بوابة صوت بلادى بأمريكا

حلم تحول إلى واقع.. القناة "الوثائقية" تنطلق غدًا.. تحكى التاريخ عبر محتوى رياضى وفنى متنوع.. تقدم أفلامًا عن الرموز الفنية والأدبية منهم هيكل والريحانى ويوسف إدريس.. وتستعين بشخصيات بارزة شاهدة على الأحداث

بأهداف ورؤية طموحة، يتحول حلم وجود قناة متخصصة للأفلام الوثائقية إلى حقيقة، إذ تطلق الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية قناة "الوثائقية" اليوم الأحد، لتشكل إضافة جديدة فى سماء الإعلام المصرى، لنحكى نحن عن تاريخنا وأيضا حاضرنا لأجيال حالية ومقبلة ولا نترك عقول شبابنا فى أيدى العابثين.

 

تبث قناة "الوثائقية" على تردد 12303H ،5/ 27500/6، عبر نايل سات، وتعد أول قناة وثائقية مصرية، يتم إطلاقها لتروى القصة كاملة للعديد من القضايا والأحداث التى شهدتها مصر، على مختلف المجالات، سواء السياسة أو المجتمع أو الفن أو الاقتصاد وتعرض أفلاما عن الطبيعة ومناطق وشخوص مصرية بارزة وغيرها، إضافة إلى إنتاجات حاصلة على جوائز.

 

أهمية إطلاق قناة وثائقية مصرية خالصة لها أبعاد كثيرة، ففضلا عن أهميتها التوعوية وكشف الحقائق وفضح الأكاذيب، لها أثر إيجابى بالغ الأهمية على صناعة الأفلام الوثائقية الراسخة فى السينما المصرية وتعود إلى نحو 115 عاما وقت تصوير أول فيلم وثائقى بالإسكندرية، بل إن أول فيلم عرض فى مصر كان فى عام 1896، ولدينا اليوم العديد من صناع الأفلام والموهوبين الذين يبحثون عن فرصة لعرض إبداعهم على الملايين، وألا يقتصر الأمر على جمهور قليل فى المهرجانات السينمائية أو العروض التى تنظمها بعض المراكز السينمائية والثقافية.

 

القناة الوثائقية الجديدة ستنفرد فى تقديم الأفلام فى الفترة المقبلة، بمساعدة الكوادر المصرية الكبرى العاملة فى هذا المجال، ليرى المشاهد المصرى والعربى جرعة متنوعة من أفلام تاريخية ورياضية وفنية وعلمية وغيرها، لتؤكد على الحقائق بتفاصيلها وتكشف زيف الحكايات الكاذبة مع تدقيق النظر فى الوثائق والأوراق، وفتح ملفات التحقيقات.

 

كما تلاحق الأفلام الوثائقية أثناء غوصها فى تاريخ مصر كل من كان حاضرا أو له صلة بملفات وقضايا مصرية، لتسافر عبر الحدود إلى دول أجنبية وتستعين بشهادات لشخصيات بارزة وشاهدة على الأحداث، ومنها ملف استعادة مصر لطابا عام 1989، وأيضا إعادة مشاهدة الماضى من زاويا مختلفة لفهم الحاضر، حسبما يؤكد البرومو الدعائى للقناة الذى تم إطلاقه مؤخرا.

 

ومن المقرر أن تعرض القناة التى يرأسها المخرج شريف سعيد أفلام وثائقية عن الشخصيات المصرية الكبيرة والمؤثرة، ومنهم الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، إذ عبر الكاتب الصحفى والإعلامى أحمد الطاهرى رئيس قطاع الأخبار فى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية خلال حواره مع برنامج «الحياة اليوم» عن سعادته بعمل فيلم عن هيكل، ووصفه بأنه علامة فارقة للصحافة العربية والعالمية.

 

وفى الإطار نفسه تعرض القناة محتوى وثائقيا وأفلاما عن شخصيات أثرت فى حياتنا الثقافية والفنية، لتغطى قصص حياة المبدعين وتلقى الضوء على حجم إنجازهم الفنى والأدبى ومنهم نجيب الريحانى، إذ تعرض فيلما بعنوان «الريحانى»، على جزئين، يسلط الضوء على حياة الفنان الراحل وفلسفته، وتجاربه المضحكة المبكية مع الحياة، والثروات التى أتلفها، وأسرار المسرح الكوميدى، ورحلاته الفنية إلى الخارج، ودوره فى خدمة الوطن، والسينما التى أزعجته قبل أن تُكافئه بالخلود.

 

يتناول الجزء الأول ميلاد الريحانى ونشأته، وحياة الفقر والصعلكة التى عاشها فى بدايات القرن العشرين، وتجاربه المسرحية فى شارع عماد الدين بالقاهرة، وكواليس تعاونه مع الشاعر بديع خيرى، والملحن سيد درويش، والراقصة بديعة مصابنى، والمخرج عزيز عيد، والمعارك الفنية التى خاضها مع على الكسار، ويوسف وهبى، وآخرين، فضلا عن إسهامات مسرح نجيب الريحانى فى ثورة 1919.

 

 فيما يتناول الجزء الثانى موقف الريحانى المُرتبك من فن السينما فى بداية الأمر، وأزمات الديون التى تعرض لها، واضطراره إلى تمثيل عدد من الأفلام غير الناجحة فى ثلاثينيات القرن العشرين.

 

كما أنتجت القناة فيلما بعنوان «فرقة رضا»، يتناول تجربة إنشاء الفرقة الشعبية الشهيرة التى أسسها الفنان محمود رضا، متعقبا المحطات الأبرز فى رحلة إنشاء الفرقة، والتجربة الخاصة للفنان محمود رضا الذى نشأ متأثرا بكثير من العوامل التى أسهمت فى تكوين شخصيته الفنية الفريدة، كما يتناول كواليس مشاركة الفرقة فى إنتاج عدد من الأفلام التى تعد من علامات السينما المصرية والعربية وكلاسيكياتها، ودورها فى دعم الدولة المصرية فى سنوات المجهود الحربى منذ نكسة 1967، حتى انتصار أكتوبر 1973.

 

وتعرض قناة الوثائقية الفيلم الوثائقى يوسف إدريس، والذى يوثق حياة ودور الأديب المصرى الكبير صاحب الأوجه المتعددة وصاحب الشخصية المركبة والغنية بالتمرد والجنون والخفايا والتفاصيل، إذ ينقب الفيلم عن الأسرار والثوابت التى شكلت عالمه الإبداعى المتفرد فى مجالات القصة والرواية والمسرح والمقال، كما يكشف عن منابع الوعى والهوية المصرية التى حددت اختياراته فى الحياة وشهدت على مواقفه من القضايا الوطنية وتجربة الاعتقال وثورة يوليو ورؤساء مصر السابقين، والفيلم ينصف ذكرى يوسف إدريس ويكشف للجمهور عن ملامح مشروعه وخصوصية لغته ومنجزه الإبداعى وإسهاماته فى مجالى المسرح والسينما ومشاريع إعادة إنتاج أعماله.

 

وتنفرد قناة «الوثائقية» بعرض حوار تليفزيونى اليوم الأحد، على 3 أجزاء، أجراه الإعلامى أحمد الدرينى رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مع أمير حدود داعش، عقب سقوطه فى قبضة السلطات المصرية، إذ يدلى فهمى الأسود، أو هيثم عبدالحميد، أو رشيد المصرى - جميعها أسماء لشخصية واحدة - بشهادة تفصيلية تخرج للعالم للمرة الأولى عن تفاصيل تنظيم داعش وتطلعاته فى المنطقة، ويكشف المزيد من الأسرار وما فعله التنظيم فى سوريا وليبيا.

 

وفى إطار حرصها على تشكيل الوعى نجحت القناة الوثائقية فى الاستحواذ على حقوق بث أفلام وثائقية عالمية مهمة، وتعرض أفلاما مجانية فى حين أنه يتم عرضها على منصات أخرى مدفوعة، وتضم مكتبة القناة أفلام تعرض لأول مرة على الشاشات فى الوطن العربى، ومئات الساعات من المواد الوثائقية الجديدة التى تبث للمرة الأولى، ومن ثم ستكون تاريخ للأمة العربية، حيث ستتيح القناة للمنتج المصرى والعربى مشاهدة هذه المواد الوثائقية الحصرية، وتأتى هذه الخطوة إيمانا من الشركة المتحدة بأهمية الفيلم الوثائقى وصناعته، فى أعقاب التجربة المميزة التى قدمتها وحدة الأفلام الوثائقية بالشركة على مدار الأعوام الأربعة الماضية.

 


 

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع