ستظل ذكرى نصر أكتوبر المجيدة مخلده عبر التاريخ فهى واحدة من أبرز الانتصارات العسكرية فى المنطقة حيث لعب الشعب المصرى بجميع طوائفه دورا كبيراً فى حرب أكتوبر المجيدة، ومنها الدور الوطنى العظيم للكنائس المصرية، حيث تمثل فى رسائل قداسة البابا شنودة الثالث الراحل التى بعثها للجنود فى الحرب وفى حثه القساوسة والكهنة على بث روح الوطنية في الشعب المصرى، وكذلك رفع الصلوات للدعاء للجنود في الحرب، وتطوعت الراهبات لعلاج الجرحى بعد المعارك الطاحنة التي خاضها الجنود في الحرب.
دور الكنيسة
وبعث قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عدة منشورات إلى الجنود على الجبهة، والشعب المصري ككل في وقت الحرب، كذّب فيها فكرة أن "إسرائيل هي شعب الله المختار".
البابا شنودة
وكان قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الراحل من أبرز المؤثرين في انتصار أكتوبر المجيد، وأرسل عدد من الخطابات للجنود على الجبهة كما أدحض عبر عظاته المختلفة مقولة أن إسرائيل شعب الله المختار.
وجاء الخطاب الأول كالآتى: "إننا ندافع عن أراضينا، ودفاعا عن الحق، لا شك أن قلوبنا جميعا وأفكارنا وكل مشاعرنا مركّزة فى الحرب التى تخوضها بلادنا دفاعا عن أراضينا، واستردادنا لحقوقنا المسلوبة، ولعلّ أول ما نقوله فى موضوع الحرب، هو أن بلادنا حاليا قد عاشت محبة للسلام طول تاريخها، ولم تدخل الحرب إلا مضطرة ، فقد بذلنا كل جهودنا من أجل حل مشكلتنا حلا سلميا، وصبرنا أكثر من 6 سنوات، نفاوض ونناقش ونعرض الحلول بلا جدوى.
البابا شنودة فى أحد القواعد العسكرية قبل الحرب
وخلال هذه السنوات كلها كانت إسرائيل معتزة بذاتها، شاعرة أنها فى مركز القوة، رافضة كل حل سلمى، بل كانت لها آمال فى التوسع تزداد يوما بعد يوم، ولعلها كانت تظن أن محبتنا للسلام لون من الضعف أو الخوف، لذلك اضطرت بلادنا أخيرا أن تدافع عن حقها بالقوة، وأن تعمل على استرجاع أراضيها وصيانة كرامتها، وقد قال الكتاب المقدس (إن الملك لا يحمل السيف عبثا) فإننا لا نخوض حربا عدوانية ولا نعتدى على أملاك أحد، بل إننا نحارب داخل أراضينا، دفاعا عنها، لهذا فإن بلادنا تحارب بضمير مستريح، وبقلب نقى، بل إنها كسبت إلى جوارها ضمير العالم، غير المتحيز، المحب للعدل.
إن جنودنا تحارب فى الميدان والله فى السماء يرى ويسمع ويعمل أيضا ،وقد قال الكتاب المقدس إن الحرب للرب والله قادر أن يغلب بالكثير والقليل، ومصر صاحبة التاريخ المجيد الطويل العريق، البلد الذى قال عنه (مبارك شعبى مصر)، كم من غزاة حاربوك وبقيتِ كما أنت مرفوعة الرأس، لم يقو الباطل الذى فيهم على الحق الذى فيك، إننا متفائلون، ونشكر الله أن الضيقات باستمرار تزيدنا قوة، وتجعل صفوفنا أكثر وحدة، وأصلب عودا وأشد إصرارا وعنادًا على الجهاد من أجل الحق.
وفى هذه الأيام، ترى الكنيسة والجامع يعملان بكل قوتهما، من أجل الوطن المفدّى، والشيخ والقس كلاهما يعمل على توعية الشعب وحثّه على التفانى فى خدمة الوطن، إن الحرب جعلت الكل جنودا، ولقد هز قلبى التأييد الروحى والمادى أيضا الذى يقوم به أبناؤنا فى كنائس أمريكا وكندا وأوروبا وأستراليا، وما يجمعونه من تبرعات من أجل مصر".
البابا شنودة مع الجنود
دور الكنيسة الكاثوليكية
ويقول الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح راعى كنيسة مار مرقس الرسول للأقباط الكاثوليك بالجلاوية ساقلتة سوهاج فى تصريحات لليوم السابع، إن رؤساء الكنائس الكاثوليكية بالقاهرة اجتمعوا برئاسة الأنبا إسطفانوس الأول اللعازرى، بطريرك كنيسة الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية، للأقباط الكاثوليك وكاردينال الكنيسة الجامعة وقتها في اجتماعًا طارئًا وقرّروا فيه مساهمتهم المجانيّة الماليّة والأدبيّة للمجهود الوطنى، وأوصى المجتمعون الراهبات بتقديم خدماتهم إلى المستشفيات والهيئات الاجتماعيّة.
وقد أصدر أمره إلى الكنائس لرفع الصلوات من أجل تحقيق سلام وعادل فى الشرق الأوسط ونصر للقوات المسلحة، ودعا البطريرك المواطنين المؤمنين للإسهام بسخاء من أجل المجهود الحربى، للمقاتلين الجرحى فى مستشفيات القاهرة برفقة مجموعة من المطارنة والقمامصة والكهنة والرهبان، وزار مستشفى ألماظة وبصحبته تلاميذ المدارس الكاثوليكية يومها.
زيارة الجرحى فى مستشفى ألماظة
أبطال شاركوا في الحرب
البطل الشهيد فؤاد نصر هندى
كان من بين شهداء حرب يونيه عام 1967 وقد حارب العدو بكل قوة وجسارة أزعجت كل قوات العدو، فقد أصيب أثناء القتال ولكنه لم يستسلم بل ظل يقاتل ويصدر الأوامر إلى جنوده بالصمود والتصدى حتى صرعته رصاصة العدو الغادر فسقط شهيداً في المعركة، ولقد ذكر عنه أثناء تبادل جثث القتلى حمله القائد الإسرائيلي على ذراعيه وأعاده إلى أهله وهو يقول عنه "يسرنى ويشرفنى أن أحمل جثمان هذا البطل الهمام على منكبى، كما أتمنى أن يكون من بين ضباطى رجلا مثله".
البطل المقاتل "جورج"
شارك في رفع العلم المصرى فوق خط بارليف بعد تحطيمه مع زملائه من الجنود الأبطال.
البابا شنودة مع الجنود
البطل الشهيد "بشاى نجيب الشرقاوى"
مقاتل سلاح الإشارة الذى استشهد في 15 أكتوبر 1973
البطل الشهيد الطيار "ألبير مترى"
استشهد في الضربة الجوية الأولى تحت قيادة الرئيس الراحل مبارك حينما كان قائداً للقوات الجوية في حرب أكتوبر.
اللواء شفيق مترى سيدراك
يذكر تاريخ العسكرية المصرية بكل فخر واعتزاز البطل الشهيد الذى كان قائد الفرقة 16 مدرعات وأظهر بطولة نادرة خلال حرب يونيه 1967، وأيضا خلال حرب الاستنزاف، وخلال حرب أكتوبر 1973 م ظل يقاتل بشراسة دفاعاً عن الوطن حتى أصابت مدرعته دبابة معادية فتحول هو ومن معه إلى تراب في لحظة.
القساوسة يزورون الجرحى
البطل الشهيد العميد أ . ح "رسمي مراد البياضى"
كان يشغل منصب رئيس عمليات الفرقة 16 مشاه واستشهد في 19 أكتوبر 1973، ويذكر عنه سجله العسكرى أنه شارك في حرب اليمن خلال أعوام "1962 – 1964" وكرمته الدولة بمنحه نوط الواجب العسكرى من الطبقة الأولى عقب استشهاده مباشرة، كما كرمته الكلية الحربية بأنه أطلقت اسمه على الدفعة 1994 تخليداً لذكراه العطرة وحضر مراسم تخريج تلك الدفعة نجله المهندس "رامى".
الشهيد الرقيب مؤهلات "جرجس عياد روفائيل"
جند في الجيش المصرى خلال حرب الاستنزاف وحصل على العديد من الفرق "مظلات، استطلاع، صاعقه" اجتازها جميعا بتفوق ساحق، وحدث أثناء خدمته بالقوات المسلحة أن هاجر أخوه الأكبر إلى استراليا، فأصبح الرقيب جرجس هو المسئول الأول عن أسرته باعتباره العائل الوحيد لها، وكان باستطاعته الحصول على الإعفاء من الخدمة العسكرية لهذا السبب، ولكنه رفض واستمر في أداء خدمته في إصرار وصبر عجيب، وأرسل خطاباً إلى أسرته يفيدهم فيه برغبته في إكمال خدمته العسكرية وأنه سعيد بهذه الفترة وخلال حرب أكتوبر انقطعت أخباره وأخبار كتيبته بالكامل فاعتبر من عداد المفقودين، وبعد 4 سنوات أرسلت القوات المسلحة خطاباً إلى أسرته تفيدهم فيها بأن ابنهم صار في عداد الشهداء
بطريرك الأقباط الكاثوليك يزور الجرحى
ذكريات البابا تواضروس مع الحرب
وتحدث قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في تصريحات إعلامية عن ذكرياته مع الحرب قائلا "كنت وقتها فى سنة تالتة جامعة في كلية صيدلة جامعة إسكندرية وكنا لسة باديين العام الدراسى وفاكر وقتها لما كنا شباب وبنمشى في الشارع ونلاقى بعض أفراد من الجيش ونقوله أزيك يا وحش ؟ فالكلمة دى كانت لسة جديدة علينا ولذلك الإعلان الدقيق عن بداية الحرب من خلال البيانات العسكرية ولو قارنا بين حرب أكتوبر 1973 وأحداث 1967 كنت وقتها في الإعدادية وكانت بتطلع بيانات غير صحيحة وكنت قاعد فى امتحان الإعدادية كان كل شوية واحد يعدى في طرقة المدرسة يقول 35 وبعدين 78 وبعد ما خلصنا الامتحان سألنا عن الأرقام وقالوا لينا دى أعداد الطيارات اللى وقعناها وبعد ساعات نكشف إنها كانت بيانات مضروبة".
لعب الشعب المصرى بجميع طوائفه دورا كبيراً فى حرب أكتوبر المجيدة، ومنها الدور الوطنى العظيم للكنائس المصرية، حيث تمثل فى رسائل قداسة البابا شنودة الثالث الراحل التى بعثها للجنود فى الحرب وفى حثه القساوسة والكهنة على بث روح الوطنية في الشعب المصرى، وكذلك رفع الصلوات للدعاء للجنود في الحرب، وتطوعت الراهبات لعلاج الجرحى بعد المعارك الطاحنة التي خاضها الجنود في الحرب.
جانب من زيارة بطريرك الأقباط الكاثوليك للجرحى
قداسة البابا شنودة الثالث
مشاركة البابا شنودة فى الدعم المعنوى
هذا الخبر منقول من اليوم السابع