بوابة صوت بلادى بأمريكا

قصة كفاح من أجل العلم.."عطية" صاحب الـ 21 عاما.. من عامل باليومية فى غيطان الشرقية إلى طالب بكلية الهندسة .. تطوع فى فترة كورونا لخدمة أهل قريته وكاد يفقد حياته .. يحلم بتحقيق أمنية والديه بآداء العمرة

قبل نحو 21 عاما من الآن كان العم "عبد السلام محمد عطية" المقيم بقرية غزالة التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، ينتظر قدوم مولوده الخامس، الذى ظل ينتظره طويلا، فقد أكرمه الله بأربعة بنات وظل يدعو الله أن يرزقه بذكر يكون سنداً له فى الحياة وأخا حنوناً لشقيقاته الأربع، وبات يلح على الله فى صلاة القيام كل ليلة ويدعوه أن يرزقه ابن صالحاً، وفى يوم 20 فبراير من عام 2002 جاءته البشرى من الله بأن وضعت زوجته ذكراً، فتعالت الزغاريد بالمنزل وعمت الفرحة كل أنحاء القرية لإنجاب زوجة العم " عبد السلام" الرجل الشهم المحب لأهل بلدته ذكرا ، فاختار الأب لنجله الوحيد اسم" عطية" لأنه أعتبره عطية من الله له بعد سنوات عديدة، وظل يدعو الله أن يرزقه ابنا صالحا يكون نافعا للمجتمع.

حكاية الإبن" عطية" ملهمة بالنبوغ والتفوق العلمى، وإلى جانب مشاركته المجتمعة وتطوعه فى كافة أعمال الخير،ونقدم فى السطور التالية، قصة كفاح طالب العلم "عطية عبد السلام محمد عطية" صاحب الـ 21 ربيعا.

الرحلة بدأت عندما أتم "عطية عبد السلام" السادسة من عمره فالتحق بمدرسة الشهيد طيار بقرية غزالة، وكان محط إعجاب المدرسين وحجز مقعده فى فترة الإذاعة الصباحية بتلاوة آيات من القران الكريم والاحاديث وذلك لجمال صوته وحفظه أجزاء من القران الكريم، وعندما أنهى دراسته الابتدائية بتفوق ،التحق بمدرسة غزالة الإعدادية المشتركة، وحصل على مجموع 250 فى الشهادة الإعدادية ثم التحق بالمدرسة الثانوية العسكرية بمدينة الزقازيق، مكث بالمدرسة لمدة شهرين، ومع كثر النفقات المالية التى كان يجدها مرهقة على أبيه الذى يعمل على تروسكيل، وينفق على شقيقاته الأربعة بالثانوية والتعليم الجامعى، قرر "عطية" الإبن الأصغر، أن يحول أوراقه من التعليم الثانوى إلى التعليم الفنى الصناعي، وقوبل قراره حينها بالرفض من قبل أساتذته وأسرته لكنه أصر رأفة بوالده وخاصة أنه الابن الوحيد الذكر لأسرته، نفذ الفتى الصغير قراره والتحق بالتعليم الفنى، متحديا الجميع، وكان يعمل أثناء الدراسة حيث عمل بإحدى الشركات بقطاع العاشر من رمضان، وعمل لفترة طويلة بالاجر اليومى فى غيطان الشرقية فترة زراعة المحاصيل وشتل محصول الأرز، وعمل لفترة ببيع العيش على عربة بالأسواق، وثم عمل فى قطاع الكهرباء بحكم دراسته بقسم الكهرباء بالتعليم الفنى، وبعد 3 سنوات دراسة فى التعليم الفنى حصل على مجموع 86 %.

ويستطرد " عطية"بعد انتهاء دراسته فى التعليم الفنى، أشار عليه أحد محبى العمل الخيرى بالقرية ويدعى" إبراهيم سمير"بضرورة استكمال دراسته، فأخذ النصيحة بجدية، وقناعته فى ذلك أن نظرة المجتمع للتعليم الفنى غير نظرته للتعليم الجامعى، فالتحق بالمعهد الفنى الصناعي،وكان يعمل خلال فترة الدراسة، وحقق التفوق وحصل على مجموع 95% وكانت فرحة عارمة له ولأسرته حيث احتفلت به قريته لتفوقه ونبوغه العلمى، وهنا وجد الطالب المكافح بارقة أمل فى حياة جديدة له،فقرر الالتحاق بالتعليم الجامعى ووضع كلية الهندسة فى أولى رغباته، وكانت فرحة عارمة له بقبول أوراقه للدراسة بالفرقة الأولى بكلية الهندسة بالأقصر جامعة جنوب الوادى، فعزم على الاجتهاد فى الدراسة والعمل سويا حتى يتمكن من توفير نفقاته الدراسية.

ويتابع "عطية" أن الأب الروحى له" إبراهيم سمير" وبمساعدة من الدكتور خالد صفوت، نقيب أطباء الشرقية، أشار عليه،بضرورة تقديم طلب لوزير التعليم العالى يسرد فيه ظروفه الأسرية وأنه الابن الوحيد لأسرته ووالده لديه ظروف صحية، ويناشده بالموافقة على الدراسة فى كلية الهندسة جامعة بنها وتادية الامتحان بكلية الهندسة بالأقصر، وذلك توفيرا لنفقات السفر والإقامة، وكانت فرحته لا توصف بموافقة الوزير على طلبه، فيما ساعده الأب الروحى له فى توفير فرصة عمل فى اتحاد المهن الطبية التابعة لنقابة أطباء الشرقية، ليتمكن من توفير نفقات دراسته الجامعية بكلية الهندسة.

وأردف : الطالب المتفوق، فى حديثه ل" اليوم السابع" أن فرحته لا توصف بالتحاقه بكلية الهندسة احدى كليات القمة، والفرحة التى تلمع فى عين والده بالأخص، الذى يناديه "يا بش مهندس عطية" وكذلك والدته التى ارتفعت حالتها المعنوية بالتحاقه بكلية الهندسة، وتدعو الله له فى كل صلاة أن يجعله من الصالحين ويحرسه.

طموح الطالب المجتهد لم يتوقف عن الدراسة بكلية الهندسة، بل يحرص على النهم من شتى العلوم ويدرس أون لاين كورسات متعددة، ويذهب إلى عمله فى نادى اتحاد المهن الطبيبة، إلى جانب ذهابه إلى جامعته، ويحلم أن ينتهى من دراسته بقسم الكهرباء بكلية الهندسة ويصبح مهندسا متفوقا فى مجاله ويرزقه الله بالخير الوفير لكى يتمكن من تلبية أمنية والديه بالذهاب إلى الأراضى المقدسة لتأدية العمرة.

لم يكن النبوغ العلمى، الجانب المبهج الوحيد فى حياة طالب العلم "عطية" بل له جانب مشرف سوف يتذكره له كل من عاش فترة جائحة "كورونا "بقريته غزالة، وكان وقتها "عطية" فتى صغيرا لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره، لكن كان بمثابة عشرة رجال فى شبابهم، حيث ضرب أروع الأمثلة فى العمل التطوعى والتضحية بالنفس، فترة جائحة" كورونا" عندما كان فى الصفوف الأولى من المتطوعين من رجال وشباب القرية، الذين ضربوا ملحمة وطنية تدرس للأجيال القادمة بتلك القرية المحبة لذويها، بأن قام بمعالجة الحالات المصابة من أهالى القرية ولم يكتفى بذلك كان يشارك فى دفن المتوفين بفيروس كورونا، وظل يقدم كافة المتطلباب للأهالى من علاج وأسطوانات اكسجين وتوصيلها لمنازل المحتاجين لها، بفضل تعاون وتكاتف الجميع من أبناء القرية، حتى أصيب بالفيروس ودخل على اثر اصابته المستشفى وقدر الله له الشفاء التام من الفيروس جزاء عمله الصالح ودعوات والده له أن يرزقه الله بابن يكون نافعا لمجتمعه.

 


اثناء-تعقيم-المساجد

 


اثناء-مشاركته-فى-تنظيف-المساجد-فترة-كورونا

 


الطالب-عطية-عبد-السلام

 


جانب-من-تعقيم-المساجد

 


جانب-من-تكريم-عطية-فى-مراحل-من-حياته

 


رحلة-كفاح

 


رحلة-كفاح-من-اجل-العلم

 


عطية-اثناء-العمل-فترة-الدراسة-بالتعليم-الفنى

 


عطية-اثناء-العمل-فى-احدى-الشركات

 


عطية-عبد-السلام

 


عطية-فى-كلية-الهندسة

 


عطية-متطوع-لتعقيم-منازل-اهل-قريته

 


عطية-مع-والده

 


عطية-يعمل-كهربائي

 


عطية-يقبل-راس-والدته

 


عطية-يقبل-راس-والده-العم-عبد-السلام

 


منزل-عطيه

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع