بوابة صوت بلادى بأمريكا

"اليوم السابع" يبرز جهود وزارة الثقافة في حماية لوحات كبار الفنانين.. لجنة لمتابعة اللوحات المعارة في الخارج.. ومخزن متحف الجزيرة مؤمن على اللوحات.. والفن الحديث يجمع ويوثق بيانات الأعمال الفنية

بعدما أثار مجلس الشيوخ، ملف كيفية الحفاظ على لوحات كبار الفنانين من قبل النائب محمد البنا، وطالب فى إنشاء متاحف فنية لعرض هذه الثروة الهائلة للوحات والتماثيل حتى تؤدى دورها الثقافى فى المجتمع والمحافظة على ذاكرة الأمة وتاريخها، مضيفًا: هناك لوحات عالمية فقدتها مصر بسبب عدم المتابعة ولعدم توثيقها أيضًا مثل لوحة زهرة الخشخاش للفنان العالمى فان جوخ، كما أن هناك لوحات فى الوزارات الحكومية المختلفة والسفارات المصرية بالخارج، مشيرًا إلى أن ما يثار من نقاش بشأنها بين المثقفين وأصحاب الفكر عن مصير هذه اللوحات العالمية التى فقدت سواء من المتاحف أو أثناء نقلها أو انتقالها بين الدول، وهناك مخاوف على هذه اللوحات إذا ما تم تزييفها بسبب عدم توثيقها عالميًا، وهو ما يوجب أهمية تشكيل لجنة من الفنانين الخبراء المصريين بمساعدة بعض الخبراء الأجانب المهتمين بهذا الشأن وتكليفهم بالتأكد من أن هذه اللوحات أصلية وليست مقلدة.

ونظرًا لأهمية الملف المقترح، فقد حرص "اليوم السابع" على فتح هذا الملف، ليس الآن فقط، بل نعمل عليه منذ سنوات، خاصة اللوحات الفنية المعارة إلى الخارج والموجودة فى السفارات المصرية بدول العالم، وتم إجراء حوار صحفى مع الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية.

إرجاع اللوحات المعارة إلى الخارج لمصر من جديد

بتاريخ 27 نوفمبر 2018 قال خالد سرور، بعدما تولت الدكتورة إيناس عبد الدايم مسئولية وزارة الثقافة، أرسل خطابًا للوزيرة لاسترداد اللوحات المعارة إلى الخارج وبالفعل استجابت الوزيرة لطلب رئيس القطاع وطلبت بتشكيل لجنة على الفور ومخاطبة وزارة الخارجية، وبعد ذلك شكلت لجنة من الخارحية ومن القطاع للبحث عن اللوحات الفنية واسترادها.

ولدى القطاع خطاب من عام 1950، يتضمن لوحة ذات المنديل الأخضر لـ محمود سعيد، وحاملة الجرة، وبائع الجوافة لـ راغب عياد، وكان اسعارها تبدأ من 30 إلى 50 جنيها فى ذلك الوقت، وكان الخطاب ينص على:

إلى وكيل وزارة المعارف صاحب السمو كمال بيه عبد الرحيم سفير مصر بواشنطن قد وقع اختياره على اللوحات الفنية لعرضها بسفارة مصر واشنطن عام 1950، وفى عام 1974، تم اختيار 4 لوحات فنية من متحف الفن الحديث، لعرضها بسفارة مصر فى لندن مكتب الفريق الشاذلى، ولدينا أسماء اللوحات المعارة، كما يمتلك القطاع مستندات تؤكد أن لوحة ذات المنديل الأخضر لمحمود سعيد، مفترض أنها معارة إلى سفارة روما عام 1947، ولكنها لم تتواجد بالسفارة وأثناء بحث القائمين على الكتالوج المسبب لمحمود سعيد عثروا عليها فى الفاتيكان، وجاءت أبرز اللوحات الفنية التى توصلت إليها اللجنة حاليا، هى لوحة الراهبة للفنان أحمد صبرى فى أحد السفارات المصرية بالخارج.

وفى حينها، توصلت اللجنة المشكلة إلى أن اللوحات الخارجية المعارة بالسفارات وصلت إلى ما يزيد عن 200 لوحة فنية.

وتواصل "اليوم السابع" مع أحمد عبد الفتاح رئيس قطاع المتاحف الفنون التشكيلية، للوقوف على آخر المستجدات المتعلقة  باللوحات الفنية المعارة، وقال إن وزارة الخارجية قدمت للقطاع دليلا بجميع السفارات والبعثات الخارجية للوصول إلى أكبر عدد من اللوحات للتأكد من أصليتها وأنها تابعة للقطاع، موضحًا أنه تم التأكد من أصلية لوحة الراهبة للفنان أحمد صبرى وأنها موجودة فى بيت مندوب مصر الدائم للأمم المتحدة.

وتابع أحمد عبد الفتاح، أن لجنة البحث عن اللوحات المصرية المعارة تعمل على قدم وساق ومؤخرًا قامت بالتأكد من صحة ما قيل من قبل الناقد الدكتور سمير غريب بشأن لوحة الفنان محمود سعيد المعلقة بمطار القاهرة الدولى، حيث قال إن اللوحة معلقة بجانب "دورات المياه" وبالتأكد والفحص من قبل لجنة تم التأكد من أن اللوحة موجودة بالصالون الفرنسى "قاعة الزوار" فى المطار كما أن وضعها مناسب.

 

مخازن متحف الجزيرة عالية الجودة للحفاظ على اللوحات من الضياع والتلف

وبشأن المحافظة على اللوحات الفنية من الضياع والتلف، قام "اليوم السابع" بزيارة مخازن متحف الجزيرة فى يوم 13 مايو 2017، بدأت الجولة بمشاهدة آلاف من القطع الفنية، مخزنة فى أكبر وأهم وحدة تخزين فى قطاع الفنون التشكيلية، على درجة كبيرة من التأمين والتحصين، لأنه يضم العديد من المقتنيات، إضافة إلى مقتنيات متحف محمود خليل وحرمه، ويضم المتحف مجموعة كبيرة ونادرة من التحف واللوحات الفنية والتماثيل التى يبلغ عددها 4 آلاف قطعة فنية، ويعود الكثير من هذه المجموعة النادرة إلى قصور أفراد الأسرة المالكة المصادرة بعد ثورة 23 يوليو عام 1952، ومنها مقتنيات زجاجية أثرية ذات طابع إسلامى صناعة مصرية تعود للفترة بين القرنين الـ11 والـ18 الميلادى، وأيضا مجموعة من الزجاج الفاطمى من القرن الـ6 إلى القرن الـ9، وأيضا مجموعة من الزجاج الغربى.

كما أن المخازن تضم قاعات الترميم التى تعمل أيضا على ترميم اللوحات الفنية التى تعرضت للتلف بسبب تغيرات الجو وعوامل الأتربة على مر السنين.


 اليوم السابع فى متحف الجزيرة للفنون 

 


 اليوم السابع فى متحف الجزيرة للفنون 

 

توثيق الأعمال الفنية المصرية فى متحف الفن الحديث بدار الأوبرا

وبشأن توثيق الأعمال قام اليوم السابع، بزيارة متحف الفن الحديث، فى يوم 22 مارس 2017، وأثناء تواجدنا فى المخزن شاهدنا دليلا بيانيا يقوم بتعريف جميع الأعمال الفنية باسمها ومقاساتها وأحجامها، وهذا الدليل معلق على كل "استاند" بالمخزن، إضافة إلى هذا فكل أمين يمتلك دفترا بداخله بيانات جميع الأعمال الفنية، وأيضا دفترا آخر يرصد حركة خروج ودخول الأعمال الفنية.

 وهناك لجنة لجرد مخازن المتحف، وهناك لجنة أخرى تسمى لجنة التوثيق والتوصيف من خارج قطاع الفنون التشكيلية مكونة من أساتذة كلية الفنون الجميلة، مهمتها جمع كل بيانات الأعمال الفنية لوضعها على قاعدة بيانات موثقة عبر الكمبيوتر، إضافة إلى هذا وضع التوثيق الفنى وراء كل عمل فنى، لمنع تزويرها، إضافة إلى استعانتهم بأخد بصمة كل عمل فنى.


باب مخزن متحف الفن الحديث بالأوبرا

 

فحص اللوحات الفنية قبل سفرها بالخارج عن طريق البصمة

حرص "اليوم السابع"، على التواجد أثناء عملية بصمة اللوحات، فى متحف الفن الحديث، بدار الأوبرا المصرية،  ولاحظنا أن عملية البصمة تستلزم وجود اللوحة على  طاولة مع وجود تليسكوب يتم وضعه فوق اللوحة، إضافة إلى شاشة كمبيوتر.

وقال عمرو عبد اللطيف مدير عام إدارة الترميم فى قطاع الفنون التشكيلية، إن لجنة العلمية تحدد عدة نقاط من اللوحة وتكبيرها باستخدام وسائل تكبير مختلفة وذلك لإظهار لمسات الفرشاة وارتفاعات الألوان التى لا ترى بالعين المجردة ثم تصويرها مكبرة من خلال كاميرا رقمية، وأوضح أنه بعد عملية التصوير، يتم تسجيل بيانات العمل واللقطات وإبعادها وأرقام الصور فى استثمارات خاصة، ويتم حفظها، مضيفا أن بعد عملية حفظ البيانات يتم إجراء تطابق هذه البيانات مرة أخرى بعد عودتها، وذلك للتأكد من سلامتها، ولفت عمرو عبد اللطيف، إلى أنه يتم أخذ بصمة اللوحات من خلال جهاز يعمل بالآشعة فوق البنفسجية، لتحديد بعض عمليات الترميم التى كانت تجرى للوحة والتى تظهر باللون الرمادى وتبين أن اللوحة أصلية.


محررة اليوم السابع أثناء مشاهدة أخد بصمة إحدى اللوحات

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع