تعيش محافظة الأقصر هذه الليلة في عيد، مع الاحتفالية الكبرى التي يشهدها افتتاح طريق الكباش، حيث تتجه أنظار العالم اليوم إلى هذا الحدث الضخم الذى يعد أكبر مشروع في تاريخ وزارة الآثار، وهو ما يعد ترويجا كبيرا للسياحة المصرية.
وداعب الرئيس عبد الفتاح السيسى الأطفال الحاضرين احتفالية طريق الكباش، المقامة في محافظة الأقصر، وذلك خلال دخوله مقر الاحتفالية.
واستعرض وزير السياحة والآثار، الدكتور خالد العناني، للرئيس عبد الفتاح السيسي، تفاصيل احتفالية افتتاح طريق الكباش، والتي من المقرر عرضها خلال الدقائق القادمة على مرأى ومسمع من العالم.
وشرح خالد العنانى، وزير الآثار لـ الرئيس عبد الفتاح السيسى تاريخ معبد الأقصر، وطريق الكباش، موضحا أن أجدانا كانوا يعدون الأقاليم من الجنوب للشمال، وأجدادنا خاضوا معركة ضد الهكسوس وأصبحت الأقصر هى عاصمة لمصر، وأصبح هذا المعبد هو معبد المدينة.
وأضاف وزير الآثار، خلال شرحه للرئيس السيسى، أن طريق الكباش لم يكن تمثالا فقط ولكن يتضمن زرعا وشجرا وورشا ومصانع طوب وفخار وأسلوب الرى والحياة كلها متكاملة، ومعبد الأقصر كان اسمه المعبد الجنوبى.
وتابع وزير الآثار، أن المعبد تم بناؤه فى القرن الـ15 قبل الميلاد، وهناك تمثالين للملك رمسيس الثانى وهو جالس و4 تماثيل وهو واقف.
قال العنانى: "نحن الآن داخلين على معبد الأقصر، والملك رمسيس الثانى عاش في القرن الـ13 قبل الميلاد، وهنا توجد مسلة بها مجموعة من القردة وهم يحيون الشمس، ويوجد تمثالان ضخمان للملك رمسيس الثانى وعلى اليمين زوجته، والفناء الأول يظهر جمال الحضارة المصرية.
وأضاف وزير الآثار، خلال شرحه للرئيس السيسى تاريخ معبد الأقصر: "الملك رمسيس الثانى من الأسرة التاسعة عشر، ويوجد بقايا كنيسة وفوقها مسجد وهو مسجد أثرى عمره 800 سنة في نهاية العصر الأيوبى، ويوجد فناء قام به الملك رمسيس الثانى وهو فناء مكشوف به أعمدة، وهناك 14 عامودا لأمنحتب الثالث، والجدران الموجودة في الأعمدة تحكى عن عيد الأوبت".
قال الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، إن هناك 11 تمثالا للملك رمسيس الثاني فى متحف الأقصر، وتمثالين ضخمين لرمسيس الثاني، وهناك تماثيل أقدم للملك أمنحوتب، بالإضافة إلى البردى رمز الدولة القديمة، والجدران تحكي عيد الأوبت.
وأضاف: "الشعب المصري على مر السنين كان يحافظ على تماسكه من خلال الاتحاد والتماسك ومن تقديسه لنهر النيل، وهو ما أظهرته الرسومات على جدران المعابد".
قالت السيدة منال من المرممين لطريق الكباش، إن محافظة الأقصر عروس متوجة بفضل الرئيس السيسى ودعمه، مشيرة إلى فى حديثها إلى الرئيس السيسى خلال حفل افتتاح طريق الكباش، إلى أنها من ضمن فريق العمل للكشف عن طريق الكباش، وكنا ننتظره منذ سنوات، والحمد لله يتم افتتاحه بفضل الرئيس السيسى ودعمه، بالإضافة إلى افتتاح العديد من المتاحف والمناطق الأثرية.
وتابعت: "كل ذلك بفضل سيادتك ودعمك الذى يصلنا على لسان رئيس الوزراء الذى كان يشرفنا هنا ويمارس الشغل بنفسه ويطلع معانا على السقالة ويشوف الشغل ويوجهنا، وكان دعما قويا للعمل في منتهى الحماس، ونشكر سيادتك".
وتألق النجمان محمد حماقي ولارا إسكندر، بأغنية "هنا بداية الحياة"، فى حفل افتتاح طريق الكباش الرابط بين معبدى الأقصر والكرنك.
وتألقت الفنانة لارا إسكندر، في الغناء باللغة الإنجليزية، في حفل افتتاح طريق الكباش، وذلك بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة قرينته.
وتقول كلمات الأغنية: "أساطير في المدى بتحلق من الأرض للسما، حكولي على كنوز ولا في الأحلام، مفيش منها اتنين، النور جابنا هنا، وهنا لما فتحت عينيه شفت الأقصر، عندنا إيمان بحلمنا ومصدقينه، مهما دورنا ولفينا، طريقي بيرجعنى تاني ليكي، وفي وادي الملوك هنا دايما بحس إنى اكتفيت، كل ركن وراه تاريخ محفوظ وكأن الأحلام ممكن تتحقق، الأقصر مهد الحياة".
وعرضت احتفالية افتتاح طريق الكباش، فقرة استعراضية، استرجعت فيها للذكريات بالحناطير من أمام طريق الكباش ومعبد الأقصر، كما جسدت الفقرة الفنية أغنية فرقة رضا الأقصر بلدنا بلد سواح.
وعرضت احتفالية طرق الكباش، فيلما تسجيليا عن مدينة الأقصر، وأبرز آثارها ومعالمها السياحية، وشارك فى الفيلم التسجيلى الذى حمل عنوان "الأقصر السر" بعض الفنانين.
وعرضت احتفالية طريق الكباش، المقامة حاليا بمحافظة الأقصر، فقرة غنائية فلكلورية، وأدت الأغنية المطربة هند الراوى.
وتتجه أنظار العالم، مساء اليوم الخميس، على الاحتفالية الترويجية والحضارية لمدينة الأقصر، احتفالا بالانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى "طريق الكباش"، وهو من أهم الطرق والعناصر الأثرية الخاصة بمدينة طيبة القديمة، التى توليها الدولة اهتماما كبيرا فى الكشف عنها، فقد تم الكشف عن الطريق التاريخى لملوك الفراعنة منذ أكثر من 72 سنة، واستمرت أعمال الحفائر خلال الفترة الماضية بعد فترة توقف فى عام 2011 وعادت أعمال الحفائر والتطوير الخاصة بالطريق فى عام 2017، نظرا لكونه أحد العناصر المهمة لموقع طيبة على قائمة التراث العالمى التابعة لمنظمة اليونسكو، ما سيجعل من مدينة الأقصر متحفا مفتوحا.
طريق الكباش الفرعونى
هو عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة، منها عيد "الأوبت"، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديما سد حجرى ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.
تاريخ طريق الكباش
يعود طريق الاحتفالات إلى قبل أكثر من 5 آلاف عام، عندما شق ملوك مصر الفرعونية فى طيبة "الأقصر حاليا" طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه علية القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، تزامنا مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية «آخر أسر عصر الفراعنة».
بدأت أعمال الحفائر بالطريق فى نهاية الأربعينيات من القرن العشرين بواسطة الأثرى زكريا غنيم، حيث قام عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبى الهول، كما قام الدكتور محمد عبدالقادر 1958م- 1960 م، بالكشف عن 14 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد عبدالرازق 1961م - 1964 بالكشف عن 64 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت، والطريق المحاذى باتجاه النيل، كما قام منصور بريك عام 2006م بإعادة إعمال الحفر للكشف عن بقية الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن، بالإضافة إلى قيامة بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة، ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع