نكسة جديدة شهدتها القارة العجوز، ففي الوقت الذى ارتفعت فيه آمال الدول الأوروبية بانتهاء مرحلة الخطر في وباء كورونا، واستقرار معدل الإصابات أو تراجعها في دول عدة، ما أعقبه تخفيف قيود الإغلاق، فضلاً عن الإقدام على وضع خطط لعودة الحياة الطبية لا سيما الدراسة، فوجئت الدول الأوروبية بعودة شرسة لمعدلات انتشار كورونا، وسط تحذير من المزيد من الضحايا للوباء القاتل.
ويرتفع عدد المصابين فى غالبية الدول الأوروبية التى تستعد للعودة إلى المدارس سبتمبر المقبل، ففي الوقت الذي تستعد فيه فرنسا لخطوة مماثلة، فوجئ الجميع بتسجيل أعلي معدل إصابات يومية منذ منتصف إبريل، لتعلن وزارة الصحة الفرنسية مساء الخميس إصابة أكثر من 6 آلاف شخص في البلد الذي تجاوز بالفعل 250 ألف مصاب.
ووصف المسؤول الأول في منظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانز كلوجه، فيروس كورونا بأنه "إعصار بذيل طويل"، محذراً من موجات جديدة لتفشي الفيروس في القارة.
وفي مواجهة عودة تفشي وباء كوفيد-19، بدأت فرنسا وألمانيا على غرار دول أخرى تشديد قيودهما الصحية مع حظر التجمعات الكبيرة في ألمانيا وإلزامية وضع الكمامات في كل أنحاء باريس.
عودة المدارس
وفى منطقة سبليت دالماتيا الكرواتية ، أدى تفشي المرض مرة أخرى إلى دفع الإجراءات ضد الانتشار، حيث حطمت كرواتيا رقمها القياسي الخاص بالمصابين خلال الـ 24 ساعة الماضية ، بوجود 358 حالة تضاف إلى أكثر من 2000 حالة نشطة في البلاد، ويبلغ متوسط عمر المرضى الجدد ، كما ذكرت وزارة الصحة ، 35 عامًا.
وقال وزير الصحة الكرواتي فيلي بيروش: "نحن نتحدث عن عدة صالات رياضية ومراكز لياقة ، والعديد من المطاعم مع موظفين مصابين ، ومباريات منخفضة المستوى حيث كانت هناك إيجابيات في كل من اللاعبين والمتفرجين ، بالإضافة إلى دارتين لرعاية المسنين في سبليت".
وتعانى إيطاليا من أرقام مقلقة، حيث لديها أكبر عدد من الإصابات اليومية منذ مايو والتى وصلت الى 1367 وذلك فى الوقت التى تستعد فيه الدولة أيضا لإعادة فتح مراكزها التعليمية ، مع اختبارات لجميع المعلميين والموظفين الجدد ، حيث يتم اجراء اختبار لأكثر من 80 الف معلم جديد لمحاولة ضمان السلامة والنظافة معهم قدر الإمكان فى الفصول الدراسية، وفقا لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية.
المدارس فى اوروبا
وفي ألمانيا ، تحاول وزارة الصحة ثني مواطنيها عن السفر ، ما لم يكن ذلك ضروريًا ، من خلال تمديد تحذيرها بعدم السفر إلى 160 دولة خارج الاتحاد الأوروبي لمدة أسبوعين آخرين ، حتى 14 سبتمبر، حيث يوجد في ألمانيا اليوم 239000 حالة إصابة بفيروس كورونا.
وفى إسبانيا، قام وزيرا التعليم والصحة الإسبانيين بتفصيل الإجراءات التي تم الاتفاق عليها مع الحكومات الاستقلالية للعودة إلى الفصل الدراسي، والتي تشمل الاستخدام الإلزامي للقناع من سن السادسة، وتوصلت الحكومة المركزية وأقسام الحكم الذاتي إلى اتفاق حول الإجراءات التي تضمن "عودة آمنة إلى الفصل الدراسي"، في مواجهة العودة الوشيكة إلى المدرسة، والتي تأتي في خضم ارتفاع في الإصابات بفيروس كورونا.
وأعلنت ذلك وزيرة التربية والتعليم الإسبانية، إيزابيل سيلا، ووزير الصحة الإسباني سلفادور إيا، بعد الاجتماع الذي عقد أمس الخميس لمناقشة بداية العام الدراسي الجديد، حسبما قالت صحيفة "الموندو" الإسبانية.
الطلاب يرتدون الكمامات فى الفصول
وأعتبر وزير الصحة الإسباني أنه سيتم اعتبار أن هناك تفشيًا في المدرسة عندما تكون هناك ثلاث حالات من كوفيد 19 ،وقال" أوضحت أنه إذا تم اكتشاف عدوى في "مجموعة التعايش المستقر"، فسيتم عزل المجموعة بأكملها ، بينما إذا حدث الشيء نفسه في فصل دراسي عادي، سيتم فقط عزل جهات الاتصال الوثيقة للطالب المصاب".
وحدد وزير الصحة الإسباني أنه في حالة تفشي المرض في عدة فصول دراسية بدون ارتباط وبائي معروف ، فسيتم اتباع نفس الإجراء ، بينما إذا تم العثور على صلة بين الفاشيات "، فيجب دراستها كل حالة على حدة واتخاذ قرارات، مثل إغلاق الفصل الدراسي أو تعليق الخط التعليمي.
كما أوضح سلفادور إيا، أن التعليق المحتمل للنشاط التعليمي هو " قرار يخص المجتمعات المستقلة"، وبهذا المعنى، فقد أوضحت أن الإشارة في هذا الصدد الواردة في مشروع الخطة قد ألغيت"، لكنه أشار إلى أن "هناك إجماعًا واسعًا في مجال المستشارين الصحيين" على أن التدابير من هذا النوع "ستكون الملاذ الأخير"
المدارس
من جانبها أوضحت وزيرة التربية والتعليم أن الخطة المتفق عليها تتضمن 29 إجراء وخمس توصيات ، تتضمن هذه الإستراتيجية ، بالتفصيل ، "بشكل عام" نشاط الفصل الدراسي "لجميع المستويات والمراحل" ، مع إعطاء الأولوية للطلاب الأصغر سنًا ، "على الأقل حتى الصف الثاني من المرحلة الثانية بالإضافة إلى ذلك ، ذكرت سيلا أن المراكز "ستظل مفتوحة طوال العام الدراسي" ، وكذلك غرفة الطعام ، وخاصة للأسر الضعيفة ، طالما أن الوضع الوبائي يسمح بذلك، كما حددت أيضا ان جميع المدارس ستعين شخصًا مسئولا لتنسيق القضايا المتعلقة بفيروس كورونا.
من ناحية أخرى، سيتعين على الطلاب القيام بنظافة اليدين خمس مرات على الأقل يوميًا ، بالإضافة إلى تلقي التثقيف الصحي ، كما أشارت الوزيره إلى أهمية كبيرة في مجال التهوية.
ودافع وزير الصحة دافع عن أن "الظروف موجودة"، بالإجراءات المتفق عليها هذا الخميس، لبدء المسار شخصيًا، وأشار أيضًا إلى أن المسافة بين الأشخاص "لا تزال مهمة" وأصر على ضرورة توفير التهوية علي أن يكون "متكرر للغاية" ، وإذا أمكن ، "ثابت" في الفصول الدراسية.
وحذر الدكتور فورتوناتو باولو دى أنكونا الخبير المتخصص فى علم الأوبئة فى المركز الوطنى لعلم الأوبئة والمراقبة وتعزيز الصحة التابع للمعهد الإيطالى العالى، من أن فيروس كورونا أصبح يضرب شباب إيطاليا، وأصبح متوسط عمر المصابين يقترب من 30 عاما".
الطلاب فى اوروبا
وقال دى أنكونا: "نشعر بالقلق من أن الأعياد تجعل الناس ينسون الحكمة.. آمل أن تؤدى هذه الزيادة غير المتوقعة فى الحالات إلى أن يدرك الناس أن الفيروس لا يزال بيننا، ولا يمكننا منعه إذا لم يكن لدينا سلوك حكيم لا يعنى تقديم تضحيات كبيرة. فى إجازة يمكنك الذهاب ولكن عليك أن تعرف كيفية تجنب التجمعات الكبيرة من الناس. هذا مهم جدا".
وأشارت صحيفة "الموندو" الإسبانية إلى أن العديد من الخبراء يرون أن هناك أسباب أدت إلى انتشار الفيروس بين الشباب، منها زيادة نسب إجراء الاختبارات، وأيضا الملل الناتج عن اتباع إجراءات التباعد الاجتماعى، خاصة بين الشباب الذين يعتبرون أنفسهم خارج دائرة الخطر.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع