بوابة صوت بلادى بأمريكا

أقدم محاصيل التاريح.. قرية كفر العزيزية معقل زراعة الكتان فى مصر.. "اليوم السابع " يقضى يوما كاملا مع المزراعين ويشاركهم فرحة حصاد المحصول.. أوروبا والدول العربية أكبر المستوردين من " الغربية"

يعتبر محصول الكتان من أقدم محاصيل الألياف التي استعملها الإنسان في صناعة ملابسه، وأيضاً كغذاء، ويعد محصول الكتان من أقدم المحاصيل التي زرعها قدماء المصريين، حيث تفوقوا وبرعوا في غزل أليافه لإنتاج أقمشة كتانية فاخرة.

 

كاميرا تلفزيون اليوم السابع، تجولت بقرية العزيزية إحدى قرى مركز زفتي بمحافظة الغربية، وهى أكبر قرية على مستوى الجمهورية فى إنتاج وزراعة الكتان وتصديره للخارج، ويبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة يعمل أغلبهم فى مجال زراعة وتصنيع الكتان، وتصدر القرية إنتاج الكتان إلى الصين وبلجيكا، وتعتبر الصين من أكبر الدول المستوردة من محافظة الغربية.

 

 

 

وخلال جولتنا في الصباح الباكر بقرية العزيزية شهدنا أهالي القرية من رجال وأطفال ونساء يخرجون من منازلهم بعد صلاة الفجر متجهين إلى حقول الكتان يعملون في حصاد الكتان، وكل فرد من الأسرة يعمل في عده تخصصات، فالرجل يعمل في حصاد الكتان من الأرض والأطفال والنساء يجمعون الكتان وربطه وتحميله على عربات النقل لنقله إلى مرحلة الفرز عن الحصى الطيني.

 

وقال توفيق كمال، صاحب مصنع كتان بمركز سمنود محافظة الغربية، إن زراعة الكتان من الزراعات الشتوية، ويزرع الكتان خلال الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر، على ألا يتعدى الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر، لتلافى التأثير السلبى على قوة نمو النباتات ودرجة تكوين الألياف،  ،بالإضافة إلى أن التأخر فى الزراعة يصيب النباتات ببعض الحشرات والآفات.

 

مضيفا: أما ميعاد الحصاد فيكون خلال شهر إبريل حسب موعد الزراعة والصنف المزروع، حيث يمكث المحصول فى التربة حتى تمام النضج من 145 - 155 يوماً، مع  مراعاة عدم التأخير فى الحصاد حتى لا تفقد كمية كبيرة من محصول البذور نتيجة فرط البذور من الكبسولات، وتلجنن الألياف وصعوبة فصلها بعملية التعطين وخشونة الألياف الناتجة، لذا ينصح بالتقليع فى الصباح الباكر وعندما تتلون الكبسولات باللون الأصفر الباهت دون النظر للسيقان.

 

وأضاف توفيق كمال، أن محصول الكتان في مصر ثنائى الغرض، فمنه نحصل على الألياف التي تستخرج من السيقان بعد عملية التعطين، بالإضافة إلى الزيت الذي يستخلص من البذور بعد عملية العصير، وكذلك الكسب الناتج من بقايا عصر البذور، والذي يستخدم كغذاء للماشية، مضيفا أن تكلفة فدان الكتان تصل لأكثر من 25 ألف جنيه بداية من زراعته وحتى تصنيعه "شعر".

 

وأكد صاحب مصنع الكتان بمركز سمنود محافظة الغربية، أن محصول الكتان الذي يمثل الذهب الأصفر يستخدم فى صناعة زيت البويات وأحبار الطباعة والورنيش، كما ينتج من استخلاص الزيت الكسب الذي يستخدم فى تغذية ماشية اللبن وعلف الدواجن ، مؤكدا أن المنسوجات المصنوعة من الكتان تمتاز بمدى متانتها، كما أنها شديدة الامتصاص للرطوبة عن ألياف القطن، سهل الكرمشة عند الغسيل، ولا يتلف بتكرار الغسيل.

 

وأكد طه محمود، عامل زراعي، إن زراعة وحصاد الكتان يمثل اقتصاد القرية التي يعيش أهالي القرية العزيزة بمحافظة الغربية بمشاركة اهالى القرية والمراكز المجاورة للقرية العزيزة بزراعته وحصاده. 

 

وأشار "طه محمود "، إلى أن الكتان أحد الكنوز المصرية والكتان محصول زراعي تصنيعي، بمعنى أنه يجب استكمال عملية ما بعد الزراعة والحصاد، حتى يعطى محصولاً عالياً من البذرة والألياف والزيت، موضحة فمن الساق بعد عملية التعطين يستخلص الألياف بدرجاتها المختلفة، والساس الناتج من الاستخلاص يصنع منه الخشب الحبيبى، أما بالنسبة للبذرة فيمكن استخدامها مباشرة بعد عملية الهدير، (فصل البذور عن السيقان) عن طريق الأكل مباشرة أو وضعها فى المخبوزات، أما الاستخدام بعد العصر واستخراج الزيت فيتم على البارد، لإنتاج زيت حار للأكل، أو بعد الغليان كزيت للبويات.

 

وأوضح علاء محمد، مزارع، أن القرية تعتبر مركزا رئيسيا لزراعة وإنتاج الكتان مما جعلها تتميز فى هذا المجال حتى أصبحت تضم أكثر من 29 مصنعا وتوربيل وماكينات الشارل التي تخدم عملية التصنيع الأولى للكتان بعد تجميعه، بالإضافة إلى انتشار المفارش والأجران والمعاطن.

 

وأضاف علاء محمد، أنه يتم تقليع الكتان يدويا بأخذ قبضة من النباتات ثم لفها ونزعها من الأرض مع إزالة الطين العالق بالجذور أثناء التقليع، مضيفة ثم توضع السيقان على الأرض بانتظام، بحيث تكون الجذور فى اتجاه واحد والثمار فى الاتجاه الآخر، وتترك النباتات لمدة ثلاثة أيام ثم تقلب على الوجه الآخر لجفاف السيقان، ثم تتم عملية التربيط فى حزم فى منطقة الثلث الأسفل بالساق، وتنقل إلى الجرن، وتوضع فى أكوام (عملية التكويش)، بحيث يكون الكبسول لأعلى حتى يتعرض للشمس ليتم فصله بعد ذلك، كما يتم التقليع بالماكينات والتى توفر فى الوقت وتقلل من تكاليف الإنتاج، وتستخدم فى المساحات الكبيرة.

 

وتروي سناء محمود عاملة زراعية، وتبلغ من العمر (40 عامًا) إنّها تستقل سيارة مع وزوجها وأولادها فجر كل يوم وتذهب إلى القرية المجاورة لقريتها من أجل مساعدة زوجها في الإنفاق على أبنائهما حتى الساعة الواحدة ظهرًا، خصوصًا أن أولادهما في مراحل تعليمة مختلفة.

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع