بوابة صوت بلادى بأمريكا

"غزة" تعزز الانقسام فى معسكر بايدن.. الديمقراطيون يهاجمون رئيسهم.. ساندرز: القصف الإسرائيلى العشوائى يجب أن يتوقف فورا.. رشيدة طليب تتهمه بدعم الإبادة الجماعية.. وأوباما يدعو إلى فهم الحقيقة الكاملة للصراع

أجبرت دماء الفلسطينيين الأبرياء فى غزة، السياسيون الأمريكيون على رفع أصواتهم بالمعارضة، والضغط على بايدن لتبنى نهج مغاير للدعم غير المقيد الذى أبداه لحلفائه فى  إسرائيل منذ عملية السابع من أكتوبر، مما عزز الانقسامات داخل معسكر بايدن الديمقراطى.

وبدأ انتقاد إسرائيل يشكل مساحة أكبر داخل أروقة السياسة الأمريكية، وزادت معه الدعوة إلى وقف إطلاق النار بشكل فورى، حتى أن رئيسا سابقا بدأ يدعم إلى فهم الحقيقة الكاملة للصراع الدائر والذى يعود إلى ما يقرب من قرن، فيما وصفت نائبة بالكونجرس صمت بايدن على ما يحدث بأنه مساعدة على الإبادة الجماعية للفلسطينيين.

السيناتور الديمقراطى البارز بيرنى ساندرز طالب بضرورة وقف إطلاق النار فى غزة على الفور، وهو ما ترفض الإدارة الأمريكية الدعوة إليه حتى الآن، وأضاف ساندرز أن القصف العشوائى الإسرائيلى يقتل آلاف الأبرياء في غزة، مؤكدا أن القصف الإسرائيلى يستهدف المستشفيات ومخيمات اللاجئين ويجب أن يتوقف الآن.

وجاءت رسالة ساندرز فى الوقت الذى يرفض فيه البيت الأبيض توجيه أى انتقاد أو لوم لإسرائيل فى حملتها الوحشية ضد المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة، وهو ما دفع نائبة الكونجرس الأمريكية من أصل فلسطينى رشيدة طليب إلى اتهام جو بايدن بدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين.

 وبحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، فإن طليب قالت فى فيديو لها: السيد الرئيس، الشعب الأمريكى ليس معك فى هذا الأمر، وسنتذكر هذا فى 2024. وبعد حديثها تتحول الشاشة إلى اللون الأسود، ثم ظهر رسالة مكتوب فيها: "لقد دعم جو بايدن الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى، الشعب الأمريكى لن ينسى. بايدن، إدعم وقف إطلاق النار الآن، وإلا لا تعتمد علينا فى 2024".

 وقالت نيويورك تايمز إن طليب، الأمريكية الوحيدة من أصل فلسطينى فى الكونجرس، كانت فى مقدمة مجموعة من النواب التقدميين الذين انتقدوا دعم بايدن لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر، وقالت إن أفعاله ساعدت على قتل المدنيين الفلسطينيين. وكانت طليب قد اجتازت محاولة لتوجيه اللوم لها فى مجلس النواب الأسبوع الماضى بسبب تعليقاتها على حرب غزة، كما أنها تواجه إعلانات هجومية من قبل جماعة ديمقراطية موالية لإسرائيل.

إلا أن اتهام بايدن بدعم الإبادة الجماعية يمثل ما وصفته الصحيفة بـالانتقاد غير العادى للرئيس من جانب أحد نواب حزبه.

وذهبت الصحيفة إلى القول بأنه اللغة المستخدمة فى الخطاب تهدد بتوسيع الخلافات داخل الحزب الديمقراطى حول الصراع الحالى، حيث يتبادل أنصار فلسطين وأنصار إسرائيل الاتهامات بالتعصب.

يأتى هذا فى الوقت الذى كان فيه بايدن هدفا فى مظاهرات دعم فلسطين الحاشدة التى شهدتها العاصمة الأمريكية، قرب البيت الأبيض، وسط تهديد الكثير من المتظاهرين بعد دعم بايدن فى انتخابات الرئاسة القادمة.

ووجه المتظاهرون انتقادات مباشرة للرئيس بايدن. من بينهم ريناد دايمن، من كليفلاند التى قالت إنها قامت بالرحلة مع عائلتها حتى يعرف أطفالها أن الشعب الفلسطينى صامد، وانهم يريدون قائدا لا يكون دمية لحكومة إسرائيل.

 ووضع المتظاهرات العشرات من أكياس الجثث البيضاء الصغيرة تحمل أسماء الأطفال الذين قتلتهم الصواريخ الإسرائيلية، بينما حمل المتظاهرون لافتات تدعو إلى وقف إطلاق النار.

كما حمل المتظاهرون لافتات تحمل رسائل مثل "لقد خاننا بايدن"، و"فى نوفمبر، نحن نتذكر" فى إشارة إلى أن القضية ستكون عاملا مؤثر فى إعادة انتخاب بايدن.

وقالت جيهان الأنصرى، البالغة من العمر 27 عاما والتى تقيم فى نيويورك، إن دعم إدارة بايدن لإسرائيل على الرغم من مقتل الآلاف من الفلسطينيين جعلها تعيد التفكير فى التصويت فى انتخابات الرئاسة لعام 2024، حيث من المرجح أن يواجه بايدن المرشح الأوفر حظا فى الحزب الجمهورى دونالد ترامب، وقالت: كنا نعتقد أن بايدن سيمثلنا، لكنه لا يمثلنا، وجيلنا لا يخشى أن يضع مسئولين منتخبين فى مكانهم.

من ناحية أخرى، دعا الرئيس الأمريكى الاسبق باراك أوباما الأمريكيين إلى فهم الحقيقة الكاملة المتعلقة بحرب إسرائيل وغزة، وقال إن "الجميع متواطئ" بدرجة ما فى إراقة الدماء الحالية.

وقال أوباما فى مقابلة مع موظفيه السابقين لبثها على بودكاست "انقذوا أمريكا": أنظر إلى هذا وأعود بالتفكير إلى الوراء، ما الذى كان يمكننى أن أفعله خلال رئاستى للمضى قدما، لقد حاولت قدر استطاعتى؟. لكن لا يزال هناك جزء منى يقول: حسنا، هل هناك شيئا آخر كان بإمكانى فعله".

وبحسب ما ذكرت نيويورك تايمز، فإن أوباما اعترف بالمشاعر القوية التى أثارتها الحرب، وقال إن هذا أمر يعود إلى قرن مضى ويعود إلى الواجهة، وألقى باللوم على السوشيال ميديا فى تضخيم الانقسامات وتقليص النزاع الدولى الشائك إلى ما اعتبره مجرد شعارات.

وحث أوباما مساعديه السابقين على فهم الحقيقة الكاملة، وقال إن ما حدث فى 7 أكتوبر كان "مروعا وليس هناك ما يبرره" على حد قوله، لكنه أضاف أن الصحيح أيضا أن الاحتلال وما يحدث للفلسطينيين لا يطاق.

 وأضاف: والصحيح أيضا أن هناك تاريخا للشعب اليهودى قد يتم تجاهله ما لم يخبرك اجدادك أو أجداد أجدادك، أو عمك او عمتك بقصص عن جنون العداء للسامية، ومن الصحيح أن هناك الآن ناس تموت ليس لهم علاقة بما فعلته حماس.

هذا الخبر منقول من اليوم السابع