بوابة صوت بلادى بأمريكا

زيارة الرئيس السيسى للبحرين تسطر صفحة جديدة فى قوة العلاقة بين البلدين.. سفير المملكة: مصر سند لكل العرب.. والزيارة لبنة للتكامل الاستراتيجى.. ومحلل سياسى بحرينى: علامة فارقة فى تاريخ العلاقات المشتركة

- مصر والبحرين علاقات التطور والتكامل فى جميع المجالات

ـ نخلة وسيف من الذهب.. هدية المملكة للتعبير عن رمزية العلاقة بين البلدين

ـ المُعلمون المصريون ساهموا في إنشاء أول مدرسة خاصة بالبحرين عام 1919

ـ البحرين كانت من أوائل الدول المؤيدة لثورة المصريين فى الثلاثين من يونيو 2013

ـ مصر من أوائل الدول التى سارعت بالاعتراف باستقلال البحرين عام 1971

علاقات قوامها الاحترام وعمادها التآخى والمصالح المشتركة، تلك العبارة ربما تُلخص مسار العلاقات بين مصر ومملكة البحرين، والتى يقوم الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة لها ضمن جولة خارجية له شملت سلطنة عمان ، تعكس قوة تلك العلاقات وتسطر صفحة جديدة فيها، وتأتى امتدادا للعديد من الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين على مر التاريخ.

 

مصر السند

من جانبه، أكد سفير مملكة البحرين بالقاهرة السفير هشام الجودر، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمملكة ترجمة حقيقية لمسيرة العلاقات الأخوية التاريخية المتميزة والروابط الودية الراسخة بين قيادتي وشعبي البلدين، مشيرا إلى اعتزاز بلاده بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالدور المحوري لمصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في حماية الأمن القومي العربي والدفاع عن المصالح العليا للأمة العربية، وقضاياها العادلة، وجهودها الفاعلة في تعزيز أسس السلام والأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب، وتأكيدها الدائم أن أمن الخليج العربي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، متمنيًا لجمهورية مصر العربية وشعبها الشقيق المزيد من التقدم والازدهار.

وأوضح أن الزيارة جاءت في إطار الزيارات الرسمية الدورية والتفاهمات المشتركة بين البلدين بقيادة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس عبدالفتاح السيسي، وما يجمعهما من تطابق الرؤى والمواقف إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، والحرص المشترك على حماية الأمن القومي العربي، والتصدى لمحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية.

ونوه "الجودر" إلى ترحيب مملكة البحرين بقيادة عاهل البلاد، ودعم الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بهذه الزيارة الرسمية، مؤكدًا حرص المملكة الدائم على تعزيز علاقات التعاون والشراكة الأخوية التاريخية بين البلدين في مختلف المجالات.

وأكد سفير البحرين بالقاهرة موقف المملكة الداعم لجهود مصر الرامية لصون أمنها واستقرارها ومواصلة خطوات الإصلاح الاقتصادي، وتقديرها فى الوقت ذاته للمواقف المصرية المشرفة تجاه أمنها واستقرارها وأمن الخليج العربي، مؤكدًا أن مصر القوية سند وقوة لكل العرب، ودعامة وركيزة أساسية للأمن والاستقرار الإقليمي، وأن ترابط البلدين مع أشقائهما يمثل عمقًا عربيًا وحصنًا منيعًا لمواجهة التحديات القائمة على مستوى المنطقة.

وأشاد سفير مملكة البحرين بزيارة ملك البحرين السابقة إلى مصر، ولقائه مع الرئيس السيسي بمدينة شرم الشيخ، باعتبارها تأكيدًا لعمق العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة والمتنامية بين البلدين الشقيقين، وتميزها على الدوام كنموذج في التلاحم بين الأشقاء، مشددا على اعتزاز مملكة البحرين وجميع أبنائها بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى المنامة، كونها لبنة جديدة للتكامل الاستراتيجي والشراكة الممتدة والوثيقة بين البلدين الشقيقين، وما تشهده من تقدم وازدهار على أسس راسخة من وشائج الأخوة والمحبة، والحرص على توطيد أواصر التعاون الثنائي والعمل العربي المشترك، لما يحقق الخير والمنفعة لكلا البلدين والشعبين الشقيقين، ويعزز السلام والرخاء لشعوب المنطقة كافة.

وسبق أن أكدت فوزية بنت عبدالله زينل رئيس مجلس النواب عمق العلاقات التاريخية الوطيدة والأخوية المتميزة التي تربط مصر و مملكة البحرين، وما تشهده تلك العلاقة من تقاربٍ مطرد وتنامٍ مستمر، وما يجمعهما من شراكة عميقة، ومسار تنسيق متكامل في جميع المجالات، في ظل حرص واهتمام القيادة في البلدين الشقيقين.

وأكدت حرص مجلس النواب على الاستمرار في تنمية وتطوير التعاون البرلماني الثنائي بين البلدين، والدفع نحو المزيد من التنسيق المشترك والتكامل في الرؤى ووجهات النظر في القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية أمام المحافل البرلمانية الاقليمية والدولية، وبما يخدم المصالح المشتركة.

وقال الكاتب والمحلل السياسى البحرينى الدكتور عبدالله الجنيد؛ إن جولة الرئيس السيسي الخليجية تأتي ضمن الإطار التنسيقي بين الكتلة الحرجة والممثلة للموقف العربي سياسيا في مواجهة كافة التحديات.

وأضاف الجنيد؛ فى تصريحات خاصة اليوم السابع ؛ أن انطلاق تلك الجولة لها دلالاتها الخاصة وكذلك رسائلها السياسية، وستكون البحرين إحدى المحطات الرئيسية ضمن تلك الجولة لما تمثله العلاقات البحرينية المصرية من حالة خاصة تاريخيا وسياسيا واجتماعيا.

وتابع: "وقد مثلت العلاقة الشخصية بين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس السيسي بعداً خاصا في تاريخ العلاقات البحرينية المصرية، وكلنا يتذكر كيف واجه الاثنين تحديات مشروع الربيع العربي المشؤوم بإرادة مشتركة. تلك المحطة ستمثل علامة تاريخية فارقة في تاريخ العلاقة الاستراتيجية المصرية الخليجية المصيرية. فأهلا وسهلا بالرئيس السيسي في بلده البحرين وكل بيوتها بيته".

العلاقات الثقافية

شكلت العوامل الثقافية ( اللغة والدين والتاريخ المشترك) الدعائم الرئيسية لتلك العلاقات الوطيدة، ويسجل التاريخ العديد من المواقف السياسية الداعمة من الطرفين للآخر، ومواقف عبرت عن أواصر العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين.

هدية البحرين كانت أحد رموز أخوية تلك العلاقات، وتمثلت الهدية في نخلتها الذهبية المُرصعة باللآلئ، التي أهدتها لمبايعة أمير الشعراء "أحمد شوقي" في مطلع القرن الماضي، وسيفها الذهبي أيضا الذي أهدته لأديب نوبل "نجيب محفوظ" قبل نهاية القرن ذاته، وما تحمله كلاهما من رمزية للعلاقات التاريخية الودية والوطيدة بين الجانبين.

كما ساهمت الخبرات المصرية في مُختلف المجالات الإنمائية بالبحرين، الذي كان أبرزه مُشاركة المُعلمين المصريين في إنشاء أول مدرسة خاصة بالبحرين عام 1919، ولا يزال التواجد المصري بارزاً بمملكة البحرين.

دعم مصري للبحرين

وعلى الصعيد الرسمى والسياسى فإن تاريخ العلاقات بين البلدين تزخر بالمواقف التى تعبر عن الدعم الشعبي والرسمي المتبادل، فكانت مصر من أوائل الدول التي سارعت بالاعتراف باستقلال البحرين عام 1971 لمواجهة المزاعم الإيرانية، وتقديم أول سفير مصري لأوراق اعتماده بالمنامة عام 1973، حتى أقرت مصر رسمياً عام 2002 التعديلات الدستورية التي تحولت في أعقابها البحرين إلى النظام الملكي، وجاء موقف شيخ الأزهر خلال لقائه بالرئيس الإيراني على هامش القمة الإسلامية بالقاهرة في فبراير 2013، الذي أكد على ضرورة احترام الجميع لاستقلال البحرين وعروبتها وعدم التدخُل في شأنها الداخلي، ليضيف المزيد لرصيد الدعم المصري المستمر لسيادة المملكة.

وخلال أحداث الأزمة الداخلية التي شهدتها مملكة البحرين منذ فبراير 2011، توالت البيانات الرسمية الصادرة من وزارة الخارجية المصرية الداعمة للبحرين، والتي رحبت في فبراير 2013 ببدء الحوار الوطني الذي تولى تنسيقه وزير العدل والشؤون الإسلامية مع أطراف المُعارَضة البحرينية، كما أصدرت وزارة الخارجية المصرية أكثر من بيان، أدانت خلالهم استخدام العُنف بالبحرين خلال أعوام 12-2014، جاء آخرها إدانة وزارة الخارجية المصرية لتفجير منطقة "الدية" بالبحرين في مارس 2014، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة رجال أمن بالمملكة، أحدهم إماراتي.

دعم بحرينى لمصر

ليس هذا فحسب، بل دعمت البحرين أيضا مصر عَبر كافة حركات التحرر الوطنية المصرية، وخلال كافة الأزمات التي واجهت الشعب المصري طوال القرن العشرين، والتي جاءت مُبادرَات البحرين الرسمية بالاعتراف بالحكومات والقيادات المصرية تأكيداً لهذا الدعم الشعبي البحريني لمصر، وخاصةً في اللحظات التاريخية الفارقة مثل ثورة يوليو 1952، ثم كانت البحرين من أوائل الدول العربية السباقة لاستعادة علاقاتها بالقاهرة في نوفمبر 1987 عقب فترة القطيعة العربية التي أعقبت توقيع مصر على معاهدة السلام، واستمرت معالم الدعم البحريني لخيار الشعب المصري منذ قيام ثورة يناير 2011، وكانت أبرز الدول العربية والخليجية السباقة بتأييد ثورة الثلاثين من يونو 2013، حيث أكد قيادات المملكة دعم كافة القرارات التي تساهم في حفظ أمن واستقرار مصر.


هذا الخبر منقول من اليوم السابع