عمرو أحمد سمير: كان يهتم بتفاصيلنا واحتياجاتنا
قدم 4 مسرحيات وكان بطل فيها ولكن لم تذاع في التليفزيون
كنا نؤجر أفلام الفيديو لنشاهدها يوميا بعد أن ينتهى من عمله
حاضر دائم في معظم مناسبتنا في المدرسة وكان حريصا للغاية أن يشعرنا بوجوده
شريف وعمرو، أبناء الإعلامى الراحل أحمد سمير، ورثا منه الكثير من الصفات، رغم أن والدهما توفى وهما في سن صغير، فالأول كان بالمرحلة الجامعية والثاني كان طالبا في الثانوية العامة، إلا أن لحظاتهما معه لا يمكن أن تنسى، فكان الحوار معها ملئ بالتفاصيل الدقيقة عن حياة أحمد سمير، لحظات اللعب والدعابة، ومشاهدة الأفلام ولعب الشطرنج فور عودته للمنزل، تخصيص جلسة أسبوعيا للجلوس مع أبنائه ومناقشة كافة القضايا، والهدايا والعب التي كان يحضرها خلال سفرياته للخارج.
حوارنا مع أبناء أحمد سمير تطرق إلى ما تعلماه من أبيهم، وأبرز اللحظات السعيدة التي جمعته معهما، وسفرياتهما معه ومع أصدقائه الفنانين سويا، ومتابعته لمذاكرتهما وأبرز النصائح التي كان يوجهها لأبنائه وكيف أثر فيهما في مجال عملهما، وغيرها من كواليس الحياة الأسرية في الحوار التالى..
لنبدأ بشريف .. كيف كان الإعلامى أحمد سمير الأب في المنزل؟
الإعلامى أحمد سمير في المنزل كان أبا حنونا للغاية وشخصية جميلة بين أسرته، ورغم انشغاله ولكن كان يهتم بتفاصيلنا واحتياجاتنا وكان حنين للغاية معنا على عكس ما تصور البعض أن لديه كاريزما وشخصية قوية وطالته لها هيبة في التليفزيون.
أحمد سمير وابنه الرضيع
هل هناك مواقف تكشف كيف كان يسعى لإسعاد أطفاله؟
نعم.. وأنا طفل صغير كان أحيانا يسافر فترات طويلة مع الرئاسة لإجراء تغطيات إعلامية، فكنت انتظر الأيام بشغف أن يعود للمنزل وعندما كان يعود كان يأتي لنا بالهدايا والألعاب أنا وشقيقى وكان يهتم للغاية بأن يدلعنا ويلعب معنا.
ما أبرز طقوس الإعلامى أحمد سمير مع أبنائه؟
كان هناك طقوسا مشتركة، فوالدى رحمه الله كان يحب أن يشاهد مباريات كرة القدم ، وكان أهلاوى، وأنا كذلك أهلاوى فكنا نحب مشاهدة مباريات كرة القدم مع بعضنا البعض، وكان يحب الدراما بشكل كبير، فكنا نجلس سويا ونشاهد الدراما، وفي الصيف عندما كان لديه إجازة كنا نحرص على تأجير شرائط الفيديو من نادى الفيديو، وكان يحب للغاية أن يشاركنا في مشاهدة الأفلام لأنه كان سيناريست فكان يحب أن يطلع على كل الأفلام الجديدة، وكنا مغرمين بمشاهدة الأفلام الأجنبية.
أحمد سمير وابنه
هل كان يحرص على أن يجتمع بأولاده بشكل دورى في المنزل؟
كان لى معه ساعة كل يوم جمعة بعد الصلاة، حيث في هذا الوقت كان يقرأ الصحف فكنت أجلس معه اسأله في كل شيء وفي الموضوعات السياسية والموضوعات الحياتية، فكانت هذه الساعة فرصة بالنسبة لى لفهم كل الأحداث السياسية عبر سؤاله عن كل الأحداث، فهو كان إعلامى وسياسى محنك، وكل الأسئلة التي كانت تدور في ذهنى كان يجيب علي فيها.
كيف كان يعامل أحمد سمير أبنيه؟
معاملته لأبنائه كانت جيدة للغاية، فكما ذكرت كان أب حنون وحازم في نفس الوقت، ولكن لم يكن أب متعسف بل كان أب متفاهم، فكان يتفاهم معنا وكان يأخذ الأمور بهدوء والسياسة معنا ولم يكن يضايقنا على الإطلاق.
هل كان الإعلامى أحمد سمير يوازن بين عمله بالتليفزيون وبين أبنائه؟
والدى كان يوازن بين عمله والبيت، كما أن والدى كان يحب كرة القدم جدا، وكان أهلاوى، فأنا أصبحت أهلاوى أيضا بسببه، وكنت دائما أشاهد المباريات معه، وكنا في إجازة نهاية الأسبوع، نحب أن يأخذنى أبى، أنا وشقيقى عمرو، لنذهب نادى الفيديو، حيث لم يكن حينها قد ظهرت القنوات الفضائية، وكان دائما يأتي لنا أبى بـ 10 أفلام لنشاهدهم على مدار الأسبوع لنا 10، وكان والدى يحب أن يشاهد معنا الأفلام في الليل ويشاركنا المشاهد وكانا نحب الأفلام العربي والاجنبى، وكنا نتجمع كأسرة أنا وشقيقى عمرو وشقيقتى شيرين الشايب، ووالدى ووالدتى أحيانا كانت تجلس معنا.
أحمد سمير وأحد أبنائه
ما أبرز نصائحه لأبنائه؟
أبرز النصائح التي كنت أتحدث معه فيها بحكم عمله فقد كان كبير المذيعين ثم رئيس القناة الأولى، فكنت أقول له "أبى ألست تتعب من كثرة الشغل؟"، فكان يرد على قائلا "الحياة تتطلب منك العمل باجتهاد وأن تحاول مرة واثنين، وتجتهد في عملك"، فكانت أهم نصيحة أخذتها منه الاجتهاد والاتقان في العمل، وأكتر شيء تعلمتها منه واستفد منها كثيرا معاملته للناس، فكانت معاملته للناس جيدة للغاية وهذا أكسبه حب واحترام للناس، وحتى الآن عندما نذكر اسم أحمد سمير أمام أي شخص تعامل معه لا تجد منه إلا أن يترحم عليه ويقول أين أيامه، وهناك زملاء لى كانوا في بداية عملهم، حكوا لى عن مواقف إنسانية لبى معهم وقدم مواقف إنسانية مع أشخاص لم يكن بينه وبينهم مصلحة على الإطلاق، فكان يحب أن يساعد الناس وكان يحب الخير للناس، وحب الناس له أثر في وتعلمت هذا منه، فمعاملته الحسنة كانت سبب حب الناس له، وأحاول أسير على خطاه.
ما الذى كان يحرص عليه الإعلامى أحمد سمير خلال عمله بالتليفزيون؟
الإعلامى أحمد سمير كان يحرص خلال عمله على الإتقان، فقد كان يحب الشاشة كثيرا، وكان يحب أن يكون مذيعا قبل أن يكون إداريا، وفى وقت من الأوقات كان كبير المذيعين بقطاع الأخبار، وكان له بصمة وبرامج كثيرة في هذا القطاع معروفة للجمهور، ثم بعد ذلك أصبح نائب رئيس القناة الأولى ثم رئيس القناة الأولى، ومع كل هذا كان يحب الشاشة كثيرا، وكاتن يبقي على عمله كمذيع رغم أن هذا كان يمثل مجهود كبير للغاية عليه، حيث كان يقدم برنامج صباح الخير يا مصر، وكان يستيقظ من الساعة 5 صباحا كى يبدأ البرنامج الساعة 7 صباحا، حتى الساعة 10 صباحا، ثم يكمل عمله كرئيس للقناة الأولى، فكان هذا يمثل مجهود عليه، كما كان يحرص على تسجيلات الأستوديو التي كان يسجلها بصوته.
أحمد سمير وسهير شلبى خلال الاحتفال بعيد ميلاد أحد ابنائهم
هل تتذكر له موقفا يؤكد مدى إتقانه في عمله الإعلامى؟
أتذكر أنه في بعض الأحيان عندما يكون لديه سفريات عمل في الخارج، كنت أجده يجلس ويذاكر لغة فرنسية من خلال موسوعة فرنسية، فقلت له "هل تذاكر لغة فرنسية؟"، فقال لى "نعم لأنى سأسافر فرنسا خلال تغطية عمل هناك فلابد أن أجدد اللغة الفرنسية لدي، لأنه منذ فترة لا استخدم اللغة الفرنسية"، فظل شهرا قبل السفر يذاكر لغة فرنسية كل يوم، وخصص جزء من وقته لهذا الأمر في المنزل، فنجاحه لم يأت من فراغ، فقد كان يجتهد، وكان يدرس كل ضيوفه قبل استضافتهم، وكان في الماضى تجميع المعلومات ليس سهلا مثل الآن، فكان يحضر لحلقاته بشكل جيد للغاية، وكان عندما يدخل أى حلقة تكون كافة الأسئلة في عقله من كثرة تحضيره للموضوع والضيوف، ,كان متابع قوى للغاية لكل الإذاعات والقنوات الأخرى، وهذا جعلنى أتعلم الإتقان والتحضير بشكل جيد لعملى.
حدثنا عن بدايات الإعلامى أحمد سمير الفنية؟
والدى بدأ مشواره قبل أن يكون مذيعا كان ممثل وقدم 4 مسرحيات وكان بطل فيها، والمشهورة فيها كان بطولته مع الفنانة زهرة العلا، ولكن هذه المسرحيات قديمة للغاية منذ أن كان يتم تصوير المسرحيات بشريط 1 بوصة، والشرائط القديمة، فهذه المسرحيات قد لا تكون موجودة أو لا تذاع، ولكنه بدأ بالفن كممثل لفترة طويلة، وبعد أن أصبح مذيعا كان يكتب أفلام وأصبح سيناريست وكتب ما يقرب من 5 أفلام لنجوم كبار، ونجحت أفلامه بشكل كبير.
أحمد سمير وفريد شوقى
وكيف كانت علاقته بالفن بعد أن أصبح مذيعا؟
علاقته بالفن بعد أن أصبح مذيعا استمرت، وكانت علاقته جيدة بكل الفنانين، خاصة الفنان محمود ياسين، وشارك مع محمود ياسين في تدشين جمعية فنانين الجيزة وكانت جمعية خيرية شارك فيها عدد كبير من الفنانين، وكانت تقوم بأعمال خيرية كثيرة، واستفادوا من شهرتهم وعلاقاتهم للقيام بأعمال خير للمحتاجين.
لماذا لم يستمر الإعلامى أحمد سمير في مجال الفن؟
لم يستمر في الفن لأنه قدم على العمل كمذيع بالتليفزيون من خلال مسابقات للمذيعين، وكان قوى للغاية باللغة العربية، وقدم بالمسابقات ونجح في مسابقة تقدم إليها أكثر من 2500 شخص وكان الأول بينهم وعمل مذيعا وكان مذيع نشرات وبرامج سياسية، فهذا جعله ينشغل عن الفن، لأن التوفيق بين المجالين الإعلامى والفنى صعب، لأنه مرتبط بتقديم برامج ونشرات، والفن يحتاج تفرغ.
ماذا قال لك عندما اخترت العمل في التليفزيون ؟
عندما عملت في التليفزيون، والدى لم يفرض علي أي شيء على الإطلاق، فعندما انتهيت من الثانوية العامة كان لدي طموح أن التحق بمعهد فنون مسرحية قسم تمثيل، لكن والدى نصحني بأن أحصل على شهادة أخرى حتى إذا لم أنجح في التمثيل أو لم استمر فيه أو لم تعجبن الأجواء يكون هناك مجال أخر أعمل فيه، خاصة أن التمثيل فيه نصيب وحظوظ، فقال لي "اختار أي شهادة أخرى تحصل عليها، وهذا أمر متروك لك في الحرية" ، كما قال لى إن علاقاته كإعلامي يمكن من خلالها أن يساعدنى ويضعنى على أول الطريق، وكذلك كان لديه علاقات كثيرة في مجال السياحة وقالي لى إن أكثر مجالين يستطيع أن يساعدنى فيهما هم الإعلام والسياحة، وكذلك ترك لى حرية اختيار أي مجال أعمل فيه، وأنا التحقت بكلية الإعلام بناء على نصيحته، وعندما التحقت بالإعلام أحببت مجال الإخراج وشغل الإعلام واستمريت فيه.
ما الذى استفدته من والديك في مجال عملك؟
نصائح والدى ووالدتى لى كثيرة بالطبع، فعندما تنشأ في بيت إعلامى ترى أشياء كثيرة، وقد يكون حظى ليس جيدا أنى رأيت ذلك لأن العمل في الإعلام يحتاج لتركيز ومجهود وعقل وحكمة والتزام، فهذا ما تعلمته من والدى ووالدتى، وكان من أبرز النصائح ضرورة بذل مجهود كبير كى اصل لما اريد، ولا تقدم تنازلات لتحقيق أشياء جيدة في عملك، وتعلمت منهما اللباقة، والحكمة في التعامل مع الناس، وهذه نقطة مهمة في العمل الإعلامى، فهذا ما كنت أراه في تعاملهما مع الآخرين، والمهنية والإدارة تعلمته من والداي، وتعلمت منهم فنيا أيضا فكان لدى موسوعتين متواجدين في المنزل، فكان حظى جيدا، وكنت ألجأ لهم في النواحى الفنية في بعض الأحيان.
هل كان الإعلامى أحمد سمير يساعد سهير شلبى في عملها ويوجه لها نصائح؟
والدى رحمه الله كان له نصائح كثيرة لوالدتى، ولأدائها، وكانا يساعدان بعضهما كثيرا، بل أيضا كانا يساعدان بعضيهما بمصادرهما، ,كان هناك تعاون كبير بينهما في العمل.
أحمد سمير وزوجته سهير شلبى
هل تتذكر نصيحة أو كلمة قالها لك والدك كانت سببا في تغيير حياتك أو لها تأثير لك بالإيجاب ؟
من النصائح المهمة التي قالها لي ابى، عندما بدأت العمل في التليفزيون "أقصى شيء أستطيع أن أفعله لك أن أضعك على أول السلم ولكن لن أصعدك السلم، بل تصعد على السلم بمجهودك، وأستطيع أن أوفر لك فرصة كى يكون لك مكان"، وربنا وفقني وأصبحت من كبار مخرجي التليفزيون في القناة الأولى.
كيف كانت علاقة الإعلامى أحمد سمير بعائلته؟
علاقة والدى الله يرحمه بالعائلة كانت قوية للغاية، وكنا عائلة مترابطة ومتماسكة وكان حريصا على أن نقضي إجازاتنا مع العائلة، وكنا دائما نسافر في الإجازات، وعندما كنا لا نستطيع السفر، كان والدى يحجز لنا في أوتيل ويذهب إلى العمل، ثم يعود على الأوتيل، كنا بنحب السفر إلى الإسكندرية للغاية، وكنا نسافر مع أصدقاء والدى وأسرتهم وأولادهم خاصة في الوسط الفني كبيرة والوسط الإعلامي.
ومن هم أبرز من كنتم تسافرون معهم ؟
كان أصحابه المقربين مثل الفنان محمود ياسين والفنان محمود عبد العزيز والفنان فاروق الفيشاوي وهاني عزيز والفنان فريد شوقي، فكنا مجموعة نتحرك مع بعضنا البعض كأسرة واحدة، وكان بيننا ذكريات جميلة وأولادهم تربوا معنا ولدينا معهم ذكريات متميزة.
كيف وقع خبر وفاة والدكم عليكم؟
وفاة والدى رحمه الله، سببت لنا صدمة كبيرة، حيث كنا صغيرين أنا وشقيقى عمرو، وشيرين الشايب أختي كان يعاملها على أنها ابنته وكان يتعامل معها مثلنا بالضبط، وكان ما يفعله معنا يفعله معها، وبالتالي وفاته كانت صدمة كبيرة ولحظة صعبة للغاية على كل الأسرة، لأنها جاءت في وقت غير متوقع وكنت حينها في السنة الثانية من الجامعة، وشقيقى كان في الثانوية العامة، فكان إدراكنا للأمور شئ غير متوقع، ووالدى كان مريض لفترة طويلة ولكن وفاته كانت مفاجأة، لأنه في هذه الفترة لم يكن مريضا وتركناه وصحته جيدة في المنزل، وبالتالي كانت وفاته صدمة كبيرة جدا وفقدان الأب كسرة كبيرة أتمنى أن يبعدها الله عز وجل عن كل الناس خصوصا في سن صغير، فكانت لحظة فارقة في حياتي ، حيث شعرت أنى أصبحت أواجه الدنيا بمفردى، ووالدتى وقفت بجانبنا كثيرا وربتنا وتعبت معنا كثيرا، ولكن هناك مواقف كثيرة الشخص كان يتمنى أن يكون والده معه فيها ويحضرها، فكنت أتمنى أن يحضر والدى فرحي ويرى أولادي واشياء أخرى افتقدها لأنى كنت أتمنى وجوده فيها.
لننتقل إلى عمرو.. حدثنا في البداية عن الإعلامى أحمد سمير الأب في المنزل؟
أحمد سمير كان المرسى الرئيسي للعائلة وكان هو أساس العمارة التي كنا نستند عليه جميعنا، فرغم أني كنت طفلا صغيرا لكن كنت مبهور به لهدوئه وتحمله واستيعابه لمشكلات حياتنا كلها دون أن يشتكي في أية مرة منذ أن وعيت على الدنيا حتى يوم وفاته.
أحمد سمير يلعب مع ابنه
عمرو.. هل استفد من هذا في تربية أبنائك؟
بالطبع.. كل ما رأيته من والدى قررت أن أنفذه بنفس الطريقة في تربية أولادي وأعلمهم كيف يصبحون مثل أحمد سمير و حتى ولو بنسبة ١%.
كيف كان يعامل أحمد سمير أبنائه الاثنين؟
والدى كان لديه ميزان داخل عقله رباني، فكان دائما يسمع لنا وكان يعرف متى ينصح بشكل جيد للغاية ، وكذلك متى يكون أبا صارما ومتى يتحدث معانا كأنه صاحبنا المقرب، فكان دائما لديه طريقة تربية من غير كلام، كان يجعلنا نرى كل حاجة في الحياة على أرض الواقع، وبعدها يفهمنا بشكل تفصيلي عبرتها في الحياة بطريقة سلسة للغاية نستطيع أن نفهمها ونحن في سن صغير.
الإعلامى أحمد سمير وأحد أبنائه
ماذا كانت أبرز طقوس الإعلامى أحمد سمير مع أسرته؟
الطقوس كانت روتينية وجميلة، حيث ينتهى من عمله، ثم يعود للمنزل ويأخذنا معه من أجل تأجير أفلام فيديو نشاهدها معه سويا، وكنا نشاهد الأفلام ويداعبنا ويناقشنا في الفيلم، وكان هو السبب الرئيسي في حبي لتربية الكلاب وكان دائما يشاركني فيها ويعلمني.
ما هي الأماكن التي كان يحرص أن يذهب إليها مع أبنائه؟
كان دائما يأخذني معه في الأرض الزراعية في سقارة، وهو المكان الوحيد الذي كان يقضي فيه وقت راحته الحقيقي، وكنا نقضي يوم كل أسبوع في هذا المكان بعيدا عن ضغوط الحياة، حيث تكون قاعدة أب وابنه خالية من التشويش، وأخر مرة رأيته فيها كان في هذا المكان لأنه كان معي في الأرض الزراعية وقضينا يوم من أيام عمري معه وعندما عاد توفى بعدها بساعة تقريبا.
هل كان عمله كإعلامي يجعله منشغلا عن أبنائه؟
بالطبع.. عمله كإعلامي كان يشغله كثيرا، ولكن دائما كان يجد وقتا بأي طريقة ليجلس ويتحدث معنا، ويجعلنا نشعر بوجوده وبتأثيره في حياتنا، وهذا مجهود خرافي لأنه لم يكن يجد وقتا لنفسه في معظم الأوقات.
صورة نادرة للإعلامى أحمد سمير ونجله عمرو
هل كان حريصا على متابعة أبنائه في المدرسة أو يشارك في المذاكرة لهما ؟
كان دائما حاضرا في معظم مناسبتنا في المدرسة وكان حريصا للغاية أن يشعرنا بوجوده كما ذكرت في السابق، وعندما كنا نراه داخل المدرسة ويقول لنا إنه موجود هو وماما، كنا نشعر بأن الدنيا كلها ابتسمت لنا، وهذا سبب رئيسي لسعادتنا، فهذه الذكريات كانت من أفضل الذكريات معه.
ماذا كانت أبرز نصائحه لأبنائه؟
أبرز نصائحه كانت دائما، التواضع، البساطة، فهم الكلام قبل قوله، الهدوء و الثبات الانفعالي وتقبل الحياة والتمسك بالمبادئ الصحيحة، وأغلب هذه النصائح فهمناها عندما كبرنا وتعلمنا أهميتها.
الإعلامى أحمد سمير يلعب مع ابنه
هل كان أحمد سمير سببا في عمل أبنائه في مجال التليفزيون؟
والدى كان سببا رئيسيا في تشجيع شقيقى شريف وشقيقتى شيرين لدخول مجال الإعلام لأنه كان يرى فيهم القبول، وكان صارما للغاية معهم من أجل الالتحاق بهذا المجال بمجهودهم فقط وفي نفس الوقت يحافظون على مبادئهم، أما أنا فمجالي مختلف عن الإعلام تماما، وعملى الرئيسي هو في مجال إدارة شركات المطاعم ومشاريعها ومجال الضيافة وأنا حاليا المدير التنفيذي لشركة معروفة في هذا المجال.
ما هي قصة عشقه للعبة الشطرنج؟
والدى عندما كان يعود من العمل، أحمل لعبة الشطرنج وأسير مسرعا إليه من غير ما أعطى له فرصة لعمل أي شيء، من أجل أن نلعب مع بعضنا، ام ويسبق مطلقا أن يكسفني أو رفض أن يلعب معى أو قال لى إنه جاء متعبا من العمل .
الإعلامى أحمد سمير يلعب الشطرنج مع نجله عمرو
هل كان هناك توافق بين الإعلامى أحمد سمير وزوجته الإعلامية سهير شلبى في طريقة تربية أبنائهم؟
صحيح.. كان هناك توافق تام بين والدى ووالدتى لدرجة كان الناس يحسدونهما بشكل علنى على هذا التوافق، وأنا أشهد أن حدث معى عدة مرات، فالتوافق كان في التفاهم حول طريقة تربيتنا وفي طريقة مواجهة مصاعب الحياة.
هل تتذكر نصيحة أو كلمة قالها لك والدك كانت سببا في تغيير حياتك أو لها تأثير لك بالإيجاب ؟
والدى يقدم ليالي التلفزيون وكان لها صدي في العالم العربي كله وليس في مصر فقط، وكان أعداء النجاح يحاولون تشويه صورته أمام الرأي العام، وفي إحدى المرات قرأت خبرا مكتوبا من شخص من أعداء النجاح يقول فيه كلام مزعج للغاية على والدى، فذهبت لأبى وسألته " لماذا لا ترد على هؤلاء الناس وتقول لهم أنك لم تفعل ما قالوه عنك؟!"، فرد علي رد بسيط للغاية حينها، قال لي "أنا عارف أنا مين وعملت أيه، إذا رديت على هذا النوع من الناس، هذا بالنسبة لهم غذاء رئيسي كي يشوهون ردي، ونارهم ستنطفئ لوحدها لأن ليس لها غذاء"، ومنذ ذلك الحين وأحاول تطبيق هذا الكلام في حياتى.
كيف كانت علاقة الإعلامى أحمد سمير بعائلته؟
أحمد سمير كان يعيش جوانا بصفة يومية، موجود وتراثه يزرع في أحفاده بصفة يومية، رغم أني عشت معه سنوات محدودة للغاية، حيث كان عمرى عند وفاه 16 سنة لكن كأنهم بـ100سنة تربية بالنسبة لي، وأنا دائما أحاول أن أزرع في ولادي الأصل زرعه والدى فينا.
الإعلامى أحمد سمير وعائلته
هذا الخبر منقول من اليوم السابع