قصة أضخم مشروع لحفائر الحمامات اليونانية الرومانية أمام معابد الكرنك.. ظهرت عام 2007 وتم البدء بأكبر مشروع كشف وترميم دام 14 سنة.. مسئول الحفائر: شارك بالحفائر 11 مفتش و8 أثريين و40 عامل حتى الآن.. صور

مشروع قومى يتم العمل به لأكثر من 14 موسم أثرى، هو حفائر الحمامات اليونانية والرومانية أمام واجهة معابد الكرنك بوسط مدينة الأقصر، والتى تم اكتشاف أولى الحمامات بها فى عام 2007، وانطلقت الحفائر داخله لمدة تزيد عن 14 موسم أثرى بمشاركة 11 مفتش آثار، و8 أثريين وأكثر من 40 عامل بالكرنك، ولا تزال تستمر مواسم العمل فى الكشف عن تلك الحمامات ليتم افتتاحها خلال الفترة المقبلة أمام الجمهور للزيارة بعد نهاية الحفائر داخلها.

وفى هذا الصدد يقول صلاح الماسخ مدير بمعابد الكرنك، والمسئول عن حفائر الحمامات اليونانية الرومانية أمام معابد الكرنك، أن المشروع يعتبر من أهم مشروعات الحفائر التى استمرت أكثر من 14 سنة على التوالى، حيث تم الكشف عنها فى عام 2007 وتم البدء فى أكبر مشروع قومى لإكتشاف بقية الحمامات وترميمها لتظهر بشكل لائق بالحضارة القديمة أمام السياح من ضيوف الكرنك.

ويضيف صلاح الماسخ مسئول الحفائر بالحمامات، والذى حصد جائزة أفضل أثرى بمصر فى عيد الأثريين فى يناير 2020م من وزارة السياحة والآثار لمجهوداته الكبيرة فى ذلك المشروع الضخم، ومشروع ترميم الكباش داخل الصالة الأولى بالكرنك، إنه من أهم نتائج مشروع حفائر الحمامات اليونانية والرومانية أمام معابد الكرنك على مدار 14 سنة، الكشف عن 3 حمامات ترجع إلى فترة العصر البطلمى وعدد 2 حمام آخرين يرجعان إلى فترة العصر الرومانى.

وأوضح مسئول حفائر الحمامات اليونانية الرومانية أمام الكرنك، أن الحمام العام البطلمى الأول جاء عبارة عن عدد 2 دائريتين للمقاعد فى كل دائرة تحتوى على 16 مقعد فردى للإستحمام، بالإضافة إلى 12 غرف آخرين وكذلك يحتوى الحمام على فرن لتسخين المياه وإمداد غرف الحمام بالمياه الساخنة عبر شبكة هندسية فريدة من القنوات الفخارية أسفل الأرضيات وبداخل الحوائط، كما تحتوى الأرضيات على 4 غرف على زخارف الفسيفساء الجميلة، حيث يوجد أجملها فى الدائرتين وخاصة الدائرة الشمالية والتى تمثل زخارفها أشكال حيوانات مختلفة، وهى عبارة عن عدد 2 سمكتين من البلطى النيلى وعدد 2 دولفين يسبحوا حول زهرة اللوتس فى منتصف الأرضية، وزخارف مداخل ومخارج الدائرتين شكلت على هيئة أسماك الدولفين وسمكة قرش واحدة.

وعن فكرة الحمامات فى العصور القديمة، أكد صلاح الماسخ مسئول الحفائر بالمشروع، إنه توجد علاقة كبيرة فى كافة العصور القديمة من مصرية قديمة ويونانية ورومانية وغيرها، بين الإغتسال والتطهر حيث قرر الرومانيون عمل تلك الحمامات خلال تواجدهم بمصر، وبعدهم اليونانيون أدخلوا تطورات فى الحمامات عبر توفير غرف بخار ساخنة كالساونا الحالية، بجانب وضع أفران وجدران مجوفة توجد بها مكتبات ومطعم لكل حمام لتوفير كل مستلزمات من يستخدمه، موضحاً أنه من أبرز الإكتشافات داخل الحفائر بالمشروع إنه بلغت مساحة أكبر حمام من الشمال إلى الجنوب 65 مترا، وعرضه 49 مترا، والذى اكتشف فى نهاية موسم 2013، فيما تم اكتشاف الحمام الأول عام 2009، والثانى والثالث والرابع فى 2013، كما تم العثور على 2000 عملة رومانية، و800 مسرجة ولمبة زيت، وأكثر من 3000 عملة بطلمية والكثير من التماثيل التراكوتات، والتى ترجع للعصر اليونانى الرومانى، والتى يجرى عليها دراسة على المخازن، كما تم العثور على 9 طبقات أثرية بعمق 5 متر والتى ترجع إلى 9 فترات زمنية مختلفة، والتى جائت من الأقدم للأحدث كما يلى: ((العصر الحديث والمتمثل فى المنازل الإسلامية، وضمت مسارج وشوباك مملوكى وهى عبارة عن البايب - يليها طبقات من العصر القبطى وتم العثور فيها على فخار منقوش به صليب – وبعدها البيزنطى - يليها الحضارة الرومانية وتضم طبقتين مختلفتين الأولى بالعصر البطلمى بواقع 60 سم، ترجع إلى فترة القرن الثانى قبل الميلاد، والطبقة الثانية طبق الثالث)).

وفى تلك الحمامات اليونانية والرومانية بالكرنك، تم تأريخ هذا الحمام بمعرفة الدكتور محمد نجيب رضا- حيث يرجع تأريخه إلى العصر الهلينستى –القرن الثالث قبل الميلاد، حيث أن الحمام العام الرومانى يقع على يسار الداخل إلى معابد الكرنك شمالا ويقع إلى الشمال من الحمام العام البطلمى الأول- وهو واحد من أكبر الحمامات العامة الرومانية المكتشفة فى صعيد مصر حتى الآن حيث يحتوى على أكثر من 62 حجرة – وتتدرج حجراته من البارد إلى الدافئ إلى الساخن ومن ثم إلى السونا، كما يشتمل على عدد 3 أفران لتسخين المياه والحجرات الداخلية فى القطاع الحراري- وأيضا يحتوى على صهريج ضخم لتخزين المياه به- كما يحتوى على عدد 4 Latrines مراحيض، ويرجع تأريخه إلى فترة القرن الثانى الميلادى، أما الحمام البطلمى الخاص فيقع إلى الشمال من الحمام العام البطلمى الأول بحوالى 29 مترا – يتكون عدد من الحجرات –الحجرة الوسطى تحتوى على عدد 2 من المقاعد بأحجام ضخمة وهو مخصص للاستحمام لخاصة المجتمع أمام معابد الكرنك، وتأريخه يرجع إلى فترة العصر الهلنستى.