على بُعد أكثر من 800 كيلو متر عن القاهرة وفى منطقة مطلة على نهر النيل، تقع قرية فارس بمحافظة أسوان، وتعد من أشهر المناطق على مستوى الجمهورية فى زراعات أشجار المانجو، والأسواق فى القاهرة والإسكندرية تستقبل من مزارعها أول حصاد على مستوى الجمهورية.
"اليوم السابع" رافق المزارعين فى قرية فارس بأسوان، حصاد المانجو وشاركهم فرحتهم بموسم جنى المحصول الذى تشتهر به القرية ويشارك فيه الصغار والكبار من أول ضوء النهار حتى آخره.
قال محمد عثمان السبال، مزارع مانجو بقرية فارس التابعة لمركز كوم أمبو بمحافظة أسوان: قرية فارس واحدة من أشهر قرى مصر فى زراعة المانجو فهو يعد المحصول الأول للقرية وساعدنا فى ذلك هو البيئة النقية للقرية التى تخلو من الملوثات البيئية والصناعية بجانب وضع القرية المطل على نهر النيل فى أقصى صعيد مصر، فكل هذا أهل القرية لتكون من أبرز مزارع المانجو فى مصر.
وأضاف "السبال"، أن المزارعون يبدءون فى جنى محصول المانجو مبكراً عن باقى محافظات مصر وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة جنوب مصر وتحديداً فى محافظة أسوان، ويبدأ المزارعون فى حصاد أنواع معينة من المانجو خلال شهر يونيو مثل: "الزبدة والصديقة والعويسى والتيمور والدبشة والفونسه والجُلك"، وهناك أصناف تتأخر قليلاً فى الحصاد وهى الأجنبية الجديدة مثل: "الكيت والكنت والتومى والهايدى والناعومى والياسمينة والكيرمز" وهى أصناف جديدة تم إضافتها لزراعات المانجو فى قرية فارس أيضاً.
وتابع حسن السيد طالب، من أهالى قرية فارس والعاملين فى محصول المانجو، بأن حصاد المانجو يستمر لأيام ممتدة حتى الانتهاء من جني كافة المحصول، واليوم يبدأ من أول ضوء النهار حتى آخره، ويشارك فيه العشرات من الصغار والكبار وتتوزع الأدوار ما بين راكب للشجر وجامع للمحصول وحارسه حتى يجف ماء الثمرة ثم نقله إلى منطقة الفرز وتهيئة الأقفاص التى سيتم وضع المانجو بداخلها من خلال عملية تُسمى بـ"السفلتة" للأقفاص، ثم يقوم "الرصاص" وهو أحد الأشخاص، بوضع ورص أنواع المانجو المختلفة، لافتاً إلى أن جمع المحصول لا يتم عشوائياً ولكن هناك بعض الأشخاص المكلفون بفرز الأصناف وتقفيص كل نوع على حده، ثم يتم جمع هذه الأصناف وتحميلها على سيارة ونقلها إلى الأسواق فى القاهرة والإسكندرية ومحافظات الوجه البحرى.
وأوضح فضل أبو طالب، من تجار المانجو، بأن بعض التجار يشترى من المزارعين أشجار المانجو خلال شهر أبريل ليبدأ الحصاد فى شهر يونيو ويستمر حتى نهاية يوليو وبدايات شهر أغسطس، ومحصول المانجو فى الصعيد وتحديداً فى قرية فارس بأسوان، يتميز بطعم جيد لأن التربة جيدة والمياه حلوه والبيئة نظيفة، ولذلك يقبل عليه التجار فى سوق العبور بالقاهرة وسوق الحضرة فى الإسكندرية وباقى الأسواق الكبرى بالجمهورية.
وأشار عثمان أبو طالب، من مزارعى المانجو فى قرية فارس بأسوان، إلى أن قرية فارس تشتهر بزراعة المانجو منذ أكثر من 40 سنة تقريباً وأصبحت القرية واحدة من القرى البارزة فى تصدير المانجو، لذلك فإن أبناء القرية يشارك جميعهم فى موسم الجني والحصاد ويخرج الصغار والكبار وكأنه "يوم عيد" فى القرية ، وبدأت المساحات تتسع وتنتشر بأشجار المانجو سواء المعروف منها أو الجديد المستحدث زراعته، موضحاً بأن ما يميز محصول القرية هو عدم الاعتماد على حقن الفاكهة بالهرمونات أو غيرها من الأشياء المضرة بالمحصول، ولكن طبيعة الطقس فى أسوان تساعد على نضج الفاكهة مبكراً.
وعلى الجانب الآخر، تستعد محافظة أسوان لانطلاق الموسم الثانى من "مهرجان المانجو" خلال الفترة من 26 يونيو وحتى 1 يوليو 2022 ، لتسويق 45 صنفاً من أصناف المانجو المزروعة على أراضى أسوان، ويهدف المهرجان إلى تبني مشروع قومي لزيادة المساحة المزروعة بالمانجو فى أسوان لتصل إلى 70 ألف فدان، بحيث يصل حجم الإنتاج إلى 600 ألف طن سنوياً وبما يحقق الوصول إلى 50 مليون شجرة مانجو بأسوان من خلال طرح هذه المزارع المتخصصة بشتلات لأصناف خاصة مستهدفة بالتصدير، وبجانب ذلك، ربط هذا الهدف الاستراتيجي بإقامة مدينة لوجستية للمانجو تتولى خدمات الفرز والتعبئة والتغليف والتخزين والتبريد والتسخين، فضلاً عن إقامة وحدات مركزات لرفع القيمة المضافة من الأصناف الأقل جودة بحيث تخلق سلسلة متكاملة من الإنتاج إلى التصدير للمانجو.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع