقالت المتحدثة باسم الوزارة، إن "هذا النوع من التصريحات خاطئ للغاية، ويعد تلاعباً سياسياً غير مسؤول".

ومن الناحية الرسمية، تواصل إدارة بايدن سياسة "الغموض الاستراتيجي" الأمريكية تجاه تايوان، ما يعني أن الولايات المتحدة لم تحدد بشكل قاطع، ما إذا كانت ستتدخل للدفاع عن الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، حال تأجج الوضع مع الصين، ما دفع بكين إلى التحذير من أن تصريحات بايدن ترسل "إشارة خاطئة على نحو خطير إلى القوى الانفصالية الداعية إلى الاستقلال في تايوان".

ورغم تصاعد اللهجة العدائية تجاه الصين، لا تزال الولايات المتحدة تعترف رسمياً بحكومة بكين باعتبارها الحكومة الشرعية على جميع أراضي الصين، بما في ذلك تايوان، في إطار سياسة "الصين الواحدة".

وبالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال بايدن إنه لا يظن أن لدى زعيم روسيا قلبا، وعندما سئل خلال المقابلة عما إذا كان يعتقد أن بوتن قاتل، قال "أعتقد ذلك".

من جانبه، أكد رئيس مجلس الدوما أن "تصريحات بايدن بحق بوتن إهانة للمواطنين الروس ولا تعبر إلا عن (هستيريا العجز)"، مشيرا إلى أن تهجم بايدن على بوتن يعد هجوما على روسيا.

كما فقد أدانت إدارة بايدن تهديداته التي وجهها حلف شمال الأطلسي "الناتو" والغرب بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، كما رفض المسؤولون الأمريكيون عقوبات قاسية على بوتين، وأعربوا عن دعمهم للمنشقين وقادة المعارضة الروس.

ومع ذلك، لم تصل الولايات المتحدة إلى حد الدعوة إلى تغيير النظام أو تزويد الناشطين الروس بالدعم المادي في سعيهم لاستعادة الديمقراطية في البلاد، إذ عادة ما تحرص على عدم إثارة غضب الكرملين، لكن خطاباً ألقاه بايدن في مارس الماضي أثار مخاوف بشأن تغير هذا النهج.

وبعد شهر من الغزو الروسي، زار بايدن، بولندا، وألقى خطاباً أمام القلعة الملكية في العاصمة وارسو تعهد فيه بـ"وقوف الغرب خلف كييف أثناء صدها للجيش الروسي".

ولكن هذا الخطاب طغى عليه تصريح ارتجالي، قال فيه بايدن إن "روسيا لن تنتصر في الحرب. بحق الله، لا يمكن لهذا الرجل أن يبقى في السلطة"، مشيراً إلى بوتين.

وهذه ليست المرة الأولى التى يخطئ فيها بايدن أثناء إلقاء خطابه سواء أمام الأمريكيين أو فى المحافل الدولية حيث سبق له وأن وقع فى ذلات لسان سابقة أبرزها خلال حديثه أما الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى حيث قال "نحن بحاجة للتأكد من أن الحكومة الأوكرانية يمكن أن تستمر فى تقديم الخدمات الأساسية للشعب الإيراني"، ويقصد بذلك الشعب الأوكراني.

وأيضا اختلطت كلمات بايدن الذى تحدث فى الذكرى الثلاثين لقانون الإجازة العائلية والطبية، أو FMLA، خلال حديثة عن تطور وإنجازات التى تسبب بها القانون خاصة فيما يتعلق الامر بمساعدة الأسر ذات الدخل المنخفض والأمهات العاملين قائلا أن "أكثر من نصف النساء فى إدارته هم نساء".

وفقا لشبكة فوكس نيوز قال بايدن: "أكثر من نصف نساء مجلس الوزراء، أكثر من نصف سكان مجلس الوزراء، أكثر من نصف النساء فى إدارتى من النساء".

كما تسائل بايدن خلال كلمة له فى واشنطن: "هل أنت هنا؟ أين جاكي؟ " فى إشارة إلى النائبة الجمهورية جاكى والورسكى، التى قُتلت فى حادث سيارة فى 3 أغسطس، وأضاف بايدن: "لم أكن أعتقد أنها كانت كذلك - لن تكون هنا".

وحاول البيت الأبيض أن يتجاهل الزلة ما أثار دهشة الصحفيين فى البيت الأبيض الذين أشاروا إلى أن هذا الادعاء لم يفسر سبب نسيان الرئيس على ما يبدو لوفاة عضو الكونجرس، ومما زاد الطين بلة، أن الرئيس أصدر بيان حداد على وفاة والورسكى وأمر بخفض علم البيت الأبيض لمدة يومين فى وقت الحادث المميت.

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع