بوابة صوت بلادى بأمريكا

رئيس الوزراء: 145 مليون دولار استثمارات لـ3 شركات سيارات وقعنا معها اتفاقيات بحجم إنتاج مستهدف من 60 إلى 70 ألف سيارة سنويًا ستخصص شريحة منها للتصدير.. مدبولى: الدولة ملتزمة بسعر الضمان للمحاصيل التى أعلنت عنها

  • مدبولي: أنهينا أكثر من 80% من المشكلات المعروضة على الوحدة الدائمة لحل مشكلات المستثمرين الموجودة بمجلس الوزراء

  • مدبولى: مُخصصات الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية ارتفعت فى الفترة من يوليو الماضى حتى يناير 2023 بنسبة أكثر من 10% عن العام السابق عليه لتصل إلى 172 مليار جنيه فى تلك الفترة

 

عقب اجتماع مجلس الوزراء اليوم، عقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمرا صحفيا حول عدد من الإجراءات والقرارات التى اتخذتها الحكومة فى اجتماعها اليوم، وكذا توضيح لبعض القضايا الاقتصادية والموضوعات المهمة فى هذا الشأن.

 

وفى مستهل المؤتمر، رحب رئيس مجلس الوزراء بالحضور، وقدم تهنئة للشعب المصرى بحلول شهر شعبان المُبارك، داعيًا الله عزّ وجلّ أن يحفظ مصر دومًا ويكتب لها الارتقاء والتقدم الدائمين. 

 

وقال رئيس مجلس الوزراء: "أود أن أبدأ حديثى بعددٍ من الأخبار السارة للمواطنين، مشيرا إلى أن الحكومة قررت اتخاذ عدد من الإجراءات الجديدة فى سبيل دعم الفلاح المصرى، وأن تعلن عن حزمة من أسعار التعاقد فى إطار الزراعة التعاقدية، لعددٍ من المحاصيل الاستراتيجية التى ترغب فى تشجيع الفلاح المصرى على زراعتها؛ بهدف تقليل الفجوة الحالية، وكذا تقليل الفاتورة الاستيرادية من تلك المحاصيل التى تدخل فى الأعلاف وصناعة الزيوت". 

 

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: "سعيا لتحقيق هذه الأهداف حرصت على عقد أكثر من اجتماع مع وزراء: الزراعة، والرى، والتموين، واليوم نعلن عن أسعار عددٍ من تلك المحاصيل، وفقًا لما تم عرضه والموافقة عليه اليوم فى اجتماع مجلس الوزراء؛ حيث سنعلن عن أربعة محاصيل رئيسية هى الذرة الشامية البيضاء، والذرة الشامية الصفراء، وفول الصويا، وعباد الشمس، والسعر الذى نعلنه اليوم لكل محصول من تلك المحاصيل الأربعة، نطلق عليه "سعر الضمان"، وهو ذلك السعر الذى تضمن به الدولة، من خلال هيئة السلع التموينية، للفلاح المصرى أن ذلك هو أقل سعر يمكن أن يبيع به المحصول".

 

وتابع: "لكن الأهم من ذلك أنه فى وقت الحصاد وتسليم المحصول، سيتم اللجوء إلى سعر البورصة فى الوقت نفسه، بما يعنى أنه إذا كان سعر البورصة فى ذلك الوقت أعلى من هذا الرقم "سعر الضمان" ستكون الدولة ملتزمة بالسداد، وفى حال كان سعر البورصة أقل، ستقوم الدولة أيضًا بدفع سعر الضمان المُعلن عنه. وفى ضوء ذلك تلتزم الدولة بسعر الضمان الذى يضمن الحد الأدنى للفلاح ويضمن له تحقيق الربح؛ لأنه حتى عند انخفاض السعر عن هذا الرقم ستكون الدولة ملتزمة بسعر الضمان". 

 

واستكمل رئيس الوزراء بالتأكيد أن هذه الآلية التى نعتمدها كدولة لتحفيز الفلاح المصرى على زراعة هذه المحاصيل، مشيرا إلى أن هيئة السلع التموينية ستكون هى المُلزمة باستلام المحاصيل من الفلاح، وسيتم تطبيق نفس الوضع على كل المحاصيل الاستراتيجية التى ترغب الدولة فى تشجيع الفلاح على زراعتها بما فيها القمح. 

 

وفى هذا الإطار، أكد رئيس الوزراء أن هذا النهج سيتم تطبيقه على مختلف المحاصيل الاستراتيجية التى تستهدف الدولة تشجيع المزارع على زراعتها، بما فى ذلك القمح، لافتًا إلى أنه تم الاعلان عن سعر لتوريد القمح، ولكن سيكون من الوارد أيضًا وقت التوريد، أن نراجع السعر فى ضوء الرغبة فى ضمان أكبر حجم من التوريد من السوق المحلية، موضحًا أن السعر الذى تم تحديده لتوريد القمح من الوارد أن يتم مراجعته فى ضوء سعر البورصة العالمية، وبالنظر إلى أن سعر القمح عالميًا يتراجع فى الوقت الراهن، فإنه حتى إذا انخفض السعر العالمى عن السعر الذى تم تحديده، ستكون الدولة ملزمة بسعر التوريد المعلن لتشجيع المزارع المصري. 

 

وأشار الدكتور مدبولى إلى أن الأسعار التى تم التوافق عليها بالنسبة للذرة الشامية البيضاء، ستكون 9 آلاف جنيه للطن، ويكون السعر 9500 جنيه للطن بالنسبة للذرة الشامية الصفراء غير المعتاد زراعتها فى مصر إلا أنها مهمة لصناعة الأعلاف والزيوت، أما بالنسبة لفول الصويا فسيكون سعر الضمان 18 ألف جنيه للطن، وبالنسبة لعباد الشمس أو دوار الشمس الزيتى، فسيكون السعر 15 ألف جنيه للطن، مُجددًا التأكيد على أن هذه الأسعار جميعها تعد بمثابة "سعر الضمان"، وستكون العبرة وقت التوريد فى الرجوع إلى سعر البورصة، وبالتالى ضمان أن يكون هناك عائد مجز للمزارع المصري.

 

 كما أكد رئيس الوزراء أن أولويات الحكومة فى هذا المرحلة تشهد تركيزًا على قطاعين إنتاجيين مهمين للغاية، هما الزراعة والصناعة، مشيرًا إلى أنه يتم اتخاذ اجراءات كثيرة مع قطاع الصناعة، من أجل تشجيع هذا القطاع على النمو والتوسع وتعميق التصنيع المحلى خلال الفترة القادمة، لافتًا إلى أنه لذلك اعتمدت الحكومة فى اجتماعها اليوم حزمة من التيسيرات، تتمثل فى مهلة اضافية 6 أشهر لكل المشاريع الصناعية داخل البرنامج الزمنى المحدد لها، كتعويض عن الصعوبات التى واجهتها خلال الفترة السابقة، مضيفًا أنه تم أيضًا منح إعفاءات من الغرامات التى كانت مُقررة على بعض المشاريع بنسبة تصل إلى نسبة 50%، بهدف تشجيعها على فتح المشاريع واستخراج تراخيص التشغيل، كما تم تسليم 13 رخصة ذهبية انتهت منها الحكومة بالكامل للمستثمرين الذين ينفذون هذه المشروعات، وستتوالى التيسيرات خلال الفترة القادمة.

 

وخلال المؤتمر الصحفى، تطرق الدكتور مصطفى مدبولى إلى أن الحكومة وقعت مؤخرًا، بعد انعقاد الاجتماع الأول لـ "المجلس الأعلى للسيارات"، على 3 اتفاقيات إطارية مُلزمة مع 3 من أكبر التحالفات العالمية المُتخصصة فى صناعة السيارات.

 

وقال: يأتى هذا ضمن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالعمل على توطين صناعة السيارات محليًا، وكذا تقليل الفجوة الاستيرادية الكبيرة للسيارات؛ إذ تُعد السيارات رابع سلعة مُستوردة من حيث القيمة، ومن هنا كان ذلك بالنسبة لنا هدفًا استراتيجيًا، بدأنا العمل عليه، موضحا أن حجم الاستثمارات التى تعهدت تحالفات: "نيسان" و"جنرال موتورز" و"ستيلانتس" بضخها خلال الأعوام الثلاثة المقبلة تصل إلى 145 مليون دولار، مضيفًا أن متوسط حجم الإنتاج المستهدف يبلغ من 60 إلى 70 ألف سيارة سنويًا، ستخصص شريحة منها للتصدير، وهذا من شأنه توفير المزيد من العملة الصعبة، كما سيتم إنتاج نسبة من هذا الإنتاج من السيارات الكهربائية.

 

وفى هذا الإطار، أشار رئيس الوزراء إلى أن ذلك يأتى فى إطار مواكبة التوجه نحو سرعة تصنيع سيارات صديقة للبيئة، وهذا يأتى أيضًا فى إطار التقليل من استهلاكنا للوقود الأحفورى والغاز، وفى هذا الصدد نوه الدكتور مدبولى إلى قرار الحكومة بإعفاء 19 قطاعا صناعيًا من الضريبة العقارية، وأنه أضيف إلى ذلك مزارع الدواجن، مشددا بقوله: مستعدون لإضافة أى قطاعات أخرى فى إطار المراجعة.

 

ثم انتقل رئيس مجلس الوزراء للحديث عن إنشاء الوحدة الدائمة بمجلس الوزراء لدعم المستثمرين، مضيفًا أنه من خلال تمثيل جميع الجهات فى هذه الوحدة أنهينا أكثر من 80% مما عُرض على الوحدة، لافتا إلى أن ذلك انعكس على أرقام الاستثمار الأجنبى المباشر خلال الربع الأول من العام المالى الجارى، إذ ارتفع صافى الاستثمار الأجنبى المباشر بنسبة 94% خلال هذا الربع ليصل إلى 3.3 مليار دولار، مقارنة مع الأرقام المتحققة فى الربع المناظر له من العام المالى السابق.

 

 وقال رئيس الوزراء، إن هذه الأرقام تعطى مؤشرا قويا أن الدولة المصرية تتحرك، ولا نزال ندرك أن أمامنا تحديات كثيرة، إلا أنه من خلال التركيز الشديد، واللقاء مع كل المستثمرين نتحرك فى هذا الشأن، مشيرا إلى اللقاء الذى عقد مع عدد من المصنعين والمستثمرين من جنسيات مختلفة على مدار الأسبوع المنقضي؛ وذلك بهدف الاستماع إليهم والتعرف على تصوراتهم للفترة المقبلة واستثماراتهم، كما نتعرف خلال هذه اللقاءات على ما إذا كانت أية تحديات أو معوقات للتعامل معها والعمل على تذليلها على مدار الساعة.

 

وفى السياق نفسه، أكد الدكتور مصطفى مدبولى أنه رغم كل التحديات التى نواجهها، إلا أن هناك مراقبة شديدة وتعاملا فيما يخص الأداء المالى للدولة، وفى هذا الصدد عرض رئيس الوزراء بعض الأرقام، حيث أن جميع المؤسسات الدولية تنظر إلى الدولة المصرية لترى ما إذا كانت تسير مع كل التحديات التى تواجهها فى المسار الصحيح أم لا، مشيرا إلى أن أحد أهم معايير تلك المؤسسات هى فكرة أن تحقق الموازنة العامة للدولة فائضا أوليا، بمعنى إذا استبعدنا بند خدمة الديون، تبدأ مقارنة الإيرادات بالمصروفات، وبالتالى إذا كانت الإيرادات أكبر من المصروفات يكون المسار فى الاتجاه الصحيح، لافتا إلى أن ذلك كان أحد مستهدفات الدولة، وكانت الحكومة حريصة على تحقيقه على مدار السنوات الأربع الماضية.

 

كما أشار رئيس الوزراء إلى أنه بالرغم من أن الدولة عملت على زيادة حزمة الحماية الاجتماعية، واتخذت قرارات استثنائية فى تلك الفترة، إلا أننا حققنا فى الفترة من يوليو 2022 حتى يناير 2023 فائضا أوليا يبلغ نحو 34 مليار جنيه، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق الذى حققنا فيه 15.2 مليار جنيه، وهو ما يعنى أننا حققنا فائضا أكبر، ونتحرك نحو زيادة إيراداتنا؛ حتى نستطيع تغطية تكاليف الإنفاق، وتكلفة حزم برامج الحماية الاجتماعية.

 

وتطرق الدكتور مصطفى مدبولى لما أثير على مواقع التواصل الاجتماعى، وما أثير من تساؤلات فى تقارير عدد من المؤسسات الدولية، بالإضافة لتساؤلات الخبراء فى هذا الشأن، بشأن قدرة مصر على الوفاء بكل التزاماتها الدولية، وخاصة بالعملة الصعبة.

 

وعقب رئيس الوزراء على ذلك بأن الدولة المصرية ملتزمة وستظل ملتزمة بسداد ما عليها من أقساط من قروض أو فوائد، وغيرها، وذلك من خلال التنسيق الكامل مع البنك المركزى، وتعرف كافة التزاماتها، وكيف سيتم السداد خلال الفترة المقبلة، وفق خطة على كافة المحاور، للحرص على تأكيد قدرة مصر على سداد كافة الالتزامات عليها من العملة الأجنبية، وأيضًا تدبير موارد بصور متعددة، مشيرًا فى هذا الخصوص، إلى نجاح مصر أمس لأول مرة فى تاريخها، فى اصدار الصكوك الاسلامية، وهو مجال جديد لم تطرقه مصر من قبل، مؤكدًا أنه برغم كافة التحفظات التى أثيرت حول هذا الموضوع فى ظل ظروف الأسواق العالمية، إلا أن مصر كانت قد أعلنت عن حاجتها من هذه الخطوة إلى توفير ما بين مليار إلى مليار ونصف مليار دولار، وتم تغطية طلب مصر أكثر من أربع مرات، حيث وصل حجم التغطية إلى 6.2 مليار دولار، وبالتالى مكن هذا الدولة المصرية من الحصول على المبلغ الذى كانت تحتاجه وتمكنا من النزول بسعر الفائدة بأكثر من 75 نقطة عن الرقم الذى كان قد تم تحديده فى بداية طرح الصكوك، معتبرًا أن ذلك نتاج أكثر من آلية نتحرك فى إطارها كدولة، وتنسيق كامل بين السياسة النقدية والمالية فى هذه المرحلة.

 

وتطرق رئيس الوزراء إلى ملف الطروحات، ضمن خطط الدولة للتحرك على المدى المتوسط، مؤكدًا أنه يتم عقد اجتماع اسبوعى فى الوقت الراهن، لمتابعة هذا الملف، والتأكد من الالتزام بما تم إعلانه فى هذا الخصوص، من طرح 32 شركة كبداية خلال عام كامل ينتهى مع الربع الاول من عام 2024، مع اعتبار هذا الرقم مرشحًا للزيادة بإضافة شركات أخرى، لافتًا إلى أن هذه الاجتماعات تشهد تكليف بنك استثمار ليكون معنيا بإجراء كل الأعمال التمهيدية المطلوبة لطرح هذه الشركات، وهى بنوك استثمار عالمية أو محلية، لنحدد سويًا من خلال اللجنة توقيت الطرح لكل شركة، وكل الاجراءات المطلوب تنفيذها من جانب الدولة لضمان الالتزام بهذه التوقيتات، حيث سيتم الإعلان عن الشركات المتوقع طرحها فى كل شهر لتكون الأمور واضحة للجميع. 

 

وقال: "تساءل الخبراء الاقتصاديون عن الخطة التفصيلية لعملية طرح 32 شركة فى البورصة، وأوضح الدكتور مصطفى مدبولى أن الدولة تعمل على تلك الخطة حاليًا، حيث توجد مجموعة كاملة تشمل السيد محافظ البنك المركزى والوزراء المعنيين وتحت إشراف رئيس مجلس الوزراء، وتجتمع تلك المجموعة أسبوعيًا لوضع تلك الخطة بتفاصيلها بشكل كامل؛ لضمان عملية الطرح".

 

وأضاف: "هذه الخطة هى خطة وطنية أعدتها الدولة؛ من أجل توسيع قاعدة مشاركة القطاع الخاص والمواطنين فى الملكية العامة لمؤسسات الدولة، طبقًا لوثيقة سياسة الملكية".

 

وقال الدكتور مصطفى مدبولي: "فى إطار تحسين مستوى معيشة المواطن، فقد ارتفعت مُخصصات الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية فى الفترة من يوليو الماضى حتى يناير 2023، بنسبة أكثر من 10% عن العام السابق عليه، بما يعنى أن الدولة خصصت نحو 172 مليار جنيه فى تلك الفترة للدعم والمنح والمزايا الاجتماعية، فى حين أن ما تم تخصيصه فى السنة التى سبقتها كان 156 مليار جنيه، بما يعنى وجود زيادة بأكثر من 16 مليار جنيه، ولا نزال حريصين خلال الفترة القادمة على الاستمرار فى هذا الشأن".

 

وتابع رئيس الوزراء: بالنسبة لمساهمة الخزانة العامة فى سداد الالتزامات لصندوق المعاشات، فالدولة ملتزمة ببرنامجها، وتُسدد للهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية كل الالتزامات المقررة، مضيفا: هناك بند مهم قلما نتحدث عنه ويجب أن نشير إليه الآن، وهو بند العلاج الصحى على نفقة الدولة، فالدولة تعمل بجدية فى منظومة التأمين الصحى الشامل، وذلك بالتوازى مع منظومة العلاج على نفقة الدولة، ومبادرة القضاء على قوائم الانتظار التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى.

 

وفى هذا السياق، أوضح رئيس الوزراء أن الدولة المصرية خلال عام 2022، أصدرت 3.5 مليون قرار علاج على نفقة الدولة، وفى الفترة من يوليو 2022 إلى يناير 2023، رفعت الدولة مُخصصات العلاج على نفقة الدولة بنسبة 28.5% عن نفس الفترة من السنة السابقة عليها؛ وذلك بهدف تغطية متطلبات مبادرة القضاء على قوائم الانتظار وكل المبادرات الصحية الأخرى، وكذا العلاج على نفقة الدولة، لأن الدولة تعى تمامًا احتياج المواطن وتدرك أنه فى أوقات كثيرة لم يتمكن بعض المواطنين من تحمل تكلفة هذا العلاج.

 

وفى إطار توفير السلع الأساسية للمواطنين، أشار رئيس الوزراء إلى أن هناك نحو ٣٤١ معرضا حتى الآن فى سلسلة معارض "أهلا رمضان"، يتم من خلالها توفير السلع الرئيسية، وقال: يتم التحرك فى هذا الإطار للوعى الكامل بأن هناك بعض الأزمات فى بعض السلع نعمل على تغطيتها؛ سواء بضخ المزيد فى السوق المحلية أو حتى الاستيراد لفترة مؤقتة لبعض هذه السلع؛ للعمل على تغطية هذه الفجوة، مشيرا إلى أن هذا الحديث تحديدا عن الدواجن أو غيرها، حتى يتم ضمان حدوث ضبط فى السوق، وكذا ضمان توافر السلع بكميات كافية وبأسعار مناسبة للمواطن المصرى، لافتا إلى أنه يتم مراجعة ومتابعة كل الأسعار بشكل يومى، ويتم التحرك فى إطار ما يساعد ويعمل على تحجيم ارتفاع الأسعار فى الأسواق.

 

وتطرق رئيس الوزراء إلى حالة التضخم العالمى الموجودة وغير المسبوقة على مستوى العالم، الأمر الذى اتضح فى ارتفاعات الأسعار الشديدة فى كل دول العالم، موضحا أن كل الدول الآن تعمل على تقليل هذا التضخم، حيث كان يصل التضخم أحيانا فى بعض الدول الأوربية إلى 1%، إلا أنه اليوم أصبح 11 و12 و15%، وهذه الأرقام إذا ما ترجمت، سوف تؤدى إلى نفس النتيجة التى قد نجدها فى السوق المحلية لدينا، وهو أن أسعار بعض السلع تبدأ فى التضاعف، ومن ثم فهى ظاهرة العالم كله يعانى منها، ولكن الأهم هو توفير السلع بأكبر حجم ممكن، حتى يتم إتاحتها لدى المواطن، باستخدام آليات كثيرة ومختلفة تعمل على تقليل الآثار التضخمية لهذه الزيادة، بعض هذه الأشياء نستوعبها والبعض الآخر نحاول الحد من هذه الزيادة، وكل هذه الأمور يمكن أن نطلق عليها الإجراءات التى يتم اتخاذها لحل أزمات حالة على مستوى العالم.

 

كما أشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة لم تغفل الرؤية المستقبلية والخطط المستقبلية للتحرك، موضحا أنه وببساطة شديدة بالرغم من التعامل مع الأزمات "الطاحنة" الموجودة على مستوى العالم والمؤثرة على كل الدول بما فيها مصر، وأننا نتعامل معها على المدى القصير، إلا أن التحرك خلال الفترة القادمة نضعه نصب أعيننا ولا نغفله، لافتًا إلى الاجتماع المنعقد أمس وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية، لوضع استراتيجية متكاملة لمكافحة البطالة، موضحا أنها ستمثل رؤية مهمة جدا، قائلًا: نحن كدولة مصرية فى ظل الزيادة السكانية الشديدة، فإن سوق العمل بشكل سنوى يدخل فيه ما يقرب من مليون شاب وشابة، ومطلوب تدبير لهم فرص عمل جديدة، أى مليون فرصة عمل جديدة.

 

وأشار رئيس الوزراء إلى التوجيهات الصادرة لمجموعة العمل بأهمية وضع استراتيجية واضحة ومتكاملة بأرقام ومستهدفات محددة، يتم متابعتها من جانب مختلف الجهات المعنية، بحيث تتضمن تحديدا للقطاعات المراد اتاحة فرص العمل من خلالها، وذلك فى ضوء رؤية الدولة، وتلبية لاحتياجات دول العالم المختلفة فى توفير عدد من فرص العمل فى عدد من القطاعات المطلوبة على المستوى العالمي.

 

كما أوضح رئيس الوزراء أن جزءا من مستهدفات الاستراتيجية التشجيع على زيادة العمالة المصرية المصدرة لدول العالم المختلفة، والذى يُعد أيضا جزءا من الصادرات ولكن بطريقة غير مباشرة، لافتا فى هذا الصدد إلى أن تحويلات المصريين من الخارج، تمثل أحد اهم موارد الدولة من العملة الاجنبية، مشيرًا إلى أن الاستراتيجية تستهدف تحديد العدد والنسبة التى سيتم اتاحتها من المليون فرصة عمل، لاستهداف أسواق عالمية وإقليمية فى عدد من التخصصات المطلوبة للعمل بتلك الأسواق، مؤكدًا فى هذا الصدد على أهمية تأهيل الشباب لمختلف هذه التخصصات المطلوبة.

 

وأشار رئيس الوزراء إلى أن هناك عددا من التغيرات لقطاعات العمل داخل مصر، وهو ما يتطلب تشجيع الشباب على امتهان هذه الانشطة والوظائف، مع ربط هذه الانشطة بالتعليم الفنى والجامعات التكنولوجية. 

 

واختتم رئيس الوزراء حديثه، بالإشارة إلى التكليف الموجه لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، بأن يضع تصورا متكاملا لسيناريوهات مختلفة لشكل الاقتصاد المصرى خلال السنوات الثلاث أو الخمس القادمة، أخذا فى الاعتبار، أن كل التكهنات للأزمة العالمية الروسية - الأوكرانية، من الوارد أن تستمر لأكثر من ستنين، وبالتالى فقد دعيت إلى وضع سيناريوهات واضحة جدا للاقتصاد المصرى، يمكن فى ظلها التحرك خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أنه فى إطار وضع هذه السيناريوهات، يتم الاستعانة بعدد كبير من الخبراء المعنيين من خارج الإطار الحكومي؛ حيث سيشارك فى وضعها أكثر من 350 خبيرا؛ سواء محليا أو دوليا، للمشاركة بكل خبراتهم فى وضع تلك السيناريوهات، ولكى يكون لدينا تصور واضح كحكومة كيف سيكون شكل الاقتصاد المصرى، وكذلك سبل تحرك الدولة المصرية إذا ما استمرت هذه الأزمة العالمية خلال الفترة القادمة.


هذا الخبر منقول من اليوم السابع