بوابة صوت بلادى بأمريكا

صمود غزة يحرك مياه لندن الراكدة.. نائب من "العمال" يصف إسرائيل بالتنظيم الإرهابى.. تمرد داخل الحزب بسبب الموقف من مجازر الاحتلال.. واستطلاع رأى: 50% من البريطانيين يؤيدون حق التظاهر لدعم فلسطين ووقف العدوان

حالة من التضامن الشعبى والإدانة الواسعة لمجازر الاحتلال الإسرائيلى يكتسبها أهالى قطاع غزة يومًا تلو الآخر داخل المجتمعات الغربية بعدما اختتمت الحرب فى القطاع أسبوعها الخامس، وسقوط ما يزيد على 11 ألف شهيد غالبيتهم من المدنيين والأطفال.

 

هامش التضامن المتزايد الذى تكتسبه القضية الفلسطينية، حرك الكثير من المياه الراكدة داخل لندن، حيث ارتفع تأييد المواطنين لمسيرات التنديد بمجازر الاحتلال، وذلك بحسب استطلاع رأى نشرته شبكة سكاى نيوز البريطانية. 

 

وذكرت الشبكة أن نصف البريطانيين بات يعتقد أنه ينبغى السماح بالمسيرات الداعمة لفلسطين، وهو موقف يعكس تزايد ولو بسيط فى تأييد الحق الفلسطينى، وإدانة مجازر الاحتلال.

 

من جهةآخرى، وصف كريس ويليامسون عضو البرلمان البريطانى السابق عن حزب العمال إسرائيل أنها أسوأ من النازيين بسبب جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة، خلال مقابلة تلفزيونية نشرتها صحيفة جيروزالم بوست.

 

وسأل المضيف ويليامسون عن اعتقاده ما اذا كان وقف إطلاق النار فى غزة سيكون فى صالح المدنيين الفلسطينيين وعن الآراء الأخرى التى تقول أن الهدنة قد تعطى الفرصة لفصائل المقاومة بالتسلح لهجمات مستقبلية. وأجاب نائب حزب العمال السابق قائلا: "أهل غزة يتعرضون لمذبحة يوميا.. لذا فوقف اطلاق النار سيكون فى صالحهم"، وقاطعته المضيفة قائلة: "لماذا فى ظنك انهم يتعرضون لمذبحة؟" وهو ما رفضه ويليامسون واكمل اجابته: "لنتذكر أن إسرائيل حولت غزة لمعسكر اعتقال مفتوح".

 

وسرعان ما أدان المضيف بيان ويليامسون ووصفه بأنه كاذب، قائلًا: "إنه ليس معسكر اعتقال.. كيف تحرؤ على استخدام هذه العبارة"، وتابع ويليامسون: "حسنًا، أنا آسف لكن ما هو تعريف معسكر الاعتقال؟"

 

ووفقا للتقرير، يتعرف معسكر الاعتقال بأنه مكان يتم فيه احتجاز أعداد كبيرة من الأشخاص مثل أسرى الحرب أو السجناء السياسيين أو اللاجئين أو أفراد أقلية عرقية أو دينية تحت حراسة مسلحة.

 

تابع ويليامسون: "إنهم محاصرون. ولا يسمح لأحد بالدخول إلى غزة. لديهم سور من حولهم، وتتعرض هذه المناطق للقصف بشكل منتظم من قبل الإسرائيليين.. أنه جنون مطلق وكيف يمكن الدفاع عن نظام يتصرف بطريقة أسوا من النازيين "، وأكد أن إسرائيل تتصرف بشكل سيء كثيرا مستشهدا بآلاف الأطفال الشهداء الذين قتلوا على يد قوات الاحتلال.

 

وتابع ويليامسون: "هناك آلاف اليهود الذين يعارضون ذلك تمامًا.. المنظمة الإرهابية الحقيقية هى إسرائيل.. إنهم يرهبون الشعب الفلسطيني".

 

ويأتى ذلك فى وقت يواجه السير كير ستارمر زعيم حزب العمال البريطانى تمردا داخل حزبه من قبل ما يصل إلى 12 وزيرا من وزراء الظل الذين أعلنوا استعدادهم للاستقالة بدلا من التصويت ضد الدعوة لوقف إطلاق النار فى غزة الأمر الذى يرفض ستارمر دعمه.

 

وذكرت صحيفة الجارديان، أن زعيم العمال يكافح لإعادة تأكيد سلطته داخل الحزب حيث يستعد أربعة وزراء بالفعل للاستقالة فى الأيام المقبلة إلى جانب الآخرين الذين يفكرون فى الأمر.

 

وقال العديد من نواب العمال، إنهم يتعرضون لضغوط هائلة من أعضاء الحزب والناخبين لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد القصف الإسرائيلى فى غزة، حيث من المتوقع أن يشارك الآلاف من الأشخاص فى احتجاجات مؤيدة لفلسطين فى لندن السبت المقبل.

 

وأكد رئيس الوزراء البريطانى، ريشى سوناك، أن تلك الاحتجاجات لن تلغى، داعما الموقف الذى اتخذه مفوض شرطة العاصمة، مارك رولى، فى خلافه المطول والعلنى مع وزير الداخلية واتهمت سويلا برافرمان شرطة العاصمة "بممارسة التفضيل" مع المتظاهرين فى مقال نشرته صحيفة التايمز مساء الأربعاء، واتهمتهم باتخاذ نهج أكثر صرامة تجاه ما وصفته لجماعات يمينية من الغوغاء المؤيدين للفلسطينيين.

 

وقال مسئول فى حزب العمال، إن زعماء الحزب يتابعون عن قرب 15 من وزراء الظل الذين لهم قاعدة انتخابية كبيرة من المسلمين لأى علامات أنهم سيقدمون استقالتهم بعد استقالة عمران حسين الثلاثاء.

 

وقال أحد أعضاء حزب العمال لصحيفة: "كان موقفى دائمًا هو أن السبيل الوحيد للمضى قدمًا هو وقف إطلاق النار. أن التوقف المؤقت كما دعا إليه ستارمر لن يحل المشكلة. يجب على شخص ما أن يقول كفى."

 

وقال آخر: "لدى أكثر من 600 رسالة بريد إلكترونى حول هذا الموضوع وهو أهم من أى موضوع آخر على الإطلاق، بما فى ذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وكوفيد... لا أعرف نائبًا عن حزب العمال لا يتعرض لضغوط فى الوقت الحالي".

 

ومع محاولة ستارمر التكيف مع الوضع شديد التقلب فى الشرق الأوسط وفى الداخل، فإنه يواجه واحدة من أكبر الأزمات فى عهده كزعيم، وقد أثار ستارمر غضب الكثيرين فى حزبه عندما قال أنه يعتقد أن لإسرائيل الحق فى حجب الكهرباء والمياه عن المدنيين فى غزة.

 

وأشارت الجارديان، إلى أن رفض ستارمر دعم وقف إطلاق النار فى المنطقة، والدعوة بدلًا من ذلك إلى "وقف إنساني" للأعمال العدائية، يهدد بإعادة فتح الانقسامات العمالية.

هذا الخبر منقول من اليوم السابع