على مدار نحو 4 أسابيع من عمليات طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة، تصدت مصر لمؤامرات عديدة ومخططات ورفضت ونددت بجرائم جيش الاحتلال ووضعت الخطوط الحمراء لكيان الاحتلال، ولم تتدخر جهدا فى حقن دماء الأشقاء فى فلسطين والتخفيف من معاناتهم.
تحطمت حلام كيان الاحتلال البائدة أما صلابة الموقف المصري والخطوط الحمراء التى وضعتها القيادة المصرية، أمام مخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتوطينم فى سيناء وتصفية القضية الفلسطينية، وتنظر الدولة المصرية للقضية وسيناء باعتبارهما إحدى دوائر أمنها القومى المباشر لا يجرؤ أحد على المساس بها، ما دفع سلطات الاحتلال للتراجع رسميا عن تصريحات تهجير الفلسطينيين نحو مصر، وظلت الفكرة ينادى بها مسئوليها على منابر الإعلام.
وخلال الـ 4 أسابيع الماضية قادت القاهرة تحركات دبلوماسية لوقف العدوان على غزة ووحقن دماء الفلسطينيين وادخال المساعدات، وأجرت اتصالات مكثفة للحيلولة دون مزيد من التصعيد الذى يشهده القطاع، فى وقت هددت فيه إسرائيل بتنفيذ عملية هجوم بري على القطاع، بعد أن قطعت عن غزة أدنى سبل الحياة، الكهرباء والمياه وقامت بتهجير قسري لهم نحو الجنوب.
وقامت بدورها التاريخى لحماية المدنيين، وتواصلت مع كافة الأطراف الدولية الفاعلة وغيرها، وفى داخل أروقة الخارجية المصرية، أجري وزير الخارجية اتصالات مكثفة مع وزراء خارجية عرب وأوروبيين لمتابعة الوضع فى قطاع غزة، وتنسيق الجهود للتعامل مع الأزمة الإنسانية الطاحنة فى القطاع، وبحسب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد، هناك إدراك مشترك لضرورة بذل كافة المساعي لوضع حد لتعريض المدنيين للمخاطر.
ونادى وزير الخارجية سامح شكري خلال مؤتمر صحفى عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب بالأردن، بالتحقيق الدولي في الممارسات والانتهاكات الصارخة للقانون الدولي التي تشهدها هذه الحرب، وقال "ما زلنا نطلب بوقف فوري لإطلاق النار وتوقف إسرائيل عن تعطيل دخول المساعدات الإنسانية، وضمان النفاذ الآمن و السريع لها".
وجائت قمة القاهرة للسلام 2023، التى احتضنتها مصر فى 21 أكتوبر الماضى، بمشاركة دولية واسعة استجابة لدعوة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، لتؤكد محورية الدور المصري، حظى هذا المحفل الدولى بأهمية بالغة فى توقيت شديد الحساسية، حيث أعادت القمة القضية الفلسطينية إلى الواجهة من خلال مصر "صانعة السلام" التى دعت إلى العودة لطاولة المفاوضات بعد سنوات من هجرها.
أحد المكتسبات الأخرى التى حققتها قمة القاهرة للسلام 2023، هى إلقاء الضوء على جرائم الاحتلال الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة من استهداف وقتل وترويع كل المدنيين المسالمين.وفى الوقت ذاته، كانت فرصة لاستعراض الأزمة الإنسانية التى توصف بالكارثية، والتى يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطينى، فى قطاع غزة، حيث تفرض إسرائيل عليهم عقاب جماعى، وحصار وتجويع، وضغوط عنيفة للتهجير القسرى، فى ممارسات نبذها العالم المتحضر الذى ابرم الاتفاقيات، وأَسَسَّ القانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى، لتجريمها، ومنع تكرارها، مما دفع القادة للتأكيد على توفير الحماية الدولية، للشعب الفلسطينى والمدنيين الأبرياء.
وتنادى مصر بحل القضية، على أساس "العدل" من خلال حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، فى تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، فى دولة مستقلة على أرضهم مثلهم، مثل باقى شعوب الأرض.
ووضعت القاهرة أيضا خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور، تبدأ بالتدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، ثم التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، ثم البدء العاجل، فى مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولًا لأعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التى تعيش جنبًا إلى جنب، مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولى،. مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل، فى الأراضى الفلسطينية".
هذا الخبر منقول من اليوم السابع