بوابة صوت بلادى بأمريكا

خالد الإتربى رئيس الفضائية المصرية فى حوار مع "اليوم السابع": استطلعت آراء مصريي الخارج حول ما يحتاجونه من البرامج وكانوا يريدون البرامج القديمة وكيف أصبح شكل مصر.. ويؤكد: نائلة فاروق تدعمنى فيما أعرضه من أفكار

تولى رئاسة أحد أبرز القنوات في التليفزيون المصرى، تلك الفضائية التي تعد أول فضائية في الوطن العربى، والتي انطلقت عام 1990، بهدف الوصول للمصريين المتواجدين في الخارج، ومخاطبتهم، وتكون صوت مصر للعالم، خلال عهد تشهد القناة الكثير من التطورات والأفكار المبدعة، حيث يسعى لاستغلال خبراته في التطوير والإخراج في إنجاح القناة، ورغم رئاسته للفضائية المصرية إلا أنه لم يترك مجال الإخراج، حيث لا زال يخرج العديد من البرامج بالقناة، إنه المخرج خالد الإتربى رئيس الفضائية المصرية.

 

 

خلال حوارنا مع المخرج خالد الإتربى، تحدث عن بداية عمله في الفضائية المصرية في تسعينيات القرن الماضى، والنصيحة التي قالتها له الإعلامية سهير الإتربى في بداية عمله في الفضائية، ودور الفنانة ميرفت آمين في حبه للسينايو والتحاقه بقسم السيناريو بالمعهد العالى للسينما، بجانب أبرز البرامج التي أخرجها في التليفزيون المصرى، والأهداف التي يسعى لتحقيقها خلال رئاسته للفضائية المصرية، وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالى..

 

 

احك لنا عن تاريخ عملك في قناة الفضائية المصرية؟
 

كانت السيدة الأستاذة سهير الأتربي أول رئيسة للفضائية المصرية، وأنا التحقت بالقناة في شهر سبتمبر عام 1992، وفى هذا العام كان بداية إنتاج برامج خاصة بالفضائية مثل برنامج "سباق الأغاني" إخراج محمد دنيا، وبرنامج "أغاني الأفلام" وكان برنامج مباشر على الهواء ورابط بين المصريين في الخارج ومصر والعرب، وحينها كنت مساعد مخرج ثاني في البرنامج، وكانت برامج ليست بالكم الكبير، ويقدمها كبار المذيعين، وكانت البرامج من إنتاج التليفزيون والفضائية المصرية.

 

 

 

وماذا حدث بالفضائية المصرية بعد قيادة سهير الإتربى لها؟
 

الفضائية المصرية في  1/1/1995 كانت ضمن القطاع الفضائي، وكانت رئيسة القطاع سناء منصور، وبعد ذلك عادت الفضائية المصرية وانضممنا للتليفزيون مرة أخرى قريبا.

 

ماذا تمثل الفضائية المصرية بالنسبة للمشاهد المصرى؟
 

الفضائية المصرية هي صوت مصر في الداخل وفي الخارج، وخلال الفترة التي تلت قيادة الأستاذة سناء منصور للفضائية المصرية ظهرت فضائيات كثيرة، ويتم إنفاق أموال كثيرة عليها، ويستعينون بالتليفزيون المصرى سواء من فنيين ومخرجين ومذيعين،  وكوادر وكفاءات في كل المستويات، فلا يمكن أن تستعين بشخص في تلك لفضائيات إذا كان لديه خبرة في هذا الصرح القوي، فالتليفزيون المصرى يمثل المصداقية ولديه أكبر أستوديوهات، وهذا لا يمتلكه أحدا.

 

احك لنا عن تجربتك في الإخراج التليفزيونى؟
 

 أنا أدرس إخراج وأداء تليفزيوني في جامعات كثيرة، وأعطى دورات تدريبية  لمن يسعون لتطوير قناة أو مذيعين أو مخرجين، فأنا درست الإخراج على يد خبراء أجانب من أمريكا وكندا، حيث كان هناك خبراء يدرسون لنا كتبهم، ونحن من ندرسها الآن للطلاب، ولدى خبرة أكاديمية وعملية، منذ 92 وحتى عام 2002 عملت في الفضائية المصرية، ثم تم انتدابى لقناة دريم عند بدايتها وذلك من خلال البرامج التي أخرجتها في التليفزيون المصرى، وأعجب بها قناة دريم فتم انتدابى هناك، وكانت وطريقة العمل مختلفة، حيث كنا نعمل كفريق عمل متكامل ، وهذا أكثر شيء لفت انتباهى، والجميع يعلم عمل بعضه، فلابد أن تعلم عمل المذيع والمخرج والمعد والمصور، وهذا ما أسعى لنقله لقناة الفضائية المصرية خلال رئاستى لها أننا جميعا نعمل كفريق واحد، والجميع يساهم في النجاح.

 

 

 

وكيف تطبق هذا النظام في الفضائية المصرية؟
 

جميعا في الفضائية المصرية يعمل من أجل هذه الشاشة، ونحب هذا المكان كثيرا، فهو همنا الأكبر، ونحن لسنا في منافسة مع أحد، بل كل الفضائيات في مكان ونحن في مكان أخر ، ونحن ننطلق الآن، وأنا أحب من يعمل معى يكون مبدع ولديه أكفار خارج الصندوق، فكلما كانت أفكارنا متقاربة يمكن أن ننفذها بنجاح ، ونحن لدينا قناتين، الفضائية المصرية لأمريكا والفضائية الأولى، والفضائية الموجهة لأمريكا مهمة أكثر.

 

لماذا؟
 

لأنه عندما يكون لديك ضيفا تقدم له أفضل ما لديك، وأفضل شيء عن مصر لابد أن أعرضه للجمهور، وعندما توليت منصب رئيس الفضائية المصرية، وتواصلت مع الدكتورة هويدا مصطفى، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، وطلبت منها البحوث التي تم إجرائها عن الفضائيات، فقالت لى إن هناك 250 بحثا عن الفضائيات العربية، و25 للفضائيات المصرية.

 

وماذا فعلت بعدها؟
 

أطلعت على تلك الرسائل، ووصلت لتوجهات أن أهم البرامج التي تهم المصريين في الخارج هم برامج الأطفال والمرأة والثقافية، وبالتالي توصلت إلى ما يريده الجمهور المصرى في الخارج، وبدأت أتواصل مع بعض هذا الجمهور الذى يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية عبر الهاتف والواتس آب، لمعرفة ماذا يريدون من برامج على شاشة الفضائية ؟ وما الذى يفتقدونه ؟، وتواصلت مع ما يقرب من 40 مصريا يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية وأوصيت كذلك عدد من أساتذة الجامعات بالتواصل مع المصريين في أمريكا لسؤالهم عن نفس الشئ .

وما الذى كان يريده المصريين في الخارج على شاشة الفضائية المصرية؟
 

وجدت أن أكثر أنواع البرامج التي يريدها المصريون في الخارج هي البرامج القديمة "نوستالجيا" وكيف أصبح شكل مصر الآن، وكذلك برنامج ديني لسن 12 عاما وحتى 30 عاما، لأن هذه الفئة في الخارج لديها جزء ليس واضحا في اشياء دينية، وكذلك أفلام عربية مترجمة باللغة الإنجليزية، برنامج سياحي بالإنجليزية، وهذا اختصر لي مجهودا ووقتا كبيرا.

 

وكيف سعيت لتحقيق رغبات المصريين في الخارج على شاشة الفضائية المصرية؟
 

بدأنا في الفضائية نحب بعضنا بشكل كبير، وأصبحنا خائفين على بعضنا، وجميعنا يريد النجاح للقناة لأنه لا يوجد أحد ينجح بمفرده، وأصبحت أركز على الجزء الجيد في الشخص الذي أمامه واسعى لإخراج أفضل ما فيه، واستمع لمقترحات العاملين، ومن يستطيع تنفيذ فكرة خارج الصندوق أطالبه بأن ينفذها، فعلى سبيل المثال إحدى زميلاتنا لديها أفكار كثيرة خارج الصندوق وهذه الأفكار كانت تجعلها تصطدم بكثيرين، ولكن أنا أعرف أنت بداخلها فنانة، وعندما طرحت فكرتها طلبت منها أن أشاهد برومو صغير نوستالجيا، فوجدها نفذت فكرة جميلة للغاية، ولاقت نجاحا كبيرا لدى المصريين في الخارج عندما تم بثها على الفضائية المصرية، وكذلك إحدى زميلاتنا مخرجة بالقناة قالت لى لدى فكرة أريد تنفيذها ونفذتها هي وابنتها وزوجها، وكنزي بنتها كانت طفلة وهي الآن مذيعة تبلغ من العمر 15 سنة، وأجرت جولات فى ممشى أهل مصر وفى مولات وتبث في برنامجها مسرحية معروضة، وتعرض كل الأشياء الجيدة والجميلة في مصر، وتعرض شواطئ الإسكندرية، وحققت نجاحا كبيرا ، وكذلك أنا والمذيعة مها عادل تناقشنا حول فكرة ماذا يفعل المذيعات خلف الشاشة وكيف يسير يومهم وأين يذهبون ، وهذا البرنامج يحقق عدة أهداف من بينها أننا نرى مصر من خلال المذيعات وترويج سياحى والتأكيد على أن مصر آمنة، حيث إن المذيعة نفسها في الشارع وتذهب في مول، وكذلك تذهب إلى كل شواطئ مصر، وبدأنا ننفذ الفكرة وقللنا من مدة البرامج بدلا من 30 دقيقة جعلنا البرنامج 20 دقيقة فقط.

 

 

 

وكيف نفذت رغبة المصريين في الخارج فيما يتعلق ببث الأفلام؟
 

سعينا لعرض أفلام عربية بترجمة إنجليزية لأن الأطفال في الخارج لا يعرفون اللغة العربية بشكل كامل بسبب أن الأب والأم قد يكونان مصريان ولكن مهاجران للولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات عديدة، وكذلك عرضنا برنامج سياحى بالإنجليزية وتم التواصل مع قناة النيل الدولية الناطقة باللغة الإنجليزية لعرض برنامج سياحى باللغة الانجليزية.

 

لنبدأ أولا بفكرة عملك بمجال الإخراج.. كيف جاءت؟
 

في البداية أنا تخرجت من المعهد العالى للسينما قسم سيناريو، وسبب حبى للسيناريو هو أننى عندما كنت صغيرا كانت جارتنا الفنانة ميرفت أمين، وكنت دائما أجلس معها، فعندما كان يعرض عليها سيناريو لعمل سينمائى كانت تجعلنى أقرأه ومن هنا جاء حبى للسيناريو وتعلمت سيناريو بالفعل، وعندما التحقت بمعهد السينما، التحقت بقسم السيناريو، ولكن عندما ذهبت للفضائية المصرية، وجدت أن العمل سيكون مساعد مخرج.

 

وكيف جاء عملك بالإخراج في التليفزيون المصرى؟
 

عندما التحقت بالفضائية المصرية، استقبلتنى الأستاذة سهير الإتربى التي كانت رئيسة الفضائية المصرية حينها، وقالت لى إننى سأتعلم الإخراج من الجراج ومن المكتبة، واستغربت الأمر ولكن بالفعل كانت تجربة مميزة للغاية تعلمت فيها بشكل جيد الإخراج، ثم عملت مساعد مخرج.

 

خلال عملك مخرجا في الفضائية المصرية.. من أبرز من تعلمت منهم فن الإخراج؟
 

من ضمن الناس الذين عملت معهم الأستاذ عصام الأمير، وأسماء كثيرة للغاية، وكلهم تعلمت منهم، وكذلك عملت مع الأستاذ عمر أنور ببرنامج سياحي، وهذا ما جعلنى أحب البرامج السياحية بعد ذلك، وأول مخرج تنفيذ أعطانى دفعة للعمل كمخرج كان الأستاذ سمير سعيد.

 

كيف أعطاك سمير سعيد دفعة للعمل كمخرج؟
 

  كان هناك نقل هواء للرئاسة وكنت حينها ما زالت مساعد مخرج بالتليفزيون المصرى، وقالي أنا "سأصعد كى أمضي على ورقة والرئاسة ما زال أمامها 10 دقائق كى تبدأ البث على الهواء، وإذا نقلوا كلمني وأنا سأحضر على الفور"، ثم قال لى " لا تخف" وأعطانى الرقم الذى سأطلبه من خلاله، وبمجرد خروجه أبلغونى أننا سنبث على الهواء مباشرة للرئاسة، وعندما طلبته في التليفون قال لي  "سأنزل لك وأنقل البث بشكل طبيعى" ، وعندما خرجنا على الهواء، وجد شخصا يطبطب علي وبيقول لي "لن أتركك لوحدك وأنا في ضهرك، مبروك يا حبيبي لا تخاف من شيء ستكون مخرج هواء هائل، ومنذ ذلك الحين تحولت من مساعد مخرج لمخرج.

 

وكيف كانت تجربتك مع برامج الهواء؟
 

بعد تشجيع المخرج سمير سعيد لى ، أصبح كل برامجى بعدها على الهواء، ولم أكن أخشى هذا الأمر، رغم أن الخطأ في برامج الهواء كبير للغاية، وخلال عملى مع الأستاذة سناء منصور كان لديها أفكار لبرامج، وجاءت لها فكرة لبرنامج جديد مع معدة جديدة اسمها أمل أبو بكر عزت، وقالت لها لها إن هناك مخرج اسمه خالد الإتربي ناقشى الفكرة معه، والبرنامج كان اسمه حوار مع الكاميرا، وبالفعل نفذنا البرنامج وانطلق وبعد البرنامج تزوجنا.

 

ما هي أبرز البرامج التي أخرجتها؟
 

أبرز البرامج التى أخرجتها، زوجة رجل مهم، وبرامج السياحة، وأصبح أي برنامج هواء لا أخاف منه لأني تجرأت على ذلك، والحمد لله الموضوع أصبح سهلا للغاية، أصبحت أنقل على الهواء وأنقل من أي مكان، ولا يوجد مذيع أو مذيعة في الفضائية المصرية لم أخرج له برنامجا .

 

ما هي الرسالة التي دائما تعطيها للعاملين في الفضائية المصرية للمساهمة في نجاح الفضائية المصرية؟
 

دائما أقول لهم نحن جميعنا أخوات، فأنا لا أحب كلمة أستاذ خالد ، ولكن اسمى خالد كما هو ، وما زالت أعمل مخرجا وأخرج برامج خلال منصبى كرئيس الفضائية المصرية، بل إنه خلال إخراجى لبرنامج مع هبة شامل، تحدث الضيف وكان ضيفا سياسيا ثقيلا عن ذكرياته مع السياسيين، فخلال النقاش تحدثوا عن كواليس في التاريخ، فجاءت لنا فكرة عمل برنامج "كواليس في التاريخ" وطرحنا الفكرة على الضيف والذى سيبدأ في تنفيذها على الفضائية المصرية، فدائما أقول للعاملين بالقناة إننى لا أريد أن يقل حماسك ودائما أشجعهم على أن يخرجون أفكار خارج الصندوق، والأستاذة نائله فاروق رئيس التلفزيون تدعمني في كل ما أعرضه من أفكار عليها.

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع