بوابة صوت بلادى بأمريكا

عادل السنهورى يكتب "سلاطين الفن الشعبى فى مصر".. فاطمة سرحان الملكة التى نافست بالموال والمديح والتراث كبار المطربين والمطربات.. اكتشفها الحجاوى وأصبحت نجمة فرقة الفلاحين وأنغام و«أفراح القبة» أعادها للأضواء

ـ فى 1972 قرر وزير الإعلام إلغاء الفرقة بشكل مفاجئ فابتعدت عن الغناء وتربية ابنتها الدكتورة سوزان عطية.. وشاركت فى 4 أفلام سينمائية ولحن لها بليغ حمدى 5 أغان فى ««أفواه وأرانب»»

ـ فى أحد مساءات شهر مايو من عام 2018 تصعد المطربة الشعبية فاطمة سرحان الى خشبة المسرح بإمارة الشارقة لتحصل على الجائزة الدولية للتراث الثقافى فى دورتها الثانية من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كادت الدموع أن تنهمر من عينى تلك السيدة الجميلة التى ملأت أسماعنا ووجداننا بأغان ومواويل التراث الشعبى فى الأفراح الشعبية والموالد ورددنا وراءها:على ورق الفل دلعنى، ولا والنبى ياعبدو، يا قلب ليه اللى باعك تشتريه غالى.

 

ـ تبكى فاطمة سرحان التى استعادت شريط ذكريات مفعم بالعز والمجد فى الستينيات والسبعينيات وشهرة وصيت يملأ آفاق الجمهورية من أسوان الى الإسكندرية، وهذا التكريم يأتى بعد سنوات من المعاناة والحصار وانحسار الأضواء عنها «بفعل فاعل» ولكنه قد جاء حتى ولو فى آخر العمر، أطال الله فى عمر كوكب الفن الشعبى.

 

ـ فى الستينيات.. من فرح إلى فرح ومن مولد إلى مولد ومن مناسبة إلى أخرى تقطع فاطمة سرحان مسافات ومسافات حاملة قصصها الشعبية ومواويلها وقصائدها الصوفية عبر صوت ذهبى رنان مسكون بأفراح وأحزان البسطاء.

 

ـ كانت الشوارع فى محافظات مصر تخلو من المارة أثناء إذاعة مسلسلها الأول الذى كتبه زكريا الحجاوى وأخرجه نور الدمرداش عام ١٩٦٤ «خيال المآتة» الذى يبقى هو الأهم.. كما قالت فى أحد حواراتها...تطوى السنوات أوراقها وترتضى فاطمة سرحان بقدرها وبالمقسوم لها وتعتزل الغناء رغبة أو إجبارا وتكتفى بشؤون أسرتها فى منزلها بالسيدة زينب منذ عام ٢٠٠٠.

 

ـ لكن الحنين دائما كان يشدها إلى العودة ولو بوميض الذكريات، وبصوت ما زال رغم الكبر يحتفظ ببعض بريقه ورنينه فعادت من جديد تلبى دعوات محبيها من أبناء الجيل الجديد.. أنغام وسيمون وأحمد سعد.. وأعضاء فرقة النيل الذين تقوم بتدريبهم عسى أن يخرج من بينهم «حجاوى» جديد.

 

ـ قبل سنوات وفى شهر رمضان يونيو 2016 اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى حول صاحبة الصوت التى تغنى فى الحلقة الأولى وحلقات أخرى من مسلسل «أفراح القبة» المأخوذ عن رواية الأديب العالمى نجيب محفوظ، فالمسلسل كان يحمل فى طياته مباراة تمثيلية مبهرة بين أبطاله، هذا إلى جانب إعادته لأغانى التراث المصرى الأصيل إلى آذان الجمهور من خلال صوت وحنجرة المطربة الشعبية فاطمة سرحان، بعد أن أصبحت حالة فنية كادت أن تكون معدومة، ولا يعرفها الجيل الجديد أو الأجيال التى ولدت بعد سنوات السبعينيات.

 

ـ منذ ظهور فاطمة سرحان بصوتها الموهوب المصرى الأصيل فى المسلسل وقد تحولت إلى حالة فنية يسأل عنها الناس، وخاصة من الأجيال الجديدة، خصوصا أن كثيرا لم يكن يعرفها لتجاهل الإعلام لها، مما جعل الجيل الجديد يجهلها وحتى من كان يعرفها فقد نساها فى زحمة الحياة والتغيرات.

جاء مسلسل «أفراح القبة» لينقذ السلطانة من غياهب النسيان فتبدع بصوتها الأصيل على أداء منى زكى ورانيا يوسف وصبا مبارك وإياد نصار وغيرهم من أبطال أفراح القبة.

 

ـ وعلى مدار الحلقات الأخيرة غنت فاطمة سرحان موال «غار عليك» بلونها الشعبى، فأضفى على المسلسل ستائر من «النوستالجيا» أو الحنين الى الماضى، سحرت فاطمة سرحان الجمهور بصوتها القوى ونوعية إلقائها المختلفة منذ الحلقات الأولى من مسلسل «أفراح القبة»، وازدادت شهرتها يوما بعد يوم، خاصة بعد أغنية «حبك شمعة وقلبى فانوس وبتلعب بيه.. وحوى يا وحوى ياما هواك غرمنى فلوس.. وحوى يا وحوى»، التى رقصت عليها منى زكى ورانيا يوسف فى المسلسل، والتى سبق أن غناها الفنان المونولوجست الشهير الراحل محمود شكوكو ، أحس المشاهد من خلال غنائها أنها تعود به إلى زمن الطرب الشعبى المصرى الأصيل.

 

ـ الدهشة الأخرى والسابقة لأفراح القبة للأجيال الجديدة عندما فاجأت الفنانة الجميلة أنغام عشاقها ومستمعيها بلحن مختلف لأغنية شعبية مختلفة مبهرة هى أغنية «الوحدانية» عام 1999 ولكن بصياغة لحنية معاصرة، الأغنية من كلمات عصام عبدالله الذى مزج فيها اللهجة البدوية بالصعيدية، ويتجلى وسط الأغنية ذلك الصوت الشعبى البديع الساحر الذى يفوح منه رائحة الزرع الندى فى غيطان دلتا مصر.. صوت فاطمة سرحان.. أنغام تغنى: «قالى يا أم رشراش حرير شكناله أحمر.. والشعر خيلى.. سواده ليلى طويل مضفر.. والقصة حاردة على حواجب م اللى تسحر..» ثم يمهد صوت المزمار لصوت فاطمة «خيلانة حردتك فوق رأسك.. يا عيوقية».... ما هذه الروعة.

 

 

 

نعود إلى البدايات.. هناك مصادر تشير الى أن فاطمة سرحان من مواليد مركز بسيون بمحافظة الغربية عام 1928، إلا أن الشاعر والباحث والكاتب الصحفى محمدالعسيرى فى كتابه «نهاوند» يقول: لا يوجد تاريخ محدد للسنة التى ولدت فيها فاطمة سرحان.. لكن الجميع يؤكد أنها من مواليد مركز بسيون فى محافظة الغربية.. وأنها عاشت فى رعاية خالها بعد وفاة والديها.. طفلة مصرية عادية تلعب فى شوارع القرية وتخطفها شاشة بيضاء كان يضعها رجل من قريتها أمام دكانه ويعرض أفلام ليلى مراد.. روحها سلبت منها أمام ذلك الصوت الساحر الذى يخرج من «الراوى» ومن تلك الشاشة.. فحلمت أنها «مطربة».. وعرف الخال فضيق عليها فى الخروج والدخول ولم يكن هناك من سبيل سوى الزواج.. وكانت الطامة أن من تقدم لها يطلب يدها مطرب شعبى اسمه عطية السفرتى- اسمه بالكامل عطية إسماعيل السفرتى واحد من أهم المطربين الشعبيين فى بسيون- يعمل فى فرقة شعبية مع إخوته الذين يجيدون ذلك اللون الذى عرفته موالد الدلتا.. وكان من الطبيعى أن يرفض الخال.. لكن الفتاة تصر.. فيقبل بعد محايلات ووساطات بشروط أهمها ألا يحضر الزوج وفرقته للغناء فى القرية تحت أى ظرف.. والتزم الرجل الذى صارت فاطمة زوجته وإحدى عضوات «الكورس» فى فرقته عند هذا الحد.. اكتفت فاطمة بممارسة حلمها.. وأنجبت طفلتها التى أصبحت فيما بعد المطربة الشهيرة «سوزان عطية» وإلى جوارها شبت أخت من زوجة سابقة للأب.. ولم يكن فى ذهن فاطمة «أم البنتين» بالميراث والتبنى أى فكرة عن القاهرة والشهرة.. والمسارح الكبيرة.. ولم تكن قد سمعت عن زكريا الحجاوى.. ولا فرقة الفلاحين التى أنشأتها الثورة.. ثورة يوليو.. لم تكن تعرف سوى أنها تغنى.. وأن صاحباتها فى فرقة «سيد رمضان» على موعد مع الحظ ومع الرجل الذى ظنته القرية عندما ذهب ليستمع إلى أفراح الفرقة من الشرطة.. أو «الحكومة» مثلما صرخ الأطفال فى الشارع.. يومها قرر الحجاوى الذى كان بصحبة زوجته خضرة محمد خضر اصطحاب فرقة «سيد رمضان» إلى القلعة.. إلى مسرح المقطم الذى كانت تتجمع فيه اكتشافاته التى جاء بها من كل ربوع مصر ليضع بذرة أولى الفرق الشعبية المصرية، يومها كانت فاطمة مجرد ضيفة.. لفتت نظره فسأل «مين دى؟».. فأخبروه بأنها ضيفة وأنها تحب الغناء.. فقال «هاتوها معاكم».. لم يسمعها يومها.. سمعها حينما جاءت معهم للقاهرة ليكتشف أنها «ريكوردر» يحفظ كل ما يتلقاه من غناء.. بعضه كان من تأليفه وتلحينه.. «ناعسة وأيوب».. وكان أن أوجد لها مكانها الذى يستحقه ذلك الصوت الصفى، فصدحت تغنى من «مسرح إلى آخر» ومن حفلة إلى أخرى.. من الإذاعة فى الشريفين.. إلى مبنى ماسبيرو.. ومنه إلى كل الوطن العربى.. تغنى لمصر:

صدق اللى قال يا طيبة إنك هبة النيل

ولولاكى يا حبيبة ما غنت الأراغيل

قصدى البداية من هنا والأصل والتأصيل

أهل الحضارة هنا وأفعل التفضيل

زمنها كان هو زمن التوهج والابداع فى كل اتجاه أتاح لها ولأمثالها ولغيرها مساحة وآفاق غير محدودة لإطلاق موهبتهم الفطرية والتعبير عما بداخلهم وبداخل من عاشوا معهم من أمال وآلام وأحلام وأوجاع وأحزان وأفراح.

 

تميزت فاطمة سرحان بقدرات غير محدودة وموهبة جامحة سمحت لها باستيعاب معان وكلمات ومؤلفات زكريا الحجاوى المركبة والعميقة وأن تعيد غناء أشهر ما غناه الفنان العراقى الكبير الراحل ناظم الغزالى وباللغة العربية الفصحى.. «قل للمليحة فى الخمار الأسود.. ماذا فعلت بناسك متعبد.. قد كان شمر للصلاة ثيابه.. لما وقفت له بباب المسجد.. ردى عليه صلاته وصيامه.. لا تقتليه بحق دين محمد».

 

ويضيف العسيرى: هذه القدرات غير المحدودة لفاطمة سرحان.. وتميزها فى غناء نوع من الموال.. لم يجدوا له تصنيفا فنسبوه إلى قريتها وصار اسمه «الموال البسيونى».. وتلك الفرحة التى تتسلل عبر ذلك الصوت الواثق سمحت لها أيضا بأن تكون «سيدة الأفراح الأولى فى وقتها» وأن يكون لها فيما بعد سرادق باسمها فى منطقة الحسين التى انتقلت للسكن بالقرب منه فى منطقة الرويعى ولم تغادرها إلا إلى منطقة أقرب إلى آل البيت الذين تخصصت فى مدحهم وما زالت تعيش هناك فى السيدة زينب.. تلك الطريقة البلدية فى الغناء.. وذلك الموال الخاص.. الذى سبق أغنيتها التى جاءت بها من هناك أيضا «على ورق الفل دلعنى».

 

شاشة السينما التى كانت سببا فى محبة فاطمة سرحان للغناء لم تبهرها وهى مطربة معروفة.. وإن لم ترفض المشاركة فيما عرض عليها.. فقدمت «الجوازة لازم تتم» عام 88.. «احذروا هذه المرأة» 91.. وفيلم «حد السيف» عام 86 الذى أنتجته الراقصة نجوى فؤاد التى فهمت خصوصية غناء فاطمة فاستعانت بها فى رقصة خاصة اسمها الحجالة.. وذهبت معها إلى عدد كبير من الولايات الأمريكية على مدار ثمانى سنوات متواصلة، وهذا ما حاولت الراقصة دينا تكراره أيضا، وشاركت فى فيلم «أنا الدكتور» عام ١٩٦٨.

 

سريعا ومثل حلم ليلة صيف جميلة يمضى زمن الخمسينيات والستينيات وتنطفئ قناديله ومباهجه ويأتى زمن آخر خفق له القلب جزعا وخوفا وينحسر الزخم ويقرر زمن السبعينيات بجرة قلم من وزير إعلامه الدكتور عبدالقادر حاتم فى عام 1972 حل فرقة الفلاحين بشكل مفاجئ يرحل على أثره الراعى والأب الروحى والمؤسس زكريا الحجاوى إلى قطر وينفرط عقد الفرقة.. ويذهب كل فرد فى تلك الفرقة فى طريق وتتقطع بهم السبل وهو الأمر الذى أدركته فاطمة سرحان التى صارت بعد اعتزالها عضوة فى لجنة التراث بالمجلس الأعلى للثقافة.. وقالت فى حوار تليفزيونى بقناة النيل الثقافية: «التجربة انتهت برحيل الحجاوى».

 

قلمك يا زمان على الخدين واجعنى..

كسر لى سنى وضرس العقل واجعنى..

خايف أقول آه.. كلام الناس يواجعنى..

وليه أنت يا زمن بدون أسباب ذلتنى..

وقلعت شجرة.. كانت نافعة وظلتنى..

اعمل ما بدالك.. وأنا قبالك.. وذلتنى..

حتى إن كوتنى.. ما أقولش الكى واجعنى.

 

ورغم تعدد الدراسات الشعبية التى تعرضت لتجربة فرقة الفلاحين.. وللغناء الشعبى فى مصر.. والموال بأنواعه إلا أنه قل أن تجد دراسة متكاملة لذلك النوع الذى تخصصت فاطمة سرحان فى غنائه باستثناء مقالات متفرقة فى بعض المطبوعات والمنتديات الإلكترونية، ومنها ما كتبه الشاعر الباحث مسعود شومان الذى وصفها بشجرة التوت «التى لا تضن على عابر بثمارها.. فيها من خد الجميل.. ومن الأبيض الذى إن تذوقت عسله ستدوخ.. وعلى فروعها العالية تسكن ثمار الموال والمربعات والأغانى الفرحة».

 

يقول مسعود شومان «إن فاطمة سرحان أثبتت قدرتها على استعادة مربعات ابن عروس».

كيد النسا يشبه الكى

من مكرهم عدت هارب

يتخرموا بالحنش حى

ويعصبوا بالعقارب.

هذه المربعات وجدت طريقها الآن إلى حناجر فرق صغيرة سمت نفسها «مستقلة» أعادت تقديم هذا اللون دون معرفة حقيقية بأصوله.. ودون وجود «قائد» يعرف الهدف من استدعاء التراث أو إعادة توظيفه.. وهذا ما كان يعرفه الحجاوى جيدا.. وهو الأمر ذاته الذى حاوله عبدالرحمن الشافعى الذى اقتربت منه فاطمة سرحان فى تجربة مسرح السامر.. لكن التجربة لم تلاق نفس النجاح السابق.. وإن ظلت تجلياتها جزءا لا يمكن تجاهله من المحاولات الحقيقية والجادة لإحياء التراث الشعبى المصرى.

 

ويتبقى أن هناك إجماعا واتفاقا من باحثى التراث الشعبى على أن فاطمة سرحان هى ملكة البلدى بلا منازع‏، فقد أجادت فى جميع أشكال الغناء الشعبى،‏ موالا وأغنية ومديحا نبويا صرفا وكانت من أصغر المداحات اللاتى أقيم لهن سرادق خاص باسمها فى الحسين‏،‏ فى خمسينيات وستينيات القرن العشرين‏، ‏فهى معجونة بماء الموالد.

 

وقد لحن لها المبدع بليغ حمدى 5 أغنيات فى مسلسل «أفواه وأرانب» عام 78 من كلمات الشاعر عبدالوهاب محمد منها، «المكتوب مكتوب، الفجر فين يا ليل، يا بشاير الخير بدرى، يا شمس يا شموسة يا ضحكة العروسة».

 

تم تكريمها من الهيئة العامة لقصور الثقافة ومنحها درع الهيئة تكريما لدورها فى توثيق التراث الشعبى فى 10 مايو 2015، قام المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية بإصدار كتيب عنها وإنتاج فيلم تسجيلى عن تاريخها الفنى.

 

من أجمل ما فى حياة فاطمة سرحان، إلى جانب إبداعها وغنائها- أنها رغم كل ما واجهته فى حياتها وتنقلاتها فى معيشتها بين أحياء القاهرة من العتبة الى السيدة زينب والمطرية، استطاعت تربية ابنتها الفنانة سوزان عطية فأحسنت التربية.

 

تقول المطربة الدكتورة سوزان عطية- فى حوارات سابقة لها- عن تلك الفترة فى طفولتها بصحبة والدتها‏:‏ كنا نعيش حياة أسرية محافظة ومحتشمة‏، والدى هو عطية إسماعيل كان مطربا شعبيا‏، وكذلك كانت عماتى جميعهن من المطربات الشعبيات‏، اللاتى كن يؤدين الأغانى والمدائح النبوية والسير الشعبية‏، بالإضافة إلى والدتى فاطمة سرحان‏..‏ أى أننى ولدت فى بيت الموسيقى والفن والطرب بأوسع معانيه‏.‏. وكنا نجوب القرى والنجوع للغناء فى الموالد ونعيش حياة بسيطة للغاية، وننام أحيانا فى خيام ننصبها، معرضين للحر والبرد، لكنها فترة كفاح صقلتنى وأفادتنى كثيرا فى حياتى.

 

وأضافت سوزان: أمى رفضت طوال إقامتها بالقاهرة لأكثر من ستين عاما إلا أن تقيم فى حى شعبى،‏ وكان أبرز مكانين سكنتهما هما حى الرويعى بالعتبة‏، وحى السيدة زينب‏، الذى ما زالت تعيش فيه حتى الآن، ‏ربنا يديها طولة العمر،‏ وهى لم تكن حريصة على هذا ليس فقط لدوافع فنية وإنما بدافع الحفاظ على طبيعة الأسرة نفسها،‏ فقد ظلت ملكة الغناء البلدى تعتبر نفسها مسؤولة عن ابنتها حتى بعد أن تزوجت من الدكتور هشام العربى المدرس بأكاديمية الفنون،‏ بل حتى بعد حصولها على الدكتوراه عام ‏1992.‏

 

ورغم تقدم السن بالسيدة فاطمة سرحان‏،‏ ملكة البلدى،‏ فإنها لم تنقطع عن المديح بحسب ما تسنح الظروف،‏ فلم تعد تقوى على إحياء السرادقات‏،‏ لكنها تلبى أى دعوة للإنشاد.

 


 


 


 


 

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع