رغم صعوبتها وقسوتها على كل أجزاء الجسم والأثر الذى تتركه لصاحبها، إلا أن الحرف اليدوية مازالت تتحدى المصانع الكبرى، ومازالت متميزة ولها زبائنها، وهى الفن الذى حول الصعب إلى الممكن مثل صناعة الفحم الأسود باستخدام المكامير، وهو عبارة عن فتحة فى الأرض على عمق معين توضع بها الأشجار بعد تقطيعها وتجهيزها بطريقة معينة ويتم إشعال النيران بها.
وتعد مهنة صناعة الفحم من أخشاب الأشجار ميراث الأباء والأجداد وتشتهر بها قرية الروضة التابعة لمركز ملوى جنوب المنيا، حيث هى أكثر القرى صناعة للفحم اليديوى وبالطريقة البدائية عن طريق الكمير للأخشاب وأشعال النيران بها ورغم صعوبة وخطورة الصنعة، إلا أنها مازالت لها أصحابها الذين يحبونها ويعملون بها وهى تبدأ من قطع الأخشاب من الأشجار.
وقال مصطفى جمعه أحد العاملين بمهنة صناعة الفحم، إن صناعة الفحم ميراث عن الأباء والأجداء وهى مهنة شاقة جدا وتحتاج إلى جهد كبير وكذلك صبر أيضا، من أجل أستخراج فحم جيد من حرق الشجر، خاصة أن استخراج الفحم يأخذ وقت طويل يقارب العامين، حيث تبدأ صناعة الفخم بقطع الأخشاب من الأشجار ثم تترك أسفل اشعة الشمس لمدة تقارب العام والنصف من أجل أن يكون الخشب جاهزا من أجل التكمير والتحول إلى الفحم.
وأضاف قائلا: بعد عملية تجفيف الخشب يتم عمل حفر فى الأرض بعمق مترين ثم يوضع فيها الأخشاب ، وتشعل النيران بها ، وبعد ذلك يتم طمس الأخشاب أو ما يطلق عليها الكمير وترك فتحة أو أكثر حول الحفرة.
واستطرد مصطفى جمعه صانع الفحم قائلا: بعد إغلاق الكمير وعمل فتحات التهوية يترك لمدة لا تتجاوز 45يوما بل من الممكن أن تقل مدة الكمير لكن لا تزيد عن 45يوما، وذلك من أجل نضج الأخشاب وعمل فحم مميز يستطيع مواجهة السوق، وعلى الرغم من خطورة هذه المكامير على الصحة لكن نحمد الله كثيرا أن نسبة التلوث لا تذكر.
وقال صانع الفحم: الحمد لله أن صناعة الفحم مازالت متماسكة رغم أن العاملين بها عدد قليل فى المنيا، إلا أن صنعتهم مميزه ويصل طن الفحم إلى 10 آلاف جنيه، لكن الصعوبة فى عدم وجود متدربين حتى يتعلموا الصنعة ويحافظوا عليها من الاندثار، خاصة أن إنشاء تلك المكامير لابد له من شروط أهما أن يكون بعيدا عن الكتله السكنية بحوالى 400إلى 500متر.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع