كعادتها تتميز محافظة بورسعيد بطبيعتها التراثية لاسيما في الطراز المعماري ذو الطابع الأوروبي، والدال على تواجد العديد من الثقافات الأجنبية والأوروبية بها، والذي أفرزته الجاليات الأجنبية، وكانت إحداها هي الجالية الإيطالية ولم يكن عددها بالقليل، مما دفعهم للحفاظ على هويتهم ببناء مبني تعليمى لأبنائهم والمعروف حاليا باسم "القنصلية الإيطالية"، ونتعرف معا ما قصة إنشاؤها؟ ومصيرها المقرر الآن؟.
موقعها:
يقع مبني القنصلية الإيطالية الشهير في حي الشرق أو الافرنجي سابقا ، ارقي واقدم احياء محافظة بورسعيد ، بالقرب من الممشي السياحي المطل علي المجري الملاحي لقناة السويس، وتطل على شارع 23 يوليو «كتشنر سابقا» ، وشاع حمال عبد الناصر «الأهرام سابقا» وشارع عبد السلام عارف و شارع قايتباى.
مساحتها:
وتبلغ مساحة المجمع المعماري الإيطالي المعروف بإسم القنصلية الإيطالية حاليا ببورسعيد 4200 متر مربع.
تاريخ نشأتها:
شُيد مبني القنصلية الإيطالية ببورسعيد في عام 1328هـ/1910م ، في عهد ملك ايطاليا ايمانويل الثالث، على يد المهندس كارلو جوالاندرى كما هو مثبت على اللوحة التأسيسية، و تتبع المدرسة طراز عصر النهضة .
سبب إنشاؤها:
كانت قد عاشت في محافظة بورسعيد في ثلاثينات القرن الماضي المئات من المواطنين الإيطاليين الجنسية ، ولتزايد أعدادهم الذين وصلوا وقت انشائها إلي 2521 نسمة، فكانت هناك الحاجة لوجود مدرسة خاصة بها للحفاظ على عادات و ثقافات و لغات ابنائها،حتى لا تذوب في جوف المجتمع المصري.
وتركت الجالية الإيطالية عدداً من المنشآت المعمارية التراثية المتميزة،ومنها المدرسة الإيطالية المبني المعروف بإسم مبنى القنصلية الايطالية وهذا خطأ، فبعد الدراسة و البحث في الوثائق و ترجمة اللوحات التأسيسية للمبنى اتضح انها مجمع مدارس خاص بالجالية الايطالية،حتى أنه كان بالجهة الغربية ورشة لتعليم الصنايع " كما جاء بالوثيقة".
دورها في الحرب:
وكان للمدرسة الإيطالية ايضا دور كبير في حماية العائلات الإيطالية ، حيث اختبأت بداخلها العائلات من غارات الحرب ، في اعقاب عدوان 1956م ببورسعيد.
محتويات المبنى:
صمم مبني مجمع المدارس الإيطالية أو القنصلية الإيطالية كما هو معروف ، علي الطراز المعماري الأوروبي ، وتشمل كنيسة السالزيان الكاثوليكية معروفة بالكنيسة الايطالية 1931م)، مبنى المدرسة الايطالية (1910م)، ومبنى القنصلية الذى يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1888م.
ويوجد به نصب تذكاري لجنود غاية في الروعة من الحرب العالمية الأولى بالواجهة الجنوبية الشرقية، وهو عبارة عن تمثال من البرونز لشاب بارتفاع تقريبا 1.20 متر، يرتدى التوجا ( رداء خارجي ابتدعه الرومان لكلاّ من الرجال و النساء) يرفع ذراعيه بمستوى الكتف ممسكا باليد اليمنى غصن زيتون أما اليد اليسرى فيقبض بها على سيف.
و يوجد أسفل كل ذراع لوحة رخامية سُجل عليها 22 اسما للجنود الايطاليين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى، و يقف التمثال على لوح رخامي سُجل عليه باللغة الإيطالية
forti di civiche virtù all’appello della patria accorsero e la vita immolarono per la grandezza d’Italia
"من أجل الذين لبوا نداء الوطن وضحوا بأرواحهم من اجل ايطاليا العظمى".
تحويل القنصلية لمستشفى:
وفي فبراير عام 2021 م قام جامباولو كانتينى سفير إيطاليا بالقاهرة، واللواء عادل الغفضبان محافظ بورسعيد، بتوقيع بروتوكول تحويل مبنى القنصلية الإيطالية لمستشفى ومعهد صحي، وتم التنسيق بين كافة الجهات المختصة للبدء فى أعمال تطوير مبنى القنصلية الإيطالية، والاستفادة منها ليمثل صرح طبى على أعلى مستوى ليساهم فى الإرتقاء بالمنظومة الصحية ببورسعيد، ويدعم التعاون مع الجانب الإيطالي.
تاريخ الجالية الإيطالية ببورسعيد:
وقال الدكتورأحمد رجب مفتش الآثار والمتخصص فى تراث وتاريخ مدن القناة، خلال تصريحات صحفية له ، أن مبنى القنصلية الإيطالية يقع داخل المجموعة المعمارية الخاصة بحكومة إيطاليا ، استخدم كقنصلية ومقر لإقامة قنصل ايطاليا ببورسعيد.
وأضاف رجب، أن القوات البريطانية قامت بالاستيلاء علي المبني بعد هزيمة ايطاليا فى اعقاب الحرب العالمية الثانية واستخدمته كسكن للجيش البريطاني.
وأوضح أن وتعد القنصلية الإيطالية من أقدم القنصليات الخاصة بالجاليات الاجنبية بمدينة بورسعيد، حيث كان تعداد الجالية الإيطالية عام 1897م بالمدينة 1820 نسمة، لذا استوجب الأمر وجود قنصلية لرعاية مصالح الرعية الإيطالية.
وبهذا نجد أن الجالية الإيطالية تعد اكبر الجاليات الأجنبية من حيث العدد والتي عاشت في محافظة بورسعيد وتعتبر ثاني أكبر الجاليات بعد اليونانية .
واستعان الخديوي اسماعيل حينها بالمهندسين الإيطاليين والمعماريين والفنيين في مشاريعه مما اضفي الطابع الأوروبي الايطالي علي اغلب المباني في بورسعيد.
البيت الإيطالي
القنصلية الإيطالية بمحافظة بورسعيد
القنصلية الإيطالية في بورسعيد حديثا
القنصلية الإيطالية
جانب من القنصلية الإيطالية
مبنى القنصلية قديما
هذا الخبر منقول من اليوم السابع