هنا دفن البابا شنودة.. دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون يتحول إلى مزار.. يضم متحفا خاصا بمتعلقات البابا الشخصية وكتبه وباقة كبيرة من الصور الفوتوغرافية.. أوصى بدفنه به والأقباط يتوافدون عليه لالتماس البركة.. صور

عندما نتحدث عن البابا شنودة البطريرك الراحل للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذى تحل هذه الأيام الذكرى المئوية لميلاده لابد أن نذكر دير الانبا بيشوى أشهر الأديرة القبطية بصحراء وادى النطرون بالبحيرة ، حيث دفن به البابا شنودة بناء على وصيته ، والذى كان عاشقا له منذ دخوله سلك الرهبنه حتى وفاته عام 2012.

وتحتفل الكنيسة القبطية المصرية بالذكرى المئوية لميلاد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية والبطريرك السابق للكرازة المرقسية الذى ولد فى أغسطس عام 1923 .

وتوافد عدد كبير  من الأقباط على دير الانبا بيشوى، لزيارة مرقد البابا شنودة أشهر باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لالتماس البركة والشفاعة والذى يضم متحفا خاصة لمتعلقاته الشخصية وكتبه، إضافة إلى باقة هائلة من الصور الفوتوغرافية التى توثق حياته المليئة  بالأحداث التاريخية. 

 

ويعتبر دير الانبا بيشوى هو المكان المفضل لإقامة البابا شنودة لارتباطه بمواقف وذكريات فارقه فى حياته، ففى هذا الدير علم بنبأ انتخابه بطريرك للكنيسة القبطية فى شهر نوفمبر من عام 1971 وفيه أيضا قضى أكثر من سنتين رهنا للإقامة الجبرية بعد قيام الرئيس الراحل انور السادات بالتحفظ عليه على خلفية أحداث الفتنة الطائفية عام 1981.

وكان البابا شنودة يقيم طويلا داخل دير الانبا بيشوى خلال فترة وجوده على سدة الكنيسة القبطية، لدرجة أنه أقام مقرا باباويا لإدارة شئون الكنيسة داخل الدير  وفيه عقد فيه أهم الاجتماعات الهامة فى تاريخ الكنيسة القبطية كما  اعتكف فيه  البابا شنودة عدة مرات  احتجاجا على الأحداث الطائفية خلال العقود الماضية.

 

 ويعتبر دير الأنبا بيشوى من أهم الأديرة القبطيةالاثرية فى مصر ويرجع تاريخ إنشائه إلى القرن الرابع عشر وهو من أكبر أديرة وادى النطرون على الاطلاق، الذى اقامه القديس الأنبا بيشوى.

 

وتبلغ مساحة دير الانبا بيشوى نحو فدانين ويضم خمس كنائس أكبرها "كنيسة الأنبا بيشوى"، إضافة الى مبنى للضيافة وحديقة واسعة ومكتبه وفيه العديد من الأماكن الأثرية المميزة مثل المائدة الأثرية وبئر الشهداء بجانب العديد من الأماكن التى يقطن بها الرهبان.

كما يوجد بالدير مبنى أثرى يرجع تاريخه للقرن السادس الميلادى عبارة عن حصن لحماية الرهبان من غارات البربر فى ذلك العصر.

ومرقد البابا شنودة تم تشكيله على هيئة كنيسة صغيرة تضم قبابًا مرسومًا عليها بالفن القبطى صور السيد المسيح والسيدة العذراء والقديسين ووضع فى منتصفها جسد البابا .

ويتوافد الأقباط على المزار  طوال العام للصلاة والتشفع بالبابا شنودة و يكتبون طلباتهم وتضرعاتهم فى أوراق يضعونها على قبره التماسا المودة والبركة. 

ويضم مزار البابا شنودة مقتنيات مكتبه وبها مجموعة من أوراقه  ومؤلفاته ومتعلقاته الشخصية.

كما يحتوى مزار البابا شنودة على 21 صليبًا كان يمسك بهم البابا شنودة منهم ما كان للاستعمال الشخصى أو للقداسات إضافة الى أيقونات يرتديها حول رقبته وتيجان  بابوية منهم التاج الأخضر الذى تجلس به بطريركا .وكذلك يضم  المزار الازياء البابويةوالكهنوتية البابا شنودة .وكذلك يضم  المزار  جزء من ثوب السيدة العذراء أهداه بابا الفاتيكان إليه قبل وفاته.

يذكر أن البابا شنودة الثالث وُلِد باسم نظير جيد روفائيل، وهو البابا رقم 117فى تاريخ الكنيسة القبطية و كان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح بابا للأقباط .

 

وكان البابا شنودة مولعا بالادب والثقافة ومن الكتاب الصحفيين، إلى جانب مسئوليته الدينية وكان ينشر مقالاته بصورة منتظمة فى جريدة الأهرام المصرية.