بوابة صوت بلادى بأمريكا

النول الفرعونى إرث تركه الأجداد وحافظ عليه أبناء نقادة فى قنا.. أبرز خاماته القطن المصرى والكتان والصوف والحرير.. إنجاز قطعة واحدة يتطلب مهارة فائقة ويستغرق ساعات.. وأقدم الحرفيين يتمنى استمرار "الفركة".. صور

رغم مرور آلاف السنين على صناعة النول الفرعوني، إلا أن أبناء مركز نقادة جنوب محافظة قنا، مازالوا يحافظون على وجوده ويستعملونه فى صناعة ورثوها عن أجدادهم الفراعنة للحفاظ عليه وعلى حرفة الفركة من الإندثار، فمنذ أكثر من 50 عاما بدأ أحمد سليمان، أقدم حرفيى صناعة الفركة خطواته الأولى نحو الخوض فى غمارها رغم تراجع دخلها وصعوبة ما يقوم به من أعمال داخل حفرة بعمق المتر ونصف بالأرض.

وبزى صعيدى وعمامة تعلو رأسه ووجه يحمل لون حبات القمح المنبتة فى الأرض الجنوبية التى رويت بمياه النيل، يجلس أحمد سليمان عدة ساعات لإنجاز قطعة واحدة من النسيج حيث تحتاج إلى مهارة ودقة، فخيط يخطئ طريقه قد يؤدى إلى ضياع مجهول الصانع لساعات، فمنذ أكثر من 50 عاما، بدأت أولى خطوات الرجل لتعلم الصناعة التى عشقها منذ الصغر وترك دراسته لكى يتقنها وتشكل مصدر دخل ينفق من خلاله على أسرته.

وقال أحمد سليمان، إن هناك عدة أدوات تستخدم فى صناعة قطعة الفركة منها القطعة الأهم وهو النول الخشبى الذى يصنع من الخشب، ويركب بطريقة تجعله قابلة للفك والتركيب، بالإضافة إلى استخدام خامات القطن المصرى والكتان والصوف والحرير الذى يعد الخامة الأغلى من بين تلك الخامات المستخدمة فى انتاج قطعة من الفركة.

وتابع سليمان، إن التصميمات فى قطعة الفركة تختلف بحسب ذوق الصانع وطلب المشتري، فهناك العديد من الأشكال التى يستطيع الصانع تنفيذها، وشهدت التصميمات تطورًا فى تنفيذها عن السابق، حيث طور الحرفى أو الصانع من الأشكال واعتمد على الجديد منها المواكب للوقت الحالي.

وكشف أحمد سليمان، صانع الفركة، عن يومه المعتاد فى الصناعة، حيث يصل إلى مكان العمل فى الصباح ويبدأ فى تجهيز الأدوات والإعداد قبل العمل على النول اليدوي، والجلوس على النول والبدء فى إنتاج القطع التى تحتاج إلى حرفية ومهارة لإخراج المنتج النهائى الذى يطلب منه، ويعود الحرفى للمنزل للراحة أو لاستكمال العمل.

 

وأوضح سليمان، أن أكثر المنتجات التى تلقى رواجا على الزبائن هى منتجان الفبران التى يقبل السائحين على شرائها مع الصوف فى وقت الشتاء لبرودة الجو، وكذلك يطلب الكتان فى وقت الصيف بمصر لخامته الخفيفة، وتمنى أن يتعلم الشباب تلك الصنعة التى تساعدهم على الدخل بدلًا من الاعتماد على أولياء أمورهم.

وتمنى حرفى الفركة، أن تروج منتجاتهم إلى الجميع وخصوصا بلاد أوروبا التى تهتم بالصناعات اليدوية وخاصة الفركة الفرعونية نظرًا لامتداد جذورها إلى العصر الفرعونى وأجدادنا القدماء، وأن تشارك منتجاته فى المعارض المصرية للتعريف أكثر بالفركة ومشتقاتها وتشجيع المنتجات اليدوية.

 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


هذا الخبر منقول من اليوم السابع