مدارس الأقصر تحتفى بحفل "إحياء طريق الكباش" العالمى المنتظر.. طلبة يزورون معابد الكرنك والأقصر للترويج بين السياح.. ومعلم ومعلمة يرتديان الزى الفرعونى بيوم ترفيهى.. وإذاعة مدرسية حول تاريخ الكباش بمدرسة السلام

لا تزال إحتفالية المشروع القومى لـ"إحياء طريق الكباش الفرعونى" المنتظر خلال الأسابيع المقبلة، تلهب قلوب الجميع فى مختلف المدارس بمحافظة الأقصر، حيث أنه على مدار الأيام الماضية نظمت 3 مدارس بالأقصر، فعاليات متنوعة فى المدارس ما بين إذاعة مدرسية واحتفالات داخل المدارس، وزيارات للمعابد للترويح للحفل العالمى المنتظر خلال الأيام المقبلة.

ويستعد العالم أجمع لمشاهدة الاحتفالات التى كان يقوم بها القدماء المصريون منذ أكثر من 5 آلاف خلال "عيد الأوبت" فى قلب طريق الكباش الفرعونى المنتظر افتتاحه خلال الأيام المقبلة رسمياً، وذلك على الهواء مباشرة بأيادى أحفاد الفراعنة، وبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، حيث كان "عيد الأوبت" أشبه بكرنفال مميز يتم بصورة سنوية على أرض الأقصر يتم خلاله تنصيب الملوك أو الاحتفال بالمناسبات والذكريات السعيدة.

 

المدرسة الأولى التى نظمت فعاليات للترويج للحفل العالمى المنتظر، فهى مدرسة المستقبل بمدينة الطود شرق المحافظة، والتى قامت فى مشهد مبهج لطلبة المدرسة بتنظيم فعالية مختلفة من نوعها لدعم المجهودات الكبرى التى تقام على أرض معابد الكرنك ومعبد الأقصر، بتنظيم زيارة لتلك المعابد بأطفال المدرسة وهم يرتدون الزى الفرعونى لمشاركة سحر الحضارة المصرية القديمة مع الأفواج السياحية خلال زيارتهم لمصر للترويج بطريقتهم الخاصة للحفل العالمى المنتظر لإفتتاح المشروع القومى لإحياء طريق الكباش الفرعونى.

 

وكان فى إستقبال طلبة المدرسة وهم بالزي الفرعونى خلال زيارتهم لمعابد الكرنك، الدكتور مصطفى الصغير مدير معابد الكرنك وشرح لهم ما يتم على أرض الأقصر حالياً من أحداث عالمية منها المشروعات القومية للتطوير فى مختلف أرجاء الكرنك، بجانب التجهيزات لطريق الكباش الفرعونى وتزيينه بالألوان والإضاءة المبهجة، وذلك إستعداداً للحفل العالمى لإفتتاح المشروع القومى "إحياء طريق الكباش الفرعونى" بحضور كبار رجال الدولة والعالم أجمع.

وفى هذا الصدد يقول المهندس أحمد الرملى مدير المدرسة، أنه منذ أسابيع ومصر والعالم بأكمله يتابعون ما يحدث على أرض الأقصر من حفائر بطريق الكباش وتجهيزات للطريق وبروفات يومية للحدث العالمى المنتظر، ولذلك قررت إدارة المدرسة تنظيم تلك الفعالية بشكل مختلف ليرتدي الأطفال الزى الفرعونى ويزورون معابد الكرنك ومعبد الأقصر ويقومون بجولات فى المعابد الفرعونية وهم يحملون أسماء وصور ملوك وملكات الفراعنة للترويج للحفل العالمى المنتظر بين السائحين والزوار من حول العالم للأقصر فى تلك الأيام، موجهاً الشكر لكل المشاركين بالفعالية ورجال الكرنك ومعبد الأقصر على دعمهم لإنجاح الفعالية وإبهاج الطلبة والطالبات خلال الزيارات.

 

المدرسة الثانية التى احتفت بالحفل المنتظر لطريق الكباش، هى مدرسة الفرنسيسكان والتى شهدت فعاليات يوم مدرسي وإحتفالية مميزة، وذلك للتعرف على الحدث العالمى المنتظر لإفتتاح مشروع "إحياء طريق الكباش الفرعونى" خلال الأسابيع المقبلة، حيث إرتدى الطلبة والمعلمين بالمدرسة الزي الفرعونى وأقاموا إحتفالية فى مشهد مبهج لطلبة المدرسة.

وتم تنظيم تلك الفعالية داخل أروقة المدرسة، في إطار مشاركة المدرسة في إحتفالات الاقصر بإعاده إفتتاح طريق الكباش وتحت رعاية الأب شنوده نصيف مدير المدرسة، حيث شملت الإحتفالية للتعريف بالحدث وعرض بانوراما طريق الكباش وشارك المعلمين في العرض.

 

ويقول الأب شنوده نصيف مدير المدرسة، أنه قام الطلبة والطالبات خلال الإحتفالية بإستعراض "الأقصر بلدنا"، وقد شرف المدرسة بالحضور خلال الحفل كل من محمد حسين رئيس قسم التعليم الخاص بالمديرية، والشايب تكلا موجه عام المسرح بالمديرية، وآمال عبد العزيز موجه تربية مسرحية بالادارة.

 

والمدرسة الثالثة بمحافظة الأقصر التى تنظم فعاليات إحتفالية تزامناً مع إستعدادات وتجهيزات الأقصر للحفل العالمى المنتظر، هي مدرسة السلام للتعليم الأساسي، حيث أقدمت المدرسة برعاية الدكتور محمد السيد وكيل وزارة التربية والتعليم بالأقصر، بتنظيم فعاليات إذاعة مدرسية حول "إحتفالية طريق الكباش" المنتظرة خلال الفترة المقبلة، حيث ظهر طالب وطالبة وهما يرتديان الزى الفرعونى ويحملان مفتاح الحياة وبرديات فى أيديهما وقدما فقرة كاملة فى الإذاعة المدرسية عن الحفل المنتظر وقصة وتاريخ الطريق الأقدم فى العالم، وذلك بحضور الأمين العام لمدارس سنودس النيل الانجيلى القس باسم بشرى، وسط بهجة كبيرة بين الطلاب حضور طابور الصباح بالمدرسة.

 

ويعد طريق الكباش الفرعوني سحر من تاريخ الجضارة الفرعونية المتواجد في قلب مدينة الاقصر حتي يومنا هذا منذ آلاف السنين، فهو عبارة عن طريق إحتفالات تاريخي يضم تماثيل أبو الهول أو الكباش بطول 2700 متر من معبد الأقصر لمعبد الكرنك، وكان في العصور الفرعونية عدد الكباش في الصفين 1300 كبش ما بين كل كبش وكبش 4 أمتار، وطول الكبش الواحد حوالي 2.50 متر، والموجود حالياً من كافة تلك الكباش الـ1300 لا يزيد عن 300 كبش فقط من الكباش الأصلية، وباقي الكباش عبارة عن بقايا وتدمرت في العصور التي أعقبت العصور الفرعونية، كما قام الأهالي قديماً بالتعدي علي المناطق الآثرية والإهمال خلال السنوات السابقة، حيث أخذ العشرات من الأهالي الكتل والكباش وأقاموا عليها المنازل وجعلوها أساس حجري لمنازلهم، كما كان يزين الطريق بين كل كبش وآخر دائرة مزروع بها زهور ومربوطة بقنوات مياة لري الزهور.

 

وبدأ بناء هذا الطريق على يد الملك أمنحتب الثالث، الذي بدأ تشييد معبد الأقصر، ولكن النصيب الأكبر من التنفيذ يرجع إلى الملك نختنبو الأول، مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية آخرأسرات عصر الفراعنة، ويبلغ طول الطريق2,72 كم، وعرضه 700 متر، ويصطف على جانبيه 1200 تمثال، نُحت كل منها من كتلة واحدة من الحجر الرملي، وأقيمت على هيئتين؛ الأولى تتخذ شكل جسم الأسد ورأس الإنسان، باعتبار الأسد أحد رموز إله الشمس، أما الهيئة الثانية فكانت على شكل جسم كبش، ورأس كبش، وهو رمز من رموز الإله خنوم،إله الخصوبة في الديانة المصرية القديمة، الذي قدسوه باعتباره الإله الخالق للبشرية كلها.

 

ومن جانبه يقول الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه تعتزم وزارة السياحة والآثار، إعادة الاحتفال بأحد الأعياد المصرية القديمة وهو "عيد الأوبت" حيث تجهز الوزارة حالياً لافتتاح مشروع ترميم طريق الكباش، الذى يربط بين معبدى الأقصر والكرنك بطول 2700 متر، وسيتضمن الاحتفال فعالية كبرى لإعادة إحياء "عيد الأوبت"، أحد أقدم أعياد المصريين القدماء، وكان يُقام سنويا فى هذا الطريق، موضحاً أنه المعلومات الموجودة على جدران المعابد توضح أن الاحتفال كان يقام سنويا أثناء موسم الحصاد بداية من عصر الدولة الحديثة خلال شهور سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، وكذلك يعد عيد "الأبت" من أهم أعياد التقويم فى مصر القديمة، ويرمز إلى "تجديد شباب ملوك الفراعنة من وحى الطبيعة"، ووفق الموقع الرسمى لوزارة الآثار المصرية، فإن المصريين القدماء لاحظوا أثر الطبيعة المتجددة التى أحاطت بهم، مثل الشمس، وفيضان النيل سنوياً.