احتفالات متنوعة انطلقت فى المملكة العربية السعودية اليوم الأربعاء، بمناسبة ذكرى يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى، بينما شهدت مدن سعودية مسيرةً وطنيةً للخيول العربية بمناسبة يوم التأسيس، حيث جابت عددا من الشوارع، وحمل فرسان المسيرة الأعلام التى تحمل راية التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وصور خادم الحرمين الملك سلمان وولى العهد الأمير محمد بن سلمان، تعبيرًا عن فرحتهم بهذه المناسبة السعيدة.
وفى الوقت نفسه تزينت مقار سفارات المملكة بكافة دول العالم ومنها القاهرة برفع شعار يوم التأسيس، احتفاء بهذا التاريخ الذى كان إيذانا بانطلاق مسيرة تقدم ونمو عمرها ثلاثة قرون، من مدينة الدرعية حيث نشأت الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود عام 1727م.
يوم بدينا
وتقديرا لأهمية هذا اليوم، كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قد أصدر أمرًا ملكيًا فى يناير من العام الماضى بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يومًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم (يوم التأسيس)، ويصبح إجازة رسمية.
وفى هذا السياق، حرص عدد من الدبلوماسيين والمسؤولين بدول مجلس التعاون الخليج وعدد من الدول العربية أيضا على تقديم التهانى للمملكة العربية السعودية، بمناسبة احتفالاتها بذكرى يوم التأسيس السعودى، والتأكيد على متانة العلاقات بين السعودية وأشقاءها فى المنطقة ولاسيما دول الخليج.
السفير السعودى: مسيرة نماء
من جانبه، قال سفير المملكة العربية السعودية لدى القاهرة السفير أسامة نقلى، بمناسبة ذكرى يوم التأسيس للدولة السعودية والذى يوافق الثانى والعشرين من فبراير من كل عام، إن اليوم ما زال فى الملحمة فصول ملهمة تروى مسيرة بناء وتطور ونماء تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولى العهد الأمير محمد بن سلمان.
استكمل السفير كلمته قائلا: "لنقف وفاء وولاء لقادتنا مجددين العهد على أن تبقى رايتنا خفاقة فى السماء إلى العلا، لا نرتضى بغير القمة موضعا، نمضى خلف قادة مسيرتنا وفى أعنانقنا بيعة على السمع والطاعة فى العسر واليسر".
أضاف السفير نقلى: "أنوب عن زملائى منسوبى السفارة لرفع أسمى آيات التهانى للقيادة والوطن سائلا المولى أن يحمى وطننا وقيادتنا وشعبنا الغالى".
علاقات لا يمكن المساس بها
"يوم التأسيس للمملكة العربية السعودية هو مناسبة وطنية غالية على قلوب السعوديين، يستذكرون فيها العمق التاريخى والحضارى لبلدهم والذى يمتد لمئات السنين".. بهذه العبارة أعرب السفير الدكتور سعود كاتب، وكيل وزارة الخارجية السعودية سابقًا والأستاذ الجامعى عن أهمية ذكرى يوم التأسيس بالنسبة للشعب السعودى، مضيفًا أن هذه الأرض قد عاشت أحداثًا كبيرة مختلفة، وصمدت أمام كثير من الصعوبات والتحديات، وأصرت على مواصلةً نموها وتطورها منذ ذلك التاريخ، وصولًا إلى ما هى عليه اليوم من تطور وازدهار واستقرار ومكانة دولية رفيعة.
وأضاف السفير سعود كاتب، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن التطورات المتسارعة التى تشهدها المملكة فى كافة المجالات يمكن رؤيتها بوضوح، من خلال القفزات التى تتحقق فى الترتيب ضمن التصنيفات والمؤشرات الدولية على المستويين العالمى أو العربى، أو ضمن مجموعة العشرين التى تعتبر المملكة أحد أعضائها.
وتابع "أنه بالرغم من الأزمات العنيفة المتتالية التى شهدها العالم خلال السنوات الماضية، واصلت السعودية تحقيق تقدمها فى العديد من التصنيفات والمؤشرات الدولية، كما حققت قفزات كبيرة فى مؤشرات الداخل على مختلف الأصعدة الصحية والتعليمية والاجتماعية، ورفع جودة الحياة لتحقيق مفهوم التنمية الشاملة والمستدامة، وكان ذلك نتيجة طبيعية للإصلاحات على كافة المستويات، وفقًا لرؤية 2030 التى يقودها ولى العهد الأمير محمد بن سلمان".
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية للمملكة، أشار "كاتب" إلى أنها "كانت ولا تزال تقوم على مبادئ وثوابت محددة، وضمن أطر رئيسية أهمها حسن الجوار، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى، وتعزيز العلاقات مع الدول العربية والإسلامية بما يخدم المصالح المشتركة لهذه الدول ويُدافع عن قضاياها، وانتهاج سياسة التوازن والتعاون مع مختلف دول العالم، وتأدية دور فاعل فى إطار المنظمات الإقليمية والدولية".
وأكد على أن العلاقات السعودية المصرية تُعد نموذجًا للعلاقات العربية العربية؛ يحتذى به سواء من حيث جذورها العميقة وقوتها ومتانتها، أو من حيث استقرارها ونموها، كما تمتاز المواقف بينهما بتنسيق دائم حيال القضايا المختلفة، موضحًا أن هذه العلاقة لا يمكن المساس بقوتها، وستظل ثابتة وقوية لأنها نابعة من تاريخ طويل يجمع البلدين والشعبين، ما يُمثل حصنًا منيعًا تتحطم على جدرانه كل المحاولات الرامية لزرع أو حتى تصوير وجود خلافات بين البلدين الشقيقين.
تهانى خليجية وعربية
وفى سياق التهانى المقدمة إلى المملكة، سفير دولة الكويت لدى القاهرة، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، السفير غانم صقر الغانم، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن هذه الذكرى تجسد مسيرة تطور وتقدم عمرها 3 قرون منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود.
وأكد "الغانم" أن هذه الاحتفالية ترمز إلى العمق التاريخىوالحضارىوالثقافى للمملكة العربية السعودية .
وأضاف السفير الكويتى، إن هذه الاحتفالية بمناسبة يوم التأسيس تمثل مصدر اعتزاز وفخر بما تم إنجزته وحققته المملكة منذ تأسيس الدولة السعودية وتوحيد المملكة؛ ومن ثم الانطلاق إلى ما نراه اليوم من مكانة مرموقة تتبوأها المملكة فى شتى المجالات.وأعرب فى سياق هذه المناسبة، عن خالص التهانى للمملكة حكومة وشعبا ولقيادتها ممثلة فى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، متنميات دوام الازدهار والتقدم للمملكة والسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق رؤيتها الناجحة 2030.
واستكمل السفير الكويتى، قائلًا: فى مثل هذه المناسبة نستذكر بكل اعتزاز العلاقات الأخوية التاريخية التى تجمع قيادتىوشعبى الكويت والمملكة العربية السعودية، هذه العلاقات التى تمثل ـ على مستوياتها كافة ـ نموذجا يحتذى سواء على المستوى الخليجى أو العربى بشكل عام.
وعلى صعيد متصل، أكد الكاتب والمحلل السياسى الكويتى الدكتور عايد المناع، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أننا نستذكر دائما مواقف مصر و المملكة التاريخية الداعمة للكويت، أشار المانع إلى أنه فى عهد الملك فهد بن عبد العزيز واجهت المملكة إشكالية الغزو العراقى للكويت، وحسمت موقفها بالتصدى للغزو ودعم الشرعية الكويتية، والمشاركة الفعلية فى عملية تحرير الكويت التى بدأت فى 17 يناير 1991 وانتهت فى 26 فبراير 1991، وكانت تلك المرحلة مفصلية لن ينساها الكويتيون، وهذا جعل العلاقات الكويتية السعودية علاقات أخوية منذ تأسيس الكيانين، وتتجدد دماؤها مع تجدد الأحداث الإقليمية والعربية.
وعلى صعيد متصل، أشار المناع إلى ما تقوم السعودية بدور دبلوماسى كبير لحل الخلافات العربية العربية ، والإقليمية أيضا وتعتبر مصر والسعودية هما القوتان الفاعلتان فى العالم العربى حاليا والمدافع عن الأمة العربية من الخليج إلى المحيط الأطلسى .
وعن تاريخ المملكة أوضح المناع فى تصريحاته، أنه منذ يوم التأسيس للدولة السعودية التى انطلقت من مدينة الدرعية التى كانت قريبة وقتذاك من نموذج الدولة بشكلها القانونى، ومنذ ذلك الوقت مرت السعودية بأحداث متنوعة ومراحل متعاقبة ، فالسعودية الأولى سقطت ثم قاد الأمراء ضد القوة العثمانية التى هدمت الدرعية ثم قامت الدولة السعودية الثانية وسقطت عام 1891، واتجه الإمام عبدالرحمن الفيصل وعدد من أفراد الأسرة بما فيهم الأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن إلى الكويت واستقروا با حتى 1902 عندما استطاع الملك عبد العزيز أن يفتح الرياض ويسيطرعليها ويبدأ بإعادة توحيد أجزاء المملكةالعربية لسعودية ويعلن قيام المملكة الموحدة فى سبتمر 1932، وهو اليوم الوطنى لقيام السعودية الموحدة .
أضاف المانع، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن السعودية أخذت منذ ذلك التاريخ تتسع فى مكانتها العريبة والإسلامية والدولية رغم محدودية الإمكانات المتاحة فى البداية، لكن بإرادة قيادتها وشعبها استطاعت الصمود وصولا إلى إنشاء دولة يشار إليها اليوم بالبنان، متطورة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا .
وبالنسبة للمواقف السعودية تجاه العرب، قال المانع إن موقف السعودية من القضايا العربية كان واضحا على مر التاريخ، فعلى سبيل المثال موقفها الثابت من القضية الفلسطينية؛ فهناك شهداء سعوديون فى حى الشيخ جراح ومناطق أخرى فى فلسطين وتبقى دماؤهم شاهداعلى دعم المملكة للقضية الفلسطينية العادلة .
وأشار المناع إلى مشاركة المملكة أيضا فى حرب 1984منخلال مقاتلينها وفى عام 1956 ، تطوع عدد من الأمراء بما فيهم الملك سلمان وقتذاك لمقاتلة إسرائيل دفاعا عن مصر وفى عام 1967 أيضا كان للسعوديين دور على الجبهة السورية وكانت أيضا هذه الحرب ونهايتها المريرة بداية لمصالحة مصرية سعودية فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والملك فيصل العاهل السعودى وقتذاك.
وفى عام 1973 الملك فيصل كان له دوركبير فى تشجيع الرئيس أنور السادات على خوض الحرب، واتخذت المملكة قرار المقاطعة النفطية للدول التى ساندت العدوان الإسرائيلى على الأشقاء العرب، واستمر فى دعمه وتأييده لمصر حتى وفاته، واستمرت السعودية فى دعم الدول العربية أيضا خلال حرب الاستنزاف وفيما بعد، وساندت سوريا ومصر على كافة المستويات.
مسئول بحرينى
ومن جانبه قال الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بالبحرين، الدكتور مصطفى السيد، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن ذكرى يوم التأسيس للمملكة العربية السعودية، هي ذكرى غالية على قلوب العرب جميعاً، فمنها انطلقت مسيرة بناء المملكة.
وثمن السيد عمق العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط البحرين والسعودية والشعبين الشقيقين، مؤكدًا أن تلك العلاقات تشهد تطورًاونماءًا مستمرًا على كافة الأصعدة والمستويات، خاصة في ظل حرص عاهل البحرين وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى العهد الأمير محمد بن سلمان على تعزيز وترسيخ هذه العلاقات التاريخية المتجذرة عبر الزمان بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية والارتقاء بها إلى آفاق أرحب وأشمل لما فيه خير وصالح البلدين والشعبين الشقيقين. كما أكد أهمية العلاقات الخليجية العربية، خاصة الخليجية المصرية في حفظ أمن واستقرار المنطقة، موجهًا التهنئة بداية إلى السعودية حكومة وشعبًابهذه المناسبة، متمنيًا دوام الأمان والتقدم والازدهار للمملكة في ظل القيادة الحكيمة لها .
علاقات أخوية
قال سفير سلطنة عمان بالقاهرة السفير عبد الله الرحبى، بمناسبة ذكرى يوم التأسيس للمملكة العربية السعودية، إن "يسرني أن أتقدم بالتهنئة للمملكة العربية السعودية الشقيقة حكومة وشعبا بمناسبة تأسيس المملكة، متمنين دوام الازدهار في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان".
وأشار الرحبى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى ما تشهده المملكة من تقدم كبير وازدهار في إطار تنفيذ خطة 2030، معربا عن فخره واعتزازه بهذه الإنجازات التى تُعد إضافة لإنجازات دول الخليج العربي بل وللأوطان العربية ككل.
وعن العلاقات التى تجمع السلطنة والسعودية، قال الرحبى إن العلاقة بين سلطنة عمان و المملكة العربية السعودية تشهد تطورا مستمرا مع باقي دول الخليج العربية في إطار مجلس التعاون الخليجى، لافتا إلى أن هذه العلاقة أسهمت في استقرار المنطقة والتعاون الذي من شأنه تحقيق مزيد من الازدهار الاقتصادي والاجتماعي بين دول الخليج و هذا بلا شك ينعكس أيضا بشكل ايجابي على العلاقات العربية.
تاريخ مُلهم
كما تقدم سفير اليمن بالقاهرة عميد السلك الدبلوماسي العربي الدكتور محمد على مارم، بالتهنئة للشعب السعودي الشقيق بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمناسبة ذكرى يوم التأسيس، منوها بتاريخ ومراحل التطور الملهمة التى مرت بها المملكة وصولا إلى مرحلة الازدهار اليوم، مثمنا ما حققته المملكة من إنجازات عملاقة وتحولات استراتيجية طموحة تبعث على فخر واعتزاز كل عربي من المحيط الى الخليج .
أضاف مارم، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، لقد كانت بداية تأسيس الدولة السعودية هي النواة التي بُني عليها هذا الصرح الوطني العظيم، ولم يكن من الأمور البسيطة بناء هذا الصرح بجميع مكوناته وتاريخه الثري بالتضحيات وقصص الكفاح من أجل بناء الدولة، وإطلاقها كدولة عصرية باسم المملكة العربية السعودية، فكان هذا الكيان هو الجائزة المستحقة لمسيرة التأسيس الراسخة والضاربة في أعماق الزمن .
وأشار مارم، إلى العلاقات الخاصة التى تجمع اليمن والسعودية، والدور المحوري الذي تقوم به المملكة فى مناصرة الشرعية اليمينة، حيث ترتبط البلدان بقواسم مشتركة مبنية على أسس راسخة من وحدة الدين وأواصر الأخوة العربية الموغلة في التاريخ، ولقد انفردت علاقات البلدين بحكم الجوار الجغرافي والمصير المشترك بخصوصية على الصعيدين الرسمي والشعبي وتتلازم هذه العلاقات بعمق إستراتيجي أمنياً وسياسياً واقتصادياً بما يخدم مصالحهما الثنائية ويحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وثمن مارم، فى تصريحاته الخاصة ، المواقف العروبية الأصيلة للمملكة فى كافة القضايا العربية العادلة وفِي مقدمتها القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية الاولى وتقديم كل أنواع واشكال الدعم المادي والسياسي السخي لشعوب وحكومات الأمة العربية والإسلامية.
وأيضا دورها فى التصدي لظاهرة الاٍرهاب الأسود ولبعض الأنظمة التي تسعى الى تقويض اوضاع الامن والاستقرار في بلداننا العربية والإسلامية ومحاولة النيل من دولها وهوياتها الوطنية.
وأشار مارم أيضا إلى العلاقات التى تجمع مصر واليمن، والتى تترجمها مواقف مصر النبيلةتجاه الشعب اليمنى ودعم قضيته العادلة، إضافة لاحتضان الدولة المصرية للجالية اليمنية بحب كبير، كجزء أصيل من نسيج الشعب المصرى وتسهيل كافة أمورهم بما يليق بأخوة البلدين.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع