بوابة صوت بلادى بأمريكا

حسام نصار نجل الإعلامى سعد زغلول نصار رئس شبكة صوت العرب الأسبق في حوار مع "اليوم السابع": طه حسين عندما سمع والدى قال: "نهنئكم بهذا الصوت الجديد".. ومفيد فوزي تهكم عليه وقت تقديمه في الإذاعة لذهابه بملابس ميري

هم تاريخ الإعلام المصرى، لا يمكن أن نتحدث عن ماسبيرو وتاريخه الحافل دون أن نذكر أسمائهم، فإذا أردت أن تتميز في مجال الإعلام لابد أن تعرف تاريخ هؤلاء وقصصهم في النجاح في الإذاعة والتليفزيون، فلكل منهم مدرسة إعلامية خاصة جعلتهم أعلام هذا المبنى العريق، إنهم رموز الإعلام المصرى ومن أبرزهم الإذاعى الكبير سعد زغلول نصار.

 

صوته من أجمل أصوات الإذاعة المصرية، وتمكنه من اللغة العربية جعل له مدرسة سعى الكثيرون أن يحتذو بحذوها، برامجه تعد أبرز علامات الراديو، فجمهور الإذاعة في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات يعد من عشاقه.

 

حرصنا على تسليط الضوء على حياة عملاق الإذاعة المصرية سعد زغلول نصار، رئيس شبكة صوت العرب الأسبق، من خلال نجله حسام نصار، الذى كشف لنا الكثير من حياة والده منذ أن طان طالبا في الجامعة وكيف تحول من مدرس لغة عربية وإنجليزية إلى العمل في التليفزيون ولماذا أطلق عليه بعض الإعلاميين الشويش الذى تحول إلى مذيعا؟، وسر عشقه للرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكواليس علاقته بالرئيس الراحل محمد أنور السادات، وغيرها من الكواليس والقضايا في الحوار التالى..


والدك تخرج من كلية الآداب قسم اللغة العربية ورغم ذلك عمل بالراديو.. كيف جاء التحاقه بالإذاعة؟

والدي عمل لمدة سنة واحدة في التدريس بالإسكندرية، وكان مدرس لغة عربية لأنه خريج آداب لغة عربية، وخلال هذه الفترة أيضا حدث لمدرس الإنجليزي ظرف، والوالد رحمه كان بارعا في اللغات، وكان يدرس اللغة العربية والإنجليزية في نفس الوقت بمدرسة سان مارك.

وكيف انضم للإذاعة المصرية؟

والدى ذهب للإذاعة وهو في الجيش، لأنه كان بالجيش في سلاح المظلات، وتم قبوله في الإذاعة، لدرجة أن فيه مذيعين اعتقد مفيد فوزى قال عليه "الشويش الذي أصبح مذيعا" لأنه ذهب للإذاعة بالميرى وحصل على إذن من القائد الخاص به كى يحضر اختبار الإذاعة، والتحق بالفعل بالاختبار ونجح وعينوه وهو في الجيش في إذاعة الجيش، فهو عمل لمدة سنة واحدة تدريس وانضم للإذاعة في سنة 1951.


الإذاعى الكبير سعد زغلول نصار

 


من الذى شجعه على الانضمام للإذاعة؟

هو سميع وصوته جميل وكان يغني ويحب الموسيقار محمد عبد الوهاب ومحمد عبد المطلب وصوته جميل للغاية، وكانوا يسمونه في الإذاعة بـ"سلاسل الذهب"، وفي أول إذاعة لوالدي رحمه الله ، عميد الأدب العربى طه حسين كان بالصدفة يسمع الإذاعة، فأعجب بصوت والدى للغاية، وطه حسين كان يتحدث عن مذيع سنه ما بين 21 أو 22 سنة، وأرسل عميد الأدب العربى للإذاعة المصرية رسالة قال هم "نهنئكم بهذا الصوت الجديد المتمكن من اللغة العربية"، كما أننى رأيت لوالدى كراسة كان قد كاتب فيها رواية وهو عمره 11 سنة عن الأمير همام بطل الصعيد، فهو شخص متميز للغاية وطوال حياته مان مثقفا ومطلعا وشاعرا، بل إنه بعد انتهاء مرحلة الثانوية قد ذهب ليقدم في كلية العلوم جامعة القاهرة، فهو كان متفوقا في دراسته وكان يريد الالتحاق بكلية الطب ولكن لم يحصل على مجموعها، وبالصدفة وهو في كلية العلوم التقى بعميد كلية الآداب جامعة الإسكندرية وكان هو واحد من الممتحنين لوالدى في مسابقات كانت يتم إجرائها على مستوى القطر، فالوالد الله يرحمه كان داخل في مسابقة اللغة العربية وأصبح الأول على القطر في المسابقة، فالعميد عندما رأى والدى قال له " ماذا تفعل هنا يا سعد؟"، وأخذه من يديه وصعد على شئون الطلبة وسحب ورقه وسافر به إسكندرية، وجعله يلتحق بكلية الآداب قسم لغة عربية وقال له بلغ الوالد بما حدث.


لماذا التحق الوالد بالتحديد بإذاعة صوت العرب؟

شبكة صوت العرب كانت حكاية، فوالدي كان عاشقا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر وعمل كتب له، وصوت العرب كانت تضم عدد كبير من النجوم بشكل غير طبيعي، وظل واحدى بإذاعة صوت العرب حتى اختيار الرئيس الراحل محمد أنور السادات له مستشارا صحفيا في عام 1975، ثم عمل مستشارا إعلاميا لسفارة مصر في أستراليا في عام 1984.

 


الإلامى الكبير سعد زغلول نصار

 

والدك قدم برامج كثيرة في صوت العرب.. ما هي البرامج التي كانت قريبة إلى قلبه؟

 كان يحب برنامج "مع الله" وكان يقدم برنامجا رائعا وكنا بسمعه ونحن طلاب وهو برنامج "حلو الكلام"، حيث كان يقدم نماذج من التراث سواء شعر أو سرد ويتحدث عنها ويشرحها، وكان يقدم برامج تحليل سياسي كثيرة، وكان يتولى أيضا العقائد والبرامج السياسية قبل رئاسة شبكة صوت العرب، وكما أنه سافر مع مجموعة من الشباب كانوا يريدون عمل رحلة في أدغال أفريقيا، وظل في هذه الرحلة لـ 3 أو 4 شهور، وهو من هو وهناك كان يراسل صالح مرسي في روز اليوسف، ويرسل له المقالات باسم رحلة الألف يوم، وكانت مقالات شبيهة بمقالات الرحلات.


كيف جاء تعين والدك رئيسا لإذاعة صوت العرب.

والدى كان نائب رئيس شبكة صوت العرب، وبعد 1967 كان التنظيم الطليعي قد بدأ يظهر وكانوا عرضوا على الوالد الدخول إلى التنظيم ورفض، فالتنظيم كان يختار ناسه، ومن حصل على المنصب محمد عروق وخرج في ثورة التصحيح، فالوالد هو من تولى بعدها رئاسة شبكة صوت العرب.

 


ماذا تلك لك والدك من إرث؟

والدي ترك اسما محترما وشريفا وأفتخر به إلى الآن، والناس تتذكره حاليا، وترك لي اسم افتخر به ومكتبة وجينات وراثية حتى الصفات الجثمانية نقلت لي، وكان يحب جمال عبد الناصر للغاية وحتى عندما خدم مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يحب جمال عبد الناصر، وورثني هذا الكلام ، فالناس تقول عنى إنى ناصري لأننى أحب جمال عبد الناصر للغاية، ولكن أحترم محمد أنور السادات.

هل تتذكر موقفا معين لوالدك مع الرئيس السادات خلال عمله مستشار له؟

أذكر في أواخر خدمته للرئيس الراحل أنور السادات إنه حدث خلاف ما بينهم والرئيس السادات قرر يتصور وهو يحلق وغيره ونشرت الصور في أخبار اليوم، وجيهان السادات قابلت الوالد رحمه الله وهي تدخل في المقر، وقالت له "هل يرضيك ذلك يا أستاذ سعد الصور التي نشرت؟"


حسام نصار نجل الإذاعى سعد زغلول نصار

 

وماذا كان رده على جيهان السادات؟

قال لها "رحم الله امرأ عرف قدر نفسه"، فعلقت على كلمة "امرأ"، ولكن والدى صحح لها خطأ شائع في اللغة العربية، حيث قالت له أنها تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة العربية، فقال لها إنه تخرج أيضا من كلية الآداب قسم اللغة العربية، ونطقها لكلمة "امرأ" خطأ شائع، فدخلت السيدة جيهان على الرئيس الراحل أنور السادات وكان في اجتماع مع عثمان أحمد عثمان وسيد مرعي، وقالت له حتى مستشارك معترض على الصور التي نشرت .


وماذا كان رد فعل أنور السادات؟

صمت ولم يتحدث لكن ظل محتفظا بما حدث داخله، وفى أحد حوارات الرئيس السادات مع الكاتب الكبير أنيس منصور قال إن كرامة سعد زغلول نصار تحت جلده، وبالفعل كرامة والدي كانت تحت جلده، وأنا كذلك أعمل اتحمل أي شيء إلا أن يأتي أحد على كرامتي، والوالد الله يرحمه لم يتخل عن حب السادات حتى وفاة السادات وكذلك بعد وفاته .


كيف كانت علاقة والدك بالمذيعين في شبكة صوت العرب خلال رئاسته للشبكة؟

والدى كان يجمع ما بين الحزم الشديد ويتمتع في نفس الوقت بحب الناس له، وهذا كوكتيل صعب يتوفر في أي شخص، وأتذكر في إحدى المرات كانت الإذاعية عصمت فوزي رحمها الله حكت لي وقالت إن والدي عنفها في شئ ووقع عليها خصما وعصمت فوزي كان والدى يعتبرها مثل ابنته، وحينها لم يعرف النوم ليلا من كثرة ما كان متألم، لأنه كان يحبها مثل ابنته، وذهب في اليوم الثانى للإذاعة وقال لها "أرجو أن تكونين قد فهمتي لماذا فعلت ذلك بك" فهذا كان الوالد.

 


حسام نصار


هل هناك إذاعيين تنبأ سعد زغلول نصار لهم بمستقبل كبير؟

بالفعل.. هناك إذاعيين تنبأ لهم بمستقبل كبير وهم كثيرون ممن عملوا معه، مثل حمدي الكنيسي، وجدي الحكيم، وكامل البيطار، وأمينة صبري، ونجوى أبو النجا، وكل هؤلاء تولوا رئاسة إذاعة صوت العرب بعده.


هل كان لوالدك وصية لك قبل وفاته؟

لا.. هو توفى سريعا لم يتمكن من ترك وصية، ولكن ووصاياه تعيش معنا دون أن يوصينى بشئ، حيث كنت أرى نموذج أمامى وقدوة وأحاول أن قتدي بها في حياتى رغم إن الاقتداء الآن في العصر الحالي يصعب الأمور عليك، ولكن أنا لا أتنازل عن مجموعة أشياء موروثة من الوالد.


ما الذى كان يسعى له والدك خلال حياته ولكن الوفاة منعته من ذلك؟

والدي كان يريد أن يكتب مذكراته، لكن الموت لم يمكنه من ذلك.

ولماذا لم تسع الأسرة إلى كتابة مذكرات سعد زغلول نصار؟

الأستاذ رجائي عطية رحمه الله أعاد نشر كتبه وترجماته وكتب مجموعة من المقالات عنه، إنما الوالد ترك الإذاعة وأنا كنت في المدرسة سنة 1975، ولم أكن قد بلغ عمرى الـ 16 سنة، فمعلوماتى عنه كانت ضعيفة.


سعد زغلول نصار رئيس شبكة صوت العرب الأسبق

 


من كان أقرب الإعلاميين إليه خلال عمله بالإذاعة؟

أتذكر لقاءاته مع المذيعين سواء في الرحلات التي كنا نذهب إليها مع بعضنا البعض أو  عندما يأتون لنا المنزل، فالأستاذ وجدي الحكيم  رحمه الله كان يحبه للغاية والأساتذة كامل البيطار وصلاح عويس وعبد الوهاب قتاية ونجوى أبو النجا وعصمت فوزي وأمينة صبري وتراجى عباس، فقد كانوا قريبين منه للغاية.


 

 


 

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع