بوابة صوت بلادى بأمريكا

سفير تل أبيب فى دولة تويتر.. رحلة حازم عبدالعظيم من نجومية "السوشيال" للسقوط تحت حذاء "التريند".. باع سجلات مصر لـ"أورن" الإسرائيلية..تحالف مع البرادعى والإخوان سعيا للوزارة.. ويتحرش بالشهرة من بوابة تركيا وقطر


حازم حسين

"اغتصاب حازم عبد العظيم".. عبارة صادمة ارتقت سباق "تويتر" لتتصدر تريندات الموقع قبل أيام، بالولوج إليها ستفاجأ بمئات التغريدات المنتقدة للناشط السياسى الذى كان يتمتع بحضور إعلامى وسياسى واسع فى يوم من الأيام، برز الرجل عبر تويتر، وأصبح الآن "مسخرة" ومنتهك الكرامة عبر تويتر، هذه فلسفة عصر السوشيال ميديا، التى ركب الناشط ورجل الاتصالات حازم عبد العظيم موجتها، ولم يركز فى احتمالية أنها قد تعصف به.

287  تغريدة أعاد الناشط السياسى حازم عبد العظيم نشرها عبر حسابه على "تويتر" خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، أى أن الرجل ببساطة يعيد نشر تغريدة كل 5 دقائق تقريبا، على مدار اليوم ودون توقف، الرجل لا ينام ولا يأكل ولا يشرب ولا يقضى حاجاته البيولوجية، وبالتأكيد لا يعمل ولا يكسب مليما واحدا، حتى يظل حاضرا على "تويتر" بهذا المعدل القياسى.

 

حازم عبد العظيم.. فاترينة الإخوان والباحثين عن "سبوبة"

بعيدا عن العدد الضخم من التغريدات المعاد نشرها، وحتى عن موضوعاتها التى يمكن توقعها قياسا على مواقف حازم عبد العظيم الراهنة، وهى بالمناسبة متحولة بإيقاع سريع ولا يقل صخبا عن إيقاع "الريتويت" عبر حسابه، فإن الأهم هى قائمة النشطاء والمغردين الذين أعاد "عبدالعظيم" النشر عنهم، أكثر الأسماء ترددا فى القائمة بهى الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، الذى يرأسه ناشط حقوقى تونسى، ويرتبط بعلاقات اتصال وتمويل واسعة مع عدد من المنظمات الدولية، ويحضر اسم مديره المقيم فى فرنسا ضمن قوائم المتورطين فى قضايا تمويل منظورة أمام القضاء المصرى، يليه يحيى القزاز، الأستاذ بكلية العلوم جامعة حلوان، عضو الجمعية الوطنية للتغيير وحركة 9 مارس سابقا، وصاحب العلاقات القوية بجماعة الإخوان حاليا عبر رجلها مجدى قرقر، صديقه الشخصى والمتواصل معه بشكل دائم، وممدوح حمزة، المهندس الاستشارى الشهير وصاحب الروابط الاقتصادية بحكومات مبارك، والعائد لصفوف المعارضة بعد فشل محاولاته فى الحصول على تعاقد لمكتبه بمشروع العاصمة الإدارية.

إلى جانب الأسماء السابقة تضم قائمة الحاضرين على حساب حازم عبد العظيم، أحمد البقرى رئيس اتحاد طلاب الإخوان بالجامعات والمقيم بين قطر وتركيا حاليا، وأحمد عبد المطلب وهشام عبد الصبور وأحمد عابدين ومجدى كامل وأسامة رشدى، الكوادر بالجماعة، والحسابان القطريان الشهيران جابر الحرمى وحمد القحطانى، ووائل قنديل وتامر أبو عرب، العاملين بالمنصات الإعلامية الإخوانية والقطرية فى لندن، وصولا إلى حسابات الجزيرة وهافنجتون بوست عربى والتليفزيون العربى.. هذه التركيبة فى تداخلها تمثل تسارعا حادا فى الإيقاع، يشبه إيقاع "الريتويت" المشتعل على مدار اليوم، يتقلب بين موجات نشطاء يناير وحلفاء يونيو المنقلبين عليها، وصولا إلى الإخوان الذين كانوا أعداء حتى نجحوا فى استعادة دفة حازم عبدالعظيم، والمتابع لمواقف الرجل منذ ظهور اسمه المجهول على الساحة، يعلم بالتأكيد أنه يلعب دائما بهذه الطريقة المربكة.

 

البهلوان يبدأ الرقص.. رحلة حازم عبدالعظيم نحو الشهرة

حتى اشتعال ثورة 25 يناير 2011 لم يكن أحد يعرف حازم عبد العظيم، بدرجة ما كان الرجل محسوبا على التكنوقراط، حصل على فرصة كبيرة مع تصعيد أحمد نظيف لرئاسة الحكومة فى ضوء إنجازاته فى البنية التحتية لقطاع الاتصالات، فصعد حاملا معه عددا من رجاله وخدمه المخلصين، وكان منهم حازم عبد العظيم.

بدأ الرجل رحلة المناصب التنفيذية الكبرى فى مايو 2007، إذ اختير مستشارا أول لوزير الاتصالات لشؤون التنمية التكنولوجية، وتولى منصب الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، وظل فيها عدة سنوات موطدا علاقاته بهيكل الحكومة ورأسها، وكانت بوابته الأبرز زينب زكى، سيدة قطاع الاتصالات التى فازت بقلب أحمد نظيف لتكون زوجته الثانية، إذ تلقفها حازم عبد العظيم ليصعد عن طريقها، وحتى يفوز بمودتها منحها كثيرا من المزايا والإجازات حينما كانت رئيسا لشركة الاتصالات المصرية، وتجاوز ما حصلت عليه "زينب" 869 ألف جنيه نظير حضورها اجتماعات الهيئة التى يرأسها حازم عبد العظيم خلال تسعة أشهر فقط، بينما حصل الرجل نفسه على أكثر من مليون جنيه بين يناير وسبتمبر 2010، ومكافأة جهد خاص واحدة بقيمة 156 ألف جنيه.

 

حازم ونجمة داود.. البهلوان يبيع معلومات مصر لإسرائيل

بالتزامن مع صعوده داخل منظومة الاتصالات المصرية، كان حازم عبد العظيم مستمرا فى تدشين مشروعاته الخاصة، وتوطيد علاقاته بأطراف أخرى، أسس الرجل شركة باسم "CIT" للبرمجيات، وبالتزامن مع هذا التقى وزير الاتصالات الإسرائيلى أريئيل أتياس، فى مدينة برشلونة الإسبانية خلال العام 2007، وفى 12 يونيو 2009 التقى نافاتالى باتوتستى، رئيس شركة "أورن" الإسرائيلية المتخصصة فى البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات، فى اجتماع مطول بمدينة طابا، اتفق فيه مع الشركة الإسرائيلية على إنجاز برمجة لشبكة هواتف محمولة إسرائيلية باللغة العربية.

فى وقت لاحق كلّف أحمد نظيف، رئيس الوزراء المصرى الأسبق، رجله وخادمه وصديق زوجته حازم عبد العظيم بإنجاز قاعدة إلكترونية لمصلحة الأحوال المدنية المصرية، تتضمن حصرا للسكان وعددهم وفئاتهم وأعمارهم وأنواعهم ومناطق تركزهم ومستوياتهم الاجتماعية، والمجندين منهم ومن أُعفوا من الخدمة أو فى فترة الاحتياط، وغير ذلك من المعلومات التفصيلية عن قاعدة بيانات مواطنى مصر.

كانت شركة حازم عبد العظيم "CIT" للبرمجيات قد وقعت بروتوكول تعاون مع "أورن" الإسرائيلية فى 2007، تطور فى وقت لاحق لشراكة قوية عبر شراء شركة "عبدالعظيم" لنسبة فى الشركة الإسرائيلية، ووفق هذه الشراكة تم العمل على قاعدة البيانات بشكل مشترك، ومنح حازم عبد العظيم أسرار مصر ومواطنيها لإسرائيل على طبق رخيص من الشراكة والمصالح الشخصية.

 

التحرش بالشهرة.. حازم فى خدمة الجميع طمعا فى الوزارة

مع تصاعد موجات ثورة 25 يناير، سعى حازم عبد العظيم للفوز بمساحة ظهور سياسية، ولظروف الارتباك وتداخل مفاتيح اللعب نجح فى النفاذ من بوابة الجمعية الوطنية للتغيير، وصل إلى محمد البرادعى، ووطد علاقته بالرجل، الذى قال عنه فى تغريدة: "عندما قابلت الدكتور البرادعى حصل تحول كبير فى شخصيتى من شخص علمى أكاديمى إلى شخص أكثر إيجابية"، ورد البرادعى التحية بأحسن منها، قائلا عن "عبدالعظيم": "إن الوطنية تسيل من كل جزء منه".

علاقة حازم عبد العظيم بمحمد البرادعى وفرت له ما أراد، فعبر سعيه من خلال الرجل، ومن بوابة آخرين من نشطاء الثورة، طُرح اسمه لتولى حقيبة الاتصالات فى حكومة عصام شرف، ولكن التحريات الأمنية أثبتت علاقته المشبوهة بإسرائيل، فتم استبعاده من التشكيل المقترح فى ضوء الشبهات المحيطة به، هنا شعر الرجل أن "البرادعى" تخلى عنه، فانقلب عليه لينتهى شهر العسل، وانقلب على اللاعبين الفاعلين فى الساحة وقتها، وفى مقدمتهم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وبينما كان السبب شخصيا ومدفوعا بأغراض وأطماع، وفرت حالة الشحن السياسى والثورى القائمة فرصة مواتية للرجل للتخفى، وتصدير تحوله وموقفه الجديد باعتباره فعلا ثوريا.

مع الوصول لمحطة الانتخابات الرئاسية فى يونيو 2012، تواصل حازم عبد العظيم مع الإخوان، ودعم محمد مرسى، وكان طرفا مباشرا فى ترتيبات اجتماع فندق فيرمونت، الفضيحة السياسية التى ورطت الجماعة جموع القوى السياسية فيها، سعيا لابتزاز مؤسسات الدولة واللجنة العليا للانتخابات، وضمان فوز مرشحها بالمنصب، وهو ما حدث بعد تحرش بالدولة واعتصام فى ميدان التحرير وتهديد بإشعال الأجواء، ورغم ما قدمه حازم عبدالعظيم للجماعة وقتها، إلا أن كل عروضه وطلباته المباشرة بتولى حقيبة الاتصالات رُفضت من الجماعة، وقتها تكرر موقفه الانفعالى وأعلن الانقلاب على الإخوان، وبحسب مصادر مقربة منه هاتفه وقتها القيادى الإخوانى محمد البلتاجى، هدده بفضح ملفات تعاملاته مع الإخوان وقيادة حملة إعلامية لفضحه وكشف أسراره، فتراجع "عبدالعظيم" مؤقتا، ومع تصاعد موجة رفض الإخوان وتدشين حركة تمرد، عاد ليركب الموجة.

مع نجاح ثورة 30 يونيو حاول حازم عبد العظيم الظهور فى مقدمة الصفوف، كثف تغريداته وظهوره الإعلامى وقتها مروجا للثورة، وتواصل مع دوائر سياسية وتنفيذية خلال تشكيل إبراهيم محلب لحكومته الأولى، حاول الحصول على حقيبة الاتصالات فى فترة الرئيس المؤقت عدلى منصور، ولكن رُفض طلبه أيضا بسبب الشبهات الأمنية، فأيقن أن عليه الرهان على مرحلة أخرى.

لم يبعد الرهان الجديد لـ"حازم"، سريعا ما وضع الرجل عينه على المرحلة الجديدة وفق حساباته الخاصة، فكتب فى 27 يناير 2014: "مبروك.. قضي الأمر، #السيسى #مصر"، وكانت هذه التغريدة تعليقا على بيان صادر عن اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، اعتبر البعض أنه إشارة لقبول ترشح السيسى لرئاسة الجمهورية، فى مرحلة تالية تشكلت الحملة الرسمية لدعم السيسى فى انتخابات الرئاسة، انضم لها حازم عبدالعظيم أمينا للجنة الشباب، ومرت الانتخابات وبدأ تشكيل الحكومة، خرج حازم عبد العظيم من دائرة المرشحين بسبب علاقته بإسرائيل أيضا، فانقلب على موقفه كالعادة.

 

البهلوان يغير جلده.. أكاذيب حازم عبد العظيم السياسية

فى الشهور القليلة الماضية، حاول حازم عبد العظيم الظهور بمظهر المعارض السياسى، منتقدا النظام الحكم وحكومة المهندس شريف إسماعيل، وإمعانا فى حالة التضليل حاول الرجل ترويج الأمر باعتباره تحولا عمليا فى الموقف على خلفية سياسات إدارية وقرارات تنفيذية يراها خاطئة، وصرح قبل شهور، وتحديدا فى يونيو 2017، بأنه نادم على المشاركة فى حملة السيسى الانتخابية ودعم ثورة 30 يونيو، وإنه يعتذر لمحمد مرسى والإخوان وكان عليه العمل معهم بشكل أكثر جدية، متجاهلا أنه عمل معهم بالفعل، وأنه لم ينقلب عليهم وإنما ركب موجة الثورة الشعبية ضدهم.

التدقيق فى موقف حازم عبد العظيم الراهن يكشف أن التحول ليس قريبا هكذا، لم يكن فى يونيو الماضى ولا حتى يونيو الأسبق، ولم يكن بسبب قرارات سياسية أو تدابير تنفيذية، ففى يوليو 2015، وبعد سنة تقريبا من رئاسة السيسى لمصر، بدأ الرجل حملة هجوم على الإدارة المصرية والحكومة، قائلا: "لا أستبعد هاشتاجات الشؤون المعنوية المفضوحة تعمل حملة لإلغاء الدستور.. مهزلة"، مهاجما مؤسسة الرئاسة والقوات المسلحة والحكومة والبرلمان الذى لم يكن قد انتُخب بعد، وبينما كان الرئيس ينهى سنته الأولى، كان حازم عبد العظيم يصدر حكما نهائيا على كل شىء، ولم تكن أُثيرت أى موضوعات خلافية بعد، ما يؤكد أن تحول "عبدالعظيم" كان بعد الانتخابات مباشرة، ومع تشكيل حكومة المهندس إبراهيم محلب الجديدة مع الرئيس الجديد، إذ لم يحصل الرجل على الوزارة التى يتمناها، فانقلب على الجميع كما فعل من قبل.

يدعم الحقيقة السابقة، ما قاله حازم عبد العظيم فى تغريدة له يوم 27 أغسطس 2012، مع اختيار الرئيس المعزول محمد مرسى للفريق عبد الفتاح السيسى وزيرا للدفاع، كتب مهاجما السيسى والقوات المسلحة ومنتقدا الاختيار، ولكن هذا الهجوم لم يمنعه بعد أقل من سنة من الترحيب بثورة 30 يونيو، ثم الانخراط فى حملة الانتخابات الرئاسية داعما للسيسى، ومؤكدا أنه أمل مصر وفرصتها للنجاة من حالة التراجع والاستقطاب السياسى، هذا التبدل السريع لم يغب عن عقل الرجل ومواقفه وتحركاته منذ 2011 حتى الآن، ومن البرادعى ونشطاء الثورة مرورا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة والإخوان، ملخص الحكاية أنه لا قناعات ولا مواقف حقيقية، فقط مصالح شخصية يتحرك صديق "تل أبيب" وشريكها باتجاهها، وإذا لم تتحقق كما يريد ويشتهى، يعود أدراجه منقلبا على الجميع.

 

نجم "السوشيال" يسقط تحت حذاء التريند.. ويغازل قطر وتركيا

طوال الرحلة الممتدة لسبع سنوات تقريبا، وظف حازم عبد العظيم علاقاته الاقتصادية ومهاراته التقنية فى التحرش بالشهرة والظهور، عبر من بوابة أحمد نظيف وزوجته لدولاب العمل الحكومى والمكافآت المليونية، وعبر من بوابة الشراكة الإسرائيلية للبروز الإقليمى والعقود الدولارية، وعبر من بوابة البرادعى والجمعية الوطنية للتغيير لملعب الثورة وترشيحات الوزارة، ومن بوابة الإخوان لصورة المعارض الشرس وصاحب المواقف، ومن الحملة الانتخابية للرئيس السيسى لترويج أنه مؤيد لثورة 30 يونيو، وفى كل معبر من هذه المعابر كان "تويتر" بوابته، يسعى الرجل من خلاله لتدشين تحالفات وترويج أفكار تبدو متعارضة أحيانا، وكأنه يسعى لهدف لا يراه أحد، وهى حالة الفوضى التى لا يمكن قراءتها إلا فى ضوء شراكته مع الإسرائيليين، فكأنك وأنت تطالع حسابه تطالع الصفحة الرسمية لسفير تل أبيب فى دولة تويتر.

قبل أيام سقط حازم عبد العظيم تحت حذاء "التريند"، ليحترق وتتصاعد أدخنته المحملة بالروائح الكريهة فى فضاء الموقع الذى صنع اسمه وأسطورته الخفيفة، دك المغردون معاقله بهاشتاج "اغتصاب حازم عبد العظيم"، استكملوها للاحقا بآخر "حازم عبد العظيم عايز الدندو"، واختتموها اليوم بـ"حازم عبد العظيم خروف العيد"، وما زال الرجل يواصل تحرشه بالشهرة، فمؤخرا أصبح أكثر إلحاحا على تأكيد دعمه لقطر فى مواجهة موقف الرباعى العربى الرافض لدعم الدوحة للإرهاب، يعيد نشر تغريدات الحسابات القطرية "المجهّلة" وثيقة الصلة بالإدارة السياسية القطرية، وتغريدات أعضاء جماعة الإخوان المقيمين فى قطر وتركيا، ويتبنى مواقف مطابقة لمواقف الدوحة وأنقرة، ويمدح إدارة أردوغان أحيانا، ويحاول صنع جسر عبر صفحته بين نشطاء يناير والمنقلبين على يونيو والساعين لاقتناص مكاسب ومصالح شخصية من بوابة السياسة والمعارضة، لا يبدو أنه سيتوقف عن هذه اللعبة البهلوانية، ولا يبدو أن سقوطه تحت أحذية "التريند" سيتوقف أيضا.

ربما لا تكون رحلة حازم عبد العظيم فى عالم السياسة والحضور البارز طويلة، إذ لا تمتد لأبعد من 24 يناير 2011، كما لا يمتد حضوره التنفيذى والوظيفى الملموس فى مجال المعلومات لأبعد من 2007، رغم أن الرجل يحتفل هذا العام بعيد ميلاده السابع والخمسين، وملخص الرحلة القصيرة ببهلوانيتها وتحولاتها لا يؤكد أن صديق تل أبيب وسفيرها فى دولة تويتر سيحقق ما يتطلع له من حضور سياسى وحقيبة وزارية، ولكن تركيبة الرجل النفسية المعتلة، ومرضه بنفسه، وتحرشه بالشهرة وجنونه بالظهور، لا تؤكد كلها أنه سيتخلى عن رقصه المعتاد على كل الأحبال المتاحة، سيتواصل الرقص وستواصل السقوط، سيتصاعد إيقاع التغريد و"الريتويت" ويتصاعد إيقاع الانسحاق تحت أحذية "التريند"، ويظل الأمر كله ظاهرة ملخصة لحالة الارتباك التى أنتجها واقع سياسى مهتز، سمح للآتين من المجهول بالتقدم لواجهة الصورة، ونفخ فى البالونات الفارغة حتى امتلأت وتخيلت أنفسها "مناطيد" قادرة على الطيران، ربما تطير أو لا، ولكنها ستظل عرضة للانفجار بـ"شكة دبوس"، وهذه أكبر معضلات حازم عبد العظيم، ويبدو أنه لا شىء أفدح وأكثر قسوة وإيلاما من أن تكون "حازم عبد العظيم".

هذا الخبر منقول من اليوم السابع