بوابة صوت بلادى بأمريكا

عظماء من زمن الحب والفن الجميل.. سميرة أحمد.. رحلة كفاح وصلت بها إلى واحدة من كبار صناع السينما.. تعاونت مع قطبى الغناء فريد وحليم.. قدمت روائع نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس.. واكتشفت عددا من النجوم

 - أكثر فنانة جسدت الأدوار المركبة والصعبة وهموم الصم والبكم والمكفوفين على الشاشة وأبهرت العالم بفيلم الخرساء.. وقفت أمام عمالقة الفن.. وقدمت روائع نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس ويحيى حقى وعبدالحميد جودة السحار.. وسارت على خطى رائدات الفن وأنتجت أعظم الأفلام 

 

- أثرت السينما والتليفزيون وتنوعت بين الكوميدى والتراجيدى وأدوار الفتاة الفقيرة والخادمة والأرستقراطية والمراهقة والأم واستطاعت أن تنتقى فى كل مرحلة ما تبهر به جمهورها

 

مع كل مناسبة دينية ترى وجهها وتستمتع بأدائها فى فيلم الشيماء، أحد أعظم الأفلام الدينية، الذى لا يمل الكبار والصغار مشاهدته مهما تكررت إذاعته على مختلف القنوات التليفزيونية، هذا الفيلم الذى أصبح إحدى أيقونات الاحتفال بالمناسبات الدينية والذى عرضته العديد من القنوات مع الاحتفال برأس السنة الهجرية، والذى اكتملت فيه كل عناصر الإبداع من تصوير وأشعار وأغان وتلحين وتمثيل وإنتاج وإخراج، ورغم كثرة تكراره ينتظره الملايين للاستمتاع بكل هذه العناصر التى يندر أن تجتمع فى فيلم واحد.

 

 

أبدعت فى دور الشيماء، وأبهرت الجميع وهى تؤدى الدوبلاج لأغانى الفيلم بكل إحساس وإتقان، حتى أن الكثيرين اعتقدوا أنها هى التى تغنى هذه الروائع من شدة صدقها وإحساسها وإتقانها، حيث تدربت الفنانة الكبيرة سميرة أحمد بطلة الفيلم جيدا على الأداء والإحساس وحتى على المقامات الموسيقية مع المطربة الكبيرة سعاد محمد التى شدت بأغانى الفيلم حتى أصبح من يرى سميرة فى مشاهد الغناء لا يصدق أنها ليست هى التى تغنى.

 

 


فيلم-الشيماء

 

سميرة أحمد الممثلة والمنتجة وإحدى عظيمات الفن المصرى وفنانات الزمن الجميل، التى أبدعت مئات الروائع فى السينما والتليفزيون والإذاعة على مدار أكثر من 60 عاما، وشاركت عمالقة الفن أهم الأعمال الفنية، وتنوعت أدوارها تنوعا كبيرا، فلا تصدق أن المبدعة التى أدت دور الشيماء هى ذاتها أحلام الفتاة الرقيقة فى فيلم أم العروسة، وهى فتحية الخادمة فى فيلم البنات والصيف، ونعيمة فى فيلمى الخرساء والعمياء، وفاطمة فى فيلم قنديل أم هاشم، ونوال فى فيلم خان الخليلى، وصباح فى فيلم السيرك، وهى الأم سامية فى فيلم عالم عيال عيال، وفوزية فى مسلسل غدا تتفتح الزهور، وأميرة فى مسلسل أميرة من عابدين، ووفية فى مسلسل امرأة من زمن الحب، وفوزية فى مسلسل ماما فى القسم، وغيرها مئات الروائع خلال مسيرة فنية طويلة ومشرفة وثرية، وفى زمن امتلأ بالعباقرة من عمالقة الفن الكبار.

 

 

إبداع مع الكبار

 

سميرة أحمد التى استطاعت خلال بداياتها أن تتقاسم البطولة مع عمالقة بحجم فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وحسين رياض وفريد شوقى وأنور وجدى وعماد حمدى وفؤاد المهندس وأحمد مظهر وشكرى سرحان وإسماعيل ياسين وتحية كاريوكا، ومحمود مرسى ومحمود المليجى وتوفيق الدقن وكمال الشناوى ورشدى أباظة، ويوسف شعبان وغيرهم، وأن تحمل على كتفها أعمالا لكبار الأدباء والكتاب، فقامت ببطولة أعمال كتبها يحيى حقى وإحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ وعبدالحميد جودة السحار وعبدالحى أديب وغيرهم، وتعاونت مع كبار المخرجين ومنهم حلمى رفلة وصلاح أبو سيف وحسن الإمام وعاطف سالم وأحمد بدرخان وحسام الدين مصطفى.

 


الخرساء

 

من أسيوط إلى نبوءة أنور وجدى

 

سميرة أحمد الفنانة التى حفرت فى الصخر وبدأت مشوارها الفنى كومبارس صامت حتى أثبتت أنها جديرة بالوقوف أمام نجوم وعمالقة كبار، واستطاعت فى كل مرحلة من مراحل مشوارها الفنى أن تقدم ما يميزها عن غيرها وأن تنتقى من الأعمال والأدوار ما يخلد اسمها فى سجل كبار صناع السينما المصرية كممثلة ومنتجة، وأن تختار فى كل مرحلة عمرية ما تبهر به جمهورها، فانتقلت من أدوار الفتاة الصغيرة إلى أدوار السيدة الناضجة والأم بكل سهولة وبما جعلها تتربع فى قلوب الجماهير دائما، فامتلكت رصيدا ضخما من الأعمال الهامة والمتنوعة.

 

هى تلك الطفلة الصغيرة التى انتقلت مع أسرتها وإخوتها الستة من أسيوط إلى القاهرة بسبب ظروف عمل والدها، وبعد مرضه بحثت هى وشقيقتها الفنانة خيرية أحمد عن عمل بين فتيات الكومبارس، واختارها المخرج حسن الإمام للمشاركة ككومبارس صامت فى فيلم «أنا بنت ناس» بطولة فاتن حمامة عام 1951 مقابل جنيه واحد، وبعده اختارها أنور وجدى للمشاركة فى فيلم حبيب الروح لتقول جملة واحدة فقط فى الفيلم وهى « تشربى شامبانيا ياهانم»، وحينها طلبت سميرة أحمد من أنور وجدى منتج الفيلم أن يعطيها جنيها ونصف بدلا من جنيه واحد، لأنها تكلمت فى المشهد ولم تكن كومبارس صامت ولكن وجدى رفض ومنحها جنيها واحدا ولكنه قال لها إنها ستصبح بطلة، وهى النبوءة التى تحققت بعد فترة بسيطة من عدة مشاركات بأدوار صغيرة فى عدد من الأفلام لتشارك الفتاة الصغيرة فى فيلم ريا وسكينة عام 1952، بل ووقفت بطلة أمام أنور وجدى نفسه فى فيلم «أستاذ شرف» عام 1954، ولفتت هذه الفتاة الموهوبة بملامحها الهادئة وابتسامتها الجميلة أنظار المخرجين والمنتجين، لتشارك فى عشرات الأعمال الهامة، شاركت فريد الأطرش بطولة فيلم شاطئ الحب وشاركت عبدالحليم حافظ فيلم البنات والصيف حتى أن الأديب الكبير إحسان عبدالقدوس قال إنها أبدعت فى تجسيد شخصية فتحية الشغالة أكثر من إبداعه فى كتابة الشخصية، وأبهرت الجميع واستعرضت قدراتها الفنية الكبيرة حين قامت ببطولة فيلم الخرساء الذى حصدت به عددا من الجوائز وكانت أول فنانة تلقى الضوء على الفئات الخاصة ذوى الهمم من الصم والبكم والمكفوفين وأكثر فنانة جسدت هذه الأدوار الصعبة والمركبة، ففضلا عن تجسيد شخصية الخرساء فإنها جسدت دور مكفوفة فى 3 أفلام: «أغلى من عنيا 1955، وقنديل أم هاشم 1968 والعمياء 1969». 

 

 

 

فنانة الأدوار الصعبة

 

وشاركت سميرة أحمد فى روائع الأعمال التى حققت نجاحا كبيرا، ومنها فيلم خان الخليلى لنجيب محفوظ وشاركت إسماعيل ياسين أكثر من عمل ومنها إسماعيل فى الجيش وإسماعيل ياسين فى دمشق، كما تألقت وتنوعت أدوارها فى أفلام السيرك، أم العروسة، وصاحب الجلالة وقنديل أم هاشم وغيرها، وأبدعت وأبهرت الجمهور حين قامت ببطولة فيلم الشيماء الذى حقق نجاحا وجماهيرية كبيرة بين مختلف الأجيال تذيعه مختلف القنوات فى كل المناسبات الدينية، حرصت الفنانة الكبيرة على التدريب وعمل بروفات على الأغانى تجمعها بالمطربة الكبيرة سعاد محمد، حتى تتقن الدوبلاج وتحفظ الأغانى وتدرس المقامات الموسيقية، وقالت الفنانة الكبيرة عن هذا الفيلم: «فخورة به ولما بشوفه ببكى، وأعتبره من أحسن الأفلام الدينية اللى اتعملت، الأغانى اللى فيه لمطربة عظيمة هى سعاد محمد، وناس كتير كانوا فاكرين إنى أنا اللى غنيت، وفى كتير من اللقاءات كانوا بيطلبوا منى أغنى أغانى الفيلم».

 

استطاعت سميرة أحمد أن تؤدى أدوار الفتاة الرقيقة الأرستقراطية، وفى ذات الوقت تؤدى أدوار الخادمة والفتاة الفقيرة وابنة الطبقة المتوسطة، وفتاة السيرك والمكفوفة والخرساء والأدوار الدينية، وأن تطوع مواهبها وأدوارها مع كل مرحلة عمرية فانتقلت بسلاسة من أدوار الفتاة إلى أدوار الأم والمرأة الناضجة كما فعلت فى فيلم عالم عيال عيال، ومسلسلات غدا تتفتح الزهور، وأحلام فى البوابة، وضد التيار وامرأة من زمن الحب، وأميرة فى عابدين، وماما فى القسم.

 

 

الإنتاج والدراما التليفزيونية

 

استطاعت الفنانة الكبرى أن تثرى الدراما التليفزيونية وأن تقدم مسلسلات هامة كما أثرت السينما وحققت هذه المسلسلات نجاحات ونسب مشاهدة كبيرة فى كل مرة يعاد عرضها.

 

لم تكتف سميرة أحمد بدورها كفنانة وممثلة قديرة، ولكنها سارت على خطى عظيمات ورائدات الفن والسينما فشاركت فى إنتاج عدد من الأفلام والمسلسلات الهامة ومنها أفلام عالم عيال عيال والبحث عن سيد مرزوق والبرئ وامرأة مطلقة، وفى تصريح لزوجها المنتج الكبير صفوت غطاس أشار إلى أنها تحمست لفيلم البرئ وقرأت قبله السيناريو الذى كتبه الكاتب وحيد حامد.

 

 

كما شجعت سميرة أحمد عددا من المواهب وتبنتها فى بداية مشوارهم الفنى ومنهم الفنان كريم عبدالعزيز الذى تحمست له حين شاهدته فى فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة»، فتحدثت مع والدته ليشارك فى مسلسل امرأة من زمن الحب وكان وقتها فى الإسكندرية فاستدعته ليشاركها هذا المسلسل ويصبح إحدى علامات بداية مشوار النجم كريم عبدالعزيز ونقطة انطلاق فى طريقه للنجومية، وكذلك الفنانة ياسمين عبدالعزيز والتى شاركت فى نفس المسلسل وجذبت الأنظار بحضورها وخفة ظلها وموهبتها وكانت الإعلانات بوابتها للتمثيل، حيث قالت الفنان الكبيرة سميرة أحمد عن اختيارها لياسمين فى دور « هايدى»: «شفتها فى إعلان وعجبتنى واتصلت بيهم فجابولى بنت تانية اسمها ياسمين لكن مش هى، لحد ما جابوا ياسمين عبد العزيز، وكانت موهوبة وبتسمع الكلام جدا، وعاوزة تتعلم».

 

 

رفاق العمر

 

وفضلا عن مكانتها ودورها فى تاريخ الفن والسينما والدراما تمتعت سميرة أحمد بصداقة ومحبة كبار نجوم الفن الذين شاركوها العديد من الأعمال ومنهم الفنان الكبير سمير صبرى الذى كانت تتواصل معه يوميا حتى آخر يوم فى حياته ويلتقيان دائماً مع عدد من أصدقائهما فى نادى الجزيرة، وجمعتهما صداقة وعلاقة أخوة قوية، حتى أنه عندما قرر المركز الكاثوليكى تكريم اسم سمير صبرى بعد وفاته حرصت الفنانة الكبيرة على الحضور وعلى أن تتسلم هى الدرع بدلاً من صديقها الراحل الذى قالت عنه إنه أقرب أصدقائها.

 

كما جمعتها علاقة قوية وتاريخ فنى كبير مع الفنان الراحل الكبير يوسف شعبان ومسيرة طويلة بدأت مع فيلم أم العروسة فى الستينيات والذى جسدت فيه دور العروسة أحلام وجسد يوسف شعبان دور العريس جلال وبعده جمعتهما عدة أعمال فى مراحل مختلفة منها مسلسلات الحب الضائع، وأميرة فى عابدين، وأحلام فى البوابة، وامرأة من زمن الحب، وكانا يستعدان قبل رحيله لتقديم مسلسل بالحب هنعدى والذى كان مقررا طبقا للقصة أن يستكملا خلاله قصة جلال وأحلام بعد مرور 40 عاما على زواجهما، ويظهران فى أول مشاهد المسلسل، وهما يرتديان نفس بدلة وفستان الفرح اللذين ارتدياهما فى فيلم أم العروسة احتفالا بعيد زواجهما الأربعين، وتظهر بعض المشاهد من فيلم أم العروسة ويستعرض المسلسل التغيرات التى حدثت فى مصر خلال هذه الفترة، حيث إنه مسلسل وطنى اجتماعى وكان المفترض أن يجسد الفنان يوسف شعبان دور رئيس المحكمة الدستورية العليا، وكان المسلسل سيعرض مشاهد من اغتيال النائب العام هشام بركات، ولكن رحل الفنان الكبير يوسف شعبان قبل تحقيق حلمه بالعودة للتعاون مع صديقة عمره الفنانة الكبيرة سميرة أحمد بهذا العمل.

 

وما زالت الفنانة الكبيرة قادرة على العطاء والإبداع ينتظر الجمهور أن تطل عليه بإبداع جديد كما عودته طوال تاريخها الفنى الزاخر بالروائع والإبداعات، إبداعات صنعتها فنانة ورائدة من زمن الحب والإبداع والفن الجميل.

 

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع