"وصلنا لمرحلة كنا نفقد فيها الأمل بسبب عجز الأطباء عن فهم حالة الطفلة".. بهذه الكلمات تروى بسمة السيد عبد العزيز، ربة منزل من محافظة أسوان، معاناة ابنتها الطفلة ريدة الله محمود رجب، التى تبلغ من العمر 11 سنة، بعد أن استيقظت من نومها فاقدة بصرها بسبب مرض نادر الحدوث داخل مصر.
تروى أم الطفلة ريدة، لـ"اليوم السابع"، قصة إصابة ابنتها بالعمى لمدة 7 أشهر متواصلة قبل أن تعود للإبصار مرة أخرى، قائلةً: نعيش نحن فى مدينة السباعية شمال محافظة أسوان، فى أسرة بسيطة ميسورة الحال مكونة من زوجها محمود وابنتها الكبرى ريدة 11 سنة، وابنها الصغير حسن 9 سنوات".
وأضافت الأم، أن ابنتها بدأت الاستعداد للالتحاق بالصف الخامس الابتدائى للعام الدراسى الحالى 2022/2023، من خلال شهر أغسطس من العام الماضى، وفى أحد أيام هذا الشهر استيقظت ابنتها ريدة من نومها كعادتها اليومية ولكن هذه المرة فوجئت الأسرة بأن عينها اليسرى مقفلة تماماً ولا تستطيع الرؤية بها، رغم أنها لم تشتكى شيئاً فى الليلة السابقة أو قبل ذلك، وكانت أسرتها تعتقد أن الطفلة تمزح معهم، وتوجهوا بها على الفور لأقرب الأطباء فى نطاق مركز إدفو، وكان رأى الأطباء أنه قد يكون خراج وقع على العين أو غير ذلك من التشخيصات التى تدل على أنه شيئ بسيط وسيزول مع الأدوية، إلا أن ذلك لم يحدث.
وتابعت بسمة السيد، القصة قائلةً: مرت الأيام والأسابيع وترددنا على أكثر من طبيب فى أكثر من تخصص داخل محافظة أسوان أو حتى السفر لأقرب محافظة وهى الأقصر، وأجرينا الفحوصات والأشعة الطبية اللازمة للحالة ولكن لم يكن هناك إجماع بين طبيبين اثنين على رأى طبى واحد لحالة ريدة، حتى قال أحدهم أنها مصابة بجلطة دموية على العين والبعض شخصها على أنها وهن جفون لعضلات العين والبعض قال إنه مرض وراثى، ووصل أحدهم إلى أنه مرض لا يرجى الشفاء منه وعلى الطفلة أن تكمل حياتها بهذا المرض الغريب، وحقنوا الطفلة بحقنة "وهن العضلات" ورغم أنها لم تتحمل أعراض هذه الحقنة ودخلت فى مرحلة خطيرة تم إنعاش الطفلة بصدمات القلب ودخولها للعناية المركزة.
وأوضحت الأم، أنهم أصبحوا فى ذهول وتوتر مما يسمعونه من تشخيص لحالة الطفلة الصغيرة، وبعدها قرروا السفر بها إلى محافظة الإسكندرية – محل إقامة أسرة الأم – لعل أطباء ومستشفيات الإسكندرية يجدون ضالتهم فى حالة الطفلة خاصة أنه مر أكثر من شهرين على الحالة دون تحسن أو محاولة فهم تشخيص المرض، مضيفةً أن أحد الجيران أشار عليها التواصل مع إحدى المؤسسات الخيرية والتى طلبت إرسال أوراق الحالة على عبر الانترنت وحجزوا للطفلة فى إحدى مستشفيات القاهرة، وأجروا لها فحص شامل لحالة الطفلة بعد عرضها على أطباء فى مختلف التخصصات.
وقالت، بعد مرور نحو 7 أشهر على بداية الحالة والسفر بين أسوان والإسكندرية والقاهرة نظراً لعدم قدرتهم على الإقامة بوجه بحرى بسبب الظروف المادية، وبعد حقن الطفلة بمادة طبية معينة ومرور نحو ليلتين تقريباً، تقول الأم: فوجئتُ وأنا على سجادة الصلاة وقد فرغت من أداء الصلاة، بالطفلة ريدة تصرخ فجأة وتقول "أنا فتحت أنا فتحت"، وكنت قد دعوت الله وألححت فى الدعاء أن تنجح هذه المحاولة، بعد انتهاء كل سبل المحاولات الطبية فى ذلك الأمر، حتى جاء الفرج من الله وسط دموع للفرحة والشكر لله على ما وصلنا إليه من أمل وأمنية تحققت بعودة النور لبصر الطفلة بعد لحظات ضعف ويأس من عدم عودة الرؤية للطفلة مرة أخرى.
وأشارت إلى أنه خلال تلك الفترة من علاج الطفلة، كانت مع ريدة تتردد بها وحيدة على الأطباء والمستشفيات ومراكز التحاليل والأشعة، وذلك لأن والدها ظل فى أسوان يرعى الطفل الآخر "حسن" شقيقة ريدة، وجدة الأم المريضة والتى تقيم مع أسرة ريدة فى نفس المنزل، واصفة بأن تلك الفترة كانت صعبة والظروف المادية صعبة للغاية، نظراً لأن والد الطفلة يعمل سائق توك توك وهى ربة منزل واضطرت الأسرة لبيع مصوغاتهم الذهبية وغيرها من الأشياء حتى يتمكنوا من توفير نفقات العلاج على الطفلة، وعلقت الأم قائلةً: "رغم شفاء ريدة وتكبد الديون، لكن كل هذا يهون بفرحتنا بعودة النور لريدة مرة أخرى".
وأكدت، أن الطفلة خلال فترة مرضها انقطعت عن المدرسة لعدم تمكنها من الرؤية ولكنها حضرت امتحان نصف العام حتى لا تضيع عليها السنة الدراسية، وكانت متأثرة بعدم ذهابها للمدرسة واللعب مع صديقاتها فى الشارع وبدأت تخاف من أن تستمر بالعمى طيلة حياتها.
وعلقت قائلةً: "لازلنا نخاف من ذلك اليوم الذى استيقظت فيه الطفلة على صراخها وفقدان بصرها، للدرجة التى نوقظها من النوم ونأمرها بفتح جفون عينيها حتى نتأكد من أنها طبيعية لا تغلق مرة أخرى، ولازالت الطفلة فى مرحلة الملاحظة لمدة ثلاثة أشهر بعد جرعة الحقنة التى أخذتها وكانت سبباً فى عودة الرؤية لها".
من جانبها، علقت الطفلة ريدة على مرضها قائلةً: "صحيت من النوم لقيت نفسى مش بفتح عينى وكنت خائفة يهل شهر رمضان وأنا لسه عينى مقفولة لأن كنت أحب الذهاب للمسجد أصلى التراويح مع الأطفال، وكمان أحب المدرسة وكنت خائفة ما اروحاش تانى لأنى كنت بحب المذاكرة ونفسى أكون دكتورة، وعملولى حفلة جميلة كنت مبسوطة فيها أوى أنا بشكرهم وانا بحبوهم كلهم وكانوا بيجيبولى هدايا".
والدة-ريدة-توقظها-منالنوم
ريدة-مع-أسرتها
صحفى-اليوم-السابع-مع-أسرة-ريدة
صحفى-اليوم-السابع-مع-الطفلة
عيون-الطفلة-بعد-استيقاظها-من-النوم
أسرة-ريدة
الطفلة-تذاكر-بعد-عودةبصرها
الطفلة-تذاكر
الطفلة-تذهب-للمدرسة
الطفلة-تشير-إلى-مكان-الإصابة
الطفلة-تلعب-فى-الشارع
الطفلة-ريدة
الطفلة-فى-الشارع
الطفلة-مع-والدها-ووالدتها
الطفلة-مع-والدها
تشخيص-حالة-الطفلة
هذا الخبر منقول من اليوم السابع