نجحت جهود المنطقة الاقتصادية لقناة السويس برئاسة وليد جمال الدين، بالتعاون مع مؤسسات الدولة المعنية في إعادة ميناء العريش إلى المشهد مرة أخرى بعد سنوات من عدم التطوير، ليصبح ذراع مصر الطولي على البحر المتوسط ونافذة عبور المواد الخام السيناوية والبضائع القادمة من دول المنطقة العربية والخليج إلى أوروبا.
وأدت الكوارث التي تعرضت لها كلا من سوريا وتركيا نتيجة الزلازل في فبراير الماضي إلى إعلان المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التشغيل التجريبي للرصيف الجديد بعد تطويره بميناء العريش بطول 915 كم، واستقبال أول سفينة يتم شحنها بمساعدات إنسانية لدولتي تركيا وسوريا، لتكون أول قافلة تستقبلها ميناء العريش البحري، حيث تم اختيار ميناء العريش البحري باعتباره النقطة البحرية الأقرب للدولتين وربطه بشبكة الطرق والأنفاق سواء نفق جنوب بورسعيد أو تحيا مصر بالإسماعيلية ، ما ساهم في سهولة انتقال قافلة المساعدات من القاهرة لمحافظة شمال سيناء متجهة لميناء اللاذقية بسوريا ثم إلى تركيا من خلال ميناء العريش.
حاجز الامواج
ويشهد ميناء العريش البحري، الانتهاء من تنفيذ رصيفين، أولهما يبلغ طوله 250 مترا، والذي يجري حاليًا التشغيل التجريبي له لحين افتتاحه رسميًّا، والرصيف الثاني بطول 915 مترا، ومن المتوقع انتهاء أعمال تطوير ميناء العريش خلال الربع الأول لعام 2024، وتشمل الأعمال أيضا تنفيذ أرصفة بحرية وحواجز أمواج، وساحات تداول وطرق داخلية ورفع كفاءة المباني وأسوار وبوابات الميناء باستثمارات تعادل 4 مليارات جنيه، وتعزز أعمال التطوير تلك من الاستفادة من الموقع الاستراتيجي لميناء العريش كمنفذ بحري هام وبوابة شرقية لمصر على المتوسط، بالإضافة إلى استفادة الميناء من الأنفاق الجديدة أسفل قناة السويس التي مهدت لانتقال الأفراد والبضائع عبرها، وسمحت بربط ميناء العريش بشبكة الطرق القومية.
ميناء العريش
وأعلنت الهيئة أنه تم الانتهاء من الدائرة الجمركية المؤقتة بنسبة 100%، وجاهزة لتشغيل الرصيف التجاري (سيناء) والانتهاء من حاجز الأمواج الشرقي بطول 500 متر، وتنفيذ إنشاء حاجز الأمواج الغربي بطول 1250 مترًا.
ميناء العريش ومشروعات القيمة المضافة لخدمة أبناء سيناء
أعمال تطوير ميناء العريش البحري اكتسبت أهمية كبيرة، بالتزامن مع خطط التطوير الموضوعة للميناء والمنطقة المحيطة به، ومن أهمها موافقة مجلس إدارة المنطقة الاقتصادية في مارس الماضي على إقامة شركة ترانس كارجو "إحدى الشركات التابعة لمجموعة موانئ أبو ظبي" بإنشاء 6 صوامع لتخزين وتداول الاسمنت الأسود بميناء العريش يتم تصديره للأسواق الخارجية، بطاقة تخزينية تبلغ 75 ألف طن وتبدأ بحجم تداول 250 ألف طن تصل إلى 2 مليون طن خلال العام المقبل بعد الانتهاء من جميع مراحل المشروع بتكلفة استثمارية 830 مليون جنيه، حيث يقع المشروع على مساحة 6 آلاف متر مربع داخل الميناء ومتوقع تحقيق إيرادات من تداول السفن في هذا المشرع ما يقرب من 28 مليون دولار.
حاجز الأمواج الغربي بطول 1250 متراً
ويقوم الميناء بتصدير وتداول العديد من المواد كالملح، والكلينكر، وغيرها، ومتوقع ارتفاع في أعداد السفن والمشروعات المقامة بالميناء بعد الانتهاء من أعمال التطوير نظرًا لموقع الميناء الاستراتيجي في شرق البحر المتوسط.
واستقبل ميناء العريش البحري عدد 86 سفينة خلال عام 2022 لتصدير بضائع الصب للأسواق الخارجية بطاقة محققة بلغت 336.416 ألف طن بزيادة 32 سفينة عن عام 2021.
جانب من الاعمال الجارية
ميناء العريش والربط بممر العريش طابا اللوجستى
تعكف الدولة حاليا على تنفيذ واحدة من أكبر مشروعات الربط على البحر الأحمر وهو ممر «العريش - طابا» اللوجستي، وهو مشروع إعادة تأهيل وتطوير وإنشاء خط سكة حديد الفردان - شرق بورسعيد - بئر العبد - العريش - طابا، بطول إجمالى نحو 500 كيلومتر، والذى يبدأ من ميناء العريش البحرى حتى منفذ طابا البرى ويربط بينهما خط سكك حديد العريش - طابا، وهو امتداد لخط «الفردان - بئر العبد - العريش» مرورًا بمنطقة الصناعات الثقيلة فى وسط سيناء، ويتضمن المشروع إعادة تأهيل وتطوير خط السكة الحديد «الفردان - بئر العبد» بطول 100 كيلو متر، ورفع السكة الحالية وإعادة تأهيل الجسر ووضع قطاع تزليط جديد وإعادة تركيب السكة مرة أخرى بطول إجمالى 14 كيلو مترا، وأيضا خط سكة الحديد من بالوظة حتى ميناء شرق بورسعيد بطول 44 كيلو مترا، بالإضافة إلى إنشاء خط بئر العبد العريش بطول 81 كيلو، وإنشاء خط «العريش - النخل - التمد - طابا» بطول 275 كيلو مترا، بالإضافة إلى إنشاء جسور جديدة وتركيب سكة جديد بطول 20 كم وصولا إلى ميناء شرق بورسعيد، لربط ميناء شرق بورسعيد بخطوط شبكة السكة الحديد لتعظيم نقل البضائع عن طريق النقل السككى، كما يجرى إنشاء كوبرى معدنى جديد بمنطقة الفردان، وأعمال إعادة تأهيل الكوبرى القائم كوبرى الفردان وهو كوبرى معدنى بطول 640 مترا.
رسو السفن
وتعمل وزارة النقل على تجديد واستعادة كفاءة المحطات، إذ أنهت الشركة القابضة للطرق والكبارى التابعة لوزارة النقل أعمال تجديد محطة بئر العبد خلال 45 يومًا وجار العمل لاستعادة كفاءة وتجديد المحطات الأخرى مثل القنطرة شرق وجلبانة ورمانة وبالوظة، وسيتم إنشاء محطة جديدة فى العريش.
أما بالنسبة لمنطقة الفردان، فيجرى إنشاء كوبرى معدنى جديد بمنطقة الفردان وأعمال إعادة تأهيل الكوبرى القائم كوبرى الفردان وهو كوبرى معدنى بطول 40 متر يتكون من جزئين يمر أعلى قناة السويس، وتم الانتهاء من انشاؤه فى 2001، وهو يربط خطوط السكك الحديد غرب قناة السويس بسيناء لتعظيم التنمية بشبه جزيرة سيناء وزيادة معدل نقل الركاب والبضائع بين الوادى وسيناء، وتتضمن الأعمال إنشاء كوبرى معدنى جديد مزدوج على قناة السويس الجديدة مكون من جزئين كل جزء بطول 320 متر، وأعمال إعادة تأهيل وازدواج خط السكة الحديد أعلى الكوبرى القائم وإعمال إنشاء خطوط سكك حديدية لربط الكوبريين فى الجزيرة الفاصلة بين القناتين وربط الكوبرى غرب القناه بخط بنها بورسعيد وشرق القناة بخط الفردان رفح وإنشاء برج إشارات شرق قناة السويس وإنشاء سحارات أسفل قناة السويس لمد خطوط الشبكات "مياه - كهرباء -إشارات" وإنشاء منطقة إدارية شرق قناة السويس الجديدة، وشدد على تكثيف الأعمال لسرعة الانتهاء من المشروع وفقا للجدول المخطط .
ويشكل الممر اللوجستي الجديد نقلة نوعية لخدمة نقل الركاب والبضائع والتجمعات السكنية والصناعية والتعدينية بسيناء، حيث يتم ربط المصانع بوصلات سكك حديدية ثم التصدير عبر ميناء العريش وطابا إلى الخارج، إذ يرتبط هذا الخط مع شبكة السكك الحديدية بأنحاء الجمهورية، كما أن الممر اللوجيستى العريش - طابا؛ يساهم فى تحقيق التنمية الشاملة فى سيناء وله عوائد اقتصادية عديدة لخدمة أهالى شمال ووسط وجنوب سيناء، كما جرى التخطيط لهذا الخط للمرور بمنطقة الصناعات الثقيلة في منطقة لبنى، ومصانع العريش للأسمنت، ومصانع الأسمنت الأخرى الموجودة في المنطقة، ومصانع الرخام ومنطقة الحسنة ونخل.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع