بوابة صوت بلادى بأمريكا

"الموف أون" فى زمن الذكاء الاصطناعى.. كيف يؤثر الحديث مع شخصية افتراضية لحبيب راحل على التعافى؟.. خبراء نفسيون ينصحون بتجنب العيش في وحدة ومع أشخاص يحبونهم: يجعل تخطى الحزن أصعب وقد يتطور إلى هلاوس وضلالات

انتشرت في الفترة الأخيرة مواقع وتطبيقات الذكاء الاصطناعى، والتي منها تتيح التحدث مع شخصيات افتراضية لمشاهير توفوا منذ سنوات أو قرون، كما تتيح تصميم شخصية شخص متوفى وتركيب صوت شبيه بصوته، الأمر الذى لجأ إليه الكثير ممن أفتقدوا شخص عزيز عليهم، ولم يستطيعوا تخطى فقدانه، دون إدراك منهم بتأثير هذا بشكل سلبى عليهم فيما بعد.

ولهذا نستعرض في التقرير، تأثير تصميم شخصية افتراضية لشريك الحياة المتوفى باستخدام الذكاء الاصطناعى من خلال التحدث مع خبراء علاقات وأمراض نفسية.

 

تأثيره على الشخصية العصبية والمزاجية

قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، لـ" اليوم السابع":" الأمر يتوقف على حسب نوع شخصية الشريك فإذا كان شخصيته مزاجية سوف يتعامل مع التصميم الذى نفذه على إنه مجرد تقنية حديثة تتيح له التفاعل مع شخصية إفتراضية لشريك حياته المتوفى للحظات لكن الأمر مع الشخصية العصبية والتشككية حيث تتأثر الأخيرة بشكل سلبى حيث تبدأ تشك في وفاة الشريك وإنه عايش ويبدأ يعانى من ضلالات وهلاوس، كما إنه يعانى اضطرابات نفسية أما الشخصية العصبية تعود للإكتئاب الذى أصابها منذ وفاة الشريك والأمر يختلف عند الشخصية الناضجة التي لا تتأثر وتعى جيداً أن التصميم ما هو إلا شخصية إفتراضية".


القدرة على عدم نسيان شريك الحياة

ونصح استشارى الطب النفسى بعض النصائح التي تساعد الشريك على تخطى أزمة وفاة شريك الحياة، حيث قال :" الأمر الذى يساعد الشخص على تخطى شريك حياته المتوفى هو تجنب العيش في وحدة والتواجد مع الأشخاص الذين يحبونهم ومع الوقت ينسى في غضون ثلاث شهور لكن الأمر يختلف مع الشخصية العصبية التي تظل تتذكر شريك حياتها لفترة طويلة وتجد صعوبة في التخطى، مما يتسبب في زيادة أعراض المرضية إذا كان مصاب بمرض القلب أو السكر وغيرها، وقد يصاب بمتلازمة القلب المكسور مما يتسبب في توقف القلب".


الذكاء الاصطناعى

تأثيره على علاقته بالآخرين وكيفية تخطي وفاة شريك الحياة؟

وأما عن كيفية تخطى وفاة شريك الحياة، قالت ريهام الهواري، اخصائى علم النفس المؤسسى وتحليل السلوك، لـ" اليوم السابع":" اللجوء لتصميم شخصية إفتراضية لشريك الحياة المتوفى خاصة بعد وفاته بأيام قليلة، له تأثير سلبى كبير على الشريك، حيث يوقف حياته على شخصية إفتراضية غير موجودة في الواقع ويبدأ ينفصل عن من يعيش حوله، ويبدأ الشخص يعانى من مشاكل نفسية نتيجة عزلته التي فرضها على نفسه مع شخصية إفتراضية ويتطور الأمر لإكتئاب، وقد يؤدى إلى الشعور بالرغبة في الإنتحار،


التحدث مع الشخصية الإفتراضية لشريك الحياة

ولكن هل يستطيع الإنسان تقبل وفاة شريك حياته، قالت اخصائى علم النفس المؤسسى وتحليل السلوك، عن المراحل التي يشعر بها الإنسان والتي تساعده على نسيان شريك حياته المتوفى :" يمر الإنسان بعد وفاة شريك حياته بمراحل عديدة وهى طبقاً لنموذج كيوبلر روس المعروف باسم "مراحل الحزن الخمس" منها عدم تصديق الحدث ورفضه والشعور بعد ذلك بالغضب على من حوله والذين يشعر بأنهم تسببوا بشكل أو بآخر بنهاية الشريك ثم المساومة وهنا يطرح على نفسه أسئلة على إنه لو تصرف تصرف معين كان يستطيع إلحاق الشريك، ثم ينتقل لمرحلة الإكتئاب وهذه المرحلة نوعين وهما نوع حزن وألم ونوع بين الشخص ونفسه والذى يودع شريك حياته ويتقبل إنه لن يراه ثم مرحلة القبول وتقبل الواقع ومن هنا يبدأ يمضى الإنسان قدماً نحو المستقبل، ويدعى للشريك بالرحمة ويتذكر له ذكرياته الجميلة التي عشها معه".


هذا الخبر منقول من اليوم السابع