بوابة صوت بلادى بأمريكا

المذيعة يارا شوشة ابنة الشاعر والإعلامى فاروق شوشة فى حوار مع "اليوم السابع": أبى كان يريد قبل وفاته استفادة الجمهور من مكتبه ومجمع اللغة العربية وعد بذلك.. وكتبت فى تقريرى بأول يوم عمل بالإذاعة أنى تأخرت

ـ أبى كان يذاكر لنا النحو والبلاغة وكان يضحك عندما يرى سؤال "ماذا يقصد الشاعر من البيت الشعرى في الكتاب"

ـ تعلمت من والداى العمل عبادة و"امشى عدل يحتار عدوك فيك" وعدم تدخل أحد في علاقتى بالله

ـ أبى لم يستمر في العمل بالكويت كثيرا لأنه لم يستطع أن يتبعد عنا.. وكان يوجه لنا نصائحه بالأفعال وليس بالكلام

ـ طلبت من والدى الالتحاق بمعهد السينما أو الفنون المسرحية ولكن طلب منى التأجيل حتى انتهاء دراستى بالجامعة

ـ لو عاد بى الزمن لما تركت الإذاعة والتحقت بالتليفزيون.. وتربينا من صغرنا على سماع الراديو

 

أسرة إعلامية بامتياز، فالأب والأم تاريخ كبير فى تاريخ الإذاعة والتليفزيون، فلا يمكن أن نتحدث عن ماسبيرو دون أن يرافقه أسماء مثل الإعلامى البارز فاروق شوشة، والإذاعية الكبيرة هالة الحديدى، فتاريخهما يتحدث عن نفسه، لينطبق مثل "ابن الوز عوام" على أبنائه، وتكون ابنته يارا فاروق شوشة أبرز مذيعات قناة النيل الدولية وإحدى مؤسسى القناة.

خلال حوارنا مع المذيعة يارا فاروق شوشة، كشفت الكثير من كواليس وأسرار تلك الأسرية العريقة، وأبرز وصايا والدها قبل وفاته، ونصائحه لأبنائه، ودور والدها والدتها في دعمها خلال عملها في الإذاعة ثم التليفزيون، ومطالبة فاروق شوشة لها بتأجيل رغبتها في دراسة معهد السينما حتى التخرج من الجامعة، وكذلك ما الذى تعلمه أبناء الشاعر الكبير عنه، والكثير من الكواليس والأسرار في الحوار التالى..

 

متى بدأت رحلتك فى ماسبيرو؟

بدأت طفلة فى عمر الـ 5 سنوات، فى التليفزيون ثم فى مرحلة الجامعة التحقت بالإذاعة المصرية، وبعد ذلك التحقت بالتليفزيون، ففى البداية بدأت طفلة فى برنامج "عصافير الجنة"، مع الأستاذة نجوى إبراهيم و"بقلظ وأرنوب ودبوب"، وفى سن الـ13 عاما، التحقت بنشرة أخبار الأطفال حيث كنت اقرأ النشرة باللغة العربية لمدة عام ونصف ولكن لم في هذه الفترة أحب هذا المر أو أحب التليفزيون.

 

لماذا لم تحبين التليفزيون فى هذه الفترة؟

كنت أحب الراديو وأريد العمل بالإذاعة مثل والدى فاروق شوشة، ووالدتى هالة الحديدى، فوالدى رحمه الله جاء لى أنا وشقيقتى راديو وكنا نسمع البرامج ويلازمنا بشكل مستمر، وأنا أحب الخيال الذى يخلقه الراديو لنا، فهو عالم مسحور وكنت أرى هذا الأمر أفضل من التليفزيون.


يارا شوشة مذيعة قناة النيل الدولية

 

كيف التحقتى بالإذاعة المصرية؟

عندما التحقت بالجامعة، كانت الإذاعة تطلب مذيعين بالقطعة في البرنامج الموسيقى والبرنامج الأوروبى، وظللت مذيع صامت لمدة 6 أو 7 حتى الخروج في برنامج على الهواء ، وتدربت على اللغة الفرنسية ثم أصبحت مذيعة بالبرنامج الأوروبى والبرنامج الموسيقي بالقسم الفرنساوى يعد بيتى الأول في الإذاعة.

 

إذن كيف جاء انتقالك من الإذاعة إلى التليفزيون؟

عندما أنشأوا قناة النيل الدولية، نبيل الشوباشى تولى القسم الفرنساوى القناة خلال تأسيسها، وطلب منى أن انضم للقسم الفرنساوى بالقناة، فأصبحت من مؤسسى قناة النيل الدولية باللغة الفرنسية، وحينها كانت قناة جديدة وواعدة ولدينا أحلام ووعود أن القناة سيكون مكانة كبيرة.

 

ولكن لماذا تخصصتى في اللغة الفرنسية ولم تتخصص في اللغة العربية؟

أنا من أصريت على اللغة الفرنسية، وجاءت لى فرصة لأكون مذيعة للنشرة باللغة العربية ولكنى رفض، والسبب أننى كنت في مدارس فرنساوى وخريجة كلية آداب جامعة القاهرة قسم لغة فرنسية، كما أن والداي هما فاروق شوشة، هالة الحديدى، فكانت هناك رهبة حيث لا يمكن أن أقارن نفسى في اللغة العربية بهما ولن أكون حتى جزء من موهبتهم في اللغة العربية، كما أننى لا يمكن أن يتم السماح لى بالخطأ لأننى ابنة قامات في الإذاعة والتليفزيون، فأى زميلة أخرى قد تخطأ قد يمر الأمر، ولكن إذا أخطأت ابنة فاروق شوشة فلن يمر الخطأ .

 

هل كان لوالديك دورا فى انضمامك لمبنى ماسبيرو؟

حيتها التحقت بمبنى ماسبيرو في البداية، لم أقل لأحد من أسرتى أنى سأذهب للإذاعة.

 

ولماذا فعلتى ذلك؟

لأننى إذا رسبت في اختبار المذيعين فلا أحدث لأحد من أسرتى حرج لذلك قررت ألا أبلغ حد بذهابى للإذاعة.


الإعلامى فاروق شوشة وأسرته

 

وكيف كان رد فعل والديك عندما التحقتى بالإذاعة؟

كانا ينظران من بعيد خلال بداية انضمامى لمبنى ماسبيرو ولكن بعد ما بدأت أحصل على شفتات خلال عملى بالإذاعة بدأ دعمهما لى في عملى.

 

ماذا كانت نصيحة والديك لك بعد انضمام للإذاعة المصرية؟

قالا لى "أنت داخل ماسبيرو تعملين فأنت يارا فقط وليست يارا فاروق شوية أو ابنة هالة الحديدى، أو جدك عبد الحميد الحديدى أحد رؤساء الإذاعة المصرية السابقين، وأحد روادها"، فلابد أن اعتمد على نفسى خلال عملى في الإذاعة أو التليفزيون.


الإعلامى فاروق شوشة وزوجته الإعلامية هالة الحديدى

 

ما الذى تعلتميه من والديك خلال مسيرتهما الإعلامية؟

تعلمت منهم الانضباط في المواعيد وحب العمل، فهما كان لهما أسلوب خاص في الانضباط الشديد في المواعيد والعمل، ولذلك كنت أصغر مذيعة في البرنامج الموسيقى ولكن في ذات الوقت كنت من أكثر العاملين انضباطا، وهذا ما تعلمته من والداي.

 

ما هو أصعب موقف تعرضى له خلال مسيرتك الإعلامى؟

أصعب موقف تعرض له، عندما حصلت على تصريح أن ابدأ شيفت في الإذاعة، وأقدم برنامج على الهواء، وكان أول يوم شفت لى الساعة 6 صباحا، ومن الرعب لم أستطع النوم، ولم أنام إلا قبل ميعاد ذهابى للعمل بقليل، فلم أسمع المنبه، وكان من المفترض أن استيقظ الساعة 4 فجرا، فوجد نفسى استيقظت الساعة الخامس والنصف صباحا.


المذيعة يارا شوشة

 

وماذا فعلتى من أجل اللحاق ببداية برنامج؟

كنت حينها أسكن في الزمالك وكان يفصلنا عن ماسبيرو كوبرى أبو العلا، وعندما استيقظت ارديت ملابسى سريعا وذهبت مسرعة "جرى" إلى ماسبيرو، ووصلت حينها الساعة السادسة إلا 5 دقائق، أي قبل بداية برنامجى بـ 5 دقائق فقط، الوقت الذى كان من المفترض أن أصل فيه في موعدى الرسمي الساعة الخامسة والنصف صباحا من أجل أن نراجع الشرائط التى سنسجل عليها المادة الإذاعية التى سنذيعها .

 

كيف استطعتى أن تقدمى برنامجك الإذاعى فى أول يوم تتولين فيه شفت عمل؟

افتحت المحطة بالفعل وقدمت البرنامج وفحصت الشرائط التي سنسجل عليها المادة الإذاعية، وبعد ذلك من المفترض أن أي مذيع في الإذاعة يقدم برنامج بعد الانتهاء منه يقدم تقرير كيف صار الشفت معه وفحصه للشرائط.

 

وماذا كتبتى فى التقرير حينها؟

كتبت فى التقرير أننى تأخرت عن الشفت حتى الساعة السادسة إلا 5 دقائق صباحا ولكن فتحت المحطة الساعة 6 صباحا، وأجريت عملت الفحص بعد تقديمى للبرنامج، ورغم أن ذلك من الممكن أن يكون فيه جزاء ولكن كتبت كل شيء، ومضيت في نهاية التقرير باسمى "يارا فاروق شوشة".


المذيعة يارا فاروق شوشة

 

وماذا حدث معك بعد ذلك؟

ثانى يوم ناديت علي رئيسة الشبكة الإذاعية، وقالت لى "أنت كتبت هذا التقرير"، فقلت لها "نعم"، فابتسمت وقالت أنت تكتبين أنك متأخرة"، فقلت لها "نعم"، فأبلغت والدى بما حدث.

وماذا فعل والدك بعد معرفته بتأخرك عن عملك؟

عندما عاد والدى إلى المنزل قال لى "أنت تأخرت عن عملك وكتبت ذلك في التقرير ولم تخفى الأمر بالفعل لا يفعل ذلك سوى ابنة فاروق شوشة وهالة الحديدى".

أنت عملتى فى الإذاعة وكذلك فى التليفزيون.. هل كانت المواقف الصعبة أكثر في الإذاعة أم في التليفزيون؟

المواقف الصعبة في هواء التليفزيون أكثر منها في الإذاعة لأنك تظهر على الهواء أمام الناس، وأى خطأ في وجهك يحدث لك موقفا صعبا ، أو أي خطأ يحدث في المعدات أيضا يحدث لك موقفا صعبا، فقد لا تعمل الكاميرا أثناء العمل على الهواء أو ماكينة معينة تتوقف عن العمل، ففي أحد المرات كنت أقدم على الهواء فاحترقت لمبة في الأستوديو .

 

وماذا فعلتى فى هذا الموقف الصعب؟

أكملت البرنامج بشكل طبيعى، فقد تعلمت من والدتى أن نكمل عملنا بشكل كامل إذا حدث أي طارئ، قم بعد انتهاء البرنامج نرتبك أو ننهار ولكن لا نرتبك خلال تقديم البرنامج على الهواء.

 

عندما التحقت بالعمل بماسبيرو.. هل قابلك تحدى أنك تعملين لأن والدك ووالدتك مذيعان ؟

بالفعل واجهت هذا الأمر خلال عملى في الإذاعة وكذلك في التليفزيون، وما زالت أواجهه حتى الآن بعد 30 عاما من العمل.

 

وكيف تغلبت على ذلك؟

واجهت هذا الكلام بالفعل، فأنا في أحد الأوقات ظللت 10 سنوات بعيدة عن الشاشة وعدت كما كنت في الماضى ، ولكن كرئيسة تحرير، فزملائى طلبوا منى أن أعود كمذيعة كما كنت ، وترددت في البداية ولكن قررت أن أخوض التجربة، فوجد نبيل الشوباشى رئيس قسم الفرنساوى يقول لى " لابد أن تجرى اختبار كاميرا"، فقلت له "لا يوجد مشكلة"، فقال لى "انت مذيعة قديمة ومن مؤسسي القناة ولكن رؤساء العمل يريدون اختبار كاميرا"، فوافقت وأريت على إجراء اختبار كاميرا حتى أضع هذا الاختبار في عين أي شخص يقول أننى عدت بدون اختبار، وأننى عدت مذيعة بالوساطة، فأرد عليهم بهذا الاختبار ولا أحد يستطيع أن يقول لى أننى عملت بالوساطة ، فأنا أحب أن أرد عملى، فأنا من وافقت وأصريت على إحراء اختبار كاميرا لى ولا أنتظر أن يطلب منى أحد أن أجرى اختبار كاميرا.

 

هل والديك ساهموا فى إعدادك من صغرك لتكونى مذيعة؟

لم يعدانى والداى لأكون مذيعة من صغرى، فأنا منذ صغرى كنت أريد أن أكون ممثلة وليست مذيعة، وبالفعل كنت أريد أن أدرس فنون مسرحية أو معهد سينما، ولكن والدى قال لى "انتهى أولا من دراستك في الجامعة ثم أفعلى ما تريدين"، وفى فترة من الفترات كنت أريد أن أكون مغنية ، ولم يكن التليفزيون أحد اهتماماتى.

 

ولماذا لم تعملين ممثلة أو تلتحقين بمعهد الفنون المسرحية بعد الجامعة؟

بعد انتهائى من الدراسة ، عملت مدرسة مع عملى بالإذاعة وأحببت مهنة التدريس ووجد مردود جيد للغاية، وكذلك كنت سعيدة بعملى في الإذاعة حينها بعد انتهائى دراستى، وحتى الآن أنا أريد أن أكون مذيعة في الإذاعة وليس التليفزيون، حيث تخليت عن الإذاعة وذهبت للتليفزيون بعد ولادة أبنائى ولكن لو عاد بى الزمن لم أكن لأتخلى عن الإذاعى.

لماذا؟

 لأن شغل الإذاعى أفضل من وجهة نظرى عن التليفزيون، حيث إن المستمع يرتبط بصوتى وليس مظهرى، فالراديو منذ صغرى كنا نسمعه بشكل دائم في منزلنا ، وكنا نسمع برامج معينة في الصباح مثل طريق السلامة ويا صباح الخير ياللى معانا وربات البيوت.


المذيعة يارا شوشة ابنة الإعلامى فاروق شوشة

 

ماذا كانت أبرز نصائح ولديك لك خلال مسيرتك الإعلامية؟

أن أحب عملى وما أقدمه وأذاكر جيدا قبل الخروج أمام الجمهور واحترام المواعيد والعمل.

 

هل كام هناك تعليق من جانب والديك على أدائك الإعلامى؟

والدى ووالدتى، لم يعلقا على ادائى إلا إذا كان هناك كارثة في أدائى، وأتذكر أننى ظللت فترة قدمت برنامج "عظماء مصر" حيث كنت أتحدث فيه عن كاتب أو طبيب أو حرفى، وليس شرط أن يكون مشهور وظل البرنامج لمدة 4 سنوات، وفى أوقات كثيرة كان بعض الضيوف يرفضون التسجيل لأننا التليفزيون المصرى ويريدون القنوات الخاصة فعندما أقول لهم أنا يارا شوشة يسألونى أنت ابنة فاروق شوشة، فأرد بـ"نعم"، فعندما يعرفون ذلك يقولون إنهم سيأتون البرنامج للتسجيل من أجل والدك، فكان هذا وسام ولكن مسئولية كبيرة أن هؤلاء سيأتون للتليفزيون في فترة مهمة لأنى ابنة فاروق شوشة، فكانت رهبة وسلاح ذو حدين إما أثبت نفسى أو لا.

 

والدك ووالدتك كانا يعملان في نفس المجال بل والاثنان في الإذاعة المصرية .. كيف كان ينسقان عملهما ببعضهما؟

كان هذا يسبب لهما مشكلات، لأنهما الاثنين في نفس المجال وفى ذات الشبكة الإذاعية، وقد كان أي شخص لديه مشكلة وع والدى قد لا يكون لطيف مع والدتى في العمل، ولكن كانا ينصاح بعضهما، ولكن لم أحضر هذه الفترات لأننى كنت صغيرة، فهما كانا ينزلان إلى العمل بماسبيرو، ولا أحضر العمل معهما لأعرف كيف كان يفعلان ذلك .

 


الإعلامى فاروق شوشة يقبل رأس ابنته

 

كيف جاء حب والدك الكبير للغة العربية؟

حبه للغة العربية هو شيء حدث له وهو في سن غير ، من يوم ما أتولد،  وهذا له علاقة بأنه كان يرى شعراء الربابة في قريبته ووالده كان موجه لغة عربية ولديه مكتبة ثرية في البيت فكان والدى يبحث في الكتب فكان والده يتركه يبحث في مكتبه لأنه كان يقرأ الكتب ويناقشه فيها ، وكذلك والدى دخل الكتاب وتعرف على اللغة بشكل مختلف .

 

هل حاول والدك أن يعلم أبنائه حب اللغة العربية؟

أبى لم يحاول أن ينقل حبه للغة العربية إلينا، ولكن نحن أحببناها بمفردنا لأنها كانت مثل الأكل والشرب، فقد كان من الطقوس اليومية سماع الراديو، وكنت أرى والدى يكتب مقالة أو قصيدة وأعيش هذه الطقوس فارتبط باللغة العربية، وكما أن والدى كان دائما يشرح لنا في النحو والأدب والبلاغة .

 

هل في أحد المرات حدث لكم موقف طرف خلال مذاكرة والدك لكم؟

عندما كنا ندرس البلاغة كان والدى يضحك على سؤال في البلاغة حول "ماذا يقصد الشاعر من البيت؟، أو الحديث والصور البيانية والخيالية ، وهذا يرى ضرورة أن يترك للطالب أن يتخيل ماذا يقصد الشاعر من البيت، وفى أحد السنوات درست نص شعرى له شخصيا في الدراسة، فعدت له عندما كان في الكتاب جزئية ماذا يقصد الشاعر من البيت. وتم ذكر الإجابة ، وعندما رأى هذا الأمر ضحك وقال لى "هما قالولك كدة اكتبى ذلك في الامتحان لتنجحى" حيث كان يرى يرى هذا الأمر قتل للخيال وأن لكل طالب أن يرى ما يقصد الشاعر بنظرته الخاصة ولا يذكر في الكتاب ما يقصده الشاعر نصا، كما أن يعلمنى كتابة التعبير، ودائما ما كنت أحصل على مجموع كبير في التعبير فقد كان يعملنى طريقة كتابة المدمة وكيف أبدأ وأختم الموضوع ، فكنت اكتب التعبير بشكل يشبه القصة القصيرة .

 

هل كان هناك شيء والدك يسعى فعله وجاءت الوفاة لتمنعه من ذلك ؟

الحمد لله آخر ديوان طبعه والدى، وكان ديوان "نخلة الماء"، ومضى العقد كى ينشر ويطبع قبل الوفاة بساعات في أقل من يوم، وكان هذا أخر ديوان له، ولكن والدى كان يحلم ألا يقول مصري لا أعرف اللغة العربية الفصحي لأن هذا الأمر كان يضبه كثيرا، ويستغرب كيف لمصرى أو عربى ولا يتمكن من اللغة العربية.

هل عمل والدك وولدتك في ماسبيرو أثرا على تواجدهما في المنزل؟

أى امرأة عاملة، فإن العمل يأخذ من وقتها عن بيتها ، ووالدى كان يعمل صباحا ثم يعود ليتناول وجبة الغداء، ثن يعود لعمله الخاص في المساء، ولكن لم أشعر انهما ليسا متواجدان بشكل كبير عن المنزل، وولدتى عندما كنا أطفال كانت أغلب عملها في الليل اختارت ذلك حتى يكون أبنائها قد عادوا من المدرسة وذاكروا وتناولوا الطعام وبدأوا النوم، فكانت تقسم وقتها ، ولكن كان ولدى وولدتى يجلسان معنا يوميا في طقس الغداء، حيث نتجمع  كلنا على السفرة لتناول الغداء فهو طقس مقدس .


المذيعة يارا شوشة ووالدتها الإعلامية الكبيرة هالة الحديدى

 

ماذا كانت أبرز نصائح فاروق شوشة لأبنائه بشكل عام؟

لم تكن هناك نصائح بل كانت هناك تصرفات ومواقف عملية نتعلم منها الكثير، فوالدى لا يلقن لنا نصائحه بالكلام ولكن هناك طريقة له في الحياة تعلمناها منه وسيرنا عليها .

 

وما أبرز ما تعلمه أبنائه منه؟

تعلمنا منه أت علاقتنا بالله عز وجل ليس لأحد دخل فيها على الإطلاق، فالله سبحانه وتعالى هو من سيحاسبنا وليس البشر، وكذلك كان لديه المثل "امشى عدل يحتار عدوك فيك"، عنوان في حياته، وأنا وشقيقتى نسير على نفس النهج، عندما اخطأ اعترف بخطئى ، فلم نكن نتعلم من والدى ووالدتى في إطار محاضرات إلا في أشياء نادرة وذلك حينها كنا نحتاج نصيحة معينة فكان يرد والدنا عليها ولكن كنا نرى في والدنا نموذج حى من خلال أفعاله والتي ترسد لدينا سلوك معين، وتعملنا منه أيضا أن العمل عبادة، وضرورة أن نهتم بعملنا.

 

من كان أقرب الناس إلى والدك قبل وفاته؟

والدى عندما خرج على معاش كان منذ سنوات في مجمع البحوث العربية ثم بعد ذلك أمين عام المجمع، ولم يكن من أرباب المعاشات، بل إنه بعد المعاش كان يعمل أكثر مما كان يعمل في الإذاعة مذيع ورئيس الإذاعة ، والقريبين منه كثيرين فشقيقه الأصغر منه كان أقرب الناس له وأصدقائه كثر وكان لديه مجموعة معينة من الأصدقاء نعتبرهم أعمامنا ، كان لديه ناس قريبة منه في دائرة العمل وأناس أخرين مجرد زملاء ، كما أن والدى كان يدعى لندوات، ويتم الاحتفاء به بشكل كبير في كل الدول العربية، ولديه نشاطات في مصر وخارج مصر .

 

والدك عمل فترة في الكويت .. هل تحدث معكم عن تلك التجربة؟

بالفعل والدى ذهب للعمل في الكويت، وكان ذاهبا للعمل لعدة سنوات، ولكن لم يستطع أن يتبعد عنا فعاد سريعا، ولم يمكث كثيرا هناك ، ولكن والدى كان يسافر كثيرا ومرتبط بعمل معين بشكل دورى فى بلدان معينة وعمال موسمية، وكنا دائما نداعبه ونقول له "شكلك متزوج في هذه البلد" وبالطبع كل هذا دعابة.

 

لماذا لم تحاول أسرة فاروق شوشة توثيق مسيرته المهنية في كتاب لتتعلم منه الأجيال؟

لا يوجد لدينا أحد من أفراد أسرته لديه ملكة الكتابة، وبالفعل فكرنا في ذلك ، فأبى كان يريد أن يستفيد الجمهور بمكتبه، حيث إن لديه مكتبة كبيرة للغاية فيها عدد ضخم من الكتب وكان يريد أن تذهب هذه المكتبة لجهة تستفيد بها والناس تقرأ هذه الخطوات، وبالفعل هناك خطوات تتخذ لأن تكون هه المكتبة في كنف مجمع اللغة العربية ووعدوا في المجمع أن يكون لهذه المكتبة مكانة خاصة بشكل يليق باسم فاروق شوشة، وكان لدينا خطأ في تاريخ ميلاده في موقع ويكبيديا  حيث كتب تاريخ ميلاده في فبراير، ولكن في الصحيح كان تاريخ ميلاده يوم 9 يناير، وشقيقتى اجتهدت وتواصل مع القائمين على موقع ويكبيديا وتم تغيير التاريخ، ولكن للأسف بعض الصحف كانت تعتمد على التاريخ الخطأ لميلاد والدى، وكذلك مقاله والدى في جريدة الاهرام كان تحمل كثير من نفسه خاصة عندما كان يتحدث عن صديق أو وفاة عزيز أو موقف عن مصر أو العالم .

والدك حصل على جوائز عديدة طوال مسيرته.. ولكن ما هي الجائزة التي كانت أقرب إلى قلبه؟

والدى كان يفتخر بكل الجوائز، ولكن تظل أكثر جائزة كان يحبها كان جائزة النيل التي حصل عليها قبل الوفاة، واكت لافتة كريمة وتكريم كبير وهو موجود وهو من يستلم الجائزة بنفسه فكان شيء سعيد لنا وله وهى قريبة من قلوبنا جميعا.

 

كيف لامستى حب العاملين بماسبيرو لوالدك بعد وفاته؟

منذ أول يوم التحقت فيه بمبنى ماسبيرو والكثيرين يتحدثون عن أن والدى كان له فضل كبير عليهم في عملهم.

 

الإعلامية هالة الحديدى تأثرت كثيرا بوفاة زوجها فاروق شوشة.. كيف تتحدث عنه بعد وفاته؟

نحن لا نتقابل أو نتحدث بالتليفون نحن أو والدتنا أو الأحفاد إلا ونذكر والدنا فاروق شوشة، فأغلب حديثنا مع بعضنا عن والدى، فهو الغائب الحاضر في كل أحاديثنا.

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع