أسرار القاهرة.. كيف تحول شارع الأشراف إلى تحفة أثرية مفتوحة؟.. بقيع مصر يحتضن رفات آل البيت.. أسسه الملك الأشرف بن قلاوون.. يضم مساجد وأضرحة للسيدة نفسية وابن سيرين.. وخطة تطويره وضعها الرئيس السيسى.. صور

يبدأ الطريق من مسجد السيدة نفيسة إلى السيدة سكينة والسيدة رقية والسيدة عاتكة والجعفرى وسيدى محمد الأنور رضى الله عنهم أجمعين وينتهى بمشهد السيدة زينب بالقاهرة.

أما المقامات فيوجد به مقام ابن سيرين، صاحب كتاب تفسير الأحلام سيدى عبدالغنى عبدالله البلاسى ويرجع نسبه إلى آل البيت.. أما لقب ابن سيرين فجاء نتيجة حبه الشديد لأمه السيدة سيرين أخت مارية القبطية زوجة الرسول (ص)، وأبوه حسان بن ثابت شاعر الرسول، ومقام سيدى على الجعفرى رضى الله عنه، وهو ابن جعفر الصادق بن سيدى محمد الباقر بن على زين العابدين بن مولانا سيدنا الحسين، وبهذا يرجع نسبه إلى بيت على بن أبى طالب، ومقام السيدة عاتكة، رضى الله عنها، وهى بنت عمرو بن نفيل القرشى.

وإلي جانب مساجد ومقامات آل البيت وأعلام الصوفية، يضم الشارع بين جنباته أيضا مجموعة من القبور مبهمة الأسماء وأضرحة أولياء ذهبت أسماؤها من فوق الحجارة وجلست في قلوب الناس فأطلقوا عليها اسم "مجمع الأولياء". ويميز الشارع طراز معماري تجري فيه التفاصيل الدقيقة للعمارة الفاطمية والارتفاعات الشاهقة المعروفة عن العمارة المملوكية ولا يغيب عنه جمال العمارة الأيوبية، يجمع تفاصيل معمارية ودينية.

تحول شارع الأشراف الى متحف مفتوح بعد تطويره وإعادة مساجد وأضرحة آل البيت إلى بريقها التاريخي، ويطلق على الشارع بقيع مصر، لأنه يضم مقامات ومشاهد كثيرة لآل البيت، على مدخل الشارع يقع ضريح السلطان الأشرف خليل بن الملك المنصور قلاوون، يعود إلى العصر المملوكى ومسجل لدى وزارة الآثار تحت رقم 275، يعود تاريخ هذا الضريح إلى القرن الثالث عشر، يليه مقام فاطمة خاتون أو "أم الصالح" الذى يعود إلى عصر المماليك البحرية بالقرن الثالث عشر، وبحسب ما كتب عنها فى كتاب المقريزى فإن فاطمة خاتون هى زوجة والد الأشرف الخليل ابن قلاوون وهو المنصور ابن قلاوون ومسجل لدى وزارة الآثار برقم 274، وكان هذا الضريح فى الأصل جزءاً من مدرسة أنشأها الملك المنصور قلاوون وملحق بالضريح مئذنة مميزة، تنشط الزيارات للمشهد وباقى أضرحة ومقامات شارع الأشراف مع اقتراب موالد آل البيت مثل مولد السيدة نفيسة والسيدة عائشة والحسين، ويحرص الكثير من محبى آل البيت إلى الحضور لزيارة الأضرحة.

إعادة روح العصر الفاطمي للشارع

مشروع التطوير تضمن المنطقة وشارع الأشراف من خلال إحلال وتجديد مرافق المياه والصرف الصحي ورصف الأرضيات ونظم إضاءة تراثية وطلاء واجهات المنازل السكنية بألوان موحدة، ورفع كفاءتها تتناسب مع روح وعبق العصر الفاطمي، إضافة إلى تطوير الآثار والمساجد والأضرحة الموجودة بالشارع وتركيب أحجار الهشمة وتطوير الاسوار بنطاق الشارع ودهانها ومنها اسوار متنزه الخليفه، وتم عمل عمليات ترميم كاملة للعدد من البنايات التراثية بشارع الأشراف واستخدام الفراغات العامة بالشارع للحفاظ على روح وعبق القاهرة التاريخية .

إضافة إلى رفع كفاءة وتنفيذ أعمال التجميل والتشجير، ووضع أحواض المزروعات على جانبي شارع الأشراف وأعمال نافورة المياه بمحيط متنزه الخليفه بجانب سلم زينهم، وإضافة دكك ومقاعد خشبيه بطول الطريق  بشارع الاشراف بحي الخليفه بأشكال جديده  مع وضع الفازات الديكورية.

فيما أكدت محافظة القاهرة في تقرير لها، حول تطوير مسار آل البيت بالقاهرة، يحظى باهتمام كبير من القيادة السياسية، حيث صدرت توجيهات بتطوير وترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، ومنها انطلق مخطط تطوير وإحياء شارع الأشراف بنطاق حي الخليفة، وجار العمل على تحويله إلى مزار سياحي على غرار شارع المعز.

الجميل في أعمال التطوير هو إعادة إحياء الآثار بمسار رحلة المزارات، ووضعها من جديد الى خارطة السياحة، خاصة أن مقامات آل البيت تحظى باهتمام كبير من المواطنين وزوار مصر، وتضم مناطق السيدة عائشة والسيدة زينب والخليفة عدد كبير من أضرحة ومقامات آل البيت، حيث سيتم تخصيص سيارات كهربائية لتنقل الزوار على المزارات المختلفة.