شهدت قرية السيفا التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية اليوم، إنهاء خصومة عائلية تعود إلى ثلاث سنوات ماضية، عندما لفظ طالب انفاسة الأخيرة داخل المستشفى متأثرا بإصابته فى مشاجرة نشبت مع زميل له، عقب خروجهما من أحد مراكز الدروس الخصوصية بالقرية.
وشهدت القرية تواجدا أمنيا قبيل انطلاق جلسة صلح وتقديم كفن بين العائلتين، ووسط سرادق كبير أقيمت مراسم تقديم عائلة فرحات الكفن لعائلة نصر بالقليوبية بعد مقتل الطفل أحمد مدحت فى حضور القيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ وكبار العائلات ورجال الدين والعديد من أهالى القرية والقرى المجاورة .
وبدأت الجلسة بقراءة القرآن الكريم، ثم كلمات من القيادات الموجودة فى الجلسة وبعض كبار العائلات، الذين أثنوا على جهود الأجهزة الأمنية فى إنهاء الخصومة، وعقب تقديم الكفن تصافح الطرفان من العائلتين وبدأت عائلة نصر الدين فى تلقى العزاء الخاص بنجلهم .
وقال مدحت على منصور نصر الدين والد الطفل المتوفى أحمد، إنه بالأصالة عن نفسه ونيابة عن عائلته يتوجه بالشكر لرجال الأمن والأجهزة التنفيذية وكل من ساهم فى اتمام هذا الصلح، مؤكدا أنه قبل الصلح بالطريقة المتفق عليها بين عائلته وعائلة الطفل الجانى وسيتقبل واجب العزاء فى نجله تأكيدا على قبوله هذا الصلح .
وأضاف والد الطفل المتوفى أنه بشأن دية نجله سوف يقوم بالتبرع بها لصالح إنشاء مدرسة فى القرية على أن تحمل اسم نجله تخليدا لذكراه، وهو بصدد التقدم بطلب للجهات المختصة لاتخاذ الاجراءات الخاصة ببناء المدرسة .
وقال الحاج محمد على نصر الدين، عم الطفل أحمد مدحت إن والده أعلن التبرع بمبلغ الدية والمقدرة بنحو مليون جنيه، لبناء مدرسة بالقرية وإطلاق اسمه عليها.
وقال محمد على منصور عم الطفل المتوفى أحمد مدحت، إن نجل شقيقه كان يبلغ من العمر 13 سنة وحدثت مشاجرة بينه وبين زميله فى أثناء تلقى الدروس الخصوصية وتلقى ضربة بعصا أسفل جدار المخ أحدثت نزيفا فى المخ ولقى حتفه بعدها.
ودخلت أسرة الطفل أحمد مدحت فى جدال مع أسرة الطفل الجانى ورفضنا تلقى العزاء فى الطفل المتوفى، حتى جرى التوصل لحل بين الطرفين، بعد أن نجحت جهود الأجهزة التنفيذية والأمنية فى تحقيق الصلح بين الطرفين من خلال تقديم الكفن من والد الطفل الجانى، وتم استلام الكفن ودية المتوفى وجرى قبول العزاء فى وفاة أحمد مدحت.
وأضاف عم الطفل المتوفى إن عادة تلقى الكفن لا تخص أهل الصعيد فقط ولكن الريف المصرى جزء لا ينفصل عن أهل الصعيد، وعلى الرغم من أن مال الدنيا لا يكفى لعودة الحياة لنجله ولكن عائلة نصر الدين يعتبرون أن الكفن هو رد شرف وكرامة العائلة بالكامل، مؤكدا أن العائلة أعلنت رسميا عن قبول العزاء فى الطفل المتوفى ودعوة كل الأهل والمعارف عن هذا الحدث تأكيدا على عودة حق الطفل المتوفى لأهله.
وقال حسيب عبد الرازق من أهالى قرية السيفة إنه كان أحد الوسطاء بين العائلتين بحكم روابط الجيرة مع عائلة نصر الدين، وكذلك بحكم معرفته بعائلة فرحات ، مؤكدا أن والد الطفل الجانى كان له دورا كبيرا فى حل المشكلة كونه يدرك مدى المصاب الاليم الذى عاشته أسرة الطفل المتوفى، حيث كان نجله الوحيد وبعد جهود مضنية نجحت كافة الجهود فى التوصل لهذا الحل السلمى وحقن الدماء بواقعة تقديم الكفن.
وقال أحمد السيد نصر الدين، عم الطفل أحمد مدحت نصر إن الواقعة حدثت فى قرية السيفا بمركز طوخ فى محافظة القليوبية، مشيرا إلى أنه تم توزيع دعوات لأخذ عزاء الشاب أحمد مدحت بعد وفاته قبل 3 سنوات، موضحاً أن أسرة الجانى قدمت الكفن لهم بحضور عدد كبير من قيادات المحافظة.
وأشار إلى تدخل البعض لإنهاء الخلاف، حيث تم الاتفاق على تقديم الكفن ومن ثم تقديم واجب العزاء الذى لم يؤخذ منذ 3 سنوات والترويج له من خلال القيام بطباعة الدعوات التى توزع على الأهالى.
شقيق قاتل الطفل يحمل الكفن قبل تسليمه لوالده
اهالى القرية اثناء مراسم تسليم الكفن والدية
القيادات الامنية والتنفيذية واهالى القرية
اجراء الصلح بين العائلتين
والد الطفل المتوفى يقبل الكفن من اسرة القاتل
والد الطفل المتوفى يتبرع بقيمة الدية لبناء مدرسة بالقرية
والد الطفل المتوفى مع قيادات امنية وتنفيذية
مراسم تسليم كفن قاتل الطفل احمد مدحت
مدحت على منصور والد الطفل المتوفى احمد
عناق بين والد الطفل القتيل واسرة الجانى
عزاء الطفل احمد خالد بعد تقديم الكفن والصلح
صورة مرسومة للطفل المتوفى احمد خالد
صورة عزاء الطفل احمد خالد بالقليوبية
هذا الخبر منقول من اليوم السابع