بوابة صوت بلادى بأمريكا

وارن بافيت ملياردير الغلابة.. بدأ حياته بائع صحف واعتلى عرش الأغنى فى العالم.. خاض رحلة "الخلاص من الثروة" عام 2006.. تبرعاته للأعمال الخيرية بلغت 37.4 مليار دولار.. وفلسفته: الادخار عادة ينبغى اكتسابها

يعيش الملياردير وارن بافيت حياة بسيطة وغير مكلفة، حيث تبلغ وجبة إفطار التى يتناولها من أحد ‏المطاعم 3 دولارات فقط كما أنه يفضل استخدام المواصلات العامة في تنقلاته على الرغم من تصنيفه ‏السابع من أغنياء العالم.‏

ويعرف عن "بافيت" أنه لا يولى أهمية للمقتنيات والحياة الفارهة، ودائما ما ينصح الشباب بعدم الإسراف ‏والابتعاد عن بطاقات الائتمان لأنها تجعلهم يعيشون فى مستوى يفوق إمكانياتهم.

وقطع الملياردير الأمريكي وارين بافيت، حتى الآن، منتصف الطريق نحو هدفه بالتبرع بثروته الهائلة، ‏لكن رغم أنه لا يزال لديه 100 مليار دولار متبقية للتبرع بها، إلا أنه لا يخطط لمشاركتها مع أبنائه.‏

وكرر أسطورة الاستثمار الأمريكي باستمرار اعتقاده الراسخ بأن ثروته الصافية "غير المفهومة" من الأفضل إنفاقها ‏في الأعمال الخيرية بدلا من المحافظ الاستثمارية لأبنائه، حسبما ذكرت شبكة "سي إن بي سي".‏

وقال بافيت في مذكرة للمساهمين في وقت سابق هذا العام: "بعد الكثير من  متابعة العائلات فاحشة ‏الثراء، إليكم نصيحتي؛ اتركوا للأطفال ما يكفي حتى يتمكنوا من فعل أي شيء، ولكن ليس ما يكفي حتى ‏لا يفعلوا أي شيء".‏

وأضاف أن أبناءه البالغين يتابعون الجهود الخيرية التي تنطوي على المال والوقت، واصفا عمله ‏الخيري بأنه "أسهل عمل في العالم" لأن "العطاء غير مؤلم وقد يؤدي إلى حياة أفضل لك ولأطفالك".‏

وذكر الرجل البالغ من العمر 90 عاما أنه لاحظ أن سلوك الأسرة متوارثة الثروة، أو انتقال الثروة الهائلة ‏من جيل إلى آخر، أقل شيوعا في الولايات المتحدة منه في البلدان الأخرى، وأنه يعتقد أن جاذبيته ‏ستتلاشى على الأرجح.‏

ورغم تلك القناعات، إلا أن هذا لا يعني أن أبناء بافيت، وهم الآن في الستينيات من العمر، لم يتلقوا أي شيء من والدهم، حيث ذكرت ‏صحيفة "واشنطن بوست" عام 2014 أن كل ابن لديه مؤسسة بقيمة ملياري دولار يمولها بافيت نفسه.

وأعلن بافيت في بيان أنه تبرع بقيمة 4.1 مليار دولار من أسهم "بيركشاير هاثاواي" لخمس مؤسسات ‏خيرية كجزء من جهوده للتخلي عن 99% من ثروته بنهاية حياته، وبذلك يصل إجمالي تبرعه إلى 41 ‏مليار دولار.‏

ويخطط المستثمر، الذي كان في وقت ما أغنى رجل في العالم ويمتلك حاليا ثروة تزيد على 100 مليار ‏دولار، لتوزيع أسهمه المتبقية البالغة 238 ألف سهم لجهات خيرية.‏

وفي يوليو الماضي تبرع بافيت بنحو 2.9 مليار دولار من أسهم مؤسسة بيركشاير هاثاواي لأربع ‏مؤسسات خيرية عائلية ومؤسسة بيل وميليندا جيتس وذلك في أحدث مساهمة خيرية يقدمها ضمن خطته ‏للتنازل عن ثروته.‏

وقالت مؤسسة بيركشاير في بيان إن التبرع السنوي الخامس عشر لبافيت بلغ 15.97 مليون سهم من ‏الفئة "ب" في بيركشاير، ويرفع هذا التبرع للمؤسسات الخيرية ما قدمه بافيت لأكثر من 37.4 مليار ‏دولار منذ بدأ التبرع بأسهم شركته في 2006‌‎.

.

وأعلن بافيت لأول مرة عن خطته للتخلي عن الغالبية العظمى من ثروته في عام 2006، عندما كان يبلغ ‏من العمر 75 عاما وامتلك 475 ألف سهم في "بيركشاير هاثاواي"، وقالت مجلة فوربس بالتزامن مع ‏اخر تبرع قدمه بافيت لمؤسسة بيل وميليندا جيتس في يوليو الماضي ان ثروته تقدر بنحو ‌‎71.4‌‏ مليار ‏دولار ويعتبر هو السابع في قائمة اغنياء العالم. ‏

وعرف عن الملياردير الأمريكي تواضعه وعشقه للقراءة، وعلى الرغم من كبر سنه يقضي 80% من ‏وقته في القراءة، بحسب ما ذكره في أحد لقاءاته التليفزيونية.

ويقول "بافيت": "أعتقد أن أعظم خطأ هو عدم تعلم عادات الادخار بشكل صحيح في وقت مبكر فالادخار ‏عادة ينبغي اكتسابها".

ويرى أنه إذا كانت لدى الشخص القدرة على العيش بمستوى أقل مما هو فيه الآن فيمكنه صنع أول مليون ‏دولار بسهولة كبيرة.‏

ولد وارن بافت رجل الأعمال وأشهر مستثمر أمريكي في بورصة نيويورك بولاية نبراسكا بالولايات ‏المتحدة الأمريكية عام 1930‌.

وعندما بلغ الحادية عشرة من عمره بدأ يعمل في بيت السمسرة الذي كان يديره والده، حيث اشترى أسهمه ‏الأولى، وعندما أصبح في الرابعة عشر من عمره كان يجني 175 دولاراً في الشهر من توزيع صحيفة ‏واشنطن بوست، كما اشترى أرضاً زراعية في نبراسكا مقابل 1200 دولار.

والتحق بافيت بكلية وارتون التابعة لجامعة بنسلفانيا في عام 1947 ثم انتقل إلى جامعة نبراسكا وتخرج ‏منها، ليحصل في عام 1950 على درجة بكالوريوس في العلوم.


هذا الخبر منقول من اليوم السابع