"محلاها عيشة الفلاح".. لم يكن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وهو يتغنى بتلك الكلمات فى فيلم «يوم سعيد» قبل أكثر من ثمانية عقود، يجهل أن أوضاعا اجتماعية واقتصادية ضاغطة يعيشها فلاحو مصر وسط أجواء الحرب العالمية الثانية وما ألقته من تبعات على الاقتصاد، واتصال ذلك بآثار الاحتلال السيئة وتشابكات القصر والأحزاب السياسية صراعا على السلطة. ربما كان ينطلق من مسحة نفسية وجمالية تُغلف هذا الفضاء، وتنعكس على نفوس ناسه، حتى أنها تسمح بأن يظل هذا المزارع «متطمّن والبال مرتاح» حتى وهو يرمى كل ما لديه حبوبا فى الأرض، وينتظر نتاج جهده شهورا دون وعدٍ مُسبق أو نتيجة مضمونة!
رائحة طيّبة تملأ الروح، واخضرار مبهج على امتداد النظر. لطالما كان ريف مصر مساحة مفتوحة للبهجة والاستمتاع والعافية، حتى أنه كان مضرب المثل فى صفاء النفس وسلامة البال. لكن هذا المتّسع الفسيح من الجمال لا يحيا فى فقّاعة مُغلقة، ولا ينفصل عن عالمه المحيط، وبينما قفزت بنا الحياة أميالا إلى الأمام، بمزيد من العلم والمعرفة والتكنولوجيا والتطور، تركت تلك القفزات آثارا سلبية على الكوكب، بمُدنه وأريافه، باتت تُمثّل تحدّى البشرية الأكبر فى العصر الراهن، وربما لعقود طويلة مُقبلة.
الآن تتأهب مصر لاستضافة حدث بالغ الأهمية، مع التئام مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ cop27 فى مدينة شرم الشيخ أوائل نوفمبر المقبل، وهو الحدث الذى استعدت له الدولة المصرية لوجستيا وتنظيميا على مستويات عدّة، ليس أبرزها تحوّل شرم الشيخ بكاملها إلى مدينة خضراء، وإنما سبق تلك الاستعداد وترافق معها برنامج وطنى واسع وطموح للدفع باتجاه الاقتصاد الأخضر على كل المستويات، عبر أفكار وبرامج ومشروعات نوعية تحتفى بالطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر وتقليل الانبعاثات سعيًا باتجاه الحياد الكربونى، ومن مُنجزات تلك الرؤية جاء مجمع بنبان الأضخم عالميا لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، ومجمعات طاقة الرياح على ساحل البحر الأحمر، ومبادرة «اتحضر للأخضر»، وعشرات من البرامج والأنشطة الاقتصادية والتنفيذية الطموح فى هذا المسار، ولم ينفصل ريف مصر عن تلك الرؤية أو يتخلف عن ركبها، فتولّدت من رحم استراتيجية الدولة أفكار ومبادرات نوعية على امتداد مصر، تحتفى بالعودة إلى الطبيعة والعمل على إنقاذ البيئة الخضراء، سعيًا إلى استعادة صوت عبد الوهاب وهو يُغنى «محلاها عيشة الفلاح/ متطمّن قلبه ومرتاح/ يتمرّغ على أرض مراح/ والخيمة الزرقا ساتراه».
صاحبة أول محطة لتوليد الخلايا الشمسية للتخلص من تلوث الطاقة الكهربائية بالشرقية
12 كيلومترا فقط تفصل قرية البسايسة عن مدينة الزقازيق جنوب محافظة الشرقية، هذه القرية الصغيرة التى كانت ومنذ سنوات على موعد مع تجربة فريدة من نوعها، بإنشاء أول محطة لتوليد الطاقة الشمسية فى مصر للتخلص من تلوث الطاقة الكهربائية، عن طريق استخدام التكنولوجيا لتوليد الكهرباء التى يتم استخدمها لإنارة المنازل والشوارع، وتشغيل الأجهزة الكهربائية لتصبح «البسايسة» قرية رائدة من نوعها فى الاستفادة من الموارد الطبيعية، لخلق مجتمعات صديقة للبيئة فى الريف.
«العالم الحقيقى ليس من يعرف، بل من يعلم، وينقل هذه المعرفة»، بهذه الكلمات بدأ الدكتور صلاح عرفة، الذى ولد فى 2 نوفمبر عام 1941 بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، حديثه لـ«اليوم السابع» عن تجربته فى الاستخدام الحقيقى لقواعد التنمية المستدامة عن طريق استخدام العلم والتكنولوجيا ونقل المعرفة، قائلا قصته مع استخدام الطاقة الشمسية عوضا عن الكهرباء بقرية البسايسة، التابعة لمركز الزقازيق، بدأت حكايتها عندما غادر مصر عام 1976 فى منحة لمدة عشرة شهور لدولة السويد، وبعد الإعجاب الذى نالته أبحاثه من قبل أعضاء الجامعة التى زارها بالسويد، تمت دعوته من جديد لزيارة السويد عام 1971 حتى 1972 وهنا بدأ يتساءل عن سر تقدم تلك الشعوب حديثة النشأة، عن مصر بلد الحضارة، ووجد ضالته فى إجابة عدد من أصدقائه السويدين فى الوصول إلى المحتاجين إليه بالعلم والمعرفة، وكان هذا سبب النقلة الكبيرة فى تطوير بلدهم. واستطرد: فكرت مع مجموعة من الأصدقاء الشباب والعلماء الأجانب فى السويد فى عقد جلسة نقاشية بصفة مستمرة، للحديث فيما بينا، وخلال الجلسات كان الحديث دائما عن الحياة الريفية فى الشعوب، وكيفية المعاناة التى يعيشها أبناء الريف، ومن هنا قررنا زيارة قرية لتقديم غزارة علمنا من تكنولوجيا بها، ووقع الاختيار عليه لاختيار قرية مصرية، وعند عودتى لمصر اختارت قرية البسايسة، من مبدأ العودة للجذور، حيث قضيت فيها عامى الأول، وأثناء ذلك حدثت حرب أكتوبر، وتعذر زيارة الوفد الأجنبى للقرية، وفى عام 1974 اتخذت قرارا لتقديم ما باستطاعتى بتلك القرية بالعلم، وبدأت فى زيارة القرية كل يوم جمعة، بصفة مستمرة، وجلست مع أهاليها على الحصير البلاستيك، وكان عددهم فى تلك الفترة 650 فردا موزعين على 65 منزلا، وبدأت فى تطبيق فكرة المشاركة والحوار، والسماع لأهالى القرية، وكانت الأولويات منحصرة على المياه والكهرباء والصرف الصحى، وجاءت الفكرة باستخدام الطاقة الشمسية فى توليد الكهرباء، ومن هنا اشتغلنا سويا على الفكرة، التى تحولت البسايسة معها إلى قرية نموذجية تعتمد على الطاقة الشمسية والمكونات الطبيعية بدلا من مصادر الطاقة التقليدية، ومن رحمها خرج إلى النور عام 1982 مشروع البسايسة الجديدة، مشروع خاص بمجتمع صحراوى برأس سدر جنوب سيناء، ومشروع جنة الوادى بالوادى الجديد بمساحة 1250 فدانا.
وأشار سليمان عطية، من القائمين على أعمال جمعية البسايسة، التى تدير الملفات التنموية بالقرية، أن القرية تعتمد على الطاقة الشمسية والمكونات الطبيعية، عن طريق بطاريات ورفع الكمية المستخرجة من الألواح الشمسية، حيث توجد بطاريات الطاقة الشمسية فوق أسطح منازل القرية وجميع الأجهزة الكهربائية صارت تعمل بالطاقة الشمسية، علاوة على زراعة الأسطح بالنباتات المثمرة، وتعمل أكثر من 50 من منازل القرية بالطاقة الشمسية باشتراك شهرى رمزى 50 جنيها.
وادى الملاك قرية تستخدم الزراعة العضوية
أكثر من 25% من أصحاب المزارع يتوجهون للزراعة العضوية.. أحد المزارعين: توفى والدى بسبب المرض اللعين وكان أحد أسبابه انتشارة الكيماوى.. واتجهت لـ «العضوية» وحصلت على شهادات كربونية وعائدها يغطى التكاليف وبيع المحصول هو ربح صافى
مساحات خضراء تمتد على بصر العين لآلاف من الأفدنة الزراعية بقرية وادى الملاك، التابعة لمحافظة الشرقية، واحدة من أكبر قرى المحافظة المخصص بنطاقها مساحة زراعية المصطلحة.
اتجة ما يقرب من 25% من المزارعين إلى الزراعة العضوية «الأورجانيك» وهى كلمة سر الأرض التى تنتج أجود أنواع المحاصيل الزراعية والآمنة على صحة الإنسان، خالية من أى كيمياويات وتقلل الانبعاثات الكربونية الضارة، التى تسهم فى التغيرات المناخية.
انتقلت «اليوم السابع» إلى قرية وادى الملاك، فور دخول القرية المميزة بالمبانى البسيطة والخدمات المحدودة إلى أن يطفو عليها خير الطبيعة من أرض كبيرة ومزارع، تتبع الطرق الحديثة فى الرى بالتنقيط.
يقول أحد المزارعين، الحاج السيد إبراهيم، الذى تجاوز الستين من عمره: أمتلك 40 فدانا، عشت الآلام بسبب إصابة الوالد بالمرض اللعين، الذى أكد أسباب انتشاره استخدام الكيماوى بالزراعة، وبالرغم من أننى حصلت على مؤهل عال، لكنى لم أنس أصلى، فأنا فلاح ابن فلاح، وأشتغل بالزراعة منذ أن وعيت على الدنيا، وقبل 35 عاما أسست تلك المزارعة وبدأت باصطلاح الأرض، معلنا الابتعاد عن أى كيماويات، والعودة إلى الزراعة الأورجانيك لإنتاج ثمار صحية حتى وإن بذلت مشقة ومجهودا مضاعفا.
ويوضح: مع بزوغ الفجر يوميا يتجمع العمال، الذين يقومون بجمع المخلفات الزراعية، ويتم تجفيفها وفرمها عبر ميكنة مخصصة للفرم، وتخمير الناتج مع روث المواشى لإنتاج الكومبوست أو السماد العضوى.
يشير أحمد حسن، مهندس زراعى المشرف على عدد من مزارع وادى الملاك، إلى أن المزارعين يتم تدريبهم على كيفية جمع المخلفات بالطريقة الصحيحة، وتحويلها إلى السماد العضوى، لافتا أن النباتات التى يتم تسميدها بهذه الطريقة بخلاف الثمار الجيد، يكون النبات نفسه مقاوما للأمراض والآفات، التى تمنع المزارع من اللجوء للطريقة السهلة، وهى رش الكيمياوى لعلاجه، وفى حالة ظهور أى إصابات، يتم علاجها بالطريقة العضوية، لافتا إلى أنه يتم استخراج من السماد العضوى، «الكومومبست تى» وهى مادة سائلة طبيعية تستخدم للرش لمقاومة الحشرات والآفات ورفع الحالة المناعية للنبات.
ويكمل: تأثر المزارعون مثل باقى المجتمع بالتغيرات المناخية، بسبب ظاهرة الاحتباس الحرارى وارتفاع درجات الحرارة، وتأثر النبات فهو مثل أى كائن حى، خاصة الذين يتبعون الطريقة التقليدية، فأصبح النبات ضعيفا ينتج ثمارا أقل فى الجودة والمحصول منخفض. مضيفا، أنه كمزارع سمع عن تغيرات المناخية ولمسها فى تأثر النبات والثمار فى المزارع بالاطلاع على ما هو جديد فى مجال الزراعة، قائلا: علمت بفوائد تثبت الكربون فى الأرض كمزارع وللبيئة، وحصلت على دورات تدريبية متعددة فى هذا المجال للتعمق فى فوائده، وبالفعل حصلت على شهادات الكربونية، وتحقق عائد مادى منذ 5 سنوات وفى تزايد، فهذا العائد أصبح يغطى تكاليف الزراعة، فأصبح ناتج الثمار مكسبا صافيا، الذى يحقق عائدا ماديا سنويا عاليا، وهو الأمر الذى جذب العديد من مزارعى وداى الملاك، لتجميد الشهادات الكربونية.
قبل استضافة مصر مؤتمر المناخ COP27 «حياة كريمة» تغير حياة الأسر بالغربية للأفضل
إنتاج البايوجاز فى منازل مزارعين باستخدام روث الحيوانات.. طاقة نظيفة منزلية للطهى وتسميد الزراعات.. وأحد المستفيدين: نتائجه مذهلة والمبادرة غيرت الحياة فى القرية
تشهد قرى مركز زفتى بمحافظة الغربية البداية الأولى لتنفيذ المبادرة الرئاسية حياة كريمة والتى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، لتطوير الريف المصرى والتى أحدثت طفرة حقيقية فى كل المجالات والقطاعات الخدمية، لتقديم خدمات أفضل للمواطنين.
قرية سنباط إحدى أكبر قرى مركز زفتى قرر السكان فيها، تم تطبيق فكرة مختلفة لتنقل القرية نقلة مختلفة عن طريق إنتاج طاقة نظيفة فى المنازل، باستخدام روث الحيوانات من حظائر المزارعين مما لديهم رؤوس ماشية.
وتم اختيار مجموعة من المزارعين ممن يمتلكون ثروة حيوانية لتنفيذ الفكرة وإنتاج وقود نظيف بأقل الامكانيات للطهى واستخدامه فى الأعمال المنزلية اليومية يكون بديلا لأسطوانات البوتاجاز.
وفى منزل المواطن على عبدالمنعم صقر تم تطبيق الفكرة وإنتاج وقود نظيف دون أى يتحمل أى نفقات خاصة بحوض تجميع المخلفات أو الخزان الخاص بتخمر المخلفات أو التوصيلات المؤدية للمطبخ. وتغيرت حياة أسرة «على» المواطن البسيط للأفضل بعدما استطاع أن يحصل على وقود نظيف آمن بديل لأسطوانات البوتاجاز مرتفعة السعر.
يقول على عبدالمنعم صقر لـ«اليوم السابع»: مسؤولو مبادرة حياة كريمة عرضوا علىَّ تنفيذ هذه الفكرة وعلى عدد من المزارعين بالقرية، لإنتاج وقود نظيف خاصة المزارعين الذين يمتلكون عددا من رؤوس الماشية، دون أن تحمل أى تكاليف تخص أعمال التنفيذ.
وأكد أنه لم يتردد فى الموافقة ولم يتوقع أن يحقق المشروع هذه النتائج المذهلة، وتم عمل حوض لوضع المخلفات الحيوانية موصل بماسورة لخزان تحت الأرض للتخمير ويخرج منه خرطوم موصل للبوتاجاز.
وأضاف أنه تم تدريبه على كيفية إنتاج الوقود من المخلفات، عن طريق تجميع مخلفات الحيوانات يومياً ووضعها داخل حوض صغير وتخفيف كثافة المخلفات بالمياه ثم تمريرها عن طريق ماسورة لخزان مدفون تحت الأرض يتم فيه تخمير المخلفات لإنتاج الغاز ويخرج منه خرطوم موصل للبوتاجاز فى المطبخ.
وأكد ان هذه التجربة العظيمة وفرت له بديلا لأسطوانات البوتاجاز وأنتجت له وقودا نظيفا وساعدت على توفير بديل أفضل من أسطوانة البوتاجاز.
واشار بعد تحلل المخلفات تخرج لخزان آخر فى صورة مياه يتم تعبئته فى جراكن لاستخدامه كسماد عضوى لأرضه كبديل للأسمدة الكيماوية.
وتابع فى البداية لم نصدق هذه الفكرة او نتوقع نجاحها ولكن بعد تنفيذها فى منزلى اختلف الرأى خاصة مع النتيجة المذهلة التى شاهدتها وهى أننى أصبح لدى وقود نظيف دون الحاجة لأسطوانة البوتاجاز وتشجع المزارعين وطبقوها فى منازلهم.
وأضاف أننا نحصل على وقود نظيف بدون جهد كما نتخلص من المخلفات بطريقة آمنة وننتج منها سمادا عضويا للأرض.
ووجه «صقر»، الشكر للقائمين على تنفيذ حياه كريمة بمحافظة الغربية على كل ما تحقق من إنجازات ملموسة على أرض مركز زفتى غيرت حياتنا للأفضل.
أسطح قرى الغربية تتحول إلى اللون الأخضر.. بفضل «المبادرة الرئاسية»
توفير أحواض زرع وشتلات خضر وفواكه بالمجان للمستفيدين.. وأحد المستفيدين: هدفها الحفاظ على البيئة وتوفير احتياجاتنا من الخضار والفاكهة
«توفيق عوض الله»، مواطن مصرى بسيط لا يعرف معنى كلمة المناخ أو تحسين جودة، فقط علم عن طريق التليفزيون بانعقاد قمة أو مؤتمر كبير على حد وصفه للمناخ فى مصر نهاية العام، ورغم حدود علمه بتفاصيل هذا المؤتمر، فإنه يعتبر من أهم المشاركين فيه بمشاركته فى مبادرة «اتحضر للأخضر»، التى تم تنفيذ جانب منها فوق سطح منزله بإزالة المخلفات، ومشاركته فى مشروع زراعة أسطح المنازل بإحدى قرى الغربية، ليحجز الحاج توفيق مقعدا مهما بهذه المشاركة فى قمة المناخ.
استطاعت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، لتنمية وتطوير الريف المصرى، أن تغير حياة المواطنين بقرى مركز زفتى، المحطة الأولى لتنفيذ المبادرة بمحافظة الغربية، للأفضل فى مختلف القطاعات الخدمية من إدخال خدمات الصرف الصحى، الغاز الطبيعى، مشروعات مياه الشرب، وأيضا تبطين الترع، وإنشاء مدارس جديدة ومجمعات حكومية لخدمة المواطنين. فضلا عن الدور المهم فى تنمية المواطنين، وتقديم خدمات أفضل لهم، من خلال المبادرات التى تنفذها المبادرة بمشاركة مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية، ومنها مبادرة زراعة الأسطح بالنباتات والأشجار المثمرة والخضراوات، فى إطار خطة الدولة للحفاظ على البيئة والمناخ. وحولت المبادرة أسطح منازل عدد كبير من المواطنين بقرية سنباط، إحدى أكبر قرى مركز زفتى، للون الأخضر، من خلال مبادرة التشجير، حيث تم توفير أحواض لزراعة الخضراوات والفاكهة وأيضا نباتات الزينة، دون أن يتحمل أى منهم تكاليف تنفيذ المبادرة.
يحكى توفيق عوض الله، أحد المستفيدين من مبادرة زراعة الأسطح لـ«اليوم السابع»، أن المبادرة الرئاسية حياة كريمة، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، شملت جوانب كثيرة من الحياة فى القرى، ومنها قرية سنباط، مشيرا إلى أنه شارك فى تنفيذ مبادرة زراعة الأسطح والاستفادة من مساحات الأسطح المختلفة فى زراعة أشجار خضر وفاكهة ونباتات زينة، بدلا من تحويلها لتحزين المخلفات القديمة، وأضاف، أنه تم اختيار عدد من أسطح المنازل لتنفيذ مبادرة زراعة الأسطح، وقام على التنفيذ إحدى الجمعيات الأهلية ضمن مبادرة حياه كريمة، وتحول سطح منزله للون الأخضر بعد أن كان مكانا لحفظ الكراكيب والمخلفات، وأصبح السطح يتزين باللون الأخضر، يرسم حالة من الراحة النفسية، تستطيع أن تجلس فيه باسترخاء وسط الخضرة.
وأضاف، أنه تم وضع عدد من الأحواض وزراعتها بأشجار فاكهة، منها التين والبرتقال واليوسفى والجوافة، وأصناف أخرى من الفواكه، وأيضا خضراوات مثل الكرنب والباذنجان والبقدونس والجرجير والفلفل والخس. وأشار إلى أنه تم تنفيذ المبادرة بحرفية وعمل خطوط صرف للمياه الزائدة على التربة للحفاظ على الخرسانة، وأيضا استخدام الرى بالتنقيط لتوفير المياه. وأوضح أنه تمت الاستعانة بمهندس زراعى، لتدريب المستفيدين على كيفية الزراعة ومواعيد الرى وكيفية الحفاظ على الزراعات. وأكد أن هناك هدفا مزدوجا من المبادرة، هى الحفاظ على البيئة وتوفير مصدر رزق للمستفيدين، وأن العائد المعنوى أكبر من العائد المادى بتوفير مكان نظيف تحيطه الأشجار والنباتات، وهو ما يخلق راحة نفسية لأصحابها.
قرية نموذجية فى أسوان
مشروعات متعددة لـ«حياة كريمة».. موقع القرية المميز على النيل وخلوها من المصانع رشحاها لتكون نموذجية.. والأهالى: البيوت بسيطة والأشجار كثيرة ولا نحتاج إلى مكيفات
وسط حالة من الصمت تسمع خلالها «زقزقة» العصافير على الأشجار التى ملأت المكان فى كل الاتجاه، بهذا المشهد يمكن وصف حالة الهدوء التى تتسم بها قرية فارس التى تبعد أكثر من 800 كيلومتر جنوب العاصمة القاهرة، حيث تطل على نهر النيل مباشرة بمحافظة أسوان، وتشتهر بأنها واحدة من القرى الزراعية المنتجة والقرى النظيفة أيضا، وهو ما جعلها مرشحة لتكون قرية نموذجية صديقة للبيئة.
«اليوم السابع» انتقلت إلى قرية فارس التابعة لمركز كوم أمبو، لرصد المقومات التى جعلت القرية واحدة من القرى البيئية النموذجية وما تبذله الدولة من جهود على أرضها تتمثل فى مشروعات تنمية وتطوير ضمن المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصرى «حياة كريمة».
أبو طالب أحمد عبد الحميد، من أهالى قرية فارس بمحافظة أسوان، يصف المشهد على القرية قائلاً: «الحمد لله الذى أنعم علينا بهذه القرية الجميلة، التى رغم بساطتها فى المعيشة، إلا أنها تتمتع بموقع ساحر مطل على نهر النيل فهى تخلو من المصانع والضوضاء وغيرها من عوامل التلوث الصناعى، ويعتمد سكانها على الطبيعة فى المعيشة والزراعة والانتقالات من نجع إلى نجع». وتابع «أبو طالب»، بأن القرية تقع على الضفة الغربية من النيل ويحدها النهر من الجهة الشرقية والصحراء وطريقها من الجهة الغربية، وتتميز بيوت القرية بالاتساع المسطح، فهى مبنية من الطوب اللبن البسيط ويتكون المنزل من غرف مسقوفة وحوش مفتوح يمكن أن ينام أهل المنزل فى العراء داخل المنزل خلال فصل الصيف دون الحاجة إلى مكيفات وأجهزة تبريد، كما أن السكان يعتمدون على الأشجار ويستظلون تحتها للوقاية من الشمس والحر ويوجد تحت الأشجار «الزير» المصنوع من الفخار لشرب مياه نقية باردة، مشيرا إلى أن الأهالى يعتمدون على الطبيعة بشكل كبير ويستغنون عن بعض التكنولوجيا الحديثة التى من شأنها استنزاف الثروات وإهدار الطاقات.
محمد السبال، مزارع من أهالى القرية، أضاف أن القرية حباها الله بالخيرات الطبيعية من الزراعات المختلفة وذلك بسبب موقعها المطل على نهر النيل مباشرة، فالزراعة هى المهنة الأساسية لسكان القرية بجانب الاعتماد على التجارة والصيد فى مياه النيل، لافتا إلى أن من أبرز الزراعات التى تشتهر بها القرية هى، النخيل والمانجو والليمون والقمح وغيرها من المحاصيل الزراعية الأخرى، موضحا بأن هذه العوامل الطبيعة النظيفة تجعل الإنتاج الزراعى للثمرات عالى الجودة ونقى ويعتمد معظم التجار على إنتاج فارس من المحاصيل المختلفة. وأشار «السبال»، إلى أن فارس جديرة لتكون من القرى النموذجية النظيفة لأنها خالية تماما من المصانع التى تضر بالبيئة وهو ما أهلها لإقامة مشروع الطاقة الشمسية الجديد على أرضها، وهو أيضا مشروع صديق للبيئة منتج للطاقة النظيفة.
من جانبه، أكد اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أنه جار إنهاء أول مرسى وممشى سياحى بقرى حياة كريمة داخل قرية فارس التابعة لمركز كوم أمبو والتى تم اختيارها لتصبح أول قرية صديقة للبيئة حيث يقع المرسى والممشى السياحى الجديد على مساحة 2700 م2، ويضم برجولات خشبية ومظلات ومقاعد متنوعة، ومسطحات خضراء وأشجار ظل ونباتات زينة مختلفة، وألعاب أطفال ومشايات.
التلين قرية بالشرقية صديقة للبيئة مكامير فحم بدون عوادم
مكامير الفحم ذات الطريقة التقليدية واحدة من أخطر مصادر تلوث الهواء، بسبب انبعاث الغازات الضارة، التى تسبب أخطارا على البيئة بشكل عام، وعلى المواطن المقيم فى المنطقة بشكل خاص.
هنا قرية التلين، التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية، بالتحديد على حدود القرية، نفذت أول مكمورة للفحم صديقة للبيئة بدون عودام أو أدخنة ضارة، كبديل للطريقة التقليدية الضارة.
انتقلت «اليوم السابع» إلى أول مكمورة صديقة للبيئة بالشرقية، والتقت سليم رأفت صاحب الفكرة، وأوضح أنها عبارة عن منظومة متكاملة تعمل على إنتاج فحم نباتى بجودة عالية، وتقوم بمعالجة الغازات الناتجة عن التفحيم وتحويلها إلى غازات تخليقية تستخدم كوقود.
وأكد أنه بدأ حياته العملية كتاجر ومصدر للفحم المصرى، الذى يجد منافسة من بعض الدول المنتجة للفحم صديقة للبيئة، قائلا: بسبب أننا نقوم بتصنيعه بالطريقة التقليدية، التى تعتمد على إشعال النيران فى الأخشاب وتركها حتى تخمد تماما ويخرج منها الفحم، الذى يكون نسيته أقل بكتير من حجم الخشب الذى تم إضرام النيران به، كما أنه يكون مفتقد مميزات الجودة، بالإضافة إلى مساهمة تلك الطريقة فى تلوث البيئة وتعرض العاملين فيه لمخاطر شديدة، بسبب انبعاثات الأدخنة التى تستمر لمدة 40 يوما متواصلة فى الجو، هو ما يؤثر على صحة المواطنين فى محيط المكمورة بسبب استنشاق الغارات الضارة وإصاباتهم بالأمراض، وأيضا ضرر للبيئة بسبب مساهمة تلك الطريقة فى تلوث الهواء.
يقول: استقررت فى مصر منذ أكثر من 10 سنوات، وبدأت فى تأسيس مكمورة للفحم، كنت رافضا تنفيذ النموذج البدائى الذى ما زال موجودا، لما يسببه من ضرر للبيئة، وبدأت فى البحث عن النماذج المنفذة بعدد من الدول، والتعرف على كل نموذج، من حيث مميزاته وعيوبه، التى أبرزها أن الضغط بالفرن عالى جدا، وأنا كواحد من أبناء المهنة ومتعمق فيها، فكرت فى تصميم نموذج متطور يتفادى كل العيوب التى رصدتها بالنماذج السابقة والاستفادة من الغازات الناتجة، وتحويلها كوقود من خلال وحدة معالجة ملحقة بكل فرن.
وأشار إلى أن الطريقة البدائية تقوم على وضع الأخشاب، التى يتم تشوينها لشهور طويلة لامتصاص الرطوبة منها ثم إشعال النار فيها، فيستمر الحريق مشتعلا لمدة 40 يوما، الذى يخلف الطن الواحد منه 140 متر مكعب غازات سامة مثل الكربون والنتروجين وغيرها فى الجو، أما الفرن المطور فدورة العمل فيه 8 ساعات يوميا بدرجة حرارة متوسطة بدون أى انبعاثات ضارة، وتقوم بتفحيم كل أنواع الخشب حتى الأخضر منه وتنتج 3 أضعاف الطريقة التقليدية.
وتابع: إن الأمر لم يكن بهذه السهولة، بل استغرق سنوات من البحث وإعداد التجارب وفشل الكثير منها، إلى أن وصلت إلى الفرن المستخدم حاليا، الذى يتميز بإنتاج كميات كبيرة وبمواصفات عالية الجودة منافسة فى السوق الدولى، حيث تكون نسبة الكوبون فى الفحم المنتج من الأفران صديقة للبيئة عالية تصل إلى 85% وهى النسبة المطلوبة فى السوق الدولى، لأن الفرن يجعل مدة اشتعال الفحم طويلة كما أن انبعاثات الأدخنة منه أقل، بخلاف المصنع من المكمورة البدائية، التى تقوم على الحرق المباشر فيكون الكربون بنسبة 60% أو أقل فيسبب أدخنة كثيفة وعمر أقل.
فارس قرية نموذجية فى أسوان
مشروعات متعددة لـ«حياة كريمة».. موقع القرية المميز على النيل وخلوها من المصانع رشحاها لتكون نموذجية.. والأهالى: البيوت بسيطة والأشجار كثيرة ولا نحتاج إلى مكيفات
وسط حالة من الصمت تسمع خلالها «زقزقة» العصافير على الأشجار التى ملأت المكان فى كل الاتجاه، بهذا المشهد يمكن وصف حالة الهدوء التى تتسم بها قرية فارس التى تبعد أكثر من 800 كيلومتر جنوب العاصمة القاهرة، حيث تطل على نهر النيل مباشرة بمحافظة أسوان، وتشتهر بأنها واحدة من القرى الزراعية المنتجة والقرى النظيفة أيضا، وهو ما جعلها مرشحة لتكون قرية نموذجية صديقة للبيئة.
«اليوم السابع» انتقلت إلى قرية فارس التابعة لمركز كوم أمبو، لرصد المقومات التى جعلت القرية واحدة من القرى البيئية النموذجية وما تبذله الدولة من جهود على أرضها تتمثل فى مشروعات تنمية وتطوير ضمن المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصرى «حياة كريمة».
أبو طالب أحمد عبد الحميد، من أهالى قرية فارس بمحافظة أسوان، يصف المشهد على القرية قائلاً: «الحمد لله الذى أنعم علينا بهذه القرية الجميلة، التى رغم بساطتها فى المعيشة، إلا أنها تتمتع بموقع ساحر مطل على نهر النيل فهى تخلو من المصانع والضوضاء وغيرها من عوامل التلوث الصناعى، ويعتمد سكانها على الطبيعة فى المعيشة والزراعة والانتقالات من نجع إلى نجع». وتابع «أبو طالب»، بأن القرية تقع على الضفة الغربية من النيل ويحدها النهر من الجهة الشرقية والصحراء وطريقها من الجهة الغربية، وتتميز بيوت القرية بالاتساع المسطح، فهى مبنية من الطوب اللبن البسيط ويتكون المنزل من غرف مسقوفة وحوش مفتوح يمكن أن ينام أهل المنزل فى العراء داخل المنزل خلال فصل الصيف دون الحاجة إلى مكيفات وأجهزة تبريد، كما أن السكان يعتمدون على الأشجار ويستظلون تحتها للوقاية من الشمس والحر ويوجد تحت الأشجار «الزير» المصنوع من الفخار لشرب مياه نقية باردة، مشيرا إلى أن الأهالى يعتمدون على الطبيعة بشكل كبير ويستغنون عن بعض التكنولوجيا الحديثة التى من شأنها استنزاف الثروات وإهدار الطاقات.
محمد السبال، مزارع من أهالى القرية، أضاف أن القرية حباها الله بالخيرات الطبيعية من الزراعات المختلفة وذلك بسبب موقعها المطل على نهر النيل مباشرة، فالزراعة هى المهنة الأساسية لسكان القرية بجانب الاعتماد على التجارة والصيد فى مياه النيل، لافتا إلى أن من أبرز الزراعات التى تشتهر بها القرية هى، النخيل والمانجو والليمون والقمح وغيرها من المحاصيل الزراعية الأخرى، موضحا بأن هذه العوامل الطبيعة النظيفة تجعل الإنتاج الزراعى للثمرات عالى الجودة ونقى ويعتمد معظم التجار على إنتاج فارس من المحاصيل المختلفة. وأشار «السبال»، إلى أن فارس جديرة لتكون من القرى النموذجية النظيفة لأنها خالية تماما من المصانع التى تضر بالبيئة وهو ما أهلها لإقامة مشروع الطاقة الشمسية الجديد على أرضها، وهو أيضا مشروع صديق للبيئة منتج للطاقة النظيفة.
من جانبه، أكد اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أنه جار إنهاء أول مرسى وممشى سياحى بقرى حياة كريمة داخل قرية فارس التابعة لمركز كوم أمبو والتى تم اختيارها لتصبح أول قرية صديقة للبيئة حيث يقع المرسى والممشى السياحى الجديد على مساحة 2700 م2، ويضم برجولات خشبية ومظلات ومقاعد متنوعة، ومسطحات خضراء وأشجار ظل ونباتات زينة مختلفة، وألعاب أطفال ومشايات.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع