بوابة صوت بلادى بأمريكا

حكايات من الواحات.. طريق الخارجة الداخلة أنشأه إنسان ما قبل التاريخ واشتهر باسم درب الغبارى.. آثاره خلدتها مخربشات وتحكى معالم السير على هذا الطريق.. وأبرز معالمه صخرة الجبل الرابض وحضارة الشيخ مفتاح.. صور

طريق الخارجة الداخلة هو أحد أهم طرق محافظة الوادي الجديد والذي كان يعرف باسم درب الغباري وهو من أقدم دروب واحات الصحراء الغربية وسلكه إنسان ما قبل التاريخ وترك بصماته عليه حتى اليوم  وهو يربط ثلاثة مراكز هي الخارجة وبلاط والداخلة،  وتم رصفه بالكامل منذ إنشاء المحافظة فى الستينات وهو الطريق الرئيسي الذي يربط بين واحة الخارجة وواحة الداخلة ويستغرق السفر عليه بالسيارة ساعتين تقريباً.

ويعتبر درب الغباري من ضمن ثلاثة دروب شهيرة استخدمها قديما أهالي الواحات في الترحال والسفر والتجارة والحرب مثل درب الأربعين ودرب عين أمور وعثر على كثير من المقتنيات الأثرية لعصور ما قبل الأسرات وبعض النقوش من الدولة القديمة بطريق درب الغباري، كما توجد بعض الصخور من الحجر الرملى على طريق درب الغباري تأخذ أشكالًا متعددة على شكل الجمل الرابض عليها وبعض المخربشات لإنسان ما قبل التاريخ عليها رسومات قديمة لبعض الأشكال الحيوانية والحشرات ومنها العنكبوت.

وتتشعب عدة دروب فرعية أخرى من درب الغبارى منها لمحافظة أسيوط ومنها للسودان ومنها لليبيا وذلك نظرا لأهميته التاريخية والإستراتيجية الكبيرة، حيث ساهم هذا الدرب في تبادل الثقافات بين الواحات ودول المغرب العربي قديما وكانت تمر منه قوافل الحجاج لبيت الله الحرام، كما سلكه الغزاة القادمين من شمال أفريقيا والذي هاجموا الواحات منذ عدة قرون، وفي العصر الحديث جرى تنفيذ عدة مشروعات عملاقة مقامة على طريق درب الغباري مثل مشروع منجم فوسفات أبو طرطور وإحدى مراحل مشروع المليون ونصف فدان كما توجد عدة آبار رومانية قديمة موجودة على الطريق حتى الآن.

وأشهر معالم درب الغبارى أو طريق الداخلة الخارجة هى صخرة الجبل الرابض على طريق الداخلة الخارجة منطقة مهمة يقصدها سياح السفارى لمشاهدة التكوينات الصخرية الطبيعية على هيئة حيوانات أبرزها تكوين الجمل الرابض والمئات من الرسوم والمخربشات لإنسان ما قبل التاريخ التى تروى صفحات من تاريخه ونمط حياته واعتماده على الرعى وجمع الثمار والصيد حيث كانت البيئة التى يعيش فيها بيئة بحرية وفيها المروج والمياه والأشجار، حيث تقع الصخرة بارتفاع يصل الي حوالي 12 متر على جانب طريق الخارجة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد وبعمق 1000 متر من الطريق ، على هيئة جمل رابض بالقرب من المزارع والحقول الخاصة بالاهالي والتي تكونت بفعل الطبيعة منذ ملايين السنين واصبحت مزارا هامًا لهواة السفاري والتخييم ومحترفي التصوير، حيث قررت هيئة تنشيط السياحة بالوادي الجديد  ادراج موقع الصخرة ضمن المزارات السياحية بالمحافظة، وتم وضعها على الخريطة السياحية بالمحافظة كرمز أصيل لمعالم الواحات واضافة لمجسمات الصخور الرسوبية المنتشرة في منطقة الصحراء البيضاء بالفرافرة.

وجرى الكشف في الآونة الأخيرة عن نقوش صخرية في أحد مواقع الواحات وتحديداً في الشمال الشرقي من الواحات الداخلة في النقطة الواقعة بين واحات الداخلة والخارجة، و تبين أنها مخربشات لعناكب رسمت بطريقة بدائية بسيطة، وكان لهذا الكشف أهميته في ضرورة إلقاء الضوء على العنكبوت لمعرفة ما إذا كان له أي دور أو دلاله رمزية في الحضارة المصرية القديمة، ولمعرفة أسباب تواجده ضمن النقوش الصخرية المكتشفة بالواحة الخارجة دون سواها، حيث كان المصري القديم يراقب ما يحيط به في البيئة من مخلوقات، ويلفت انتباهه سلوك بعض الكائنات أو الحشرات التي رافقته من بينها العنكبوت، فربط بين هذا السلوك وبين صفات بعينها ، حيث رافقت العناكب مسيرة حياة المصري القديم كغيرها من المخلوقات الأخرى، فربطها بربات النسيج ومنها الالهه "نيت"، ثم ربطها الإغريق بعد ذلك بالربة "أثينا" ربة النسيج لديهم وما زالت مخربشات تلك الحشراتخ موجودة على جانب طريق الداخلة الخارجة أو درب الغبارى حتى اليوم.


طريق الخارجة الداخلة أنشأه إنسان ما قبل التاريخ (1)

 


طريق الخارجة الداخلة أنشأه إنسان ما قبل التاريخ (2)

 


طريق الخارجة الداخلة أنشأه إنسان ما قبل التاريخ (3)

 


طريق الخارجة الداخلة أنشأه إنسان ما قبل التاريخ (4)

 


طريق الخارجة الداخلة أنشأه إنسان ما قبل التاريخ (5)

 


طريق الخارجة الداخلة أنشأه إنسان ما قبل التاريخ (6)

 


طريق الخارجة الداخلة أنشأه إنسان ما قبل التاريخ (7)

 


طريق الخارجة الداخلة أنشأه إنسان ما قبل التاريخ (8)

 


طريق الخارجة الداخلة أنشأه إنسان ما قبل التاريخ (9)

 


تشكيلات على الصخور الرملية بطريق الداخلة الخارجة

 


مخربشات بالطريقة المسمارية بطريق الداخلة

 


مخربشات لرسم الابقار بمنطقة الشيخ مفتاح

 


مخربشات ورسوم لاسرة فى منطقة الشيخ مفتاح

 

 

 

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع