رغم ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة فى محافظة الوادى الجديد، والتى تسجل 45 درجة فى الظل، إلا أن مزارعى النخيل فى شتى ربوع المحافظة يسابقون الزمن وسط أجواء من الفرحة والبهجة الممزوجة بالخوف والترقب من استمرار تلك الموجة العاتية من الطقس، ويقومون بتنفيذ أحد أصعب مراحل العناية بمحصول البلح وهى مرحلة التكييس أو التزميط ، حيث يقوم المزارع بتسلق النخلة وإزالة الأشواك فى محيط عراجين البلح وتغطية كل عرجون فى كيس بلاستيك لحمايته من الحشرات وعوامل الطقس والرياح والأتربة، ويلجأ المزارعون إلى عدة طرق فى تنفيذ تلك العملية التى تعتمد على المجهود البدنى الشاق، وذلك من خلال العمل فى أوقات مبكرة بعد صلاة الفجر وحتى الساعات الأولى من الظهيرة والعودة لاستكمال العمل فى الفترة المسائية.
وقال الدكتور يوسف دياب المتخصص فى أبحاث النخيل لـ "اليوم السابع" إن الممارسات الزراعية الجيدة فى مزارع النخيل هى المسؤول الأول للحصول على محصول وفير وبجودة عالية، ما يزيد من العائد الاقتصادى للنخلة، ومن أهم هذه الممارسات عملية تكييس العراجين أو تكميم العراجين ، وهى عبارة عن تغطية وتغليف العراجين بأكياس ذات خامات والوان مختلفة يتم اختيارها على حسب الصنف والظروف المناخية بالمنطقة مؤكداً على أن موعد إجراء تكييس العراجين عند بداية تلوين الثمار.
ولفت دياب إلى أهمية تكييس العراجين، حيث حماية الثمار من الاصابة بالحشرات،والقوارض والاتربة وبالتالى زيادة جودتها وتجانس نضج الثمار وتحسين جودة الثمار من حيث الحفاظ على نسبة الرطوبة بالثمرة فى بعض الأصناف النصف جافة، وتقليل الفقد فى الوزن والحفاظ على الثمار من التساقط وحماية الثمار المتساقطة وتسهيل جمع المحصول وتقليل تكاليف جمع الثمار والتحكم فى موعد جمع المحصول بما يتناسب مع سعر السوق.
وشدد دياب على بدء عملية التكييس فى المناطق التى تنتشر بها دودة ثمار الرومان، والاهتمام بمكافحة أكاروس الغبيرة الذى يصيب بعض أشجار النخيل، ويتم مقاومته فى الفترة الحالية قبل بدء مرحلة نضج البلح كما يفضل إضافة أسمدة بوتاسيوم للنخيل لضمان تغذية النخيل، والمساهمة فى عملية النضج والحفاظ على حجم الثمرة المناسب مؤكداً على أن شكائر التكييس متوفرة فى مصانع البلح بالمحافظة سواء التابعة للقطاع الحكومى أو القطاع الخاص، ويحصل عليها أصحاب مزارع النخيل لتكييس عراجين البلح وتستخدم الشكائر لعدة أعوام ولها مواصفات خاصة تتناسب مع عراجين البلح.
وأكد دياب أنه فى اطار سعى مشروع الادارة المستدامة للنظم الأيكولوجية الزراعية بالوادى الجديد والذى تنفذه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا لتسجيل تمور الوادى كمؤشر جغرافى لتمييز منتجات المحافظة من التمور، بهدف خلق وتسجيل علامة جماعية للتمور كهوية لمنتجات الوادى من التمور، ويتم وضع العلامة على المنتجات التى تتوافر فيها الشروط التى سيتم الاتفاق عليها لاحقا كما يسمح بأى منتج أو مستثمر يستوفى الشروط أن يضع العلامة الجماعية على منتجاته
وأوضح دياب أن الغرض من النشاط هو خلق هوية بصرية لتمور الوادى وتسجيل التمور كمؤشر جغرافى لحفظ حقوق ملكية المحافظة للانواع المنتجة فيها ، والتعرف على المؤشرات الجغرافية والعلامات الجماعية واهميتها وكيفية تسجيلها وعرض الامثلة لها حول العالم.
مزارعو الوادى الجديد يسابقون الزمن لتكييس عراجين البلح (1)
مزارعو الوادى الجديد يسابقون الزمن لتكييس عراجين البلح (2)
مزارعو الوادى الجديد يسابقون الزمن لتكييس عراجين البلح (1)
مزارعو الوادى الجديد يسابقون الزمن لتكييس عراجين البلح (2)
مزارعو الوادى الجديد يسابقون الزمن لتكييس عراجين البلح (3)
مزارعو الوادى الجديد يسابقون الزمن لتكييس عراجين البلح (4)
مزارعو الوادى الجديد يسابقون الزمن لتكييس عراجين البلح (5)
مزارعو الوادى الجديد يسابقون الزمن لتكييس عراجين البلح (6)
مزارعو الوادى الجديد يسابقون الزمن لتكييس عراجين البلح (7)
مزارعو الوادى الجديد يسابقون الزمن لتكييس عراجين البلح (8)
مزارعو الوادى الجديد يسابقون الزمن لتكييس عراجين البلح (9)
مزارعو الوادى الجديد يسابقون الزمن لتكييس عراجين البلح (10)
مزارعو الوادى الجديد يسابقون الزمن لتكييس عراجين البلح (11)
مزارعو الوادى الجديد يسابقون الزمن لتكييس عراجين البلح (12)
هذا الخبر منقول من اليوم السابع